Article

فخ الضحية .. جعلوني مجرما

Webp.net resizeimage 10 1

فخ الضحية .. جعلوني مجرما

صباح كل يوم هو موعد جديد لمقابلة تحديات الحياة , وهناك طريقتين لمواجهة مصاعب تلك الحياة ….

إما أن تحيا كمقاتل تواجه و تخسر و تقع و تنجو , و إما أن تقضي حياتك في شكوي و إلقاء اللوم علي العالم الخارجي و الأقدار و الظروف …

و للأسف الحياة لا تعطيك تذكرة دخول للطريقين معا فعليك أن تختار أي طريق تريد الخوض .

إذا كان لديك شك أنك قد تكون ممن استسلموا لفخ عقلية الضحية.. يمكنك قطع الشك باليقين بالإجابة عن سؤال بسيط .


فقط اسأل نفسك: عندما تحدث تواجه صعوبات و تحديات في رحلة حياتك الشخصية ؟
هل تتحمل المسؤولية عنها أم تلوم العالم؟

تابع هذا المقال لتعرف أكثر عن أهم الخصال التي تميز دور الضحية.

ما هي عقلية الضحية؟

يمكن تلخيص عقلية الضحية في عنوان فيلم عربي قديم إسمه “جعلوني مجرما “

فالأشخاص ممن يتبنون عقلية الضحية يعتقدوا  أن أحداث الحياة تحدث لهم وبشكل خارج عن إرادتهم .

فهم بالنهاية بلا حول و لا قوة أمام معارك الحياة الطاحنة  ، ونتيجة لذلك ، فهم يسارعون إلى الشعور بالضحية عندما لا تسير الأمور كما هو مخطط لها.

و لكنها في حقيقة الأمر طريقة بديلة لقول ، “أنا أرفض تحمل أي مسؤولية تجاه نفسي أو حياتي”,و بالتالي فقدان أي سيطرة علي تلك الحياة أو تحسين أوضاعها .

لماذا يلجأ البعض لذلك الدور ؟

ربما يباغتك الآن سؤال مهم ,..

إذا كان لعب دور الضحية يفقدك أهم ميزة و هو التحكم بحياتك فلماذا يلجأ له البعض ؟!!

ببساطة لأن دور الضحية يمكن أن يأتي علي صاحبه ببعض المنافع ( حتي و إن كانت منافع غير صحية )

مثل وقوع صاحب ذلك الدور في فخ الإعتمادية و الفرار من مسئولية أفعاله, و ربما إعطاؤه حق التلويح ببطاقة الضحية

كلما تعرض لضغط أو تم وضعه أمام مسئولياته وكسب بعض الشفقة و الإهتمام من الآخرين,

أهم الصفات التي تميز عقلية الضحية


هناك بعض الخصال التي تميز الأشخاص الذين يتبنون عقلية الضحية و أبرزها :

1. التضخيم و التهويل

يميل الأشخاص من أصحاب تلك العقلية لتهويل الأمور و توقع الأسوأ و النظر لأبسط العوائق علي أنها نهاية العالم.

مشكلة ذلك الإتجاه أنه يجذب حقا تلك التوقعات ،فإذا كنت تفترض دائمًا حدوث الأسوأ ، فغالبا ستسير بشكل غير واعي نحو تلك السيناريوهات.

فبمجرد أن يعتاد شخص ما عقلية الضحية ، فسوف يلجأ دوما لتبني  المعتقدات و السلوكيات المدمرة   لتغذية دورالضحية .

علي سبيل المثال  إذا كنت تعتقد أنك لا تستحقً ، فستشعر دائمًا كما لو أن العالم في الخارج يتآمر ضدك و تتصرف علي ذلك الأساس مما يجلب لك مزيد من المتاعب  . 

احجز جلسة مع معالج يمكنه مساعدتك فيما يتعلق بهذا الموضوع
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية

بينما عندما تبدأ في رؤية التحديات على أنها فرص للنمو ، فجأة ، تبدأ في ملاحظة أن الحياة تجبرك على الارتقاء إلى مستوى أعلى من النضج النفسي و التعامل مع الأمور بحكمة و النظر بطريقة أكثر إيجابية .

2. الشعور بالعجز

واحد من أصعب الأمور التي يتعامل معها  أصحاب عقلية الضحية هي الشعور أن ليس بيدهم من الأمر شيئا ، و أن كل الأحداث التي تواجههم في الحياة هي خارجة عن حيز سيطرتهم , مما يعيقهم في الكثير من الأحيان عن تفقد إختيارتهم المتاحة و إتخاذ قرارات فعالة لتحسين أوضاعهم .

3- رثاء  الذات

غالبا ما يميل الشخص الواقع في فخ الضحية لرثاء أنفسهم، فهم يشعرون بأن ألمهم فريد و أنهم ربما يكونوا الوحيدون في العالم الذي يمر بظروف حزينة أو صعبة أو غير عادلة.

 و قد يتمتعون بقلة تقدير الذات فهم ينظرون لأنفسهم بشئ من الضعف و العجز و كأنهم دوما في مسار المفعول به ، لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم أو النهوض من نكبتهم .

لذا علي الآخرين إظهار نوع من أنواع التعاطف و الإهتمام وعدم حصولهم علي ذلك يدفعهم للمزيد من الغوص في دور الضحية .

في الحياة ، ستحدث أشياء كثيرة خارجة عن إرادتك. و مهمتك هي أن تقرر كيف ستستجيب لتلك الأحداث.

4- مفيش تفاهم

أحيانا يلجأ بعض من أصحاب تلك العقلية عندوقوع خلاف إلي حلول جزافية مثل قطع العلاقات تماما
خاصة إذا واجهته بحقيقة أنه يلعب دور الضحية .. حينها سيتعامل مع الأمر و كأنك تهدد بقاؤه ,مما يجعل الفوضي تعم العلاقات الشخصية لهؤلاء الأشخاص .

في النهاية

إذا كنت تشك أن لديك أو لدي شخص تهتم لأمره بعض تلك الصفات ..فذلك ليس نهاية العالم ..

أولا..يجب أن تدرك مخاطر الوقوع في ذلك الفخ أن تلك العقلية لا تسةق صاحبها أبدا بر السلام ، بلا أنها  تظل تدفع به في دهاليز تلك الدوامة العميقة من الإنفعالات و مشاعر اللوم و الغضب المرهقة للنفس و الجسد , و التي قد تقود الفرد في النهاية إلي مواجهة عواقب ربما تكون أكثر إيلاما فيما يتعلق بحياته و دائرة علاقاته .

كما يمكنك دوما إذا ذلت قدماك بطريقة أو بأخري نحو فخ عقلية الضحية أن تنجو بتذكير نفسك أنك مسئول عن حياتك ، و أنك تملك القدرة دوما علي تغيير سلوكك من خلال النظر إلي أفكارك و أفعالك ، و النقد البناء وتحويله إلى قرارات و أفعال أكثر إيجابية
فكما هو الحال مع معظم الأشياء في الحياة ، هناك دوما خيارات بديلة أكثر فعالية و سلامة ، علينا فقط أن نكون مستعدين للبحث عنها والبدء في إتخاذ خطي ثابتة نحوها  .

أخيرا .. ننوه دوماً أنه لا يمكن الاكتفاء بالتشخيص الذاتي، و اللجوء لمختص إذا شعرت بحاجة للمساعدة .

إذا كنت تود مناقشة أفكارك مع مختص؛ نشجعكم دوماً على طلب المساعدة من فريق شيزلونج للاستشارات النفسية، للتواصل مع  فريق من أكفأ الأطباء و المعالجين الذين يسرهم تقديم المساعدة والدعم،إحجز جلستك الآن وأبدأ رحلة الاستشفاء.


وللمزيد من المعلومات التي تخص صحتكم النفسية تابعوا مقالاتنا علي موقع شيزلونج.

إعداد و كتابة : إيناس طه البداوي
استشاري التربية والصحة النفسية

المصادر

Arnow BA, et al. (2011). Catastrophizing, depression and pain-related disability. DO

I /10.1016/j.genhosppsych.2010.

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC2696024

Psychology Today: 9 Ways to Get Past Self-Pity

APA concise dictionary of psychology. (2009). Washington, D.C.: American Psychological Association. 

Gollwitzer M, et al. (2015). Victimization experiences and the stabilization of victim sensitivity. DOI:
10.3389/fpsyg.2015.00439

https://www.lifehack.org/articles/communication/move-away-from-the-victim-mentality.html

Nuvvula S. (2016). Learned helplessness. DOI:
10.4103/0976-237X.194124