عزيزتي المرأة.. كيف تحافظين على صحتك النفسية؟
عزيزتي المرأة.. كيف تحافظين على صحتك النفسية؟
“المرأة ذات القلب السعيد تجلب التوازن” حكمه قالها الحكيم الفرعوني “بتاح حتب” تلخص أهمية الصحة النفسية للمرأة، تُشكل الصحة النفسية للمرأة عنصرًا أساسيًا لرفاهيتها، فهي تُمكنها من تحقيق إمكاناتها الكاملة، والعيش حياة غنية وذات معنى.
ما الذي يؤثر على صحة المرأة النفسية؟
هناك العديد من العوامل التي تساهم في جعل النساء أكثر عرضة للمشكلات النفسية، من بينها:
- أن تكون المرأة من مقدمي الرعاية، مما قد يؤدي إلى التوتر والقلق والعزلة.
- ألا تمتلك المرأة مصدراً للدخل، مما يعرضها لمخاوف بشأن المستقبل والأمن والاستقلال.
- المخاوف بشأن السلامة الشخصية والخوف من المجتمع.
- العمل بشكل أساسي في المنزل، مما يؤدي إلى العزلة الاجتماعية.
- الضغط المجتمعي والتوقعات التي تتعامل معها النساء بانتظام.
- اهتمام المجتمعات بالمرأة الأكثر جاذبية جسديًا.
- النظر إلى الرجال على أنهم ذوو قيمة أعلى، وأكثر صدقًا، ونجاحًا مهنيًا أو ماليًا، وذوي صفات قيادية قوية.
- الضغط الناجم عن الأدوار المجتمعية المتعددة والإرهاق هو المسؤول عن اضطرابات الصحة النفسية لدى النساء.
- أبلغت النساء أيضًا عن مستويات أعلى من التعاطف والفهم العاطفي من الرجال. كان هذا التعاطف الكبير مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بتفاقم القلق والاكتئاب والصدمات.
- من الممكن أن تؤدي التغيرات الدورية في الإستروجين والبروجسترون والهرمونات الأخرى إلى تعطيل وظيفة المواد الكيميائية في الدماغ مثل السيروتونين التي تتحكم في الحالة المزاجية.
ما هي اضطرابات الصحة النفسية الأكثر شيوعاً التي تؤثر على النساء؟
- اضطرابات القلق
أثبتت الدراسات أن النساء أكثر عرضة للإصابة باضطراب القلق في حياتهن أكثر من الرجال، وجد أن هرمون التستوستيرون الذي يوجد عادة بكميات أعلى عند الرجال منه عند النساء له فوائد مضادة للاكتئاب والقلق، أيضًا من المرجح أن تطلب النساء المساعدة للقلق أكثر من الرجال، قد يساهم هذا في ارتفاع معدل التشخيص عند النساء.
- الاكتئاب
تشير الدراسات إلى أن النساء أكثر عرضة للإصابة بأعراض الاكتئاب بمقدار الضعف مقارنة بالرجال، يمكن أن يؤثر الاكتئاب على قدرة الشخص على الذهاب إلى العمل أو المدرسة، وإقامة علاقات مع الأصدقاء والعائلة، وكذلك الحفاظ على أنماط النوم وتناول الطعام الصحية، ويمكن أن يؤدي أيضًا إلى التفكير في الانتحار.
- الانتحار
النساء أكثر عرضة لمحاولة الانتحار، على الرغم من أن الرجال أكثر عرضة للموت عن طريق الانتحار كانت الإناث اللواتي أبلغن عن ظهور أعراض جسدية أعلى أكثر عرضة لمحاولة الانتحار مرة أخرى بعد محاولتهن الأولى، من المهم ملاحظة أنه لمجرد أن شخصًا ما قد لا ينجح في محاولة انتحار لا يعني أنه لن يستمر في النضال مع مضاعفات مدى الحياة نتيجة لذلك.
- اضطراب ما بعد الصدمة
حوالي 20٪ من جميع النساء يتعرضن للاغتصاب أو محاولة الاغتصاب في مرحلة ما من حياتهن، قد يزيد هذا من خطر الإصابة بمشكلة تتعلق بالصحة النفسية، تتعرض النساء لمستويات أعلى من العنف الجنسي ولديهن معدلات أعلى من اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) المرتبط بالعنف الجنسي، يمكن أن يتطور اضطراب ما بعد الصدمة لدى النساء بعد قضايا العنف المنزلي والاعتداء الجنسي والتجارب الصادمة الأخرى، لكل هذا فإن النساء أكثر عرضة بمرتين للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة مقارنة بالرجال.
- اضطرابات الأكل
تؤثر اضطرابات الأكل على النساء أكثر من الرجال، تتضمن اضطرابات الأكل أفكارًا وسلوكيات وسواسية مرتبطة بالطعام ووزن الجسم والمظهر، غالبية الأفراد الذين يعانون من مرض فقدان الشهية والشره المرضي هم من النساء، ويرجع ذلك على الأرجح إلى الضغوط التي تواجهها الإناث لتبدو بطريقة معينة في المجتمع.
كيف يؤثر العمل على صحة المرأة النفسية؟
تشكل النساء أكثر من نصف القوى العاملة العالمية، لكنهن ما زلن يواجهن تحديات صحية فريدة في مكان العمل، وقد يواجهن مشاكل تتعلق بالصحة الإنجابية مثل آلام الدورة الشهرية والمضاعفات أثناء الحمل والتي يمكن أن تؤثر على قدرتهن على أداء واجباتهن الوظيفية والعيش حياة صحية، أحد المشاكل الصحية الشائعة التي تواجهها النساء في مكان العمل هو التوتر، يمكن أن يكون سبب التوتر مجموعة متنوعة من العوامل بما في ذلك متطلبات العمل والتوازن بين العمل والحياة والعلاقات بين الأشخاص، يمكن أن يؤدي التوتر إلى العديد من المشاكل الصحية بما في ذلك القلق والاكتئاب وأمراض القلب وتشكل الصحة النفسية أيضًا مصدر قلق كبير للنساء في مكان العمل حيث قد يواجهن التمييز والتحرش وأشكال أخرى من العنف القائم على النوع الاجتماعي، أظهرت الدراسات أن النساء أكثر عرضة للتعرض للإجهاد والإرهاق في مكان العمل، مما قد يؤدي إلى القلق والاكتئاب.
كيف يمكن لأصحاب العمل دعم الصحة النفسية للمرأة؟
- خلق بيئة صحية في مكان العمل
يمكن أن تؤثر واجبات الوظيفة ومستوى التوتر والبيئة بشكل كبير على صحة الموظف وسعادته بشكل عام والنساء في المناصب العليا أكثر عرضة بشكل ملحوظ من الرجال في نفس المستوى للشعور بالإرهاق، عندما تقدر الشركات بيئة العمل المبنية على الثقة المتبادلة وتظهر ذلك من خلال توفير مساحات آمنة للحوار المفتوح، ومرونة الجدول الزمني، وثقافة احترام الآخرين، يستفيد الجميع ويمكنهم الشعور بالتمكين لتحقيق ذواتهم الكاملة في العمل.
- التخلص من التوقعات غير الواقعية
دعونا نتوقف عن وضع توقعات غير واقعية على النساء، كمجتمع نضع معايير لا يمكن تحقيقها للنساء لكي يظهرن ويتصرفن بطريقة معينة، الأمر الذي يمكن أن يكون ضارًا للغاية بصحتهم النفسية، يمكن أن تساهم هذه المعايير أيضًا في اضطرابات الأكل والاكتئاب والقلق وانخفاض القيمة الذاتية، كما أننا نمارس ضغطًا شديدًا على النساء للتوفيق بين أدوار متعددة (غالبًا بين العمل والأسرة)، وهذا يعزز أيضًا ثقافة “الصخب” الضارة التي لا تأخذ الإرهاق بعين الاعتبار، هذه المطالب المستمرة للنساء “بفعل كل شيء” يمكن أن تكون خطيرة للغاية على الصحة النفسية للمرأة، يجب علينا أن نتحدى هذه التوقعات غير الواقعية التي نضعها على النساء وأن نقلل من الضغط الذي نمارسه عليهن.
8 طرق يمكن للمرأة أن تدعم صحتها النفسية
- ممارسة التمارين الرياضية
يتم إطلاق الإندورفين وهي مواد كيميائية تساعد في تخفيف التوتر وتعزيز الهدوء أثناء ممارسة التمارين الرياضية، يساعد النشاط البدني المنتظم أيضًا في تحسين عادات النوم وجودته، فضلاً عن تقليل أعراض القلق والاكتئاب.
- اكتب شيئًا تشعر بالامتنان له
لقد تم ربط الامتنان بشكل واضح بتحسن الرفاهية والصحة النفسية وكذلك السعادة، أفضل طريقة تم بحثها لزيادة مشاعر الامتنان هي الاحتفاظ بمذكرة امتنان أو كتابة قائمة امتنان يومية، بشكل عام يعد التفكير في الامتنان أمرًا فعالًا أيضًا لكنك تحتاج إلى ممارسة منتظمة لتجربة فوائد طويلة المدى، ابحث عن شيء تشعر بالامتنان له، ودعه يملأ قلبك، واستمتع بهذا الشعور.
- اختيار وظيفة مناسبة
كثيرًا ما تتفاقم المخاوف المتعلقة بالصحة النفسية للمرأة بسبب وظيفتها، يمكن أن توفر مهنة جديدة لهؤلاء النساء شعورًا متجددًا بالهدف بينما تخفف أيضًا بعض أعراض مرضهن.
- ممارسة الرعاية الذاتية
تشمل الرعاية الذاتية مجموعة واسعة من الأنشطة مثل الأعمال المنزلية التي طال انتظارها لتعلم قول لا، وجدولة الوقت للأنشطة المبهجة، ومكافأة نفسك على بذل قصارى جهدك، ومنح نفسك الإذن بأن تكون على طبيعتك والأهم من ذلك السماح لنفسك بارتكاب الأخطاء، من المهم أيضًا أن نفهم أن الرعاية الذاتية ليست أنانية.
- قضاء وقت في الطبيعة
قضاء الوقت في الطبيعة أو دمجه في حياتك اليومية قد يعزز صحتك النفسية والجسدية، وبصرف النظر عن ذلك فإنه يوفر لك في نهاية المطاف راحة البال والاسترخاء، يمكن ايضا أن يساعدك على تقليل الشعور بالوحدة وتخصيص المزيد من الوقت للاسترخاء وتحسين حالتك المزاجية وتقليل مشاعر التوتر أو الغضب وتكون أكثر ارتباطًا بالطبيعة وتلتقي بأشخاص جدد في منطقتك وتتعرف عليهم.
- تناول طعامًا صحيًا
قد يتأثر الأشخاص الذين لا يتناولون الكثير من الأطعمة المغذية سلبًا على صحتهم النفسية على المدى الطويل، مثل بقية أعضاء الجسم، تستفيد الصحة النفسية من اتباع نظام غذائي صحي تمامًا كما تستفيد الصحة البدنية.
- الحصول على قسط كاف من النوم
يسمح النوم لجسمك وعقلك بالتعافي من الضغوط التي يواجهونها خلال النهار، أنت تؤدي أداءً أفضل وتصدر أحكامًا أفضل بعد نوم جيد ليلاً، سيجعلك ذلك تشعر بمزيد من اليقظة والحماس، ويصفي أفكارك، كما أنه يساعد جسمك على أن يكون قويًا وصحيًا ومقاومًا للأمراض.
- قضاء وقت ممتع مع العائلة والأصدقاء
يمكن للعائلة والأصدقاء الذين يتواجدون بجانبك عندما تحتاج إليهم مساعدتك في التغلب على تقلبات الحياة، قد تجعلك صحبة أحبائك تشعر وكأنك تنتمي وتحظى بالتقدير، قد يقدمون النصائح والتوجيه ووجهات النظر الأخرى حول كل ما يدور في ذهنك.
لا تتردد في طلب المساعدة من فريق شيزلونج للاستشارات النفسية، للتواصل مع فريق من أكفأ الأطباء والمعالجين الذين يسرهم تقديم المساعدة والدعم .
احجز جلستك الآن وأبدأ رحلة التعافي
