مقابلات العمل بين المرونة و الوعي الذاتي
مقابلات العمل بين المرونة و الوعي الذاتي
هل شعرت يوماً بالقلق والتوتر الذي يصاحب اليوم السابق لمقابلة العمل؟
هل شككت بثقتك بنفسك فيما يتعلق بمهاراتك ونقاط قوتك وضعفك؟
هل توقعت يوماً أن التواصل مع عواطفك يمكن أن يساعدك على إجراء المقابلات بثقة ونجاح؟
في مشوار النمو المهني والتقدم الوظيفي الخاص بكل فرد، غالباً ما تحمل مقابلات العمل قدراً لا بأس به من التوتر. وذلك الأمر ربما يكون مفهوماً إلى حد كبير. فقد تفتح لك هذه المقابلات الأبواب أمام فرص جديدة، مما يمكنك من اتخاذ خطوات كبيرة في حياتك المهنية. ومع ذلك، مما يجعل البعض متخوفين من النتيجة. وللتغلب على هذا و العودة لنقطة التوازن بنجاح، من الضروري فهم الترابط بين المقابلات وتجارب عملنا اليومية ومشاعرنا الداخلية. ومن خلال تنمية الوعي الذاتي، وطلب الدعم من شبكتنا، وبناء المرونة، يمكننا إجراء المقابلات بثقة وإيجابية أكبر.
الوعي الذاتي: أساس الثقة
إن فهم أنفسنا هو حجر الزاوية في مواجهة مقابلات العمل بثقة. يتضمن الوعي الذاتي التعرف على نقاط القوة والضعف والمهارات والقيم لدينا. عندما تكون لدينا صورة واضحة عن هويتنا المهنية، يمكننا توضيح مؤهلاتنا بفعالية أثناء المقابلة.
ابدأ بالتفكير في رحلتك المهنية. ما هي الكفاءات الأساسية الخاصة بك؟ ما هي الإنجازات التي حققتها في مسيرتك المهنية حتى الآن؟ هل هناك مجالات تحتاج إلى تحسينها؟
تتيح لك الإجابة على هذه الأسئلة تحديد نقاط القوة الفريدة لديك ومجالات النمو. عندما تتمكن من مناقشة مؤهلاتك بثقة، وإظهار الكفاءة تكون أكثر قدرة على جذب قبول أصحاب العمل؟
علاوة على ذلك، يمتد الوعي الذاتي إلى ما هو أبعد من مجرد فهم مؤهلاتك. ويتضمن أيضاً التعرف على استجابتك العاطفية لعملية المقابلة. هل أنت عرضة للقلق قبل المقابلات؟ هل تعاني من الشك الذاتي خلال مرحلة الإعداد؟
يعد الاعتراف بهذه الجوانب العاطفية أمراً بالغ الأهمية لأنه يمكّنك من معالجتها وإدارتها بفعالية. يمكن أن تساعد تقنيات مثل اليقظة الذهنية أو تمارين التنفس العميق في تهدئة أعصابك ومشاعرك المرتبطة بالمقابلة، مما يسمح لك بتقديم أفضل ما لديك.
بناء نظام دعم: قوة الشبكة الداعمة
في السعي وراء فرص جديدة، فإن وجود نظام دعم أمر لا يقدر بثمن. يمكن للأصدقاء وأفراد الأسرة والموجهين والزملاء تقديم التوجيه والتشجيع والرؤى القيمة. يمكنهم تقديم وجهات نظر مختلفة حول نقاط القوة والضعف لديك، مما يساعدك على تحسين وعيك الذاتي.
تواصل مع الأشخاص الذين تثق بهم وتحترمهم لإجراء مقابلات وهمية وتعليقات على أداء المقابلة. يمكن أن تكون آرائهم مفيدة للغاية في تحديد المجالات و النقاط التي يجب عليك تحسينها. بالإضافة إلى ذلك، يمكنهم تقديم الدعم العاطفي، مما يعزز ثقتك وتحفيزك طوال عملية المقابلة.
تعزيز شبكة المعارف المهنية
علاوة على ذلك، يمكن أن يلعب التواصل أيضاً دوراً مهماً في تأمين مقابلات العمل من الأساس. إن بناء شبكة معارف مهنية قوية يمكن أن يفتح الأبواب أمام الفرص التي قد لا يتم الإعلان عنها علناً. الاستفادة من اتصالاتك يمكن أن تؤدي إلى تلقي عدد أكبر من المقابلات أو الترشيحات.
المرونة: مفتاح البقاء قويا
المرونة هي القدرة على الارتداد من النكسات ومواجهة التحديات بتصميم وإرادة أعلي. يمكن أن تكون مقابلات العمل مرهقة عاطفياً، خاصة عندما تواجه الرفض لفترات طويلة أثناء عملية البحث عن عمل. ومع ذلك، فإن فهم أن الرفض جزء طبيعي من عملية البحث عن عمل يمكن أن يساعدك في الحفاظ على تبني نظرة إيجابية نحو الأمر.
حافظ على عقلية النمو – احتضن الفشل كفرص للتعلم والتطوير الشخصي. يمكن لكل تجربة مقابلة، سواء كانت ناجحة أم لا، أن تقدم رؤى قيمة تساهم في نموك المهني. ركز على تحسين مهاراتك، والتعلم من أخطاء الماضي.
توقعات واقعية
بالإضافة إلى ذلك، فإن البقاء مرنا يعني أيضًا وضع توقعات واقعية. لن تؤدي كل مقابلة عمل إلى عرض مغري، ولا بأس بذلك. من خلال إدارة توقعاتك والحفاظ على موقف إيجابي، يمكنك المثابرة خلال تحديات البحث عن وظيفة والحفاظ على الدافع لمواصلة البحث عن فرص جديدة.
كلمة أخيرة:
لا تقتصر مقابلات العمل على عرض مؤهلاتك فقط؛ إنها أيضاً انعكاس لوعيك الذاتي ومرونتك في التعامل في بيئة العمل ومستوى مهنيتك . من خلال فهم نقاط القوة والضعف لديك، وطلب الدعم من شبكتك، وتنمية المرونة الذاتية، يمكنك إجراء المقابلات بثقة وإيجابية أعلى. تذكر أن كل مقابلة هي فرصة للتعلم والنمو، وكل خطوة في رحلتك المهنية تقربك من الفرصة المناسبة. كن صادقاً مع نفسك، وكن قوياً وواثقاً أن بالنهاية لكل فرد نصيب ملاقيه، ليس عليك سوي اغتنام الفرص التي تأتيك والعمل علي ذاتك.
من خلال الجهد المستمر والالتزام بالعمل علي نموك المهني والشخصي، يمكنك بناء المؤهلات و الثقة اللازمة.
لا تترد في طلب المساعدة من فريق شيزلونج للاستشارات النفسية، للتواصل مع فريق من أكفأ الأطباء والمعالجين الذين يسرهم تقديم المساعدة والدعم .احجز جلستك الآن وأبدأ رحلة التعافي.
كتابة : إيناس طه البداوي
استشاري التربية والصحة النفسية
