في حياتي شخص خائن
في حياتي شخص خائن
أخطر أنماط الشخصيات وتبريراتها للخيانة
نتعرض في حياتنا لنماذج كثيرة من البشر وأنماط لشخصيات عديدة تجعلنا نتوقف ونحتار ولا نعلم كيف
ومتي سمحنا لتلك النماذج الدنيئة أن تجتاح حياتنا ويصبح لها هذا التأثير المروع علينا خصوصاً لو
كانت تلك الشخصيات مقربة منا ويدعون الحب والعشرة والصداقة أو حتى القرابة بكل صورها.
هذه هي الشخصيات الخائنة، أسوء أنواع الشخصيات على الإطلاق لأنها تشمل كل الصفات الذميمة في
صفة واحدة. فالخائن كاذب، ناقض للعهد والوعود، سوداوي بالغ الضرر، ضعيف وغير مسئول، غير
مؤتمن، مدعي وغير حقيقي، عديم الرحمة وأناني وليس عنده أدني شعور بالأخر.
غالباً الخيانة تأتي على شاكلة ثلاثة أنماط شخصية بالغة الخطورة:
الشخص النرجسي: وهو الشخص الأناني المضطرب الذي يعاني من فرط حب الذات والغرور ودائم
التعالي والشعور بالأهمية ويستبيح الأخرين للوصول لما يريد حيث يصدق فعلا أنه أفضل منهم وبالتالي
يحل له أن يعيش كما يشاء حتى لو على حساب الإضرار بهم ويعشق ذاته عشق مرضي فتكون الخيانة
بكل صورها مباحة إذا كانت هي الطريق الأسرع لما يريد، فهنا الغاية دائما تبرر الوسيلة والخيانة
أسهلها.
الشخص السايكوباتي: وهو شخص مضطرب نفسيا وعنده شعور دائم بأنه أكثر ذكاء من الآخرين،
مقتنع دائما بأنه ضحية لأنه يعاني من عدم القدرة على الحب مما يسبب له ألم مستمر يتغذى به على ألم
الآخرين كي يسد تلك الفجوة وينهي آلامه هو، لذلك لديه الرغبة المستمرة في إيذاء من حوله دون سبب
أو مبرر ويستبيح مشاعر كل من حوله دون أدني مسئولية وليس لديه روادع واضحة تقفه عند حده أو
أي مرجعية موضوعيه تثنيه عن حرج ذاته ومن حوله بالتابعية، لذلك الخيانة لديه دائما مبررة
ومشروعة.
الشخص الضعيف: وهو الشخصية عديمة الهوية والأبعاد، تجده دائماً تائه، تابع ويفتقر للثقة بالذات
ووضوح الرؤية لهدفه في الحياة ككل ويتخذ من أراء وأهواء الناس فقط مرجعية لتقييم ذاته وبالتالي لا
يقوي على المواجهة أبدا، سلبي، فاقد القدرة على التعبير، عديم التخطيط، ليس لديه بوصلة داخلية أو
حتى من القوة والشجاعة لمواجهة ذاته وبالتالي تحت أي ضغوط أو ظروف صعبة يخشى مواجهتها يقع
بفخ الخيانة وأولها خيانة نفسه بعدم التصدي لصعاب الحياة فينجرف لخيانة الآخرين لانعدام قوته على
مواجهاتهم والتخلي عن كل أمانة أو مسئولية مؤتمن عليها.
كي يحافظ الإنسان على اتزانه النفسي والبقاء دائما على أهم علاقة صحية في حياته وهي علاقته
بنفسه، يجب أن يتجنب تلك الشخصيات والبعد عنها حتى إذا أكتشفها بعد وقت لأن الضرر بالغ
ويتضاعف كلما اقتربنا منهم مناشدين الإصلاح أو متجاهلين أفعالهم.
لأن الإنسان هو الوحيد القادر على تغيير ذاته إن أراد.
فلا تحاول تغيرهم لأن المتضرر الوحيد هو أنت.
تلك النماذج لها من القدرة والثبات الانفعالي على الخداع وعدم إظهار حقيقتها، لذلك قد ننصدم بخيانة
أعز وأقرب الناس لدينا وهنا يجب أن نعرف أن التسرع والاندفاع العاطفي منا في أغلب الأحيان يلقي
بنا في تلك الفخاخ.
عن تقييم علاقتك بأي شخص آخر يجب أن تكون عقلاني، منطقي ومحايد تماماً، غير مسبق للأحكام
بالسلب أو الإيجاب لأن مقياسك الوحيد للثقة هو عامل الوقت والأفعال الصادرة من الشخص ذاته دون
أي تحايل أو تبرير وحينها فقط عندما يثبت الشخص عبر الوقت استحقاقه لثقتك وبذله لمجهود مستمر
للحفاظ عليها، بالتالي يستحق أن يكون داخل دائرتك المقربة لتبادل الثقة.
الإنسان يجب أن يحافظ باستمرار على وعيه الذاتي ومعرفته بكل شعور بداخله ويقيم علاقاته بأكملها
ويواجه سلبياتها بشجاعة كي لا يتفاجأ بتلك المآسي واحده تلو الأخرى.
العلامات والسلوكيات الغير مريحة من تلك الشخصيات واضحة ومؤثرة فلا يجب تجاهلها وتبريرها من
حين لآخر لأنك ستكون أنت الضحية.
حب نفسك ولا تسمح أن يتجرأ شخص أن يكون جزء من حياتك دون أن يستحقه عن حق.
فخيانة الذات هي عدم الحفاظ عليها من الخائنين.
لا تترد في طلب المساعدة من فريق شيزلونج للاستشارات النفسية، للتواصل مع فريق من أكفأ الأطباء والمعالجين الذين يسرهم
تقديم المساعدة والدعم.
احجز جلستك الآن وأبدأ رحلة الاستشفاء، وللمزيد من المعلومات التي تخص صحتكم النفسية تابعوا مقالاتنا على موقع شيزلونج.
بقلم: نرمين نعمان
كاتبة وأخصائية الصحة النفسية
