Article

لماذا لم يكن العيد “فرحة”!

Shezlong Icon

لماذا لم يكن العيد “فرحة”!

سنة 1943 نشر الكاتب الانجليزي تشارليز ديكينز روايته “ترنيمة عيد الميلاد”، وفي المشهد الأهم منها بطل الرواية “ سكروج” العجوز البخيل بيرفض عرض ابن أخته اللي بيطلب منه يقضي معاه ليلة العيد في اجتماع عائلي دافي، وبيقوله جملته الأشهر”باه! كلام فارغ! العيد زيه زي أي يوم تاني” وبيقضي سكروج العيد وحيد مع أشباح الماضي.

 

بس أنا مش عجوز ولا بخيل، ليه مكنتش مهتم بالعيد، ولا عرفت اتبسط بيه!، بالعكس كمان أنا العيد بالنسبة لي كان مرهق وممل أكتر من الأيام العادية، ومش شبه  العيد اللي في الأفلام الأجنبية ولا حتى اللي في فيلم عسل أسود! يؤسفني أقولك إن اللي انت حسيت بيه ده اسمه “كآبة العطلات” وده نوع من تغير المزاج بيصيب بعض الناس في مواسم الأجازات والأعياد، وفي دراسة استقصائية أجرتها جمعية علم النفس الأمريكية 38% من المشاركين بيصابوا بالكآبة والحزن الإجهاد والتوتر في الأعياد، معنديش دراسة مصرية لكن واضح من البوستات والكوميكس على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي إن النسبة في مجتمعنا  كبيرة.

 

الاستمتاع بالأعياد أيًا كان سنك، طبقتك الاجتماعية، وأيًا كان عيدك عيد أضحى ولا عيد غطاس مرتبط بمجموعة أسباب وعوامل لازم نعرفهم علشان نعرف ليه كتير مننا ما اتبسطوش بالعيد:

 

مقارنة العيد دلوقتي بأعياد زمان

التفكير في العيد زمان، العيدية بفلوس جديدة، البلالين، اللبس الجديد، لمة العيلة، تأجير العجل، الخروجات والجناين، التفكير في كل الحاجات اللي مبقتش تعملها في العيد أكيد سبب لك إحباط وكآبة، وحسيت إن عيدك ممل وفاضي،  فبدل ما تصنع ذكريات جديدة تفرحك وتهتم بتفاصيل تفرح اللي حواليك، قعدت تحن للذكريات القديمة.

 

التوقعات العالية

أحيانًا من كتر التعب والروتين طول السنة بنستنى العيد والأجازة بكل حماس، وبنكون توقعات عالية ومش واقعية لأجازة مثالية وأسرة سعيدة وأيام كاملة من الفرح واللعب والضحك من غير مشاكل، لكن ده اصطدم بالواقع، ويمكن تكون حصلت مشاكل أو لخبطة ما خلتش العيد مثالي، خصوصًا مع تجمع العيلة، وده بيحصل في كل العائلات مع اختلاف الثقافات والطبقات الاجتماعية.

وضع خطط غير واقعية

قبل العيد كنت مقرر إنك هاتزور قرايبك، وهاتخرج مع أصحابك، وهاتشوف أفلام، وهاتسهر على القهوة، وهاتكلم كل الناس تعيد عليهم، ولو انت شخص بيسعى للكمال، وما لحقتش تعمل كل ده طبيعي تصاب بالإحباط والكآبة والتوتر، ومحاولاتك إنك تعمل كل ده أكيد سببت لك إجهاد، الإجهاد اللي بيصيب الستات أكتر  لإنها أرهقت في مراسم تنضيف البيت، وتجهيز الأكل، ده مع حرصها لظهورها بأفضل صورة في التجمعات العائلية، لو كنت ما ضغطش نفسك بمهام كتير، ونظمت وقتك بشكل مناسب، وقسمت الأدوار بينك وبين أفراد أسرتك كلكم كنتم هتتبسطوا.

 

الشعور بالوحدة

كتير مننا العيد حسسهم بالوحدة، وده في الغالب لإنهم وحيدين طول السنة، والعيد فكرهم إنهم مش لاقيين حد يتشاركوا معاه فرحة العيد، وسواء كانت وحدة عاطفية، أو وحدة جغرافية -مغتربين وبعاد عن أهلهم وأصدقائهم-، فكان ممكن نتغلب عليها بالبحث عن حلول بديلة، والانخراط في أنشطة تخلينا ما نحسش إننا لوحدنا، وعدم التركيز على الجزء المفقود من حياتنا، والاستمتاع بالجوانب الإيجابية التانية.

مقارنة حالتك بأحوال الآخرين

لو انت قضيت العيد بتاكل ترمس، وبتتفرج على مسرحية العيال كبرت، وشايف الناس عاملة check in  في الساحل وناشرين صورهم ويبدو إنهم سعداء جدًا، أو شايفة معظم صديقاتك على مواقع التواصل الاجتماعي ناشرين بوستات من نوعية “العيد أحلى مع خطيبي”، في الوقت اللي انتي مستنية رسالة معايدة مجتش من شخص معين، طبيعي المقارنة بين وضعك في العيد والوضع اللي ظاهر لك من حياة الناس التانية هايصيبك بالاحباط، لكن في الواقع انت شايف الجانب المشرق السعيد اللي هما قصدوا يبرزوه من حياتهم، وحياتهم فيها جوانب غير سعيدة.

العادات غير الصحية

كتير من الشباب قضوا ليلة العيد في سهرات بتتضمن شرب أنواع من الكحوليات أو المخدرات كنوع من الاحتفالات، وده طبعًا خلاهم يقضوا العيد مرهقين بيعانوا من أعراض الاجهاد والاكتئاب، مش بس كده، العادات الغذائية الغلط زي أكل كميات كبيرة من ” اللحوم والفتة والرقاق”،والسهر وتغيير مواعيد النوم ممكن يكونوا سببوا لك نفس الأعراض!

 

ادعاء السعادة

ضغط اللي حواليك عليك إنك تبان مبسوط وبتحتفل، وضغطك على نفسك علشان تحس بفرحة العيد علشان محدش يزعل منك أو يقول عليك إنك متغير أو كئيب، ده في حد ذاته كفيل يرهقك ويكئبك فعلًا، مفيش فرحة بتيجي بالعافية.

 

تذكر الراحلين

العيد بيئة خصبة جدًا إنك تفتكر الناس اللي فقدتهم ومبقوش معاك، وفي مجتمعنا المصري في ناس بتسيب السنة كلها وتختار أول يوم العيد علشان تزور المقابر، والحقيقة إن الوفاء ده شئ جميل، لكن ربنا شرع العيد في كل الأديان علشان الناس تفرح، فمن حقك تفتكر أحبابك اللي فقدتهم وتبكي عليهم لكن كان واجب عليك تقضي باقي وقتك مع عيلتك وأصدقائك من غير ما تحس بالذنب، وده عمومًا كان هيساعدك تتخطى حزنك بشكل أسرع.

 

الضغوط المادية

والجزء ده بيخص الرجالة أكتر، الالتزامات المادية والواجبات الاجتماعية في العيد زي العيدية، شراء اللحمة أو الكعك، اللبس الجديد، الزيارات والهدايا، كل ده بيشكل عبء بيخلي العيد أيام تقيلة مربكة وموترة خصوصًا في الظروف الاقتصادية الحالية، وبالتالي حسيت إنك مضغوط ومش مبسوط.

احجز جلسة مع معالج يمكنه مساعدتك فيما يتعلق بهذا الموضوع
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية

 

تأجيل الخطط لبعد العيد

الشخص العملي، الساعي للمثالية، بيتوتر من فكرة توقف العمل والمصالح والخدمات خلال أجازة العيد وبيكون شايف العيد عَطلة، مستنيها تخلص علشان يكمل في خططه اللي حاسس إن العيد بيدمرها.

 

في النهاية كآبة العطلات مش مرض، دي حالة بتسببها العوامل اللي خلتك ما تتبسطش بالعيد وتستمتع بيه، بس العيد خلص والمفروض تخلص معاه حالة الكآبة دي، لكن لو استمرت معاك الأعراض لفترة طويلة بعد العيد، يبقى دي مش مجرد كآبة عطلات، وانت محتاج مساعدة طبيب نفسي، لإن من حقك تستمتع بكل يوم من حياتك مش بس الأعياد.

إذا كنت تعاني من اضطراب نفسي ولا تجد من ينصت لك أو يقدم لك يد العون، فلا تتردد في التواصل مع فريق أطباء شيزلونجليكون رفيقك في رحلة التعافي النفسي.

كتبته لشيزلونج: إيمان السيد

كاتبة صحفية وباحثة مهتمة بالشأن النفسي

المصادر:

 

https://www.mayoclinic.org/healthy-lifestyle/stress-management/in-depth/stress/art-20047544

 

https://www.psychologytoday.com/intl/blog/evidence-based-living/201712/what-we-know-about-the-holiday-blues

https://psychcentral.com/lib/beating-the-holiday-blues/

https://www.psychologytoday.com/ca/blog/emotional-fitness/200911/10-tools-dealing-holiday-depression-and-stress

https://psychcentral.com/lib/9-tips-to-cope-with-holiday-depression/

https://www.psycom.net/beat-holiday-depression/

https://www.medicinenet.com/holiday_depression_and_stress/article.htm#what_are_possible_complications_from_holiday_depression_anxiety_and_stress