”إزاي تعيش مبسوط بوعي؟ السر اللي محدش بيقولك عليه“
”إزاي تعيش مبسوط بوعي؟ السر اللي محدش بيقولك عليه“
فيه فرق كبير بين إنك ”تبقى مبسوط“ وإنك ”تبقى سعيد بجد“.
المبسوط ممكن يضحك النهارده ويقع بكرة،
لكن السعيد بوعي؟ ده اللي بيبني نفسه من جوّه كل يوم، مش بيستنى الظروف تريّحه.
كتير مننا فاكر إن السعادة بتيجي لما كل حاجة تمشي زي ما إحنا عايزين،
لكن علم النفس الإيجابي بيقول العكس تمامًا:
السعادة مش نتيجة، دي مهارة.
مهارة بتتعلّم زي أي حاجة تانية زي إنك تتنفس صح، أو تركّز، أو تتعامل مع مشاعرك.
المدرسة دي في علم النفس بدأت على إيد مارتن سيلجمان (Martin Seligman)،
اللي قال ببساطة: ”بدل ما نركز على اللي مكسور، خلينا نركّز على اللي ممكن يكبر“.
وده قلب مفهوم العلاج النفسي من علاج للألم… إلى بناء للحياة الطيبة.
إيه بقى هو علم النفس الإيجابي؟
علم النفس الإيجابي مش ”فكر إيجابي“ أو ”قول أنا كويس عشان تبقى كويس“.
ده علم حقيقي بيتكلم عن إزاي الإنسان يوصل لحالة اسمها ”الازدهار النفسي“ (Flourishing) — حالة فيها رضا، طاقة، تركيز، حب، وهدف.
سيلجمان لخّص ده في نموذج مشهور اسمه PERMA،
وده اختصار لـ ٥ عناصر بيبنوا السعادة المستدامة:
1-P – Positive Emotions: المشاعر الإيجابية زي الفرح، الامتنان، الأمل.
2- E – Engagement: الانخراط الكامل في حاجة بتحبها (زي الكتابة، العزف، الشغل الإبداعي).
3-R – Relationships: العلاقات اللي فيها دفء ودعم.
4- M – Meaning: الإحساس إنك بتعمل حاجة ليها قيمة.
5- A – Accomplishment: الإحساس بالإنجاز، حتى لو صغير.
لو ركّزت في حياتك على تطوير الخمس دول، نسبة رضاك عن حياتك هتزيد بغض النظر عن الظروف.
ليه العلم شايف السعادة ”قابلة للتدريب“.
مخّك بيتغيّر حسب اللي بتركّز عليه
وده اسمه في علم الأعصاب Neuroplasticity، يعني ”المرونة العصبية“.
لما تركّز كل يوم على الامتنان، أو تتدرّب على التفكير الواعي،
المخ فعليًا بيكوّن مسارات جديدة للهدوء والاتزان.
دراسة عملها Lyubomirsky (2005) قالت إن عديد من الدراسات اثبتت ان الناس السعيدة ناجحين في نواحي الحياة المختلفة وإن ٤٠٪ من سعادتنا نقدر نتحكم فيها ومبنية على سلوكياتنا وتصرفاتنا.
إزاي تبدأ تطبّق علم النفس الإيجابي في حياتك؟
1- ابدأ بالامتنان:
قبل ما تنام، اكتب ٣ حاجات بسيطة أنت ممتن ليها النهارده.
مش لازم تبقى إنجاز ضخم ممكن كوباية القهوة، ضحكة صاحبك، أو حتى نومك المريح.
2- عيش اللحظة:
جرب ٥ دقايق Mindfulness كل يوم.
اقعد ساكت، ركّز في تنفسك، حس بجسمك.
الهدف مش “تسكت دماغك” لكن الهدف إنك تشوف أفكارك من بعيد من غير ما تغرق فيها.
3- اقضي وقت مع اللي بيطمنّوك:
العلاقات القوية مش رفاهية، دي أهم مصدر طاقة نفسية.
دراسة هارفارد الشهيرة عن السعادة (Harvard Study of Adult Development)
أكدت إن العامل الأكبر في طول العمر وجودة الحياة هو العلاقات الإنسانية، مش الفلوس ولا الشهرة.
4- اكتب أهدافك الصغيرة:
مش لازم تبقى خطة خمس سنين،
يكفي إنك تكتب “أنا عايز أتعلم حاجة جديدة الشهر ده”
لأن الإحساس بالتقدم اليومي بيدي معنى وراحة داخلية.
تطبيق عملي (واجب أسبوع كامل):
كل يوم قبل النوم:
• اكتب ٣ حاجات حلوة حصلت النهارده.
• اكتب جملة واحدة: “النهارده حسّيت بالمعنى لما…”
• في آخر الأسبوع، اقرا اللي كتبته وشوف الفرق في إحساسك.
بعد أسبوعين،
هات ورقة واكتب:
“أنا مبسوط بوعي لما…”
واكتب إجابتك بإحساسك الحقيقي مش اللي المفروض تقوله.
ده تمرين بيساعدك تحدد نوع السعادة اللي بتناسبك إنت، مش الناس.
الخلاصة:
السعادة مش هدف توصله،
دي رحلة تمشيها بخطوات صغيرة،
كل يوم تختار فيها تشوف الجمال وسط العادي،
وتبني راحة حقيقية من جوّا، مش من اللايكات ولا الأحداث.
علم النفس الإيجابي مش بيقولك “ما تتألمش”،
هو بيقولك: “تعال نزرع جوّا الألم حياة.”
