راجعين يا هوى.. والخوف من الارتباط
راجعين يا هوى.. والخوف من الارتباط
“أنا توكسيك!” يندهش “بليغ أبو الهنا”، بطل مسلسل راجعين يا هوى، ويستنكر وصف صديقته الطبيبة النفسية بأنه رجل “توكسيك” على حد تعبيرها، رغم أنه يردد دائماً أن سبب عدم زواجه حتى هذا السن، أو الهروب من عروسته يوم زفافه، لا لأنه “راجل توكسيك” بل لأنه مثل الطائر يريد دوماً أن يحلق في السماء، ولا يستطيع ان يربطه شئ ويمنعه عن التحليق، ربما هذا هو التعبير الذي يستخدمه معظم الأشخاص الذي يخافون من الارتباط، أو كما نعرفه باسم “الخوف من الكومتمنت”.
“أنا مش توكسيك.. أنا بقدّس الحياة الزوجية علشان كده مش عايز اتجوز”.
ما هو الخوف من الارتباط؟
ربما لاحظت يوماً شخصاً ما في حياتك يتجنب العلاقات طويلة الأجل، خاصة العلاقات الرومانسية، قد يكون هذا الشخص هو أحد المقربين منك، أو قد تكون أنت نفسك، نستخدم مؤخراً تعبير “الكوميتمنت” خاصة على منصات التواصل الاجتماعي، ويعد الالتزام مصطلحاً واسعاً، ولكنه عموماً يعني أن تربط نفسك بشيء ما لفترة طويلة، سواء كان ذلك في وظيفة، أو هدف، أو مكان، أو علاقة.
أسباب الخوف من الارتباط
هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي بصاحبها إلى الخوف من الالتزام والارتباط منها:
1- الخوف من التغيير في نمط الحياة
كثير من الأشخاص سعداء لكونهم عازبين، فهم يشعرون بالحرية، لا تربطهم مسؤوليات لديهم متسع من الوقت لقضائه مع الأصدقاء وعيش أجواء انطلاق لا منغص لها، كما أن لديهم أسباب مقنعة للاعتقاد بأن حياتهم تلك ستتحول إلى مجرد ذكرى جميلة بعد الزواج، فيتخيل الرجال كيف ستقوم زوجاتهم المستقبليات بالاستيلاء على المنزل ويحولونه إلى مناطق نفوذ، وتتخيل النساء كيف ستتخلى عن أناقاتها وحريتها في مقابل تربية الأبناء والاهتمام بالزوج.
2- المشاكل المالية
الزواج هو شراكة اقتصادية بين الزوجين حتى لو كانت حساباتهم المصرفية منفردة فإن كلا الزوجين يديران معاً اقتصاد بيت مشترك، حيث يقومان سوياً بشراء الممتلكات، مثل: البيت، والسيارة، كما عليهما إدراة مدخراتهما بشكل موازِ، فالكثير من الأشخاص يشعرون بالذعر لاعتقادهم أن السيطرة على حساباتهم المصرفية ستنتقل إلى شريك حياتهم، خاصة إذا كان هناك اختلافات بين الزوجين حول مبادئهم فيما يتعلق بالمسائل المالية.
3- عدم النضج
تواجه تلك المشكة كلا الجنسين، لكنها تواجه الرجال أكثر من النساء، ففكرة أن الفتيات يبلغن أسرع من الأولاد ليست مجرد فكرة سائدة، فقد وجد العلماء أساساً بيولوجياً لدعم هذه الفكرة، ولكن حتى لو تجاهلنا الجانب العلمي فإن الكثير من الرجال رغم تقدمهم في السن هم ببساطة غير مستعدين للزواج بل يعانون أيضاً من الخوف من الزواج. المجتمع يشجع الناس في أيامنا على أن يكونوا أنانيين ويفكرون بأنفسهم الأمر الذي لا يتناسب مع الزواج الصحي الذي يتطلب التعاون المتبادل والصبر والثقة.
4- المعاناة من أزمة الثقة
الالتزام لشخص آخر لبقية حياتك يتطلب منك الاطمئنان له والثقة به بشكل تام، إذ عليك التصديق بأنه سيكون دائماً بجانبك لدعمكم في السراء والضراء، ومن الأخبار غير السارة أنه ليس باستطاعة جميع الأشخاص الالتزام خاصةً إذا كانوا يعانون الخوف من الزواج.فهم يشعرون بالقلق المستمر فيما إذا كان شركائهم يحبونهم بشكل كافي، وإذا كانوا سوف يخلصون لهم، فمثل هذه الشكوك تنبع من انعدام الأمن العميق، وعندما تكون هناك أزمة ثقة فحتى عبارات التشجيع من الشريك لن تمنع من الهروب والمغادرة.
“ركضت بعدت ما كنتش عارف انّي ححبك
فريق جدل
أنا بخاف من الكوميتمنت أنا بخاف من الكوميتمنت”
عوامل تزيد من احتمالية الإصابة بالخوف من الارتباط والالتزام:
- استجابة مكتسبة من مراقبة الوالدين أو الأقارب الآخرين.
- صدمة معينة، مثل مشاهدة علاقة والديك الصعبة أو الطلاق.
- تكوين انطباع بأن الخلافات في العلاقات الزوجية لا يمكن حلها وأنك لا تريد أن تلقى مصير والديك.
- علاقة سابقة فاشلة.
- الخوف من الملل من شخص واحد.
- استعداد وراثي للقلق.
إذا كان الفرد لا يرغب من داخله في الالتزام بعلاقة عاطفية، فلن يزول الخوف من الارتباط والالتزام، في حين أن هناك علاج لمن يقدر العلاقات العاطفية ويريد الاستقرار مع شخص آخر، وهو التركيز على الدافع وراء العلاج، فكلما كان الدافع قوياً، كلما كان العلاج مجدياً، فالدافع القوي هو الذي ينهي أيخوف بشكل عام، لذلك لا تترد على طلب المساعدة من فريق شيزلونج للاستشارات النفسية، للتواصل مع فريق من أكفأ الأطباء والمعالجين الذين يسرهم تقديم المساعدة والدعم.
احجز جلستك الآن وأبدأ رحلة الاستشفاء، وللمزيد من المعلومات التي تخص صحتكم النفسية تابعوا مقالاتنا على موقع شيزلونج.
