Article

يا عالم أرضي محروقة.. هكذا يعاني أهالي غزة..

90j

يا عالم أرضي محروقة.. هكذا يعاني أهالي غزة..

“لكلِّ شخص حقٌّ في مستوى معيشة يكفي لضمان الصحة والرفاهية له ولأسرته، وخاصةً على صعيد المأكل والملبس والمسكن والعناية الطبية وصعيد الخدمات الاجتماعية الضرورية، وله الحقُّ في ما يأمن به الغوائل في حالات البطالة أو المرض أو العجز أو الترمُّل أو الشيخوخة أو غير ذلك من الظروف الخارجة عن إرادته والتي تفقده أسباب عيشه”.

المادة 25 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

 في أكتوبر  ٢٠٢٣ احتفلت الأمم المتحدة باليوم العالمي للصحة النفسية تحت شعار: “الصحة النفسية حق من حقوق الإنسان العالمّية”، تزامن ذلك مع حرب غزة التي بدأت منذ أحداث السابع من أكتوبر، الحرب التي ما زالت مستمرة  حتى تلك اللحظة. 

لقد أثرت سنوات التعرض المستمر للصراع على الصحة النفسية للفلسطينيين خاصة في قطاع غزة،  ويشمل ذلك عقودًا من التعرض للقصف والقيود المفروضة على الحركة وسوء الظروف المعيشية لا سيما بالنسبة لسكان غزة الذين يتعرضون لحصار جوي وبري جزئي.

في عام 2022 نجح البنك الدولي بالتعاون مع الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني والمركز الدولي للأمن والتنمية في جمع أول مسح تمثيلي وطني حول الظروف النفسية الفلسطينية، وقد عُرضت نتائج هذا الاستطلاع وهي نتائج واقعية.

 يظهر على 58% من السكان البالغين أعراض  الاكتئاب وفقًا لمؤشرات لمنظمة الصحة العالمية وتبلغ هذه النسبة 71% في غزة و50% في الضفة الغربية، كما يشير المسح إلى وجود تزامن مؤشرات الصحة النفسية مع الأمراض المزمنة والاحتياجات الخاصة حيث أبلغ حوالي 19% من المشاركين عن إصابتهم بمرض مزمن في حين أبلغ 2% عن صعوبات في الرؤية أو السمع أو المشي أو التذكر أو الرعاية الذاتية أو التواصل.

ما هي مخاطر الحرب على الصحة النفسية؟

يتعرض الأشخاص  خاصة الأطفال الذين يعيشون في قطاع غزة للقصف والتجويع، وقد رأوا أصدقائهم وعائلاتهم يموتون وتحولت المدارس والمستشفيات إلى أنقاض، لقد حرموا من الغذاء والدواء والمساعدات الحيوية وانتزعوا من حياتهم أثناء فرارهم من القتال، ومع كل غارة جوية وإطلاق صاروخ يتضاءل شعور المواطنين خاصة الأطفال بالأمان مرة أخرى، يمكن أن تؤثر الأحداث المؤلمة المرتبطة بالصراع على السلامة النفسية والعاطفية للأطفال بطرق مختلفة ويكون لها تأثير طويل المدى إذا تركت دون علاج.

فيما يلي طرق تؤثر بها الحرب على الصحة النفسية خاصة للأطفال:

  1. الحرب تغير حال الأسرة

سنصل إلى النزوح في لحظة ولكن بغض النظر عما إذا كانت الأسرة تبقى معًا في المنزل أو تتحرك معًا بحثًا عن ملجأ، أو فقدان بعض أفراد العائلة والأصدقاء بسبب العنف فإن الحرب في الأساس تغير حال الأسرة، يمكن أن يكون هذا أكثر صدمة للأطفال الذين يعتمدون على حياة منزلية مستقرة لنموهم العاطفي السليم وتطورهم.

  1. القلق والوحدة وانعدام الأمن

لقد فقد العديد من  الأشخاص خاصة الأطفال الذين يعيشون في قطاع غزة منازلهم بسبب القصف ونزحوا من أحيائهم واضطروا إلى ترك أصدقائهم وعائلاتهم، يمكن أن تؤدي مثل هذه الخسارة والاضطراب إلى ارتفاع معدلات الاكتئاب والقلق لدى  المتأثرين بالحرب.

  1. الانسحاب العاطفي

قد يصبح هؤلاء الذين يتعرضون لمصادر متعددة للعنف في نهاية المطاف أيضًا حساسين ومخدرين عاطفيًا مما يزيد من احتمال تبنيهم للسلوك العدواني الذي يشهدونه واعتبار هذا العنف أمرًا طبيعيًا وهذا بدوره يمكن أن يؤثر على قدرتهم على بناء علاقات ناجحة مع الآخرين على المدى الطويل.

  1. العدوان

قد يظهر الأطفال الذين نشأوا وسط نزاع مسلح عدوانًا وانسحابًا في سلوكهم مع أقرانهم وأفراد الأسرة وقد يبدأون في القتال مع أصدقائهم والصراخ عليهم أو التنمر على الأطفال الآخرين.

5. الأعراض النفسية الجسدية

احجز جلسة مع معالج يمكنه مساعدتك فيما يتعلق بهذا الموضوع
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية

تؤدي مستويات التوتر المرتفعة لدى هؤلاء الأشخاص إلى أعراض جسدية مثل آلام في الرأس والصدر وصعوبة في التنفس وفي بعض الحالات فقدان مؤقت للحركة في أطرافهم ويمكن أيضاً أن يواجه العديد من الأطفال صعوبة في التحدث أو يبدأون في التلعثم وقد يعاني بعضهم من فقدان الذاكرة الجزئي.

6. ترتبط الحرب بالجوع وخاصة بالنسبة للأطفال

إن العديد من أقسى آثار الحرب على حياة الأطفال لا علاقة لها بالصراع نفسه بقدر ما ترتبط بالآثار غير المباشرة مثل الجوع، يعاني الملايين من الأشخاص الذين شردوا بسبب الحرب من نقص حاد في الغذاء كما يُستخدم الجوع كسلاح في الحصار، فإن الأطفال الذين يعيشون في مناطق النزاع هم أكثر عرضة للوفاة نتيجة للجوع والأمراض المرتبطة بالجوع مقارنة بالنزاع نفسه.

7. تحويل الأطفال إلى مقدمي رعاية

من الصعب أن يفقد الطفل  أفراد أسرته ولم يعد لديه أي أفراد من الأسرة على قيد الحياة  فإن هذا يجبر الأطفال على النضج قبل الأوان من أجل العثور على المأوى والغذاء ووسيلة لإعالة أنفسهم.

8. اللجوء إلى إيذاء النفس

وللأسف في بعض الحالات لا يرى الأشخاص في الحرب أي خيار آخر سوى محاولة الهروب مما يعيشونه ومن البيئة المحيطة بهم عن طريق تعاطي المواد المخدرة أو إيذاء النفس والانتحار.

9. العيش مع ندوب الحرب لفترة طويلة بعد انتهائها

إن التعرض لفترات طويلة للعنف والخوف وعدم اليقين يمكن أن يكون له تأثير كارثي على تعلم الأطفال وسلوكهم ونموهم العاطفي والاجتماعي لسنوات عديدة، كل هذا يضيف إلى الشعور بالطفولة “الضائعة” لدى أولئك الذين يضطرون إلى النمو بسرعة كبيرة حتى يتمكنوا من البقاء على قيد الحياة.

لا تترد في طلب المساعدة من فريق شيزلونج للاستشارات النفسية، للتواصل مع فريق من أكفأ الأطباء والمعالجين الذين يسرهم تقديم المساعدة والدعم .

احجز جلستك الآن وأبدأ رحلة التعافي.