Article

“لا أستطيع إخراج الصور من رأسي”.. كيف نتعامل مع المشاهد الصادمة والمؤلمة؟

adrian swancar JXXdS4gbCTI unsplash 1 scaled

“لا أستطيع إخراج الصور من رأسي”.. كيف نتعامل مع المشاهد الصادمة والمؤلمة؟

“مش قادر انام”، “مش عارف انسى الصور”، “مش عارف اركز في شغلي” هذه العبارات نسمعها باستمرار اليوم حيث نتابع الأخبار و نشاهد عدد لا نهائي من مقاطع الفيديو القاسية التي تصور الأفراد يتم نزوحهم وقصفهم، ونرى معاناة الأطفال والعائلات من أشكال شديدة من التدمير والفظائع المرتكبة بحقهم. تثير هذه المشاهد مشاعر الضيق وعدم الراحة و تظل عالقة في أذهاننا لفترات طويلة.

لكن، لماذا نتابع هذه المقاطع و الصور في المقام الأول؟ هل هو بسبب شعور ما  بالالتزام الأخلاقي بالبقاء على اطلاع دائم من خلال الأخبار؟ هل تعتبر خيانة للضحايا إذا توقفنا عن مشاهدة هذه المقاطع؟ لكن هناك سؤال آخر أيضاً: هل يفيدنا أو يفيد الضحايا هذا التعرض المستمر لهذه المقاطع المؤلمة؟ قد توجهنا بوصلتنا الأخلاقية لاستهلاك مزيد من هذه المقاطع بداعي الاهتمام بالغير، ما يؤدي إلى زيادة مستويات التوتر لدينا و الذي بدوره يدفعنا للبحث عن المزيد، و من ثمّ نجد أنفسنا في حلقة مفرغة و مستمرة. في المقابل، يوفر هذا الاهتمام بالمحتوى الصادم حافزًا لوكالات الإعلام لإنتاج مواد اكثر جاذبيه و لفتاً للانتباه لجعلنا أكثر إلتصاقًا بشاشاتنا.

التعاطف ومشاهدة الألم في عصر وسائل التواصل الاجتماعي

في هذا العصر أصبحنا نتابع الحروب والكوارث الطبيعية على الهواء مباشرة، مع وفرة من المحتوى المرئي الذي يتم نشره بشكل أكثر من أي وقت مضى على مواقع التواصل الاجتماعي. هذا المحتوى الذي كان يتم مراجعته في السابق قبل النشر بواسطة وكالات الأنباء التقليدية، أصبح الآن متاحاً على وسائل التواصل الاجتماعي بسهولة أكثر و رقابة أقل. يحمل هذا المحتوى الصادم القدرة على التأثير العاطفي العميق وعلى نشر المشاعر المؤلمة على نطاق واسع ، يمكن فهم هذا من خلال ظاهرة عدوى المشاعر (emotional contagion، وهي ظاهرة تعني أن المشاعر يمكن أن تنتقل بين الناس مثل العدوى، وهو ما تم ملاحظته ايضاً في وسائل التواصل الاجتماعي. (1،2) ومن المثير للاهتمام ايضاً بعض الأبحاث التي أظهرت أن الأفراد الذين يتابعون الأخبار عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي أكثر عرضة للتوتر والقلق مقارنة بأولئك الذين يعتمدون على وسائل الإعلام التقليدية للأخبار. (3)

عندما تشاهد شخصًا يعاني من تجربة صعبة أو مؤلمة، هذا ينشط في مخك المناطق المسؤلة عن الإحساس باللألم. يوفر ذلك فهمًا لكيفية تعامل أدمغتنا مع التعاطف، كما أظهرت دراسة سابقة. (4) يصبح الأمر أكثر صعوبةً عندما يكون الأفراد الذين يعانون من الألم قريبين أو مألوفين لنا او تربطنا بهم بعض التشابهات مثل العِرق أو الثقافة. تشير الدراسات النفسية والعصبية إلى أننا نميل إلى الشعور بالتعاطف بدرجة أكبر مع أولئك الذين يشبهوننا، وهي ظاهرة تعرف باسم انحياز التعاطف الداخلي (ingroup empathy bias) (4،5الأمر الذي يزيد من صعوبة مشاهدة آلام الآخرين عندما يكونوا مألوفين لدينا و تربطنا بهم بعض الأمور المشتركة

كيف يؤثر فينا المحتوى الصادم؟

ألقت العديد من الدراسات و الأبحاث الضوء على تأثير التعرض للمحتوى العنيف و المؤلم على مشاعرنا، كاشفة عن تأثيرات متنوعة مثل أعراض الصدمة، والقلق، والأرق، والاكتئاب. تشير الأبحاث إلى أن شدة الأعراض تزداد مع زيادة التعرض للمحتوى المرئي (6,7). وتمتد هذه التأثيرات إلى غير سيناريوهات الحروب لتشمل الكوارث الطبيعية أيضاً. على سبيل المثال، بعد زلزال سيتشوان في الصين عام 2008، أظهر الأفراد الذين شاهدوا بشكل متكرر صورًا متعلقة بالزلزال في الأخبار احتمالية مرتفعة للمعاناة من الإصابة  بأعراض اضطراب ما بعد الصدمة خلال المتابعة التالية، وهو خطر يستمر لشهور أو حتى سنوات. (8)

بالمثل و في عام 2017، قام موظفو شركة مايكروسوفت المختصون بمتابعة وتصفية المقاطع التي بها إيذاء للأطفال برفع دعوى قضائية ضد الشركة ، مدعين أن عملهم تسبب في ظهور أعراض تشير إلى اضطراب ما بعد الصدمة دون الحصول على دعم نفسي كاف. وقد أبلغوا عن أعراض مثل اضطرابات النوم، والأحلام المزعجة، والقلق، ووصفوا وجود “شاشة فيديو داخلية في رؤوسهم” تعرض صورًا مزعجة. ومع مرور الوقت، عانى هؤلاء الأفراد من الهلوسات البصرية،، والاكتئاب، والبكاء العنيف، والأرق. (9)

الصدمة غير المباشرة

ويمكن تفسير ذلك بشكل أفضل من خلال الظاهرة النفسية التي تسمى الصدمة غير المباشرة. في عام 1990، صاغ عالم النفس مكان وبيرلمان (McCann and Pearlman) مصطلح الصدمة غير المباشرة (vicarious trauma) لوصف مجموعة من الأعراض التي يُلاحظ وجودها في المعالجين الذين يتعاملون مع المصابين بصدمات نفسية Traumas. (10) تعد الصدمة النفسية غير المباشرة رد فعل على مشاهدة أو سماع تجارب صادمة و مؤلمة عانى منها الاخرون و تم ملاحظتها أيضا لدى الصحفيين و العاملين في مجال حقوق الانسان و حتى الأفراد العاديين الذين يشاهدون صور و مقاطع مؤلمة. يمكن أن تظهر الأعراض على شكل إجهاد عاطفي أو ألم جسدي، و تشمل الأعراض أيضاً (11):

  • الأحلام و الكوابيس المتعلقة بصدمات الآخرين
  • تردد الأفكار و الصور المؤلمة بشكل قهري في الذهن
  • اضطرابات النوم
  • اليقظة المفرطة أو العصبية الزائدة
  • الشعور بالغضب والقلق
  • الاكتئاب
  • الاعتماد المتزايد على آليات التكيف الغير صحية مثل تناول الكحول، واستخدام المواد المخدرة، أو الإفراط في تناول الطعام.

إحدى الأعراض التي قد يواجهها بعض الأفراد أيضاً هي الشعور بالذنب نحو المصابين أو تأثير المتفرج (bystander guilt). يُشير تأثير إلى الشعور بالذنب الذي يعانيه الأفراد عندما يشاهدون حادثاً صادماً ولكن لا يمكنهم التدخل لإيقاف الأذى عن الآخرين. يمكن أن ينشأ هذا الشعور عندما يعتقد الشخص أنه كان يمكنه أن يتخذ إجراءً لمنع الضرر أو مساعدة الضحايا. (12)

من الناحية الأخرى، قد يؤدي التعرض المستمر للعنف في وسائل الإعلام إلى فقد الإحساس وظهور Desensitization، حيث تنخفض مشاعر القلق والتعاطف والشفقة التي كونها المشاهدون سابقاً، و مع الوقت يصبحون أكثر تعوداً على الألم و تتكون درجة من اللامبالاة تجاه الأحداث. (13)

بعض الأشخاص أكثر عرضة للصدمة غير المباشرة نظرًا لبعض العوامل مثل تزايد التعرض للمحتوى الصادم، و وجود تاريخ سابق من الصدمات الشخصية. تكون الأعراض أكثر وضوحاً أيضاً لدى الأشخاص ذوي تاريخ عائلي من التعرض للصدمات النفسية. (11)

احجز جلسة مع معالج يمكنه مساعدتك فيما يتعلق بهذا الموضوع
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية

كيف يتأثر الأطفال؟

 تشير الدراسات إلى أن تعرض الأطفال للمحتوى الصادم يرتبط بزيادة في مستويات العدوان والقلق، وانخفاض في مستويات التعاطف والشفقة. بالنسبة للأطفال الأصغر سناً، تنشأ صعوبات في التمييز بين الواقع والخيال، مما يعزز إحساسهم بأن العالم هو مكان مهدد و غير آمن. يمكن أن يؤدي هذا التعرض إلى إلحاق أذى بالتطور العاطفي والعقلي للأطفال الصغار، مما يؤثر على قدرتهم على فهم الواقع من حولهم. (14)

كيف تتابع الأخبار بشكل أقل ضرراً؟

قد نشعر بالحاجة لمشاهدة أو مشاركة محتوى عنيف أو صادم، معتقدين أن مشاركة مثل هذه المواد ضرورية ليظل العالم الخارجي على دراية بالوضع الراهن و هو ما يبدو اختياراً منطقياً في بعض الأحيان. ولكن بالنسبة لنا كأفراد في العالم العربي و بما أننا بالفعل على معرفة كافية بحجم العنف و الدمار، لا تضيف لنا المقاطع المؤلمة سوى أنها تؤثر على صحتنا النفسية و تضعف من قدرتنا على التركيز. فيما يلي بعض الخطوات الفعالة للبقاء على اطلاع بينما تحافظ على صحتك النفسية. (15-17)

  • اقرأ الاخبار بدلاً من المشاهدة.

إذا كنت ترغب في البقاء على اطلاع و متابعة الأخبار، فاختر الوسيلة الأنسب لذلك. قراءة الأخبار قد تكون أقل ضرراً نفسياً من مشاهدة الفيديوهات و المقاطع التي تكون صادمة في الكثير من الأحيان . إذا كنت تفضل المشاهدة أو الاستماع، فاختر المراسلين الموثوقين ووكالات الإعلام التي تشارك الحقائق دون الكثير من المحتوى الصادم نفسياً.

  • تحكم في وسائل التواصل الاجتماعي.

اتخذ خطوات نشطة على وسائل التواصل الاجتماعي لتقليل حدوث التأثير النفسي: قم بتعطيل التشغيل التلقائي auto-play على منصات التواصل الاجتماعي لتجنب ظهور الفيديوهات بشكل غير متوقع. كما يُفضل كتم الصوت عندما لا يكون الصوت ضروريًا للفيديو، حيث يمكن أن تزيد الأصوات المؤلمة، مثل صرخات الألم، من الضغط العاطفي. عطل التنزيل التلقائيauto download  على تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي لتجنب حفظ الفيديوهات أو الصور تلقائيًا على هاتفك. اعتمد على وكالات الإعلام الموثوقة بدلاً من وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على الأخبار. (18)

  • تحكم في متابعتك للأخبار.

قلل من فترات الإمساك بالهاتف و ضع حدودًا واضحة. تجنب متابعة الأخبار قبل النوم أو في الصباح، حيث يزيد ذلك من التوتر وفقدان التركيز. قم بتخصيص أوقات محددة في يومك للتحديثات، و بعدها قم بترك هاتفك في مكان بعيد. قم بإيقاف تنبيهات الإشعاراتnotifications واستخدم أدوات لحظر المواقع غير المرغوبة. (19)

  • كن على دراية بقدراتك.
image 2

من المهم لصحتنا النفسية تمييز المساحات التي لنا سيطرة عليها من تلك المساحات الخارجة عن نطاق قدراتنا وما لا يمكننا أن نتحكم فيها، و هو ما يعرف ب Spheres Of Control. تنقسم المجالات حولنا إلى ثلاث، الأول لدينا تحكم فيه (Control) و يشمل كل ما يمكننا التأثير فيه مباشرة، مثل أفكارنا وأفعالنا. بينما الثاني يحتوى على المواضيع التي يكون لدينا عليها تأثير غير مباشر (Influence) مثل المساهمة بالتفاعل تجاه بعض القضايا على مواقع التواصل الاجتماعي. وأخيرًا، المجال الثالث، ويشمل المسائل التي نهتم بها (Concern) لكنها خارجة عن نطاق سيطرتنا  مثل الحروب و الكوارث الطبيعية. عندما تشعر بعقدة الذنب تجاه المصابين، اسأل نفسك هل لك قدرة أو تحكم في الأحداث الجارية؟

  • راقب عواطفك و مشاعرك.

كن منتبهاً لانفعالاتك النفسية أثناء التصفح وعند قراءة أو مشاهدة محتوى صادم. إذا كانت الأمور تتجاوز طاقتك، فخذ فاصل من متابعة الأحداث و حاول الحفاظ على روتين دائم مثل ممارسة التأمل وتمارين الاسترخاء لتخفيف ردود الفعل السلبية.

  • اعلم متى تطلب الدعم.

إذا وجدت نفسك تعاني من أعراض مستمرة مثل الخوف والغضب والحزن والقلق والخدر أو الإحباط، إلى جانب تغييرات في الشهية والطاقة ومستويات النشاط، و صعوبة التركيز، والكوابيس، وأعراض جسدية مثل الصداع أو مشاكل المعدة، لعدة أيام متتالية بشكل يؤثر على مسؤولياتك العادية، فقد يكون من الضروري طلب الدعم، و الحصول على مساعدة من مختص.

لا تترد في طلب المساعدة من فريق شيزلونج للاستشارات النفسية، للتواصل مع فريق من أكفأ الأطباء والمعالجين الذين يسرهم تقديم المساعدة والدعم .

احجز جلستك الآن وأبدأ رحلة التعافي.

المراجع

  1. Can social media cause PTSD? – BBC News [Internet]. [cited 2023 Nov 4]. Available from: https://www.bbc.com/news/blogs-trending-32852043
  2. Coviello L, Sohn Y, Kramer ADI, Marlow C, Franceschetti M, Christakis NA, et al. Detecting Emotional Contagion in Massive Social Networks. PLoS One [Internet]. 2014 Mar 12 [cited 2023 Nov 4];9(3):90315. Available from: /pmc/articles/PMC3951248/
  3. Goodwin R, Palgi Y, Hamama-Raz Y, Ben-Ezra M. In the eye of the storm or the bullseye of the media: Social media use during Hurricane Sandy as a predictor of post-traumatic stress. J Psychiatr Res. 2013 Aug 1;47(8):1099–100.
  4. Jackson PL, Meltzoff AN, Decety J. How do we perceive the pain of others? A window into the neural processes involved in empathy. Neuroimage. 2005 Feb 1;24(3):771–9.
  5. Gutsell JN, Inzlicht M. Intergroup differences in the sharing of emotive states: neural evidence of an empathy gap. Soc Cogn Affect Neurosci [Internet]. 2012 Jun 1 [cited 2023 Nov 4];7(5):596–603. Available from: https://dx.doi.org/10.1093/scan/nsr035
  6. Feinstein A, Audet B, Waknine E. Witnessing images of extreme violence: a psychological study of journalists in the newsroom. JRSM Open [Internet]. 2014 Aug 1 [cited 2023 Nov 4];5(8):205427041453332. Available from: /pmc/articles/PMC4100239/
  7. Pfefferbaum B, Newman E, Nelson SD, Nitiéma P, Pfefferbaum RL, Rahman A. Disaster Media Coverage and Psychological Outcomes: Descriptive Findings in the Extant Research. Curr Psychiatry Rep [Internet]. 2014 Sep 1 [cited 2023 Nov 4];16(9):464. Available from: /pmc/articles/PMC4144190/
  8. Yeung NCY, Lau JTF, Yu NX, Zhang J, Xu Z, Choi KC, et al. Media exposure related to the 2008 Sichuan Earthquake predicted probable PTSD among Chinese adolescents in Kunming, China: A longitudinal study. Psychol Trauma [Internet]. 2018 Mar 1 [cited 2023 Nov 4];10(2):253–62. Available from: https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/27428553/
  9. Moderators who had to view child abuse content sue Microsoft, claiming PTSD | Microsoft | The Guardian [Internet]. [cited 2023 Nov 4]. Available from: https://www.theguardian.com/technology/2017/jan/11/microsoft-employees-child-abuse-lawsuit-ptsd
  10. McCann IL, Pearlman LA. Vicarious traumatization: A framework for understanding the psychological effects of working with victims. J Trauma Stress. 1990 Jan;3(1):131–49.
  11. What Is Secondary Trauma? I Psych Central [Internet]. [cited 2023 Nov 4]. Available from: https://psychcentral.com/health/secondary-trauma#causes
  12. Vicarious trauma: signs and strategies for coping [Internet]. [cited 2023 Nov 4]. Available from: https://www.bma.org.uk/advice-and-support/your-wellbeing/vicarious-trauma/vicarious-trauma-signs-and-strategies-for-coping
  13. Brockmyer JF. Media Violence, Desensitization, and Psychological Engagement. Oxford Handb Media Psychol [Internet]. 2012 Dec 31 [cited 2023 Nov 4];212–22. Available from: https://academic.oup.com/edited-volume/28164/chapter/212982203
  14. Here’s how witnessing violence harms children’s mental health [Internet]. [cited 2023 Nov 4]. Available from: https://theconversation.com/heres-how-witnessing-violence-harms-childrens-mental-health-91971
  15. How to Find Media Balance During Violent Conflicts | Psychology Today [Internet]. [cited 2023 Nov 4]. Available from: https://www.psychologytoday.com/intl/blog/positively-media/202310/how-to-find-media-balance-during-violent-conflicts
  16. How to protect your family from horrific news images – and still stay informed [Internet]. [cited 2023 Nov 4]. Available from: https://theconversation.com/how-to-protect-your-family-from-horrific-news-images-and-still-stay-informed-181818
  17. 5 tips for taking care of your mental health while following the news [Internet]. [cited 2023 Nov 4]. Available from: https://www.cnbc.com/2023/10/13/tips-for-following-the-news-while-taking-care-of-your-mental-health.html
  18. How activists and reporters can protect themselves from secondary trauma [Internet]. [cited 2023 Nov 4]. Available from: https://www.amnesty.org/en/latest/news/2019/02/how-activists-and-reporters-can-protect-themselves-from-secondary-trauma/
  19. The Mental Health Effects of War: Backed by Science | University of Utah Health [Internet]. [cited 2023 Oct 17]. Available from: https://healthcare.utah.edu/hmhi/news/2022/03/mental-health-effects-of-war-backed-science