Article

من الأكثر خيانة الرجل أم المرأة؟

September Blog Images.jpg0

من الأكثر خيانة الرجل أم المرأة؟

“الخيانة الزوجية” تجربة مؤلمة ، فحتى إن لم تكن متزوجاً من الأساس فذاكرتك مليئة بتجارب الخيانة، وإن لم تكن عشتها بنفسك، فالأعمال الدرامية والروايات كثير منها يدور حول خيانة أحد الزوجين، أو ربما صادفك منشوراً على مواقع التواصل الاجتماعي عن الخيانة الزوجية، وخاصة في”الجروبات” المغلقة التي يمكن للشخص أن يكتب فيها منشوراً دون أن يظهر اسمه أو تُعرف هويته، أو ربما قد سمعت شكوى من أحد معارفك حول خيانة شريكه في الحياة.

يختلف تعريف الخيانة الزوجية من شخص إلى آخر، ومن أسرة لأخرى، كلٌ وفقاً لمنظوره وثقافته ونمط حياته، فقد يُعتبر مجرد الحديث مع شخص من الجنس الآخر خيانة في بعض الأوساط الاجتماعية، بينما يعتبر سلوكاً عادياً في أوساط أخرى، لكن بشكل عام يمكننا تعريف الخيانة بأنها أي نشاط جنسي أو عاطفي خارج ما هو متفق عليه بين الزوجين، سواء كان ذلك النشاط جسدياً أو من خلال المكالمات أو الرسائل أو حتى مجرد تحرك عواطفك تجاه أي شخص آخر.

من الأكثر خيانة الرجال أم النساء؟

قد تكون الإجابة محسومة لدى معظمنا، وفقاً للمعتقدات المجتمعية والصورة الذهنية الراسخة لدينا حول العلاقات، بأن الرجال يخونون زوجاتهم أكثر مما تفعل النساء، لكن دعونا ننظر للأمر دون أحكام مسبقة، مستندين إلى نتائج الدراسات؛ أجرى معهد الدراسات الأسرية الأمريكي استطلاعاً لمجموعة من الرجال والنساء المتزوجين أو المنفصلين حديثاً، ووفقاً لنتائج الاستطلاع فمن المرجح أن يخون الرجال أكثر من النساء، حيث أبلغ 20٪ من الرجال عن خيانتهم لزوجاتهم، بينما أبلغت 13٪ من النساء عن وقوعهن في الخيانة، ومع ذلك فإن الفجوة بين الجنسين تختلف حسب العمر، في نفس الاستطلاع تشير البيانات من المتزوجين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 29 عاماً إلى أن المزيد من النساء وقعن في الخيانة الزوجية، إذ اعترفت 11٪ من النساء من المجموعة التي شملها الاستطلاع بخيانة أزواجهن، وبالمقارنة فإن 10٪ فقط من الرجال من هذه الفئة العمرية خائنون، لكن الفجوة تنعكس عندما تقفز إلى الفئة العمرية التالية.

من بين أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و 39 عاماً تزداد الخيانة الزوجية لدى الرجال، حيث أقرَّ 14٪ من المجموعة التي شملها الاستطلاع إنهم خانوا زوجاتهم، واعترفت 11٪ فقط من النساء بوجود علاقة غرامية، مع تقدم العمر أصبحت الخيانة أكثر انتشاراً، أبلغ الرجال في الستينيات من العمر عن ارتفاع معدل الخيانة الزوجية إذ وصلت النسبة إلى 24٪، مع استمرار زيادة النسبة حتى سن 70-79 عاماً، حيث يخون 26٪ من الرجال زوجاتهم، من ناحية أخرى فإن أعلى معدل للخيانة الزوجية للنساء فهي في الستينيات من العمر بنسبة 16٪، لكن العدد ينخفض ​​مع اقترابهن من السبعينيات إلى 13٪ والثمانينيات 6٪.

في زمن التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات، وجد الكثير من الناس طرقاً مبتكرة لخيانة أزواجهم، واحدة من أكثر الطرق شيوعاً للقيام بذلك هي من خلال تطبيقات المواعدة، وخاصة تطبيق “تندر”، ووفقاً لدراسة نُشرت في Computers in Human Behavior، فإن ما بين 18٪ إلى 25٪ من مستخدمي  تطبيق “تندر” في علاقة جدية أثناء استخدامهم التطبيق. 

إذاً لماذا يخون الرجال أكثر من النساء؟

أشارت الأبحاث السابقة إلى أن الرجال هم أكثر عرضة لأن يكونوا خائنين لأن لديهم قدراً أقل من ضبط النفس، وذلك وفقاً لدراسة حديثة قام بها مجموعة من الباحثين في جامعة تكساس.

أحد التفسيرات التي قدمتها الدراسة هو أن الرجال يهتمون أكثر بالجاذبية الجسدية للجنس الآخر، ونتيجة لذلك، يميل الرجال أكثر من النساء إلى الانجذاب باندفاع إلى من تلفت انتبهاهم من النساء، رغم أن الرجال لديهم سيطرة أكبرعلى انتباههم من النساء.

كما يشير مؤلفو الدراسة إلى سبب تطوري لسلوك الرجال، فوفقاً للدراسة فخيانة الرجال لها دوافع جنسية، والدافع الجنسي له أصل تطوري أقدم من تعلم ضبط النفس، الذي طوره الإنسان خلال ال50 ألف عاماً الماضية امتثالاً للأعراف المجتمعية.

لكن إجمالاً لا يمكننا أن نجيب على سؤال من يخون أكثر الرجال أم النساء بشكل قاطع، لأن الأمر يختلف من مجتمع لآخر ومن شريحة مجتمعية لأخرى، ولا يمكننا أن نعتبر أن العينة العشوائية الخاضعة للدراسة لا تمثل كل البشر، لذلك فلا ينبغي أن نصدر حكماً مطلقاً بأن الرجال خائنون.

التعرض للخيانة الزوجية تجربة مؤلمة للغاية، سواء كانت نتائجها الانفصال، أو الاستمرار في زواجك، لذلك فهناك عدة نصائح عليك اتباعها إن تعرضت للخيانة الزوجية كي تخرج من تلك التجربة بأقل الخسائر النفسية والجسدية، وتتجاوز تعرضك لألم الخيانة الزوجية.

كيف تتجاوز تعرضك للخيانة الزوجية؟

  • تقبل مشاعرك

الشعور بالصدمة بعد معرفتك بخيانة زوجك/ زوجتك لك وعدم التصديق، والخوف والألم والحزن كلها مشاعر طبيعية، وقد يستغرق الأمر وقتاً لتتجاوز الألم الناتج عن معرفتك بأن شريكك في الحياة غير مخلص، فلا تتوقع أن تختفي تلك  المشاعر، وأن تعود بينكما الثقة فوراً، حتى ولو كنت تحاول مسامحة شريكك وإصلاح زواجك، من الطبيعي أن يتأثر زواجك ومن الطبيعي أن تحزن على ما أصاب هذه العلاقة.

  • لا تتسرع في قرارك 

قد تشير الخيانة الزوجية إلى وجود مشاكل في الزواج تحتاج إلى معالجة، لذلك فقبل اختيار الاستمرار في الزواج أو اتخاذ قرار الانفصال، خذ الوقت الكافي للتعافي من الصدمة وفهم سبب هذه الخيانة، والتفكير في القرار الصحيح، ولكن احذر أن تقع في فخ إلقاء اللوم على نفسك، فلا أحد يستحق أن يتعرض للخيانة مهما كان مقصراً.

  • لا تحاول الانتقام

في الغالب يؤدي التعرض للخيانة الزوجية إلى الشعور بالغضب، وأثناء شعورنا بالغضب الشديد قد تكون رغبتنا الأولى هي معاقبة الزوج/ الزوجة الخائن والانتقام منه، وقد يمنحك الانتقام شعوراً مؤقتاً بالرضا، لكنه في النهاية يمكن أن يؤذيك أنت، ويبقيك في حالة من الغضب بدلاً من التركيز على التعافي والمضي قدماً.

احجز جلسة مع معالج يمكنه مساعدتك فيما يتعلق بهذا الموضوع
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
  • اهتم بنفسك

قد يكون لديك بعض ردود الفعل الجسدية مثل الإجهاد الشديد والغثيان ومشاكل المعدة ومشاكل النوم وصعوبة التركيز وعدم الرغبة في تناول الطعام أو الإفراط في تناول الطعام، لذلك بمجرد أن تمر الصدمة الأولية ابذل قصارى جهدك لتناول الأطعمة الصحية والالتزام بجدول زمني لتنظيم يومك، والنوم لساعات منتظمة، وممارسة بعض التمارين الرياضية يومياً، وشرب الكثير من الماء، واحرص على قضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء.

  • تجنب اللوم

إلقاء اللوم على نفسك أو زوجك أو الطرف الثالث لن يغير شيئاً بل إنه مجرد طاقة ضائعة، حاول ألا تلعب دور الضحية أو أن تسيطر عليك الشفقة على نفسك، سيجعلك ذلك تشعر فقط بالعجز والسوء تجاه نفسك.

  • ابقِ أطفالك خارج المشاكل

هذا الموقف بينك وبين زوجك/ زوجتك ويجب ألا يشمل أطفالك، حتى إذا كنت قد قررت الانفصال، فإن مشاركة التفاصيل مع أطفالك وإخبارهم بأن السبب هو أن أحد والديهم خائناً، سيضع أطفالك في وضع لا يُحتمل خاصة إذا كانوا صغار السن أو ما زالوا مراهقين، مما  سيسبب لهم القلق ويجعلهم يشعرون بأنهم عالقون بينكما، ومجبرون على الانحياز لأحد الطرفين .

  • لا تبق عالقاً  في الماضي

لا تظل طويلاً في مرحلة التفكير في كل شيء متعلق بعلاقتكما، ولا تعد قراءة المحادثات بينكما في محاولة لاكتشاف الخطأ الذي حدث، الهوس بالماضي ليس أمراً صحياً أو مفيداً، فبدلاً من التركيز على الافتراضات ركز على مستقبلك.

  • اكتب ما تشعر به

قد لا تشعر أن لديك الطاقة أو التركيز أو الهدوء النفسي للجلوس والكتابة، ولكن كتابة أفكارك ومشاعرك هي عملية لا تطلب منك كلاماً وأفكاراً منظمة أو إجابات لتساؤلاتك، إنما هي فرصة تمنحها لنفسك كوسيلة للتخلص من تراكم الأفكار والمشاعر الفوضوية والمربكة التي تمنعك من المضي قدماً، وتجعلك تشعر أنك أفضل.

  • اخرج مع أصدقائك

العلاقات القوية والوثيقة هي ما تحتاجه الآن، املأ حياتك بأشخاص يحبونك و يدعمونك، سيساعدك ذلك في “فلترة” مشاعرك وتهدئة غضبك من خلال التحدث مع شخص يهتم بشأنك، الهدف هنا هو تجنب كبت مشاعرك والدخول في العزلة.

  • حب نفسك 

واظب على أحد التمارين الرياضية أو انضم إلى فصل جماعي مثل اليوجا أو الأيروبكس، عندما تقوم بإدخال ممارسات جيدة في روتينك اليومي، فذلك يساعدك على التخلص من تشوش أفكارك، ويساعد في التخلص من الغضب، مما سيساعدك كثيراً في الوصول لحل لمشكلتك.

  • تذكر أنه ليس خطأك

كون أن زوجك/ زوجتك خانك فهذا ليس خطأك، لا يعني ذلك تلقائياً بأنك غير جذاب أو غير جدير بالحب والإخلاص، بل قد تكون الخيانة  انعكاساً لنقص داخلي بنفس الخائن، وقد لا تكون لا علاقة لك بذلك كله، ركز على نفسك وعلى التحسن في كل ما تفعله، نعم ربما تكون قد ساهمت بطريقة أو بأخرى في وصول العلاقة إلى هذا الحد، ولكن في النهاية كانت الخيانة قرار الخائن وليس قرارك.

  • كن عملياً

إذا قررت الانفصال فخطط كيف ستنفصل، هذا يعني التخطيط لكل شيء من المكان الذي ستعيش فيه وكيف ستنفصل مالياً وكيف ستدعم نفسك.

  • اطلب المساعدة 

في هذا الوقت الحساس غالباً ما يكون تحديد موعد مع المعالج  النفسي فكرة جيدة، يمكن أن يساعدك المعالج النفسي في الاطلاع على تفاصيل المشاكل ويمكن أن يمنحك المعالج المتخصص الأدوات المناسبة للتعامل مع الموقف.

  • اهتم بنفسيتك وعقلك

بينما ينصب كل تركيزك على فهم  لماذا حدثت الخيانة وكيفية معالجتها، فمن المهم عدم إهمال صحتك النفسية، إن تجاهل سلامك النفسي قد يزيد من شعورك بالسوء، فأنت بحاجة إلى طاقتك لتجاوز ما تمر به، لذلك اجعل نفسيتك في تلك الفترة الصعبة أولوية.

سوف تتعافى وستكون بخير، سواء إن قررت أن تنفصل، أو أن تسامح وتتجاوز وتصلح من زواجك، سيستغرق الأمر وقتاً قد يطول أو يقصر ولكنك ستخرج من هذه التجربة بشخص أكثر صحة وقوة ووعياً، وتذكر دوماً أن الآلام التي لم تقتلنا تقوينا، بشرط أن نتعامل معها بشكل صحيح لذلك لا تترد في طلب المساعدة من فريق شيزلونج للاستشارات النفسية، للتواصل مع فريق من أكفأ الأطباء والمعالجين الذين يسرهم تقديم المساعدة والدعم .

احجز جلستك الآن وأبدأ رحلة التعافي، وللمزيد من المعلومات التي تخص صحتكم النفسية تابعوا مقالاتنا على موقع شيزلونج.