Article

حبيبي نرجسي…نساء وشهادات في عيادات الطب النفسي

4cb71a45e6ff28ef9683b9aebb71e26b 1

حبيبي نرجسي…نساء وشهادات في عيادات الطب النفسي

 

بدلا من تتبع ملامح الشخصية النرجسية في ذاتها، قضى النفساني الأمريكي ليون سيلتزر سنوات يجمع شهادات لنساء وقعن ضحايا لشخصيات نرجسية، وكأنه يحاول فهم ملامح النرجسي في حكايات ضحاياه… ومن بين العبارات الصادمة والتي تنقل عمق التجربة في الشهادات النسائية التي جمعها دكتور ليون سيلتزر في كتاب متخصص نجد:

 

  • “لقد فُقدتُ في عالمه هو..لأجله كنت أتصرف بحذر كما لو كنت أسير على قشر البيض خشية أن أخطئ فيوبخني أو يحزن بسببي..لقد امتلكني بالكامل وبصورة ممنهجة فكان هو معيار الرضا والألم…وكما هو قادر على توبيخي، فهو أيضا من يكافئني بالورود حين أرضيه..كأنما كان يلقي عظمة لكلب”
  • “كان كمصاص الدماء..كان يغسل عقلي بهدوء وعلى مهل..يغير صورتي الذاتية ويغير صورته في عيني..يحل قيما محل قيم، ويُبدل مفاهيمي ومواقفي ويلهيني في أراجيح عاطفية مستنزفة.. ولم يكن يفهم ما أقوله عن شعوري بالتعاسة ونوبات الاكتئاب المتكررة، فكل شيء في علاقتنا بدا مثاليا جدا له!”
  • “النرجسي يُثبّت “فلتر” على العقل لترشيح الأفكار والقيم بحيث يمر الوقت دون وعي منا قبل أن أن نفيق فندرك أن هذا النرجسي قد جعلنا نمرر كل سلوكياتنا ومشاعرنا عبر المُرشّح الذي ثبته في رؤوسنا، لتصبح الحياة كلها ملخصة  في ذات الأسئلة: هل يغضب مني لأني قلت له كذا؟ هل يحب مني أن أفعل كذا؟ هل يثور في وجهي إن صرّحت له بكذا؟…”

 

طفولة النرجسي

النرجسي طفل محروم…هذه إحدى الخلاصات التي وصل إليها دكتور سيلتزر من خلال بحثه وراء الشخصية النرجسية…فهو في الغالب يخفي وراء المظهر القوي الحازم طفلا هشا للغاية، ذاق ما ذاق من حرمان وتعنيف في طفولته ويحمي وراء قسوته طفلا غاية في الضعف والخوف من الآخرين…ولأنه يُخفي الطفل المُعنّف المنكسر هذا عن الآخرين، ولأنه يتعمد في أغلب الأحيان استدعاء ذكرياته الكثيرة المؤلمة خاصة فقدان الحب أو قلة الاهتمام به، فإنه لا يتورع عن استخدام كل الوسائل المتاحة للتشويش على ذلك الطفل واستخدام الآخرين لتدليله وتضميد جراحه الطفولية العميقة، حتى إنه قد تم تسجيل أكثر من حالة استخدم فيها النرجسي حيلة “الوحي السماوي” للسيطرة على ضحاياه وإجبارهم على طاعته وإكباره والنظر إليه بتقديس…وقد ذكرت امرأة أمريكية في شهادتها كيف أن حبيبها النرجسي حاول إقناعها مرارا أنه يتلقى وحيا من السماء وأن الرب يسوع يتحدث إليه في شأنها.

على مستوى آخر، فإن النرجسي يسعى بدأب لحيازة أسرار ضحاياه بالحب والإغراق العاطفي في بدايات علاقتهما وهي الأسرار التي لا يتردد لاحقا في استخامها لقمع أية بادرة “تمرد” من قبل زوجته أو حبيبته.

احجز جلسة مع معالج يمكنه مساعدتك فيما يتعلق بهذا الموضوع
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية

***

“لقد بقيتُ مع زوجي النرجسي عشرة أعوام، كنت خلالها مكرسة له بالكامل، ومغسولة العقل بالكامل! كان كل حياتي وكان مرشدي ومالك أمري بالكامل…أفرح بأمره وأحزن بأمره و أخاف وأطمئن بأمره…حتى الآن حين أنظر للوراء لأقيم علاقتنا، أحس بلا شيء! لا شيء على الإطلاق…لا كراهية ولا شفقة ولا حب…بداخلي خواء كامل”

من شهادة زوجة سابقة لرجل نرجسي- عيادة دكتور ليون سيلتزر

 

هل يمكنني تعديل سلوك شريكي النرجسي؟

في كثير من الحالات حاولت النساء الواقعات في حبائل رجال نرجسيين تعديل سلوكهم…لكن المحاولة في هذا الاتجاه مع شخص نرجسي أمر ميئوس منه تماما…فالنرجسي يتحرك بلاوعي في اتجاه السيطرة على الآخرين سواء بالحب أو الوحي السماوي أو الإشباع الجنسي أو المال، ولا يهدهد الطفل المحروم المنكسر بداخله إلا امتلاك الآخرين والتلاعب بهم ليثبت للطفل البائس هذا أنه قادر على الثأر له! ولأن الطفل بداخله لا يفرح إلا بتلك الألاعيب الوجدانية المسيطرة فإن النرجسي لا يتراجع عن ألعابه ناهيك عن أنه لا يعي في الغالب أنه ليس أكثر من طفل يمرح  بإحراق الفراشات الملونة!

بعبارة أخرى، وكما جاء في شهادة أخرى وثقها كتاب دكتور سيلتزر: “إنه أقرب شيء لإرهابي صغير لا تجدي معه محاولات تعديل الفكر أو السلوك…قد يبدو حكمي قاسيا، لكن البديل عن القدرة على إصدار مثل هذا الحكم القاسي هو أن ندع النرجسيين يعيشون بيننا حتى يدمرونا”