لا يعد الانتحار ظاهرة عابرة في واقعنا المعاصر، فهناك 800 ألف شخص يلقون حتفهم كل عام منتحرين، ومقابل كل حالة انتحار يوجد الكثير من الأشخاص الذين يحاولون الانتحار، حتى أن الانتحار يعتبر ثاني سبب للوفاة عالميا في الفئة العمرين بين 15 و29 عامًا.

ورغم أن العلاقة بين الانتحار والاضطرابات النفسية الشائعة كالاكتئاب والاضطرابات الناتجة عن تعاطي المخدرات تعد أمرًا بدهيًا، فإن هناك العديد من حالات الانتحار التي حدثت فجأة في لحظات الأزمة بعد انهيار القدرة على التعامل مع ضغوط الحياة المتمثلة في المشاكل المالية أو انتهاء علاقة ما، وغيرها من الصدمات المفاجئة.

ويزداد وقوع الانتحار في الأوقات التالية لنشوب النزاعات ووقوع الكوارث واندلاع الحروب، كما ترتفع معدلات الانتحار بين الفئات المستضعفة في المجتمع لمعاناتها من التمييز مثل اللاجئين والمهاجرين، وكذلك المثليين والمتحولين جنسيًا، وغالبًا ما يسبق انتحار الشخص ظهور العديد من الإشارات التحذيرية التي إذا ما التفت إليها المحيطين به مبكرًا واهتموا بعلاجه نفسيًا سيحمونه بذلك من إتمام انتحاره.

1-    وجود محاولات انتحار سابقة

تعتبر محاولات الانتحار السابقة أكبر عامل يشكل خطورة في نجاح محاولة الانتحار، وكلما زاد عدد المحاولات التي يقوم بها الفرد زادت احتمالية وفاته في نهاية المطاف منتحرًا، وفي كثير من الأحيان يقول المحيطون بالشخص الذي يفكر في الانتحار أنه يبحث فقط عن لفت الأنظار أو الاهتمام، وقد يكون هذا صحيحًا، ولكن في الواقع فإن ذلك الشخص ينذرنا بمحاولاته المتكررة إلى أنه وصل إلى حالة من الألم والاحتياج للمساعدة جعلته يلجأ للسلوك الانتحاري، الذي عادة ما يكون الملاذ الأخير عند الشعور بأن كل الجهود لتحسين الحياة باءت بالفشل.

2-    التهديد بالانتحار

هناك قناعة خاطئة منتشرة مفادها أن من يتحدث عن تفكيره في الانتحار لن يقدم عليه، ولكن على أرض الواقع فإن معظم الأشخاص الذين يفكرون في الانتحار فعليًا يرسلون إلى من حولهم علامات تحذيرية، منها الكشف عن نيتهم قبل الإقدام على قتل أنفسهم، لذلك فإن كل تهديد بالانتحار ينبغي أن يؤخذ على محمل الجد.

3-    زيادة تعاطي المخدرات والكحوليات

الأشخاص الذين يعانون من صعوبات في التعامل مع مشاكلهم يتحولون في كثير من الأحيان إلى تعاطي المخدرات والكحوليات كحل هروبي يوفر عليهم مواجهة مشاكلهم والاحساس بألمها المتكرر، ومن ضمن عوامل الخطر زيادة الجرعات التي يتعاطونها بشكل غير مسبوق، فذلك يشير إلى أنهم ربما يندفعون في هذا الاتجاه في محاولة واعية أو لا واعية نحو الانتحار بتعاطي جرعة زائدة.

4-    الانسحاب من الواقع

يميل الشخص المقبل على الانتحار إلى تجنب الأصدقاء المقربين وأفراد عائلته، ويُفضل أن يكون وحده معظم الوقت، كما يفقد الاهتمام أو المتعة بالأنشطة التي كانت تحظى باهتمامه في السابق، ويعتبر ذلك عرضًا من أعراض الاكتئاب وسببًا رئيسيًا للانتحار.

5– تغييرات مفاجئة في الشخصية أو المظهر

من ضمن العلامات التي تشير إلى ارتفاع احتمالية انتحار الفرد ظهورُ تغيرات في سلوكه إزاء المحيطين أو في مواقفه إزاء الأحداث الحياتية ، مثل تحدثه أو تحركه بسرعة غير عادية أو ببطء، أو ميله للنوم أكثر أو أقل من اللازم، وإلى جانب ذلك عدم اهتمامه بنظافته ومظهره الشخصي.

6- ظهور سلوكيات خطيرة

تشير السلوكيات الخطيرة عند ظهورها مثل القيادة المتهورة أو الانخراط في ممارسة الجنس غير الآمن، وزيادة تعاطي العقاقير أوالمخدرات إلى أن الشخص لم يعد يُقدر حياته، وأصبح راغبًا في إنهائها في أقرب وقت ممكن.

احجز جلسة مع معالج يمكنه مساعدتك فيما يتعلق بهذا الموضوع

( المراجعات)

عرض الصفحة الشخصية

( المراجعات)

عرض الصفحة الشخصية

( المراجعات)

عرض الصفحة الشخصية

( المراجعات)

عرض الصفحة الشخصية

7- الإصابة بأمراض نفسية معينة

هناك بعض الأمراض النفسية مثل الفصام يكون من أعراضها أن يسمع المريض أصواتًا غير حقيقة، وهذا يمكن أن يشكل عاملًا مساهمًا في وقوع الانتحار، خصوصًا إذا كانت هذه الأصوات تقول للشخص أن ينهي حياته، حتى لو كان لا يريد أن يموت.

8- انتحار شخص مقرب

في بعض الأحيان، عندما يموت للشخص صديق مقرب أو أحد أفراد عائلته منتحرًا، فإنه يتبنى نفس موقفه بعد وفاته وفي كثير من الأحيان ينتحر بنفس وسيلة الانتحار، لذلك يجب أن يحظى الأشخاص الذين انتحر أصدقائهم بالرعاية؛ حتى تستقر صحتهم النفسية.

9- ترديد جمل غير مباشرة

هناك بعض الجمل التي إذا ما قالها الشخص فإنه يرسل رسالة غير مباشرة تكشف عن رغبته في الانتحار مثل:

– أريد أن أنام ولا أستيقظ مرة أخرى.

– إذا حدث لي مكروه فلا تنس رعاية أسرتي.

– لا أتخيل أن أعيش حياتي بهذا الشكل.

– أريد أن أختفي.

– لا أعتقد أني سأكون بينكم العام المقبل.

– أصبحت عبئا على الآخرين.

– ستكون الحياة أفضل بدوني.

10- الاستعدادات الأخيرة

يضع الشخص المقبل على الانتحار غالبًا خطة للأيام الأخيرة التي تسبق انتحاره، وقد تشمل هذه الخطة زيارة الأصدقاء وأفراد العائلة، والتخلي عن الممتلكات الشخصية الثمينة، كما أن هناك أشخاصًا يدونون رسائل انتحارهم، ويشترون الوسيلة المختارة التي من الممكن أن تكون سلاحًا ناريًا أو وسائل أخرى مثل السم.

كتبه لشيزلونج: عبد الرحمن أبو الفتوح