Article

هل وقعتُ في غرام معالجي النفسي؟

love my therapist 1

هل وقعتُ في غرام معالجي النفسي؟

 

في حضور معالجك النفسي، تخرجين ما بداخلك وتشاركين أحلامك وآلامك وتشاطرين ذكرياتك ومخاوفك دون حدود أو حسابات. مع هذا التدفق الذي لا يتقيد غالبا بالكثير من الحسابات والقيود قد تجدين نفسك كخاضعة للعلاج تتساءلين في لحظة بعينها: هل وقعت في غرام معالجي النفسي؟ هل أصارحه؟ هل أنهي العملية العلاجية؟

 

قد  يكون من الموضوعات المثيرة في الروايات والأفلام أن يتم تقديم قصة يقع فيها المعالج النفسي ومريضته في الغرام، ويكون الجزء الأكثر إثارة في القصة هو حين يسقط الطبيب – الذي من المنتظر منه أن يؤدي بمهنية ودون عاطفة – في دوامات الحب والرغبة.

 

لكن الأمر على حقيقته مخنلف على أرض الواقع، فالمعالجون النفسيون لا يقعون في غرام مرضاهم ولا يحبونهم هذا النوع من الحب الملتهب والمثير الذي قد يحلو لصناع الدراما أن يقدموه، لكنهم في ذات الوقت يقدمون الحب لمرضاهم وعليهم أن يفعلوا، فحب المعالج النفسي لمريضه- وإن اختلفت صورته عن ذاك النوع  الملتهب من الحب- جزء مهم من العملية العلاجية.

 

العلاج النفسي هو المداواة بالحب

 

حين دوّن سيجموند فرويد قاعدته “العلاج النفسي في جوهره هو المداواة بالحب” لم يكن يقصد أن يدخل المعالجون النفسيون في علاقات غرامية مع مرضاهم (على الرغم من أن الكثير من زملائه ومعاصريه قد وقعوا في ذلك  ما دعاه إلى أن يضع قواعد صارمة في هذا الصدد) غير أن ما عناه فعلا بهذه القاعدة أن الحب بما له من قوة شفائية فإنه يلعب دورا مهما في التحام المريض بمعالجه وبالتالي في تقدم العلاج.

على سبيل المثال، نجد اضطرابات نفسية نابعة من أن طالب العلاج لم يحصل على الحب (بمعنى القبول) الكافي من والديه، وهذا النقص الأولي في الحب يترك الشخص شاعرا بالنقص وعاجزا عن قبول ذاته وبالتالي فإنه يخوض علاقات مضطربة وغير ناضجة ولا مكتملة على الأرجح، وهذا نوع من نقص الحب الذي يجب على المعالج النفسي أن يفطن إليه وأن يعوضه لدى مريضه، وهو ما يجعل صورة الحب الذي يصل إلى المريض هي مزيج من التفهم والعناية والتقدير.

أما على الجانب الآخر، فالمعالج النفسي ذاته قد يكون محملا بالكثير من المشاعر السلبية كالغضب أو الكراهية أو اليأس أو الاحتياج للحب بدوره، لذا فإن الطبيب المعالج نفسه عليه أن يخضع ولسنوات للعلاج النفسي الفردي والجمعي بالإضافة إلى الالتحاق بالدورات التدريبية المتخصصة التي تؤهله للقيام بمهام وظيفته بمهنية ودون الوقوع تحت ضغط مشكلاته النفسية، وإلا فإنه سيكون من العسير عليه للغاية أن يتعامل مع مريضة تعلقت به تعلقا غير ملائم لمسيرتها العلاجية.

 

احجز جلسة مع معالج يمكنه مساعدتك فيما يتعلق بهذا الموضوع
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية

هل هذا شائع؟

 

مقال موجه للمريضات اللاتي يتخوفن من الوقوع في غرام أطبائهن النفسيين

صدقي هذا أو لا تصدقيه، من الشائع جدا أن تقع مريضة في غرام معالجها النفسي، فهذا الشخص يحتويك ويساعدك على أن تشعري بشكل أفضل عن نفسك، وعلى أن تغيري حياتك للأفضل، وينصت باهتمام إلى حديثك ولا يصدر الأحكام على تصرفاتك . بعبارة أخرى هو شخص دوره في حياتك ولمدة زمنية قد تطول أن يمرر مشاعر مريحة أو ربما حتى على درجة من الرومانسية إلى لاوعي مرضاه ليجعلهم يحسون بمشاعر إيجابية، وهذا في ذاته جزء مهم من العملية العلاجية.

حتى إن لم يحدث أن وقعت في حب معالجك النفسي، فإنك على الأقل تحسين بكونه طيبا رفيقا ومهتما بك وبما يشغلك وبالنسبة لعدد من النساء فإن علاقة كهذه قد تكون العلاقة الأكثر الصحية في تاريخها بالكامل.  بعض النساء لم تختبر في حياتها أن ينصت لها أحد باهتمام كاف، أو احترم حدودها العاطفية والنفسية أو ساعدهن على التقدم بحياتهن.

كما أن بعض النساء تكون لديهن صعوبات فيما يتعلق بإقامة علاقات أو اتخاذ خطوة مبادرة إزاء شخص ما، وفي هذه الحالة فإنه يكون لديهن يقين بأن المعالج النفسي لن يصدهن وأنه شخص من الآمن الوقع في غرامه. والأصل والمتوقع من المعالج النفسي ألا ينخرط في هذه المشاعر وإن أدركها، وأن يتعامل معها بوعي وأن يساعد مريضته على تجاوز الأمر بما يتناسب مع قدرتها على تجاوزها حتى وإن تطلب الأمر بعض الوقت.

 

ماذا تفعلين إذا وجدت نفسك واقعة في غرام معالجك النفسي؟

هنا يجب أن نوجه المريضة المتعلقة بمعالجها النفسي، أنها على الأرجح لا تعرف الكثير عن حقيقة ذلك الشخص الذي يساعدها في رحلة العلاج، بل إن ما يظهر للمريض من معالجه هو الوجه الاحترافي الذي لا يمثل حقيقة الشخص في الحياة الخاصة، ولا يشير هذا الوجه الذي ترينه في العيادة بالضرورة إلى كيف يلعب الطبيب النفسي الأدوار الطبيعية والاجتماعية في الحياة، ولا كيف هو كأب أو زوج أو حبيب أو أخ. بعبارة أخرى فإن الجزء الأكبر من مشاعر الشخص الخاضع للعلاج يكون مبعثه تصورات غير حقيقية من داخل المريض، يصعب عليه مع عدم توافر معلومات قطعية عن الطبيب أن يردها، بل إنه على العكس يغرق في خيالاته التي تصور له هذا الطبيب بوصفه إنسانا رائعا في كل الدوائر وكل الأدوار.

إذا حدث أن وجدت نفسك في هذا المشهد: تحبين معالجك النفسي، فعليك ألا تترددي في إخباره على الفور بهذا النوع من المشاعر، ومن المفترض أن يستطيع المعالج المدرب جيدا على التعامل مع الأمر واحتوائه دون أن يؤخر مسيرة علاجك ودون أن يتورط كذلك في علاقة غير ملائمة لطبيعة العلاقة بينكما.

ولا ينصح المتخصصون المريضة التي تشعر أنها وقعت في غرام معالجها النفسي بأن تنهي العلاج على الفور، على الأقل ليس دون أن تشارك حقيقة مشاعرها معه، وإن كان هذا هو ما تقدم عليه المريضات غالبا إما خوفا من تطور مشاعرها، أو لعدم ارتياحها لفكرة أن تعبر عن هذا النوع من المشاعر أو خشية أن تقابل مشاعرها بالرفض الحاد من طبيبها المعالج ما قد يسبب لها ألما تحاول تجنبه.

والحقيقة أن المعالجين النفسيين معتادون على التعامل مع مثل هذه الحالات، ولديهم معرفة كاملة بأن الانخراط في علاقة عاطفية مع مريضاتهم هي من الأمور الغير مهنية وغير أخلاقية، لذا فإن مشاركة مشاعرك مع الطبيب المعالج لن تؤدي بك إلى ما قد تتصورينه من الألم أو التورط أو الصدمة، بل إن الأمر من المفترض أن يؤخذ ويعامل بهدوء ودون إيذاء لمشاعرك، أما إذا كانت لديك مؤشرات أو مخاوف قوية  تتعلق بكون معالجك النفسي سيعجز عن التعامل مع مشاعرك، فإننا ننصح بإنهاء العملية العلاجية مع هذا الطبيب والبحث عن طبيب آخر يؤمّن لك بيئة علاج أنسب لمشاعرك وأكثر تفهما واحترافية.