Article

أنا مش فاهمني

unnamed file

أنا مش فاهمني

 

بنحس أوقات إننا مش فاهمين نفسنا وتايهين والسبب في ذلك إننا مش واعيين وفاهمين إحتياجتنا وبالتالي بتسبب لنا مشاكل مع أنفسنا وعلاقتنا!

على كل إنسان أن يتعرف على الحاجات التي تحتاج إلى إشباع وتحقيق حتى يصل إلى درجة تحقيق الذات والإبداع (وهي أعلى حاجة تتواجد في أعلى الهرم أي ان تحقيقها لا يتم إلا بعد تحقيق الحاجات الدنيا).

ما هي هذه الحاجات؟ ما ترتيبها؟ ما هي الحاجة أصلاً؟ كل هذا سنتعرف عليه في هذا المقال.

 

نبدأ أولاً بتعريف الحاجة، ماهي الحاجة؟

الحاجة هي الدوافع والغرائز التي توجد لدى الفرد منذ لحظة ميلاده وتحتاج إلى إشباع وتحقيق، منها الحاجة للأكل والشرب والأمن والحاجة إلى تكوين علاقات وصداقة مع الآخريــن كذلك. تتعدد هذه الحاجات وتتفاوت أهميتها (كلها مهمة بالنسبة للإنسان السوي).

لكن نقصد الأهمية هنا بأنه توجد حاجات تمثل قاعدة بالنسبة للحاجات الأخرى، فالإنسان لا يفكر في إشباع الحاجات الأخرى طالما الحاجة الأساسية غير مشبعة.. لم تفهمــوا ما أقصد؟؟؟

[1] طبعاً بالمثال يتضح المقال: مثلا إنسان مشرد جائع، هل يمكن أن يفكر في الحاجات الإجتماعية؟ كتكوين الأسرة والصداقات؟؟ نعم ربما يفكر “لكن تفكيره هنا لا يتعدى كونه حلم وفقط” ولا يسعى لتحقيقه، فكل ما يشغله هو ايجاد لقمة يسد بها جوعه. ربما يطرأ في بالك لماذا لا يفكر في ان يكون مبدعاً أو أن تكون له مكانة مرموقة في المجتمع؟ طبعاً هو لا يفكر لأن أهم الحاجات لم يقم بإشباعها وهي الغذاء، المسكن، النوم، التوازن، كل هذه الحاجات تسمى بالحاجات الفيزيولوجية.

وتمثل قاعدة هرم ماسلو.. لن يفكر الإنسان ولن يستطيع تحقيق باقي الحاجات الأخرى طالما لديه نقص وحاجة في أي من هذه الحاجات الفيزيولوجية، فالفرد الذي يعاني لفترات من عدم إشباع الحاجات الفيزيولوجية، قد يرغب في المستقبل عندما يصبح قادراً على أن يشبع هذه الحاجات في أن يشبعها بشكل مفرط، فمثلا قد نجد أن الفقير عندما يزداد غنى فإن معظم نفقاته قد تتجه إلى الأكل والشرب والزواج.

احجز جلسة مع معالج يمكنه مساعدتك فيما يتعلق بهذا الموضوع
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية

فهمتم الآن ماذا يمثل الهرم والتسلسل؟

لنكمل الجزء الثاني من الهرم:

[2] وفق هرم ماسلو، فإنه بعد إشباع الحاجات الفيزيولوجية، تظهر الحاجة إلى الأمان، أي أن بعد إشباع الحاجات الفيزيولوجية يطلب الفرد الحاجة التي تليها وهي الحاجة للأمن والإستقرار والسلام، لن يستطيع الإنسان أن يبدع في مجاله ولا أن يشعر بالإنتماء طالما لا يشعر بالأمان، فإشباع الحاجة للأمن مهم جداً للحياة السوية للإنسان خاصةً في السنوات الأولى من حياته والتي غالباً ما تتحقق من خلال إرتباط الطفل بأمه وعلاقته الجيدة معها، فهي مصدر الحماية والعطف والحب.

[3] بعد إشباع الحاجات الفيزيولوجية والأمان، تظهر الطبقة الثالثة وهي الحاجات الإجتماعية، والحاجة للإنتماء، فالبشر عموماً يشعرون بالحاجة إلى الإنتماء والقبول، سواء إلى مجموعة اجتماعية كبيرة (كالنوادي والجماعات الدينية، والمنظمات المهنية، والفرق الرياضية) أو الصلات الاجتماعية الصغيرة (كالأسرة والشركاء الحميمين، والمعلمين، والزملاء المقربين)، والحاجة إلى الحب (الجنسي وغير الجنسي) من الآخرين، وفي غياب هذه العناصر الكثير من الناس يصبحون عرضة للقلق والعزلة الاجتماعية والإكتئاب.

تسمى الحاجات الثلاثة السابقة بالحاجات الدنيا وهي الحاجات اللازمة لتكون إنسان سوي لا يعاني من أي إضطراب في شخصية ولا في حياته وهي لازمة التحقيق. بعد تحقيق الحاجات الدنيا يتطلع الإنسان إلى تحقيق الحاجات العليا (السامية) وهي حاجتين، الحاجة للتقدير والحاجة لتحقيق الذات.

[4] الحاجة للتقدير هنا يتم التركيز على حاجات الفرد في تحقيق المكانة الاجتماعية المرموقة والشعور بإحترام الآخرين له والإحساس بالثقة والقوة.

[5] الحاجة لتحقيق الذات وهي أسمى حاجة وتتواجد في قمة الهرم، يحاول الفرد فيها تحقيق ذاته من خلال تعظيم إستخدام قدراته ومهاراته الحالية والمحتملة لتحقيق أكبر قدر ممكن من الإنجازات وينطوي ضمنها: الإبداع، الحس الفني.

ما نستخلصه من دراسة هذا الهرم: أن هذه الحاجات لا تتحقق بمعزل عن بعضها البعض فكل حاجة تتوقف على الحاجة التي قبلها وتؤثر على الحاجة التي بعدها، وأن إشباع هذه الحاجات يلعب دوراً هاماً في تكوين وتشكيل البناء النفسي للإنسان سواء المراهق والراشد وكذلك الكهل. وإذا تمكن الفرد من تحقيق إشباع الحاجات الخمس السابقة، فأنه حتماً سيصل وبسلام إلى المحطة الأخيرة أو الغاية النهائية والتي تقع في قمة الهرم وهي تحقيق الذات.

وإذا كانت لديك أي مشاكل نفسية أطلب المساعدة هنا