Article

د. هند عاطف تكتب: الإبتزاز العاطفي.. اللعبة الأشهر بين الآباء والأبناء!

الابتزاز العاطفي للطفل

د. هند عاطف تكتب: الإبتزاز العاطفي.. اللعبة الأشهر بين الآباء والأبناء!

الإبتزاز العاطفي هو شكل من أشكال التلاعب النفسي القائم على علاقة ذات طرفين يقوم فيها أحد الأطراف بلإستخدام منظومة من التهديدات وأنواع مختلفة من العقاب في محاولة للسيطرة على سلوك الطرف الآخر.

ويظهر الإبتزاز العاطفي بشكل كبير في العلاقات وخاصة العائلية منها، فتظهر بين الآباء والأبناء حيث يمارس الآباء الحب المشروط مع أبنائهم – إذا كنت تحبني  ستفعل لي كذا وكذا وإن لم تفعل فسوف أعاقبك أو أتخذ موقف ضدك-  وتمر السنوات ويعتاد الأبناء على هذا الشكل من العلاقة بآبائهم، فتستخدم هنا عاطفة الشخص كوسيلة للتهديد غير المباشر، أو أن يشعر الوالدين بقسوة الموقف بمجرد إرتباط أحد الأبناء وشروعه في تكوين أسرة جديدة مستقلة عن الأسرة الأصلية، فيكون الإبتزاز هنا تعبيرًا عن رفض إستقلاليتهم وبعدهم عن الأب والأم وسلطتهم، فنجد للإبتزاز يظهر في عدة أشكال مثل:

1- يثير بك الإحساس بالذب فتفعل ما يطلب منك للتخلص من هذا الإحساس.

2- إذا قمت بمواجهة هذا الشخص بخطأه فيستخدم معك إسلوب الهجوم المضاد ويبدأ في نبش الماضي ورصد أخطائك السابقة.

3- يحرف كل ما تقول ويعطي له معني يدينك بل ويستخدمه ضدك.

4- إذا لم تفعل ما يريد يتعامل معك ببرود أو يقطع علاقته بك.

5- يستخدم دائما إسلوب التجريح تحت مظلة أنه يمزح أو أنك لا تتقبل هزاره.

احجز جلسة مع معالج يمكنه مساعدتك فيما يتعلق بهذا الموضوع
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية

وعلى النقيض نجد العلاقات الطبيعية يسودها نوع من التوازن في الأخذ والعطاء، نأخذ من خلاله ما نريده لبعض الوقت، ثم يحصل الطرف الآخر على ما يرديه في الأوقات الأخرى، أما ممارس الابتزاز العاطفي، فإنه لا يهتم بسعادتنا بقدر اهتمامه بالحصول على ما يريده، يستغل نقاط ضعفنا ليكسب موافقتنا على ما يريده.

وعند التعرض للابتزاز العاطفي “يصبح الشخص رهينة عاطفية للآخر”. فالأمر يحدث كما أوضحه جين باودريلارد بقوله: “إذا لم تقدم لي كذا، فأنت المسؤول عن انهيار اعصابي”.

كيف يمكن التعامل معه؟!

يمكن القول أن مجتمعاتنا زينت الإحساس بالذنب وربطه ربط آخر بالجانب الديني وطاعة الوالدين، فبعد التضحيات التي قدمها كلا الوالدين ينتظرون الطاعة العمياء من أولادهم، بل والتخلي عن حياتهم في مقابل تلك التضحية، لذا لابد من إستخدام أساليب الإقناع والنقاش والتواصل المعقول مع كلا الوالدين ولكن دون طمث هوية الشخص والتخلي عن شكل حياته الذي يريد أن يحياها، فالحياة سنعيشها مرة واحدة ولا تتحمل العيش بشعور مستمر بالذنب، فلنتحرر من الشعور بالذنب ونتحلى بالحكمة ونحيد مشاعرنا، ونتعلم قول لا في الوقت المناسب.

د.هند عاطف

مدرس علم النفس

كلية الآداب جامعة عين شمس