Article

إزاي تتعامل مع شعور إنك مش كفاية؟

wordpress blog image 20 1

إزاي تتعامل مع شعور إنك مش كفاية؟

المقدمة

“مش عارف هو اختارني ليه.”
“الناس دي بتحبني ليه؟ أكيد في حاجة مش واضحة.”
“لما شكرني، قلتله: والله يا ابني دي صدفة… أنا أصلًا مش فاهم أي حاجة.”
جُمل زي دي ممكن تقولها لنفسك كتير، وتفتكر إنك كده شخص متواضع، أو إنك بتقلل من نفسك علشان ما تبانش مغرور.

لكن الحقيقة؟ ده مش تواضع، ده شكّ. ده صوت داخلي بيقولك إنك لا تستحق. وهو ده جوهر شعور “أنا مش كفاية”.

لو كنت فعلًا متواضع، كان ممكن تقول:
“الحمد لله، ربنا هو اللي وفقني.”
أو تكتفي بابتسامة وشكر بسيط لما حد يمدحك.
أو حتى تحس جواك إن محبة الناس دي نعمة من ربنا.

المشكلة مش في اللي بيقولوه الناس، المشكلة في إنت بتفسّر كلامهم إزاي، وبتشوف نفسك من أي منظور.

يعني إيه تحس إنك مش كفاية؟

“أنا مش ذكي كفاية.”
“أنا مش جميلة كفاية.”
“أنا مش ناجح كفاية.”
“أنا مش قوي كفاية علشان أتحمّل.”

شعور “مش كفاية” هو الإحساس العميق إنك ناقص، مهما عملت.
وكأن فيه معيار خفي ما بتحقّقوش، ومهما اجتهدت أو نجحت، دايمًا في صوت بيقولك:
“بس كان ممكن تكون أحسن
بس أكيد الناس مش شايفينك كويس
بس ده مش كفاية.”

الشعور ده مش مجرّد فكرة سلبية، ده إحساس بيعيش جواك وبيأثر على كل قراراتك:

  • ترد على رسالة ولا تسكت؟
  • تدخل في علاقة جديدة ولا ترفض؟
  • تقبل التقدير ولا تتهرب منه؟
  • تطلب المساعدة ولا تفضل ساكت علشان ما تبانش ضعيف؟

“مش كفاية” ممكن تكون بداية لدوّامة من المقارنة، من جلد الذات، من السعي المستمر لإثبات شيء مش حقيقي وممكن توصلك لإنك تبطل تحاول خالص.

لكن السؤال المهم دلوقتي:
الشعور ده بدأ إمتى؟ وجه منين؟

الشعور ده بدأ إمتى؟ وليه؟

شعور “أنا مش كفاية” مش بيظهر فجأة.
غالبًا بيبدأ من مقارنة — سواء حد قارنّا بحد تاني، أو إحنا اللي بدأنا نقارن نفسنا بغيرنا من غير ما ناخد بالنا.

من وإحنا صغيرين، ممكن نكون سمعنا تعليقات زي:
“شوف فلان بيعمل إزاي!”
“ليه مش بتذاكر زي أختك؟”
أو حتى من غير ما حد يقول حاجة، كنا بنشوف الناس اللي حواليهم بيتمدحلوا ويتشكر فيهم، ونبدأ نحس إننا أقل، أو إننا لازم نكون “زيهم” علشان نستحق نفس الحب أو القبول.

ومع الوقت، العقل بيبدأ يكوّن فكرة:
“أنا مش كفاية… لازم أكون أكتر، أحسن، أنجح، أهدى، أذكى، ألطف… علشان أستحق.”

والفكرة دي بتكمل معانا في كل حاجة:

  • لما ننجح نحس إن النجاح ده مش كفاية.
  • ولما حد يحبنا، نقول “هو لو عرفني أكتر مش هيحبني.”
  • ولو الناس شكرت فينا، نقول “ده حظ، مش كفاءة.”
  • ولو تعبنا، نقول “أنا ضعيف، ما ينفعش أرتاح.”

لكن تفتكر، إمتى آخر مرة سألت نفسك:
“هو أنا فعلًا مش كفاية؟ ولا دي فكرة متوراثة مش بتاعتي؟”

إزاي بيأثر شعور “أنا مش كفاية” على حياتك؟

الشعور ده مش مجرد فكرة بتعدّي. هو زي نضّارة بتلبسها، بتخليك تشوف كل حاجة حواليك — ونفسك — من منظور مشوّه. وعلشان كده، تأثيره عميق ، حتى لو ما خدتش بالك منه.

في العلاقات:

بتحس إنك محتاج تثبت طول الوقت إنك تستحق تتحب، فتبذل مجهود مضاعف علشان تفضل مقبول. ولو حد حبك فعلًا، تفضل مستني اللحظة اللي هيمشي فيها، لأنك مش مصدق إنك كفاية. وأحيانًا، تدخل علاقات ما تليقش بيك من الأساس، لأنك شايف إن ده الحد اللي تستحقه.

في الشغل أو الدراسة:

 مهما حققت، بتحس إن إنجازك “ما يكفيش”، أو إنك بتخدع الناس علشان يصدقوا إنك ناجح. بتعيش في سباق دائم مع نفسك، بتشكك في قدراتك، وبتخاف تبطّأ لحظة واحدة علشان ما “تتكشفش”.
وممكن كمان تدخل في دوامة مقارنة مؤذية، توصل لحد الحقد أو الشعور بعدم الرضا، وتدخل في صراع مستمر مع نفسك ومع غيرك.

احجز جلسة مع معالج يمكنه مساعدتك فيما يتعلق بهذا الموضوع
هدى رضوان
هدى رضوان
طبيب نفسي
4.85 (443 المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
ريتا شنايس
ريتا شنايس
أخصائي نفسي
4.95 (246 المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
محمد الشامي
محمد الشامي
طبيب نفسي
4.61 (639 المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
علاء العشري
علاء العشري
طبيب نفسي
4.95 (288 المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية

مع نفسك:

ما بتسامحش نفسك بسهولة. كل غلطة تفتكر بيها إنك “مش كفاية”، فإما تحاول تكون مثالي لدرجة إنها تستهلكك، أو تستسلم وتفقد الأمل. وحتى وقت التعب، تحس إنك لو طلبت المساعدة تبقى ضعيف، ولو ارتحت تبقى فاشل.

في اختياراتك:

ما بتطلبش اللي تستحقه، سواء في علاقة أو شغل أو حتى أبسط حقوقك، لأنك شايف إنك مش “قدّها”.
أو العكس، تفضل تبذل مجهود مبالغ فيه علشان تثبت إنك “قدّها”، وده بيستنزفك تمامًا.

لكن الحقيقة؟
الشعور ده مش نابع من حقيقتك.
ده نابع من قصة اتقالت جواك كتير، لدرجة إنك صدقتها.

إزاي تخرج من الحلقة دي؟

أول خطوة للخروج من شعور “أنا مش كفاية” هي إنك تلاحظ وجوده.
اسأل نفسك:
هو أنا فعلًا مش كفاية؟ ولا دي فكرة بقت متسجلة جوايا من سنين؟

أغلب الظن، هتكتشف إنك بتعيد جُمل اتقالتلك أو مواقف حسّستك بكده، وفضلت تتكرر لحد ما بقيت تصدّقها.

1. راقب حديثك الداخلي

أنت بتكلم نفسك إزاي؟لما تغلط، بتقول إيه؟في ناس بتتعامل مع نفسها بقسوة ما يرضوش يوجّهوها لأي حد تاني.
بدل “أنا فاشل”، جرّب تقول: “أنا لسه بتعلم. كلنا بنغلط.”

نبرة الحديث دي مش رفاهية، دي اللي بتشكل صورتك عن نفسك.

2. افصل بين “الذات” و”الأداء”

أنت مش درجتك في الامتحان. ولا وظيفتك. ولا فشلك في علاقة. كل دي حاجات بتحصل، لكنها مش تعريفك.
أنت أكبر من أي نتيجة، لأنك ببساطة “إنسان” — والخطأ جزء طبيعي من التجربة دي.

3. راجع جذور الإحساس ده

إمتى بدأت تحس إنك مش كفاية؟
هل كان بسبب مقارنة اتعملت بينك وبين حد؟
ولا حد قريب منك كان دايمًا بيحبطك؟

لما تكتشف أصل الجرح، هتعرف تفرّق بينه وبين الواقع الحالي، وتبدأ تشفيه.

4. افتكر نقاط قوتك — واكتبها

اكتب كل الحاجات اللي نجحت فيها، حتى لو كانت بسيطة:
– علاقة حافظت عليها
– تحدي عدّيته
– حد ساعدته
كل ده دليل إنك كفاية… ويمكن أكتر.

5. اسمح لنفسك تكون على طبيعتك

ما تحاولش تكون نسخة مثالية من نفسك طول الوقت.
الناس اللي بتحبك، بتحبك علشان حقيقتك مش علشان تمثيلك.
وإنت، محتاج تبدأ تشوف في نفسك الشخص اللي يستحق الحب والقبول من غير ما يثبت نفسه دايمًا.

أنت كفاية…

لو كنت بتحارب كل يوم مع صوت جواك بيقولك إنك مش كفاية، فأنا بس عايزة أقولك:
أنت مش لوحدك، وده مجرد شعور… مش حقيقة.

أنت تستحق تتحب وتتقدَّر. وتستحق ترتاح، وتتحرَّر من أعباء الصراع الوهمي مع الآخرين.
تستحق تحس إنك كفاية، حتى وأنت لسه في منتصف الطريق.

خد بالك من نفسك زي ما بتاخد بالك من حد بتحبه بصدق.كل مرة تدي لنفسك حب وتكون صادق وحقيقي، كل مرة تختار تعيش على طبيعتك، كل مرة تبطّل تقارن أنت بترجع لنقطة قوتك الحقيقية.

افتح قلبك للرضا عن ذاتك، وانظر للأمور برضا تام يخليك تبقى أحسن، مش مقارنة تخلّيك تتعب من غير حتى ما تحاول.

ابدأ من دلوقتي، من اللحظة دي… خليك صادق، وخليك كفاية. زي ما أنت