Article

ما تفعله الأخبار السيئة بصحتنا النفسية

ما تفعله الأخبار السيئة بصحتنا النفسية

لا يمكن أن نتغافل الانتشار في التكنولوجيا ووسائل التواصل بشكل سريع و مخيف في آن واحد.
في عالمنا الحالي ، قد نتعرض لسيل مستمر من الأخبار السيئة في كل لحظة.
بداية من الحروب والصراعات إلى الكوارث الطبيعية مروراً بالتراجع الاقتصادي والأزمات الصحية.
بغض النظر عن مكان إقامتك أو فروق التوقيت، لا مفر في أن تتعرض و تتأثر بأحد الأخبار السيئة التي يمر بها العالم.
خاصة في تلك الأوقات الذي يقرر فيها العالم ان يصبح مكاناً جامحاً وفوضوياً للغاية.
و بلا شك أن هذا التعرض المستمر للأخبار السيئة يمكن أن يكون له تأثير عميق على صحتنا النفسية.
في هذه المقالة، نستكشف سوياً التأثير الهائل لمشاهدة الأخبار السيئة من خلال التلفزيون والجرائد
وغيرها من مواقع التواصل الإجتماعي، وكذلك التعرض للصور وغيرها من المرئيات على الصحة النفسية.
بالإضافة إلى ذلك، سنقدم نصائح وتقنيات مفيدة لمساعدتك علي التفاعل و معرفة أخبار العالم مع حماية ورعاية صحتك النفسية .

آثار الأخبار السلبية علي الصحة النفسية

ليس سراً أن الأخبار السيئة تحظي بإقبال جماهيري كبير. سواء أكان الأمر يتعلق بالعناوين الدرامية في الأخبار المسائية
أو القصص التي تتصدر الصفحات الأولى في الصحف أو الفيديوهات الأكثر مشاهدةً علي مواقع السوشيال ميديا،
فإن الأخبار السلبية تميل إلى جذب انتباه عدد أكبر من القراء و المشاهدين . ومع ذلك، فإن عواقب هذا التعرض المستمر
للأخبار السيئة يمكن أن تكون ضارة بصحة الأفراد النفسية علي النحو التالي:

1- التوتر والقلق:

أحد التأثيرات المباشرة للتعرض للأخبار السيئة بانتظام هو زيادة مستويات التوتر والقلق في الجسم.
يمكن للوابل المستمر من المعلومات و الأخبار الأليمة أن ينشط استجابة الجسم للتوتر،
مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات الكورتيزول، وهو هرمون التوتر. وهذا بدوره يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات النوم
وارتفاع معدل ضربات القلب والشعور بالأرق.

2. مشاعر الإحباط و الذنب :

من الطبيعي أن التعرض المفرط للأخبار السيئة يمكن أن يجعلنا نشعر بالعجز والإرهاق وربما نتعرض للشعور بالإحباط والذنب
والتقصير في بعض الأحيان. فمشاهدة الصراعات العالمية والأزمات الاقتصادية والكوارث الطبيعية يمكن أن تجلب لقلوبنا
بعض المشاعر المؤلمة، و بدون معالجة تلك المشاعر قد تتملكنا أفكار ليست حقيقية بالضرورة.
فقد تتملكنا فكرة أننا عاجزون وذوي قدرات محدودة لمواجهة و تغيير هذه الأحداث، و تعمي أعيننا و تعطل عقولنا عن رؤية الحلول التي نستطيع تقديمها في حدود دائرة تأثيرنا.

3. بلادة المشاعر:

علي النقيض، بمكن بمرور الوقت، أن يؤدي التعرض لفترات طويلة للصور العنيفة أو المؤلمة إلى تبلد المشاعر والأحاسيس
تجاه مثل تلك الأحداث. وهذا يعني أن استجاباتنا العاطفية قد تنخفض تجاه تلك الأخبار، الأمر الذي يمكن أن يؤثر على تعاطفنا مع الآخرين.

4. النظرة التشاؤمية للعالم:

كما تعلم أن تناول نظام غذائي معين يساعد في تشكيل هيئة و صلابة بنيتك الجسدية،
فأيضاً تناول وجبة ثابتة ودسمة من الأخبار السيئة يمكن أن يؤثر بشكل كبير علي صحتنا النفسية
ونظرتنا للعالم، مما يدفعنا إلى رؤية العالم كمكان أكثر خطورة وسلبية مما هو عليه في الواقع.
هذه النظرة المتشائمة يمكن أن تؤثر على الرفاهة النفسية العامة وآليات اتخاذ وصنع القرار.

كيف تقوم بحماية الصحة النفسية

نظرًا للتأثير السلبي المحتمل للتعرض للأخبار السيئة على الصحة النفسية، فمن الضروري اتخاذ خطوات لحماية صحتنا
ورفاهنا النفسي ، حتي نستطيع تحديد مسئولياتنا تجاه العالم، فيما يلي بعض الاستراتيجيات والتقنيات
التي تساعدك على القيام بذلك:

1.ترشيد استهلاك الأخبار:

يعد ترشيد الإستهلاك الخطوة الأولى لحماية صحتك النفسية . فكر في تحديد أوقات محددة خلال اليوم لمتابعة الأخبار، وتجنب التقليب المستمر لمواقع الأخبار أو قنوات التواصل الاجتماعي.

2-اختر المصادر الموثوقة:

كن انتقائيًا بشأن مصادر الأخبار التي تعتمد عليها. اختر مصادر موثوقة ومتزنة لتوفر لك معلومات دقيقة وغير متحيزة.

3. ممارسة اليقظة الذهنية:

يمكن أن تساعدك تقنيات اليقظة الذهنية، مثل التأمل وتمارين التنفس العميق، على البقاء ثابتاًوتقليل التوتر.
تمكنك هذه الممارسات من التركيز على اللحظة الحالية وإبعاد نفسك عن وابل المعلومات السلبية المستمر أو العمل
علي معالجة المشاعر و الأفكار التي تؤثر على سلامة صحتك النفسية.

احجز جلسة مع معالج يمكنه مساعدتك فيما يتعلق بهذا الموضوع
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية

4. انخرط في الأنشطة الإيجابية:

وازن بين العناصر السلبية والإيجابية في حياتك. فمهما كانت الأحداث من حولك، فأنت بحاجة إلى الانخراط في الأنشطة
التي تجلب لك السعادة والاسترخاء، سواء كان ذلك قضاء الوقت مع أحبائك أو ممارسة الهوايات أو الاستمتاع بالطبيعة.
يمكن للتجارب الإيجابية أن توازن تأثيرات الأخبار السيئة.

5. ابق على اطلاع ولكن كن إيجابي:

بدلاً من الانغماس في الأخبار بشكل سلبي، يمكنك دوماً التفكير بشكل إيجابي، والبحث في دائرة تأثيرك عن الحلول والطرق لإحداث تأثير إيجابي و فعال لما يؤرقك من أحداث مختلفة. يمكن أن يساعدك هذا على استعادة الشعور بالتمكين واستعادة القوة
وتقليل الشعور بالعجز و التقصير.

6. ضع الحدود:

أحياناً حتي مع تطبيق النصائح السابقة، قد تأتينا الأخبار من الأقارب و الأصدقاء. إذا تطلب الأمر ضع حدوداً مع الأصدقاء والعائلة
فيما يتعلق بمناقشة الأخبار السيئة. أخبرهم متى تفضل عدم الانخراط في محادثات حول مواضيع مؤلمة بالنسبة لك.

تقنيات التأريض

تعتبر تقنيات التأريض أدوات قوية تساعدك على البقاء متأصلاً في اللحظة الحالية وتقليل القلق الناتج عن التعرض للأخبار السيئة. فيما يلي بعض تقنيات التأريض التي يمكنك تجربتها:

أولا: طريقة *5-4-3-2-1 :

أشغل حواسك من خلال تسمية خمسة أشياء يمكنك رؤيتها، وأربعة أشياء يمكنك لمسها، وثلاثة أشياء يمكنك سماعها، وشيئين يمكنك شمهما، وطعم واحد يمكنك تذوقه.

ثانياً: التنفس العميق:

خذ نفسًا عميقاً وبطيئاً، شهيقاً مع العد لأربعة، وحبسه لأربعة، وزفيراً لأربعة عدات. هذا يمكن أن يهدئ جهازك العصبي ويقلل التوتر.

ثالثاً: المشي اليقظ:
قم بالمشي مسافة قصيرة مع الانتباه جيداً إلى الإحساس بقدميك وهما ترتطمان بالأرض. ركز على إيقاع خطواتك والأشياء التي تقع في محيطك.

كلمة أخيرة:

لا ننكر أن مؤخرا، يبدو أن الأخبار السيئة تهيمن على العناوين الرئيسية، ومع ذلك فإن حماية صحتك النفسية وإعطائها الأولوية أمر ضروري و لا يعد أنانية. فكلما حافظت علي صحتك صرت أقدر علي إيجاد حلول واقعية في نطاق حدود قدراتك، و المساهمة بشكل إيجابي لإحداث و لو فارق بسيط في العالم من حولك. فإن التعرض المستمر للأحداث السلبية من خلال التلفزيون والمجلات والصور و مواقع التواصل يمكن أن يكون أمراً مرهقاً ومؤثرا بشكل عميق علي كلاً من صحتك النفسية و الجسدية.


وتذكر دوماً أن طلب المساعدة  ضروري ومتاح، من خلال التواصل مع فريق شيزلونج للاستشارات النفسية، يمكنك من خلال خطوات بسيطة اللجوء إلي فريق من أكفأ الأطباء المعالجين الذين يسرهم تقديم المساعدة والدعم ، احجز جلستك الآن وأبدأ رحلة الاستشفاء، وللمزيد من المعلومات التي تخص صحتكم النفسية تابعوا مقالاتنا علي موقع شيزلونج.

كتبتها: إيناس طه البداوي
استشاري التربية والصحة النفسية