Article

حديث الذات السلبي..عدو طفلك الخفي

istockphoto 484743293 9999

حديث الذات السلبي..عدو طفلك الخفي

هل فكرت كيف يمكن أن يؤثر حديث الذات السلبي علي حياة أطفالنا.
نعم، أؤكد لك أنه قد يشكل تهديداً كبيراً وتحدي حقيقياً بالنسبة للأطفال كما هو الحال عند البالغين،
مما يؤثر على  احترامهم لذاتهم وسلامتهم النفسية ونموهم بشكل عام.
هذه العادة الخبيثة المتمثلة في انتقاد الذات يمكن أن تترسخ في وقت مبكر
من حياة الطفل وتصاحبهم في مراحل نموهم اللاحقة، مما يترك ندوباَ قد تعيق الطفل من النمو بشكل سليم
ليصبح بالغاً واثقاً ومرناً.
 في هذه المقالة، نتعمق في الحديث عن الآثار الضارة لحديث الذات السلبي على الأطفال،
ونسلط الضوء على كيفية مساعدتهم علي تشكيل صورة جيدة لأنفسهم
وتأثير ذلك على تفاعلاتهم مع العالم من حولهم.

 حديث الذات السلبي: صديق ام عدو

بينما يتنقل الأطفال في رحلتهم  لاكتشاف الذات، فإنهم أحياناً ما يواجهون  الناقد الداخلي الخاص بهم.
يتكون هذا المونولوج الداخلي دائما، من أفكار وأحكام موجهة لانتقاد الذات.
عبارات مثل “أنا لست جيداً بما فيه الكفاية” أو “أنا غبي” أو “لا أحد يحبني” يمكن أن تتسلل إلى عقل الطفل،
مما يؤدي إلى تآكل تقديره لذاته ببطء، و الخوف أن يصبح ذلك رفيقاً له لوقت طويل.

 الحلقة المفرغة من الحديث السلبي عن النفس

قد يستمر حديث الذات السلبي في الدوران في حلقات مفرغة. عندما يوبخ الأطفال أنفسهم بشكل مستمر.
فهم يبدأون في رؤية أنفسهم من خلال عدسة مشوهة، و قد يروا قيمتهم الذاتية بشكل متضاءل و قدراتهم بشكل محدود.

 يمكن أن تؤدي هذه الصورة الذاتية المشوهة إلى نقص الثقة بالنفس، مما يجعلهم أقل استعداداً لمواجهة التحديات
التي يتعرضون لها في حياتهم أو تجربة أشياء جديدة.

  تقدير الذات

لا يستطيع أحد إنكار مدي أهمية إحترام و تقديرالذات و ضرورة تنميته لدي الأطفال لضمان نموهم بشكل صحي.
ومع ذلك، فإن حديث الذات السلبي قد يعيق تلك التنمية. يعد الأطفال الذين ينخرطون
في النقد الذاتي السلبي لأنفسهم هم أكثر عرضة للمعاناة من تدني تقدير الذات.
فهم قد يشككون في قدراتهم وقيمتهم الذاتية، مما يؤثر علي أمنهم الداخلي وقد يعيق تفاعلاتهم الاجتماعية
ويحد من إمكاناتهم بشكل عام

الآثار العاطفية

إن التأثير العاطفي لحديث الذات السلبي على الأطفال ، قد يصل بداية من مشاعر اليأس
والإحباط و حتي الوصول إلي الاضطرابات النفسية كالإكتئاب و القلق. عندما يعتقد الأطفال أنهم معيبون
أو غير جديرين بطبيعتهم، فقد ينمي ذلك لديهم شعور مستمر بالحزن أو عدم الكفاءة. يمكن لهذه المشاعر
أن تعيق قدرتهم على التعامل مع تحديات الحياة وتجعلهم أكثر عرضة لمشاكل الصحة النفسية.

الآثار الأكاديمية والاجتماعية

الحديث السلبي عن النفس لا يقتصر على العالم الداخلي للطفل؛ بل يمتد إلى مجالات الحياة الأخري مثل جوانب الحياة الأكاديمية والاجتماعية. قد يتردد الأطفال الذين اعتادوا النقد الذاتي السلبي في المشاركة في الفصول الدراسية، خوفًا من السخرية أو الفشل. وقد يتجنبون طلب المساعدة عند الحاجة، معتقدين أنهم يجب أن يكونوا قادرين على حل المشكلات بأنفسهم. كذلك في المواقف الاجتماعية، قد ينسحبون أو يسعون إلى صرف الانتباه بعيداً عن أنفسهم، مما يزيد من عزلتهم عن أقرانهم.

كيف تساعد أطفالك لوقف حديث الذات السلبي

تأثير الوالدين

يلعب الآباء دوراً مهمًا في تشكيل أنماط الحديث الذاتي لدى الطفل. حيث يستوعب الأطفال الرسائل من مقدمي الرعاية  الأوليون،

احجز جلسة مع معالج يمكنه مساعدتك فيما يتعلق بهذا الموضوع
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية

فإذا انخرط الآباء في نقد أنفسهم بشكل سلبي أو انتقدوا أطفالهم بشكل مفرط، فقد يؤدي ذلك إلى تعزيز الحديث السلبي الذي يوجهه الأطفال نحو أنفسهم. وعلى العكس من ذلك، الآباء الذين يقدمون التشجيع والدعم وبيئة الرعاية الصحية، يساعدوا أطفالهم
في مواجهة هذه الميول الضارة.

تنمية الحديث الإيجابي عن النفس

قد نلجأ في مواجهة حديث الذات السلبي،إلي تعزيز الحديث الذاتي الإيجابي.
يعد تشجيع الأطفال على التعرف على أفكارهم السلبية وتحديها خطوة أولى حاسمة.
علّمهم أن يستبدلوا النقد الذاتي بالتعاطف و الرحمة مع الذات. فبدلاً من القول: “أنا لست جيدًا في هذا”،
يمكنهم أن يتعلموا أن يقولوا: “ما زلت أتعلم، ولا بأس بذلك”. علّمهم التواصل بتوجيه طاقتهم نحو تحديد احتياجاتهم،
فبدلاً من قول “لن أستطيع فعلا كذا و كذا أبداً” ، علّمهم أن يُوجهوا تفكيرهم لتحديد ما يحتاجون حقا لتحقيق أهدافهم.
إن بناء المرونة  النفسية والعقلية الإيجابية يمكن أن يساعد الأطفال على مواجهة التحديات بثقة.

تنمية تقدير الذات

تنمية تقدير الذات لدى الأطفال هي عملية أساسية يجب على الآباء الاهتمام بها بعناية.
فهذا الأمر ليس مهماً فقط لبناء شخصيات أطفال قوية وصحية بشكب عام ،
بل أيضاً تساعد بشكل أساسي في الحدَّ من حديث الذات السلبي الذي يمكن أن يؤثر سلباً على تطورهم النفسي والاجتماعي.
عندما يشعر الأطفال بالثقة بأنفسهم وبأهميتهم، يكونون أقل عرضة للتفكير السلبي عن أنفسهم.

تقديم الدعم العاطفي


على الآباء أن يُظهروا حبهم واعترافهم لأطفالهم بانتظام. يمكنهم التحدث معهم بلطف والاستماع إلى مشاكلهم ومخاوفهم.
كما يجب على الآباء أن يُظهروا احترامهم وتقديرهم لأطفالهم بشكل دائم. فذلك جدير بتعزيز شعور الأطفال بأهميتهم وقيمتهم.
كما أن : قضاء وقت جيد مع الأطفال يساعدهم على شعور بالحب والاهتمام وبالتالي تعزيز تقديرهم لذواتهم
وخفض حديث الذات السلبي لديهم.

طلب المساعدة المتخصصة

في الحالات التي يكون فيها حديث الذات السلبي قد أثر بشدة على صحة الطفل النفسية والإجتماعية،
فإن طلب المساعدة المهنية أمر ضروري. يمكن لعلماء نفس الأطفال والمعالجين تقديم استراتيجيات لمعالجة هذه المشكلات
وتزويد الأطفال وأولياء أمورهم بالأدوات اللازمة للتغيير الإيجابي. أخيراً، لا تنس تذكير الأطفال بأنهم فريدين ومميزين بطريقتهم الخاصة فذلك أمر مهم لتعزيز تقدير الذات لديهم.

خاتمة

الحديث السلبي عن النفس هو خصم هائل وعدو خفي يمكن أن يشكل خطراً علي حياة الأطفال و الكبار.
يمكن أن يمتد تأثيره ليشمل  الجوانب العاطفية والأكاديمية والتفاعلات الاجتماعية في حياة الطفل.
كما قد يؤثر بشكل عميق و قد يمتد أثره ليصاحب ذلك الطفل حتي بعد البلوغ.  وبالرغم من ذلك،
لحسن الحظ أن الآباء ومقدمي الرعاية والمعلمين، لديهم قدرة كبيرة على مواجهة هذه الأنماط المدمرة
من خلال تعزيز بيئة آمنة مليئة بالتعاطف الذاتي والمرونة النفسية والحديث الذاتي الإيجابي. ومن خلال القيام بذلك،
يمكننا تمكين أطفالنا من التحكم في أفكارهم و صورتهم السلبية عن أنفسهم، و ضم ناقدهم الداخلي للوقوف في صفهم
وبناء مستقبل مليء بالثقة بالنفس و الدعم الذاتي. و اعلم ان تلك العملية تحتاج إلى وقت وجهد كبير ،
ولكنها ستساعد الأطفال على بناء أسس صحية لوقف حديث الذات السلبي و بناء تقدير الذات والثقة بأنفسهم في المستقبل.


وتذكر دوماً أن طلب المساعدة  ضروري ومتاح، من خلال التواصل مع فريق شيزلونج للاستشارات النفسية، يمكنك من خلال خطوات بسيطة اللجوء إلي فريق من أكفأ الأطباء المعالجين الذين يسرهم تقديم المساعدة والدعم ، احجز جلستك الآن وأبدأ رحلة الاستشفاء، وللمزيد من المعلومات التي تخص صحتكم النفسية تابعوا مقالاتنا علي موقع شيزلونج.

كتبتها: إيناس طه البداوي
استشاري التربية والصحة النفسية