لماذا تشعر المرأة بالوحدة أكثر من الرجل؟ دراسات علمية تجيبك
لماذا تشعر المرأة بالوحدة أكثر من الرجل؟ دراسات علمية تجيبك
Keywords
أثبتت دراسة علمية أجرتها جامعة مونتريال في كندا أن سبب الاختلاف بين الرجل والمرأة في طريقة التعامل مع المشاعر السلبية راجع للتكوين الجسدي لكل منهما، وتحديدًا فيما يتعلق بوظيفة الدماغ ومعالجته للمشاعر السلبية.
وتوضح الدكتور “أدريانا مندريك” أستاذ الطب النفسي ما يحدث بقولها: “إن التفاعل العاطفي الغالب على النساء يفسر أشياء كثيرة، مثل احتمالية تعرضهن للإصابة بالاكتئاب واضطرابات القلق بنسبة أكبر من الرجال”.
تعد الوحدة المشاعر السلبية التي يشترك فيها الرجال والنساء ولكنهم يختلفون في التعبير عنها، وهذا ما يثير الكثير من التساؤلات حول الأسباب المنطقية التي تؤدي لهذا الاختلاف، وهو ما سنحاول الإجابة عليه من واقع دراسات علمية حديثة.
المرأة تعطي لعلاقاتها قيمة أكثر من الرجل
وفقًا للعديد من الأبحاث التي أجريت على نساء يعشن أنماطًا حياتية مختلفة، فقد رُصدت لديهن مستويات أعلى من الشعور بالوحدة عن الرجال، باستثناء مجموعة فرعية واحدة وهي النساء غير المتزوجات، فقد أظهر الرجال غير المتزوجين مستويات أعلى من الشعور بالوحدة، بالمقارنة مع النساء غير المتزوجات.
والسبب الأقرب الذي يمكن اعتباره صحيحًا وراء ذلك هو ميل المرأة لمراعاة حياتها الاجتماعية أكثر من الرجل، وبالتالي تُحافظ على صداقات قريبة من نمط العلاقات الرومانسية، مما يؤدي لشعورها بالوحدة بدرجة أقل عند عدم وجود زوج، وهو نفس السبب وراء وقوعها في الوحدة عند تأثر أو غياب هذه العلاقات.
ذكورية الرجل وصعوبة الاعتراف بالضعف أكثر صعوبة
توصلت دراسة علمية أجرتها جامعة واترلو الكندية أن ميل النساء للشعور بالوحدة سببه بكل بساطة استعدادهن بشكل أكبر للاعتراف بمشاعر الضعف مقارنة بالرجال، ومن بين التفسيرات المحتملة التي رجحتها الدراسة هو الفرق بين الجنسين في التعامل مع النفوذ الاجتماعي، وحرص الرجال على عدم اهتزاز صورتهم المجتمعية، لذلك نجد النساء أكثر ميلًا للاعتراف بالوحدة؛ لأن العواقب السلبية لذلك تكون أقل بكثير عن الموجودة عند الرجال.
وتدعم هذا الاستنتاج دراسة أخرى أجرتها جامعة كاليفورنيا الأمريكية بهدف فهم دور الذكورة في التعبير عن الضعف، ووجد الباحثون أن الرجال كانوا أكثر ترددًا في الاعتراف بمشاعر الضعف بما في ذلك الشعور بالوحدة، وكلما كان الرجل أكثر ذكورية كان أكثر ميلًا إلى عدم الاعتراف بأي عجز من أي نوع.
تعامل المرأة مع الوحدة مختلف عن الرجل
عند مواجهة الوحدة تختلف الآليات التي يستخدمها كل جنس عن الآخر، فالرجال يميلون إلى التعرف على مجموعات جديدة من الأصدقاء، بينما تميل النساء إلى الدخول في علاقات أكثر خطورة، وأظهرت دراسة منشورة في مجلة “الشخصية وعلم النفس الاجتماعي” أن الرجال يشعرون بدرجات أقل من الوحدة عندما يكون لديهم مجموعات عددها كبير من الأصدقاء، بينما أظهرت النساء القليل من الربط بين مشاعر الوحدة وعدد الأصدقاء.
ويمكن القول بشكل مختصر إنه بالنسبة للرجال فإنهم يركزون على “الكم” أي عدد الأصدقاء المحيطين، بينما يكون تركيز النساء على “الجودة”، أي عمق العلاقات ومتانتها والرصيد العاطفي الذي تحمله. ويشرح الباحثون ذلك بقولهم إنتقييم الوحدة بالنسبة للرجال يكون متوجهًا نحو المجموعة، بينما تركز النساء على صفات العلاقات.
عند موت الشريك لا تتجاوز المرأة الألم بسهولة
توصلت دراسة علمية إلى أن النساء يعانين من مشاعر الوحدة بعد وفاة الشريك أكثر من الرجال بمعدل الضعف، فقد أكدت النساء اللواتي أجريت عليهن الدراسة أن مشاعر الوحدة هي أصعب شيء واجهنه بعد وفاة شراكئهن، ومن وجهة نظر الباحثين فإن ذلك يرجع إلى أن النساء يقدرن العلاقات الوثيقة بدرجة أكبر من الرجال، كما أنهن أكثر عرضة للاعتراف بالشعور بالوحدة.
وبلغة الأرقام، فإن هناك نحو 30% من النساء أكدن أن الشعور بالوحدة أصعب شيء واجهنه بعد فقدان شركاء حياتهن، مقابل 17% من الرجال، بالإضافة إلى وجود 53% من النساء وجدن أن التحدث مع الأصدقاء ساعدهن على التعامل مع الحزن، مقابل 35% من الرجال، ولكن على الرغم من النساء يتحدثن بصورة أوسع إلى الأهل والأصدقاء حول شعورهن بالوحدة، وجد أن معاناتاهن من الوحدة تستمر لفترات أطول من الرجال.
استنتاج ضروري حتى تكتمل الصورة
من خلال الاطلاع على نتائج عدة دراسات ناقشت الاختلاف بين الرجل والمرأة فيما يتعلق بالشعور بالوحدة، فإن هناك أمورًا تأسيسية تساعدنا على فهم هذا الاختلاف، في مقدمتها ميل النساء إلى إقامة علاقات وثيقة وفردية، ولأن هذا النوع من العلاقات يأخذ الكثير من الوقت والطاقة للحفاظ عليه، فإن المرأة يكون لديها عدد أقل من العلاقات التي تمنع عنها شعورها بالوحدة، ولكن عندما تنتهي هذه العلاقات الوثيقة فإنها تشعر بمستويات عالية من الوحدة، ولأسباب اجتماعية وثقافية لا تجد صعوبة في الاعتراف بها والتعبير عنها.
كتبه لشيزلونج: عبدالرحمن أبو الفتوح