Article

ازاي تتعامل مع الفقد؟

ازاي تتعامل مع الفقد؟

أنا أعرف بما يشعر به شخص فقد عزيزاً عليه، ربما يشعر أن الزمن توقف، وأن الحياة لن تستمر، وأنه لن يختبر مشاعراً سوى الحزن بعد الآن، في الغالب سيشعر بصراع ما بين رغبته في أن يتغلب على الألم والحزن، وما بين الشعور بالذنب، هل يعني التغلب على الحزن النسيان! 

لكل منا طريقته في التعبير عن حزنه، ولكن مهما اختلفت طريقة التعبير عنه، إلا أن الحزن يبقى حزناً، والفقد يبقى فقداً.

استراتيجيات للتعامل مع الحزن عند فقدان شخص عزيز

  • فكر أن الحزن هو شعور طبيعي

على الرغم من أن شعور الحزن هو شعور مؤلم جدًا، إلا أن تخطّي هذا الألم ضروري لكي تشفى وتتخطى هذه الخسارة الكبيرة في حياتك حاول أن تتجاوز الرغبة في أن تنغلق على نفسك أو أن تخّدر مشاعرك أو أن تدّعي أنك لم تفقد شخص  عزيز عليك تحبه، لا تنكر أن هناك شيئًا ما سيئًا قد حدث في حياتك وأنك تتألم، فالحزن شعور صحيٌ وليس ضعفًا.

  • توقع أن يختلف حزنك عن الآخرين

يختبر كل شخص مشاعر الحزن بشكل مختلف عن الآخرين، رغم أن الجميع يمرّون غالبًا بمراحل مشتركة، ربما لن تمر بهذه المراحل بنفس الترتيب، حيث أن بعض الأشخاص الذين يمرّون بهذه التجربة قد يكررون إحدى المراحل أو يتوقفون عند مرحلة معينة لفترة طويلة أو يختبرون عدة مراحل في نفس الوقت، أو يختبرون كل المراحل بترتيب مختلف تمامًا، بل إن في بعض الأحيان يستطيع الأشخاص الذين فقدوا ذويهم تخطي الحزن والتعامل مع حياتهم بسرعة وبدون المرور بأي من هذه الخطوات على الإطلاق، وتذكّر أن كل شخص يتعامل مع الحزن بطريقة مُختلفة عن الآخرين.

  • استعد للإنكار أو عدم التصديق

 قد تشعر بشيء من خدر المشاعر فور موت شخص عزيز لديك، وقد تعاني من إنكار هذه الحقيقة ولا تستطيع تصديق واقع أن هذا الشخص قد رحل فعلًا عن عالمنا، هذه المشاعر عادةً ما يعاني منها الأشخاص الذين يختبرون فاجعة الموت المُفاجئ، وبسبب مشاعر عدم التصديق هذه التي قد تعتريك فإنك قد تفقد القدرة على البكاء أو إظهار المشاعر، هذه ليست علامة على فقدان الاهتمام، بل على العكس، وغالبًا ما تساعد الجنازة واستقبال العزاء على تقبّل الأمر كحقيقة واقعة.

  • لا تلزم نفسك بجدول زمني

 حيث أن معظم مراحل الحِداد قد تستغرق سنة تقريبًا، إلا أن هذا الحزن قد يُعاود الظهور في أوقات مُفاجئة أحيانًا على مدار الأعوام التالية، مثل أوقات الأعياد والمناسبات والذكريات السنوية أو حتى أثناء مرور أيام حزينة أخرى، تذّكر فقط أنك لن تتمكن من تخطي مشاعر الحزن طبق جدول زمني ما، حيث أن الناس يتعاملون مع الحزن بطرق مُختلفة، وقد تظل تتعامل مع حزنك لبقية حياتك.

  • تواصل مع المقربين

معظم مراحل الحزن التي قد تمر بها تشجع على الرغبة في الوحدة والانعزال، وعلى الرغم من أنك ستمر بالكثير من الأوقات التي تتملكَّك فيها الرغبة في العزلة، إلا أنك ستجد الكثير من العزاء في صحبة آخرين ممن يشاركونك مشاعر الحزن والحِداد على فقيدكم العزيز، قُم بمشاركة مشاعرك المؤلمة وحُزنك مع مجموعة الدعم المقرّبة منك كما تتشاركون في ذكرياتكم السعيدة عن فقيدكم أيضًا، لأنهم سيتمكنون من فهم مشاعرك وألمك أكثر من أي شخص آخر في هذا الوقت، مشاركة مشاعر الألم من شأنها أن تساعدكم جميعًا على البدء في تخطي هذه المشاعر.

  • اطلب مساعدة أشخاص حولك لا يخوضون مشاعر الحِداد

 حيث أن الأشخاص الذين يمرون بنفس مشاعرك ويشعرون بالحِداد مثلك سيتفهمون ألمك، لكن الآخرين الذين لا يشعرون بنفس المشاعر سيكونون أقدر على مساعدتك لكي تستعيد مسار حياتك مرة أخرى، ولتشتيت نفسك للتوقف عن التفكير في حزنك.

احجز جلسة مع معالج يمكنه مساعدتك فيما يتعلق بهذا الموضوع
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
  • لا تتردد في طلب الدعم

لا تترد في طلب ما تحتاجه بوضوح. اطلب طعامًا من أحد أصدقائك إذا كنت تعاني من نقص الطعام أو إذا كنت لا تمتلك الطاقة لأداء المهام اليومية كتوصيل أطفالك للمدرسة، فربما يمكنك طلب هذه الخدمة من أحد جيرانك، قد تتفاجأ من استعداد الناس لتقديم المساعدة.

  • لا تخجل من حزنك

لا تشعر بالحرج بسبب انخراطك في مشاعر الحِداد، فعلى غير المُتوقع، قد تجد نفسك تُعيد سرد نفس القصص مرارًا وتكرارًا أو قد تنتابك مشاعر الغضب في وجود الآخرين، لا تشعر بالخجل من هذه التصرفات حيث أنها طبيعية، وتوقّع التفهّم من الأشخاص القريبين منك والمحيطين بك.

  • ابق على اتصال مع من فقدته

حدد الباحثون طرق شائعة يحافظ بها الأشخاص الذين يعانون من الحزن على روابطهم مع أحبائهم المفقودين:

  • الشعور كما لو كان الشخص الذي فقدته بالقرب منك أو بجانبك. في حين أن هذا قد يبدو غريبًا بالنسبة للبعض، إلا أنه يبدو تجربة مشتركة وأيضًا تجربة مفيدة.
  • استخدام المتوفى كنوع من الإرشاد الأخلاقي، قد تتخيل كيف تعامل الشخص الذي فقدته مع موقف أو مشكلة معينة تواجهها.
  • التحدث مع أشخاص آخرين يعرفون المتوفى، مثل الأصدقاء أو أفراد الأسرة، من أجل معرفة المزيد عن الشخص الذي فقدته.
  • استمرار الحياة لا يقلل من حبك للفقيد

من الطبيعي أحيانًا أن تختبر مشاعر الحزن والحداد، إلا أن هذه المشاعر يجب ألا تصبح عائقًا أمام استعادتك لحياتك الطبيعية، وإذا كنت غير قادر على أداء مهامك بشكل فعّال بسبب عدم قدرتك على تجاوز هذه المشاعر، حتى بعد سنوات من هذه الخسارة، فربما أنت في حاجة للجوء إلى معالج نفسي متخصص في الأمور المتعلقة بالحِداد، وقد تبقى هذه المشاعر جزء من حياتك بشكل دائم، إلا أنها لا يجب أن تتحكم في حياتك.

نصائح للتكيف مع مشاعر الحزن المتجددة

حتى بعد مرور سنوات من فقدان شخص عزيز عليك، قد تستمر عندك مشاعر الحزن عندما تواجه ما يذكرك بموت هذا الشخص، احرص على اتخاذ خطوات للتكيف مع ما يذكرك بفقد الشخص العزيز عليك. على سبيل المثال:

  • كن مستعدا. ردود فعل الذكرى هذه طبيعية، ولكن علمك بأنه من المحتمل أن تواجه ردود فعل الذكرى يمكن أن يساعدك على فهمها وبالتالي تحويلها إلى فرص للشفاء في بعض الأحيان.
  • ضع تخطيطًا لصرف الانتباه. احرص على الترتيب لتجمّع أو زيارة مع الأصدقاء أو الأحباء خلال الأوقات التي تكون عرضة للشعور بالوحدة أو أن تتذكر موت الشخص العزيز عليك.
  • احرص على تذكر علاقتك. ركز على الأشياء الجيدة حول علاقتك مع الشخص العزيز عليك والوقت الذي كان يجمعكما، بدلاً من التركيز على فقده. واكتب خطابًا إلى الشخص العزيز عليك أو رسالة موجزة إليه حول بعض ذكرياتك الجميلة معه. ويمكنك الإضافة إلى هذه الرسالة في أي وقت.
  • ابدأ تقليدًا جديدًا. احرص على التبرع لمنظمة خيرية باسم الشخص العزيز عليك في المناسبات أو الأعياد، أو زرع شجرة تكريمًا له.
  • تواصل مع آخرين. تذكر الأصدقاء والأحباء المقربين منك، بما في ذلك الأشخاص الذين كانوا مقربين من الشخص العزيز عليك، وابحث عن شخص يشجعك على التحدث عن فقدك لهذا الشخص العزيز.
  • اسمح لنفسك بالشعور بمجموعة من العواطف. لا بأس أن تكون حزينًا وأن تشعر بمعنى الفقد، ولكن اسمح لنفسك أيضًا بتجربة الفرح والسعادة. وأنت تحتفل بالأوقات الخاصة، قد تجد نفسك تجمع بين الضحك والبكاء في آن واحد.

إذا تفاقم الحزن مع مرور الوقت بدلاً من التحسن أو تعارض مع القدرة على أداء الوظائف في الحياة اليومية، ينبغي استشارة مستشار علاج الحزن أو غيره من موفري خدمات الصحة العقلية، يمكن أن يؤدي الحزن غير المنتهي أو المعقد إلى الاكتئاب ومشكلات الصحة العقلية الأخرى، ولكن من خلال المساعدة المتخصصة يمكن إعادة تأسيس الإحساس بالسيطرة والتوجيه في الحياة،

لا تترد في طلب المساعدة من فريق شيزلونج للاستشارات النفسية، للتواصل مع فريق من أكفأ الأطباء والمعالجين الذين يسرهم تقديم المساعدة والدعم.

احجز جلستك الآن وأبدأ رحلة الاستشفاء، وللمزيد من المعلومات التي تخص صحتكم النفسية تابعوا مقالاتنا على موقع شيزلونج.