انظر وتأمل في العالم من حولك لبضع دقائق.. ستجد العالم مليء بالتحديات والمحفزات المستمرة،  لاسيما الأفكار المتداخلة. ستجد في تلك الأفكار كلا الجانبين; الإيجابي منها و أيضاً السلبي.
لذا كان من الصعب تفويت فرصة كبيرة مثل اليوم العالمي للتفكير دون الوقوف قليلا للاحتفاء بقيمة وقوة تأثير التفكير الإيجابي. لا شك أن لأفكارنا  تأثير هائل على عواطفنا ورفاهنا النفسي بشكل عام. عندما نتأمل في أهمية هذا اليوم، يصبح جلي لنا ضرورة فهم أفكارنا والتحكم فيها للحفاظ على صحة نفسية جيدة. يتعمق هذا المقال في العديد من التقنيات التي يمكن أن تساعد الأفراد على تنمية و تعزيز التفكير الإيجابي لتحقيق قدر أكبر من راحة البال والرفاه النفسي.

القوة الكامنة للتفكير الإيجابي

التفكير الإيجابي يلعب دوراً حاسماً في حياتنا، فهو يؤثر بشكل مباشر على مشاعرنا وبالتالي علي ردود أفعالنا و قراراتنا أحياناً. عندما نميل إلى التفكير بإيجابية، نجد أننا أكثر سعادة وراحة نفسية، مما يؤثر بدوره على تصرفاتنا اليومية. فالأفكار الإيجابية تدفعنا نحو اتخاذ القرارات الصحيحة والتصرف بطريقة موجهة نحو النجاح وتحقيق الذات. ومع مرور الوقت، تتحول هذه الأفكار إلى عادات، حيث يصبح التفكير الإيجابي جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية. وبذلك، يصبح التأثير الإيجابي للتفكير والتصرفات والعادات جزءاً لا يتجزأ من نمط حياتنا، مما يعزز النجاح و يرفع من جودة الحياة علي المدى الطويل.

5 تقنيات مساعدة لتبني التفكير الإيجابي

1- التأمل و اليقظة الذهنية

   يعد التأمل الذهني أداة قوية لتدريب العقل على الحضور في اللحظة الثمينة الحالية( هنا و الآن). من خلال التركيز على التنفس أو الأحاسيس التي تراودك و تحديد قدرها وحيزها في جسمك، يمكن للأفراد أن يتعلموا التخلص من الأفكار السلبية وتنمية نظرة أكثر إيجابية في المواقف الحياتية المختلفة. أظهرت الأبحاث أن الممارسة المنتظمة للتأمل الذهني يمكن أن تقلل من التوتر والقلق والاكتئاب مع تعزيز الرفاهية العامة للنفس. إن دمج اليقظة الذهنية في الحياة اليومية يمكن أن يؤدي إلى زيادة المرونة و توفير إحساس أكبر بالسلام الداخلي.

2. إعادة الهيكلة المعرفية

   تتضمن إعادة الهيكلة المعرفية تحدي الأفكار السلبية واستبدالها ببدائل أكثر واقعية وإيجابية. تساعد هذه التقنية الأفراد على التحرر من دائرة التفكير السلبي وتطوير عقلية أكثر اتفتاحاً وإيجابية. كما أنه من خلال فحص صحة الأفكار وإعادة صياغتها في ضوء أكثر إيجابية، يمكن للأفراد التغلب على المعتقدات الراسخة المقيدة للذات وتنمية قدر أكبر من التفاؤل و الأمل. تعد إعادة الهيكلة المعرفية جانباً أساسياً وركيزة هامة من ركائز العلاج السلوكي المعرفي (CBT) وقد ثبت أنها فعالة في علاج حالات الصحة النفسية المختلفة، بما في ذلك الاكتئاب واضطرابات القلق

3- دفتر الإمتنان

  يعد التدوين خاصة التدوين في دفتر الإمتنان من التقنيات التي نسخدمها كثيراً في علاج الأفكار. يعد الاحتفاظ بمذكرة الامتنان ممارسة بسيطة ولكنها قوية يمكنها تنمية تقدير الجوانب الإيجابية للحياة. من خلال تدوين الأشياء التي تشعر بالامتنان لها بانتظام، يمكنك تحويل تركيزك بعيداً عن السلبية بتوجيهه نحو الامتنان و الشكر. أظهرت الأبحاث أن كتابة مذكرات الامتنان يمكنها أن تزيد من الشعور بالسعادة، وتحسين العلاقات، وتعزيز الرفاه و الصحة النفسية بشكل عام. قم بتخصيص وقت محدد كل يوم للتفكير في النعم الموجودة في الحياة و اسمح لنفسك بتبني نظرة أكثر تفاؤلاً ومرونة نحو الحياة.

4- التوكيدات الذاتية

   التوكيدات الإيجابية، هي تصريحات يكررها الأفراد لأنفسهم لتعزيز المعتقدات والمواقف الإيجابية المختلفة. من خلال التأكيد العقلي على عبارات مثل “أنا أستحق” أو “أنا قادر” أو “أنا أجذب الإيجابية”، و التركيز علي ذلك الجانب يمكن للأفراد إعادة برمجة عقولهم الباطنة وتكوين صورة ذاتية أكثر إيجابية.كما يمكن أن يعزز الثقة بالنفس، ويساعد علي التحفيز الذاتي و التحلي بعقلية إيجابية. في حين أن التأكيدات وحدها قد لا تحل جميع المشاكل، إلا أنها يمكن أن تكون أداة قيمة لبناء المرونة وتعزيز نظرة أكثر تفاؤلاً للحياة. كما أن دمج التأكيدات في الروتين اليومي و ربطه بالممارسات و المعتقدات الروحانية يعزز كثيراً قوة تأثير تلك التوكيدات. علي سبيل المثال: أنا قادر لأني متوكل علي الله. أو أنا متفائل لأن من يتفائل بالخير يجده.

احجز جلسة مع معالج يمكنه مساعدتك فيما يتعلق بهذا الموضوع

( المراجعات)

عرض الصفحة الشخصية

( المراجعات)

عرض الصفحة الشخصية

( المراجعات)

عرض الصفحة الشخصية

( المراجعات)

عرض الصفحة الشخصية

5- الصور الذهنية

   يتضمن التصور الذهني التدريب العقلي على التركيز علي النجاح وتصور النتائج الإيجابية. من خلال تصور أهدافهم وتطلعاتهم المتوافقة مع قدراتهم الواقعية، يمكن للأفراد التغلب على الشك الذاتي والحفاظ على موقف إيجابي تجاه أحلامهم. تُستخدم تقنيات التصور بشكل شائع من قبل الرياضيين وفناني الأداء ورجال الأعمال لتحسين أدائهم وتحقيق النجاح في البطولات و الصفقات التي يأملون لها. من خلال تسخير قوة الخيال، يمكن للأفراد مواءمة أفكارهم وأفعالهم مع النتائج المرجوة، مما يؤدي إلى تجنب العطل الذي تورثه طاقة التفكير الهدام و الخطو نحو قدر أكبر من الإنجاز والنجاح في الحياة

كلمة أخيرة

الآن نأمل أن نكون نجحنا في توصيل نبذة عن حجم التأثير الإيجابي الذي يمكن أن يتولد نتيجة تبني التفكير الإيجابي، على جودة حياتنا ونجاحنا الشخصي. كلما نجحنا أن نميل إلى التفكير بشكل إيجابي وتطبيق هذا التفكير في حياتنا اليومية، فسوف نلاحظ تحسناً كبيراً في مشاعرنا وتصرفاتنا وعاداتنا.

في اليوم العالمي للتفكير ، دعونا نواصل السعي نحو التفكير الإيجابي وتطبيقه في حياتنا بإتقان الممارسات العقلية المقترحة لتسخير قوة التفكير الإيجابي. من خلال دمج تقنيات مثل التأمل الذهني، وإعادة الهيكلة المعرفية، ومذكرات الامتنان، والتأكيدات، والتصور في حياتنا اليومية، يمكننا تنمية عقلية تعزز السعادة والمرونة والسلام الداخلي، و تسمح لنا باستقبال النجاح و الإنجاز و الصمود من خلال العزيمة والإصرار..

من خلال الجهد المستمر والالتزام بالعمل علي طريقة تفكيرك ونموك الشخصي، يمكنك الوصول لأهدافك بسلاسة و سلام. فلا تترد في طلب المساعدة من فريق شيزلونج للاستشارات النفسية، للتواصل مع فريق من أكفأ الأطباء والمعالجين الذين يسرهم تقديم المساعدة والدعم .احجز جلستك الآن وأبدأ رحلة التعافي.

 كتابة : إيناس طه البداوي

  استشاري التربية والصحة النفسية