مشاعرك مش ضدك… دي البوصلة اللي بتوجّهك للحياة الصح
مشاعرك مش ضدك… دي البوصلة اللي بتوجّهك للحياة الصح
إحنا متربيين على فكرة إن فيه مشاعر حلوة ومشاعر وحشة:
الفرح والحب = إيجابية.
الحزن والخوف والغضب = سلبية.
بس الحقيقة؟ مافيش حاجة اسمها كده.
المشاعر كلها عاملة زي لمبات الإشارة في العربية… بتنورلك تقولك: “خلي بالك، في حاجة محتاجة انتباه”.
ليه بنخاف من مشاعرنا؟
خليني أقولك حاجة:
- الحزن مش مرض، ده صوت بيقولك: “إنت فقدت حاجة غالية، لازم تعيد ترتيب حياتك”.
- الغضب مش عيب، ده بيوجهك: “فيه حد بيعدّي حدوده معاك، لازم توقفه”.
- القلق مش ضعف، ده جهاز إنذار بيشدّك: “حضّر نفسك كويس، المستقبل محتاج استعداد”.
يعني حتى المشاعر اللي إحنا بنحطها في خانة “اللي مش حلوة”، هي في الحقيقة إنذارات.
المشكلة مش في الشعور نفسه… المشكلة في إننا نطنّشه. وهنا اللي بيحصل؟ زي قصة الضفدع اللي قعد في الميه تسخن عليه درجة درجة… لحد ما استوى وهو مش واخد باله.
المشاعر مش ضدك، دي ليك
البروفيسور جون كابات-زين (جامعة ماساتشوستس) قال جملة عبقرية:
“المشاعر إشارات حيوية من العقل والجسد، دورها إنها تفكرك تعيش اللحظة وتفهم نفسك.”
وسوزان ديفيد – أستاذة علم النفس في هارفارد – كتبت كتاب كامل (Emotional Agility) بتأكد فيه إن اللي بينجحوا مش الناس اللي بيكتموا مشاعرهم أو يتخلصوا منها… لكن اللي بيعرفوا “يتعاملوا معاها ويقودوها”.
يعني المشاعر مش وحش بيطاردك… المشاعر أقرب تكون GPS بيقولك: يمين، شمال، ستوب.
الخطر مش في الشعور… الخطر في الكبت
الدراسات الحديثة بتقول إن كبت المشاعر بيزوّد التوتر وبيأذي الجسد حرفيًا.
الكبت ممكن يبان في:
- صداع متكرر.
- قلة نوم.
- شدّ في العضلات.
- مشاكل قلب وضغط على المدى الطويل.
يعني لو فضلت تكتم، جسمك هيطلّع الفاتورة غصب عنك.
الحل؟
الحل مش إنك تمسح مشاعرك، ولا تفضل تحاربها كأنها عدو.
الحل إنك:
- تسمعها.
- تفهم الرسالة وراها.
- تعرف إزاي تستخدمها بدل ما تسيبها تستخدمك.
وده بالظبط اللي العلاج النفسي بيساعدك تعمله:
- تفك شفرة المشاعر.
- توقف دوامة القلق اللي بتسحبك لتحت.
- تستخدم الغضب والحزن كطاقة تغيير مش كحِمل خانق.
مشاعرك مش عدوك.
مشاعرك هي بوصلة ربنا حاططها جواك عشان تلاقي طريقك.
لكن البوصلة دي ساعات بتلخبط أو إحنا نفسنا مش بنعرف نقراها… وهنا دور المعالج النفسي: يساعدك تفهم إشاراتها من غير ما تغرق.
لو حاسس إنك تايه أو متلخبط ومش قادر تترجم اللي جواك… متستناش.
خطوة صغيرة زي جلسة على شيزلونج ممكن تبقى بداية لحياة أوضح وأهدى.
