Article

اكتئاب ما بعد الولادة الحاضر الغائب في حياة الأمهات الجدد

اكتئاب1 1

اكتئاب ما بعد الولادة الحاضر الغائب في حياة الأمهات الجدد

يرتبط في أذهاننا ولادة طفل جديد بالبهجة والزينة والتهاني والتبريكات، وتجهيز ملابسه الصغيرة الرائعة وجمال ملمس جلده وبراءته التي تخلب العقول وصوت بكائه الذي يقابل بهدهدات من الجميع، لكن في وسط كل هذا قد تكون الأم تشعر على النقيض تمامًا، فيحفها القلق من كل الجوانب وتصبح على موعد مع شبح اسمه اكتئاب مع بعد الولادة.

عندما رزت صديقتي بعد ولادة طفلتها، سألتها عن شعورها وقت أول نظرة وعندما حملت صغيرتها بين يديها، فقالت: “كنت مرعوبة وماسكة نفسي علشان معيطش ومتهيألي هي بدأت تعيط من علو صوت دقات قلبي”. وبعد عودتها إلى البيت ظلت لفترة تبكي كلما نظرت ناحيتها، يتملكها شعور بالخوف من المسئولية وأنها لن تكون أم جيدة، لتجد جميع من حولها ينكرون عليها ما تمر به من مشاعر، مرة بدعوى “جحود نعمة الله”، وأخرى بـ”ما كلنا كنا أمهات ومعملناش كده”، وذلك لأنه لا يوجد إحصائيات دقيقة أو معلومات كافية حول النساء اللاتي يصيبهن اكتئاب ما بعد الولادة، بالإضافة إلى تغير شدته من امرأة لأخرى، فقد يكون بسيط ويمر بعد أيام أو شديد فيحتاج رعاية طبية ودعم نفسي.. وفي حالة صديقتي لم تخرج من هذه الدائرة إلا بالحل الأخير.

ما الفرق بين الكآبة النفاسية واكتئاب ما بعد الولادة

يمر عدد كبير من الأمهات الجدد بما يسمى الكآبة النفاسية وهي فترة تستمر لأيام بعد ولادة الطفل وتعاني فيها الأم من:

  • التقلبات المزاجية
  • الحزن
  • القلق
  • انخفاض التركيز
  • صعوبة النوم
  • مشاكل في الشهية
  • شعور دائم بالإرهاق

وتستمر هذه الحالة لأيام كما قلنا أو قد تطول لأسبوع أو اثنين على الأكثر.. أما اكتئاب ما بعد الولادة والذي يمكن أن تختلط أعراضه بالكآبة النفاسية في البداية ثم يظهر الاكتئاب وحده بسبب كثافة الأعراض وشدتها واستمراريتها لمدد طويلة وتأثيره على المهام اليومية والتي يمكن أن تشمل رعاية الرضيع نفسه، وقد يبدأ هذا الاكتئاب في الفترة الأخيرة من الحمل، أو بعد فترة من الولادة قد تصل لسنة.. ومن أهم أعراضه:

  • نوبات الغضب الشديد
  • قلق دائم
  • خوف من المستقبل ومن ألا تكوني أمًا جيدة
  • مشاعر الذنب أو الخزي
  • انعدام القيمة والرغبة في عدم التواجد
  • البعد عن العائلة والأصدقاء
  • البكاء المستمر
  • انعدام الطاقة أو الرغبة في أي شيء
  • نوبات الهلع
  • انخفاض الشهية أو الأكل بشكل شره
  • قلة النوم أو النوم لفترات طويلة
  • أفكار إيذاء النفس أو الطفل
  • أفكار انتحارية

تقول إحدى الأمهات اللاتي مررن بتلك التجربة بعد شهرين من ولادة طفلها، أنها كانت تبكي بلا توقف وكلما نظرت إلى ابنها شعرت بالخوف كأنه يهدد حياتها، وكان تعليق الأصدقاء والمحيطين بها أنها تمر بفترة سيئة وستمضي، وبالتالي قررت ممارسة الرياضة وأخذ قسط كافي من النوم وتناول العام الصحي، لكن الأمور كانت تزداد سوءًا وقتامة وفكرت في إيذاء نفسها وهنا لم يكن من خيار سوى مقابلة طبيب نفسي وبفضل طريقة علاجه الفعالة مع مضادات الاكتئاب نجحت في تخطي هذا الاكتئاب وعيش حياة طبيعية.

أسباب اكتئاب ما بعد الولادة

لا يوجد سبب محدد للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة، ولكن هناك بعض العوامل المساعدة مثل:

التغييرات الهرمونية: بعد الولادة، قد يسهم الانخفاض الكبير في هرموني الإستروجين والبروجسترون في جسم المرأة في الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة. كما يمكن أن يكون الأمر بسبب انخفاض هرمونات الغدة الدرقية مما يزيد الشعور بالكسل والتعب والاكتئاب.

الضغوط النفسية: في فترة ما بعد الولادة يكون هناك الكثير من الضغوط وتغيير روتين الحياة وشكل الجسم ويمكن أن تشعر الأم بفقدان التحكم في حياتها ومن ثم الإصابة بخوف وقلق شديد يمكن أن يؤدي إلى الاكتئاب.

 

احجز جلسة مع معالج يمكنه مساعدتك فيما يتعلق بهذا الموضوع
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية

 متى يجب أن تزوري طبيب؟

إذا استمرت الأعراض أكثر من أسبوعين، أصبح من الصعب عليك الاعتناء بطفلك، وليس لديك رغبة في أداء مهامك اليومية حتى التي كنتِ تتمتعين بها، وبدأت تراودك أفكار لإيذاء نفسك أو طفلك ومنها التفكير الدائم في الموت.. في تلك المرحلة ضعي نقطة وتواصلي مع طبيب نفسي ليخرجك من تلك الحالة ونحن في شيزلونج نوفر لك عدد كبير من الأطباء النفسيين والمعالجين المعتمدين الذين يمكنهم مساعدتك على تخطي تلك الفترة وأنتِ في بيتك، بسهولة وخصوصية.

علاج اكتئاب ما بعد الولادة

 “لقد شعرت بقلق شديد بعد ولادة ابني الأول  لدرجة أنني لم أستطع مغادرة المنزل وكنت خائفة من أن يبكي في الأماكن العامة ويعتقد الناس أنني أم مذعورة. ثم شعرت بالكآبة لدرجة أنني بالكاد كنت أستطيع تناول الطعام، كل ذلك ولم يمر بخاطري فكرة اكتئاب ما بعد الولادة لأنني كنت أعتقد أن من يتعرضون له ينتحرون في الأغلب” هذه أم أخرى تحكي تجربتها مع اكتئاب ما بعد الولادة، وتقول أن صديقتها نصحتها بزيارة طبيب خصوصًا مع فقدانها للكثير من الوزن وانزواءها بعيدًا عن الأصدقاء، وفي العلاج النفسي وجدت شفاءها بعد 6 شهور من المداومة على الأدوية والعلاج المعرفي السلوكي بواسطة طبيبها.

وعليه فإن علاج اكتئاب ما بعد الولادة ينقسم إلى:

العلاج النفسي: وفيه تتحدث الأم مع الطبيب أو المختص عن مشاعرها وسلوكها، ويجد هو أفضل الطرق للتعامل مع هذه المشاعر والمخاوف.. ويفيد كثيرًا تلقي جلسات أسرية بهذا الشأن لتحسين العلاقة العائلية ككل.

مضادات الاكتئاب: عدد كبير ممن يصيبهن اكتئاب ما بعد الولادة يكن في حاجة لتناول أدوية مضادة للاكتئاب يحددها الطبيب بناءً على شدة الحالة وطبيعة الأدوية وتداخلها مع الرضاعة الطبيعية.

ويجب الاستمرار في العلاج سواء كان نفسيًا بدون أو مع أدوية على حسب رؤية الطبيب، وينبغي على الأم ألا توقف الدواء فجأة عند الشعور بالتحسن، لأن ذلك يهددها بخطر انتكاسة أكبر.

طرق مساعدة للتغلب على اكتئاب ما بعد الولادة

الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة تحتاج تدخل من مختص نفسي، وهذا شيء لا جدال فيه، ومع ذلك هناك بعض الطرق التي تساعد بجانب العلاج النفسي على التخفيف من أثر الاكتئاب مثل:

  1. اتباع نمط حياة صحي، فالأكل الجيد وممارسة التمارين الرياضية يمكن أن يساعد في تحسين الحالة المزاجية والرضا عن النفس.
  2. تخصيص وقت لنفسك، وسط زحام استقبال مولود جديد يجب ألا تهملي التفرغ لنفسك لبعض الوقت، وهنا يأتي دور الزوج في أن يجعلك تحظين بفترة راحة، تمارسين فيها أنشطتك المفضلة.
  3. تجنبي العزلة، فهي تزيد الاكتئاب وتفاقم الأمور.. تجنبيها قدر الإمكان وانخرطي مع أمهات جدد يشاركنك التجربة لتعلمي أنك لستِ وحدك.
  4. اطلبي المساعدة، لا تخش مواجهة الأمر، فمشاعرك ليست غريبة ولا تنتقص من أمومتك وحبك لطفلك أي شيء، فلا تشعري بالذنب أو الخزي من طلب المساعدة ومن التصريح بما تحمليه داخلك، حتى يمضي.

وتذكري دائمًا أن تحيطي نفسك بالأشخاص المقربين المحبين، ويمكنك دائمًا الحصول على المساعدة  التي تحتاجينها بالضبط من خلال شيزلونج أول وأكبر عيادة نفسة أونلاين.. احجز جلستك الآن من هنا

[topic_ad]