Article

العلاج الزواجي ..بداية النهاية أم نهاية للصراع

Picture1

العلاج الزواجي ..بداية النهاية أم نهاية للصراع


لا شك أن ذلك التقرير المثير للقلق و المنشور من قبل  الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء المصري قد دق أجراس الخطر حول ظاهرة الطلاق .

حيث أبلغ فيه عن ارتفاع معدلات الطلاق في مصر في الآونة الأخيرة  بشكل غير مسبوق، لتصل في عام 2020  إلى حوالي 213 ألف حالة (أي بواقع حالة كل دقيقتين)!!

الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء المصري

بالرغم من ظهور مصطلح العلاج الزوجي (couple therapy ) في الآونة الأخيرة، و إنتشاره في بعض الأوساط ، إلا أن مازال يحيط بمفهوم العلاج الزواجي الكثير من الغموض و المفاهيم المغلوطة .

فعلي سبيل المثال لا الحصر يعتقد الكثير من الناس أن العلاج الزواجي هو خطوة سابقة لنهاية العلاقات !!

و الحقيقة إنه لا يجب الوصول إلي طريق مسدود حتي يستدعي الأمر اللجوء لطلب المساعدة الإختصاصية ، فهناك العديد من الأسباب التي قد تدفع الزوجين لطلب  المساعدة لتحسين علاقتهما .

في هذا المقال نوضح لكم ما المقصود بالعلاج الزواجي , و كيفية الإستفادة منه طمعا في علاقة أفضل مع شريك حياتك .


ماذا يقصد بالعلاج الزواجي

بشكل عام ، العلاج الزوجي هو شكل من أشكال العلاج النفسي

الذي  يساعد الأزواج العالقون في علاقة غير مرضية  و صعبة ,

علي إعادة بناء علاقتهما و تشكيل الثقة مع تحسين نوعية و جودة

العلاقة فيما بينهما ،، خاصة عندما يتم التدخل بشكل مبكر و جاد

هل أنت بحاجة لعلاج ؟!

مع تزايد ضغوط الحياة جنبًا إلى جنب مع متطلبات العمل وإحتياجات

الأسرة أصبح  من الصعب على الأزواج الشعور بالتقارب والتواصل مما

قد يعرض العلاقات الأسرية  لهزات قاسية و لكن متي تعلم  أنك بحاجة

إلى استشارة أو علاج زواجي , ربما يجب أن توجه لنفسك بعض الأسئلة

التالية  التي قد تساعدك في إتخاذ القرار :

  • هل أنت وشريكك في صراعات مستمرة ؟
  •  هل أنتما دائمي الإنتقاد لبعضكما البعض؟
  • هل تقطعت حبال التواصل و التفاهم بينكما أو أصبحت هشة ؟
  • هل تشوب علاقتكما الندية أو الإنهزامية و الإنسحاب و عدم المبالاة؟ 
  • هل تشوب علاقتكما مشاعر  الازدراء أو الغضب أو الاستياء ؟
  • هل تواجهون تضارب و عدم تقدير لقيمكم و معتقداتكم الدينية و الأخلاقية ؟
  • هل تواجه  في علاقتك مع شريك حياتك مشاكل مثل إضطراب العلاقة الحميمية ، الخيانة ، الإدمان أو الإساءة والتعنيف الزواجي ؟


إذا كانت إجابتك علي أغلب تلك الأسئلة بنعم .. فقد تكون بحاجة للعمل بجدية أكبر للحفاظ على علاقتك صحية وسعيدة

و إنجاح ذلك الزواج قبل فوات الأوان ..و هنا يأتي دور العلاج الزواجي (مع العلم أن طلبك للاستشارة الزوجية ليس علامة

على إقتراب نهاية العلاقة أو خرابها ،علي العكس ذلك يعني أنك تعمل جاهدا  لتحسين و تقوية علاقتك  ، وتعزيز مهارات

و روابط التواصل مع شريكك.

كيف يساعد العلاج الزواجي في بناء وإصلاح العلاقات ؟؟

يمكن الإجابة علي ذلك السؤال ببساطة بتعريف الأهداف الرئيسية للعلاج الزواجي على النحو التالي حيث يساعد علي  دعم الزوجين في:


1- تحديد مصادر الصراع و البحث عن حلول واقعية

يساعد العلاج الزوجي في دعم الزوجين لتحديد مصادر الصراع و التوصل لطريقة فعالة لحل النزاعات مثل :

  • الحدود الصحية : يساعدك العلاج الزوجي في ترسيم الحدود الصحية الفردية (الخاصة بكل شريك ) والحدود الخارجية (الخاصة بالعلاقة)
  • إعادة تحديد الأدوار: يساعدك أيضا في تحديد و الإتفاق علي الأدوار التي تلعبها أنت وشريكك و رصد و تصحيح الديناميكيات غير الصحية و إدارة التوقعات .
  •  الإختلاف قي المعتقدات والقيم : يمكن أن يساعدك العلاج الزوجي أنت وشريكك في مناقشة و حل الصراعات المتعلقة بمعتقداتك وقيمك وآثار هذه الجوانب على حياتك اليومية.

2- تعزيز التواصل

تعلم و تحسين أساليب و مهارات التواصل اللفظي وغير اللفظي المتبادل (لتجنب المزيد من سوء الفهم و جعل العلاقة أسهل و أكثر وضوحًا بخلق مساحة آمنة للتعبير عن المشاعر و الإحتياجات ).

احجز جلسة مع معالج يمكنه مساعدتك فيما يتعلق بهذا الموضوع
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية

3- تحسين جودة العلاقة

كما يمكن مناقشة الأنشطة و المساحات المشتركة التي يستمتع بها الشريكين معًا وكيفية جعل أوقاتكم المشتركة أكثر إثارة و تجددا .

4- الشؤون المالية:

يمكن أن تكون الموارد المالية مصدرًا رئيسيًا للصراع في العلاقات،لذا فإن العلاج الزوجي قد يساعد في تعزيز الحوار المفتوح والشفافية حول عادات و قرارات الدخل والإنفاق.

5- العلاقات الأسرية:

يمكن أن يساعدك العلاج الزوجي أنت وشريكك في حل المشكلات الناجمة عن النزاعات مع أفراد الأسرة الآخرين ، مثل الوالدين والأطفال والأشقاء ، كأن يوفر لك أساليب مختلفة للتعبير عن مشاعرك و توصيلها لشريكك بطريقة صحية .

6- الجنس والعلاقة الحميمة:

إذا كنت أنت وشريكك تواجهان مشكلات تتعلق بالجنس والعلاقة الحميمة ، أو الخيانة الزوجية ، يمكن أن يوفر العلاج الزواجي مساحة آمنة لك لمشاركة مشاعرك واحتياجاتك.

7- الضغوطات الخارجية:

يمكن أن يساعدك العلاج أنت وشريكك أيضًا في إدارة الضغوط التي تسببها عوامل خارجية ، مثل العمل أو المشاكل الصحية على سبيل المثال ، والتي يمكن أن تضع ضغطًا كبيرا على العلاقات .

8-  إتخاذ القرارات المصيرية:

مساعدة الزوجين في إتخاذ القرارات المصيرية المتعلقة بمستقبل العلاقة مثل قرار استمرار العلاقة أو الانفصال بناء علي إستعدادهم  و  قدرتهم علي العمل علي العلاقة  (مع العلم أن مسئولية تحديد و إتخاذ القرار نابعة وتقع علي الزوجين فقط  ).


من المستفيدون من العلاج الزوجي؟

1- المقبلين علي الزواج و المتزوجون حديثا

قد يستفيد كلا من المقبلين علي الزواج و المتزوجون حديثا من المشورة التي تساعدهم على تكوين معتقدات وعادات صحية في وقت مبكر من الزواج.

حسب ما وجدت أحدث الدراسات أن تلقي الاستشارات قبل الزواج يمكن أن تساعد أيضًا في تمكين الأزواج من اتخاذ إجراءات و قرارات للحفاظ على إزدهار علاقتهم على المدى الطويل.

2- الأزواج الراغبون في تحسين علاقتهما

يمكن للأزواج الذين يرغبون في العمل على تغيير أنفسهم الاستفادة من العلاج الزوجي أيضًا ، بل أنه يمكن أن تكون الاستشارات أكثر فاعلية عندما يكون الشريكان منفتحين ومستعدين للنظر في عيوبهما و مميزاتهما لتقوية العلاقة و إجراء تغييرات للإستمتاع بعلاقة مرضية و متجددة .

3- الأزواج الذين يواجهون مشاكل في علاقتهما

هؤلاء الأزواج الذين يطلبون المساعدة في وقت مبكر من تصاعد المشكلات و الأزمات , أكثر فرصة في تحقيق نتائج أفضل من أولئك الذين ينتظرون إحتدام الأمور و الإنفجار .

4- بعد الإنفصال

حتى الأزواج الذين وصلوا إلى مفترق الطريق أو أوشكوا علي هذه الخطوة , لا يزال بإمكانهم الاستفادة من الاستشارات الزوجية.

فقد يساعد هؤلاء الذين يفكرون في الطلاق كحل أو إتخذوا الخطوة بالفعل و لديهم أطفال في إدارة علاقتهما و تصحيح مسارها أو الإتفاق علي المساحات المشتركة و الحدود فيها .

أخيرا :
لا توجد علاقات مثالية أو زواج خال تمامًا من الإختلاق و الصراعات ،

و ليست كل مشكلة تستدعي العلاج الزواجي و مع ذلك يمكن أن تكون

الاستشارات الزوجية أداة مفيدة للغاية لمساعدتك في إعادة بناء

علاقتكما و توجيهها إلى مسارها الصحيح نحو النمو و النضج.

إذا كنتم تشعروا أنكما تواجهان مشكلة كزوجين ،نشجعكم دوماً على

طلب المساعدة من فريق شيزلونج للاستشارات النفسية، للتواصل

مع  فريق من أكفأ الأطباء والمعالجين الذين يسرهم تقديم المساعدة

والدعم ، احجز جلستك الآن وأبدأ رحلة الاستشفاء.

وللمزيد من المعلومات التي تخص صحتكم النفسية تابعوا مقالاتنا على موقع شيزلونج.

إعداد و كتابة : إيناس طه البداوي
استشاري التربية والصحة النفسية

المصادر

  1. Lau KKH, Randall AK, Duran ND, Tao C. Examining the effects of couples’ real-time stress and coping processes on interaction quality: Language use as a mediatorFront Psychol. 2019;9:2598. doi:10.3389/fpsyg.2018.02598
  2. Wiebe SA, Johnson SM. A review of the research in emotionally focused therapy for couplesFam Process. 2016;55(3):390-407. doi:10.1111/famp.12229
  3. Nowlan K, Georgia E, Doss B. Long-term effectiveness of treatment-as-usual couple therapy for military veteransBehav Ther. 2017;48(6):847-859. doi:10.1016/j.beth.2017.05.007
  4. Wiebe SA, Johnson SM, Lafontaine M-F, Burgess Moser M, Dalgleish TL, Tasca GA. Two-year follow-up outcomes in emotionally focused couple therapy: An investigation of relationship satisfaction and attachment trajectoriesJMFT. 2017;43(2):227-244. doi:10.1111/jmft.12206
  5. Akbar Soleimani A, Najafi M, Ahmadi K, Javidi N, Hoseini Kamkar E, Mahboubi M. The effectiveness of emotionally focused couples therapy on sexual satisfaction and marital adjustment of infertile couples with marital conflictsInt J Fertil Steril. 2015;9(3)”393-402. doi:10.22074/IJFS.2015.4556
  6. Williamson HC, Hammett JF, Ross JM, Karney BR, Bradbury TN. Premarital education and later relationship help-seekingJ Fam Psychol. 2018;32(2):276-281. doi:10.1037/fam0000383
  7. Taspard T. Timing is everything when it comes to marriage counseling. The Gottman Institute.
  8. Rauer A, Sabey AK, Proulx CM, Volling BL. What are the marital problems of happy couples? A multimethod, two‐sample investigationFam Proc. 2020;59(3):1275-1292. doi:10.1111/famp.12483
  9. Feuerman M. Managing vs. resolving conflict in relationships: the blueprints for success. The Gottman Institute.
  10. UT News. Research by CFS profession, Amy Rauer, sheds light on how happy couples argue. The University of Tennessee Knoxville.
  11. https://www.archivespp.pl/uploads/images/2011_13_3/57Wolska__APP3_2011.pdf
  12. https://societyforpsychotherapy.org/wp-content/uploads/2016/12/Hewison-et-al-2016.pdf
  13. https://www.capmas.gov.eg/Pages/IndicatorsPage.aspx?ind_id=1089