في رحلة الحياة، نبحر عبر بحر من العلاقات الإنسانية، نتفاعل مع مختلف الشخصيات ونكون علاقات تثري حياتنا ولكن، قد يواجه بعضنا سلوك “إرضاء الناس”، ذاك السلوك المزدوج الحدين الذي يمكن أن يصبح سيفًا ذا حدين، يثري مشاعرنا في بعض الأحيان ويثقل كاهلنا في أحيان أخرى.

ما هو إرضاء الآخرين؟

يُشير سلوك “إرضاء الآخرين” إلى الميل الشديد إلى تلبية احتياجات ورغبات الآخرين، حتى على حساب احتياجات ورغبات الشخص نفسه، يمكن أن يظهر هذا السلوك من خلال:

• الشعور الدائم بالحاجة إلى مساعدة الآخرين وإسعادهم.
• الخوف من خذلان الآخرين أو عدم الحصول على موافقتهم.
• صعوبة قول “لا” للآخرين، حتى عندما يكون ذلك ضروريًا.
• الشعور بالذنب عند التعبير عن احتياجات أو رغبات شخصية.
• إهمال احتياجات ورغبات الشخص نفسه من أجل إرضاء الآخرين.

ما هي أسباب إرضاء الآخرين؟

لكي تتوقف عن إرضاء الآخرين، من المهم أن تفهم بعض الأسباب التي قد تدفعك إلى الانخراط في هذا النوع من السلوك، هناك عدد من العوامل التي قد تلعب دورًا، بما في ذلك:

1. ضعف احترام الذات

في بعض الأحيان ينخرط الناس في سلوك يرضي الناس لأنهم لا يقدرون رغباتهم واحتياجاتهم بسبب الافتقار إلى الثقة بالنفس، وقد يشعرون أن القيام بالأشياء للآخرين سيؤدي إلى الموافقة والقبول.

2. انعدام الأمان

في حالات أخرى قد يحاول الأشخاص إرضاء الآخرين لأنهم يشعرون بالقلق من أن الآخرين لن يحبونهم إذا لم يبذلوا قصارى جهدهم لإسعادهم.

3. التجارب السابقة

 قد تلعب التجارب المؤلمة أو الصعبة دورًا أيضًا، على سبيل المثال، قد يحاول الأشخاص الذين تعرضوا للإساءة إرضاء الآخرين ويكونوا مقبولين قدر الإمكان لتجنب إثارة السلوك المسيء لدى الآخرين.

4. الخوف من الرفض

قد يخاف بعض الأشخاص من الرفض أو النقد من قبل الآخرين لذلك، يسعون لإرضاء الجميع لتجنب الشعور بالألم العاطفي الذي قد ينتج عن ذلك.

5. الحاجة إلى الانتماء

قد يلجأ بعض الأشخاص إلى إرضاء الآخرين كوسيلة للشعور بالانتماء والقبول، يعتقدون أن إرضاء الآخرين سيجعلهم محبوبين ومقبولين من قبل المجموعة.

علامات تدل على أنك شخص تسعى لإرضاء الآخرين

تتضمن بعض العلامات ما يلي:

• لديك صعوبة في قول “لا”.
• أنت مشغول بما قد يعتقده الآخرون.
• تشعر بالذنب عندما تقول للناس “لا”.
• أنت تخشى أن رفض الآخرين سيجعلهم يعتقدون أنك لئيم أو أناني.
• أنت توافق على أشياء لا تحبها أو تفعل أشياء لا تريد القيام بها.
• أنت تعاني من مشاعر تدني احترام الذات.
• تريد أن يحبك الناس ويشعروا أن القيام بالأشياء من أجلهم سيحظى بموافقتهم.
• أنت دائمًا تخبر الناس أنك آسف.
• أنت تتحمل اللوم حتى عندما لا يكون هناك خطأ منك.
• ليس لديك أي وقت فراغ أبدًا لأنك تفعل دائمًا أشياء لأشخاص آخرين.
• أنت تهمل احتياجاتك الخاصة من أجل القيام بأشياء للآخرين.
• أنت تتظاهر بالاتفاق مع الناس على الرغم من أن مشاعرك مختلفة.

كيف يؤثر إرضاء الآخرين على الصحة النفسية؟

إذا كنت تكرس كل وقتك لمساعدة الآخرين من أجل إسعادهم وكسب استحسانهم، فقد تواجه بعض العواقب التالية:

1. التعرض للتلاعب

نصبح عرضة للابتزاز العاطفي أو الاستغلال المادي والتلاعب بنا، مما قد يؤدي إلى خسائر مادية أو معنوية، ويؤدي ذلك إلى الشعور بالغضب والاستياء على المدى الطويل.

2. القلق والتوتر

إن الجهود المبذولة لإبقاء الآخرين سعداء يمكن أن تستنزف مواردك الجسدية والنفسية بشكل كبير، إن محاولة إدارة كل ذلك يمكن أن يجعلك تعاني من التوتر والقلق، مما قد يكون له آثار ضارة على صحتك.

احجز جلسة مع معالج يمكنه مساعدتك فيما يتعلق بهذا الموضوع

( المراجعات)

عرض الصفحة الشخصية

( المراجعات)

عرض الصفحة الشخصية

( المراجعات)

عرض الصفحة الشخصية

( المراجعات)

عرض الصفحة الشخصية

3. قوة الإرادة المستنفدة

إن تكريس كل طاقتك ومواردك النفسية للتأكد من سعادة الآخرين يعني أنك أقل احتمالية أن يكون لديك العزم وقوة الإرادة لتحقيق أهدافك الخاصة.

4. الكبت

كبت مشاعرنا واحتياجاتنا خوفًا من إزعاج الآخرين يؤدي إلى تراكم المشاعر السلبية داخليًا ونصبح غير قادرين على التعبير عن مشاعرنا الحقيقية، يؤثر ذلك سلبًا على علاقاتنا مع الآخرين وعلى صحتنا النفسية بشكل عام؛ مما قد يؤدي إلى الانفجار العاطفي أو الاكتئاب.

5. فقدان الهوية

غالبًا ما يخفي من يرضون الآخرين احتياجاتهم وتفضيلاتهم من أجل استيعاب الآخرين، قد يجعلك هذا تشعر وكأنك لا تعيش حياتك بشكل كامل،  وقد يجعلك هذا  تشعر كما لو كنت لا تعرف نفسك على الإطلاق ويؤدي الى فقدان الهوية.

نصائح للتوقف عن إرضاء الآخرين

هناك بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها للتوقف عن إرضاء الآخرين، ومنهم مايلي:

• إنشاء الحدود

ضع حدودا لك وكن واضحًا ومحددًا بشأن ما ترغب في القيام به، إذا كان هناك شخصًا ما يطلب الكثير فأخبره أن ذلك يتجاوز حدود ما ترغب في القيام به وأنك لن تتمكن من مساعدته، هناك أيضًا طرق أخرى لإنشاء حدود في حياتك للمساعدة في السيطرة على ميولك التي ترضي الآخرين، على سبيل المثال يمكنك الرد على المكالمات الهاتفية في أوقات معينة فقط لتعيين حدود للوقت الذي يمكنك فيه التحدث.

• حدد الأهداف والأولويات

إذا كان هناك شيء ما يستنزف طاقتك أو يأخذ الكثير من وقتك فاتخذ خطوات لمعالجة المشكلة، عندما تتدرب على وضع هذه الحدود ورفض الأشياء التي لا تريد فعلها حقًا، ستجد أن لديك المزيد من الوقت لتكريسه للأشياء التي تهمك حقًا.

• فكر قبل القبول

عندما يطلب شخص ما معروفًا، أخبره أنك بحاجة إلى بعض الوقت للتفكير في الأمر، فإن قول “نعم” على الفور يمكن أن يجعلك تشعر بالالتزام، ولكن أخذ وقتك للرد على الطلب يمكن أن يمنحك الوقت لتقييمه وتحديد ما إذا كان هذا شيئًا تريد فعله حقًا.

• تجنب اختلاق الأعذار

من المهم أن تكون مباشرًا عندما تقول “لا” وتتجنب إلقاء اللوم على التزامات أخرى أو تقديم الأعذار لعدم قدرتك على المشاركة، بمجرد أن تبدأ في شرح سبب عدم قدرتك على فعل شيء ما، فإنك تمنح الآخرين طريقة لإحداث ثغرات في عذرك أو ربما تمنحهم الفرصة لتعديل طلبهم للتأكد من أنه لا يزال بإمكانك تنفيذ ما يطلبونه، حاول استخدام نبرة حاسمة عندما ترفض شيئًا ما وقاوم الرغبة في إضافة تفاصيل غير ضرورية حول تفكيرك، ذكر نفسك أن كلمة “لا” هي جملة كاملة.

• ركز على نفسك

خصص وقتًا لنفسك ولأولوياتك، مارس الأنشطة التي تحبها وتسعدك، اهتم بصحتك الجسدية والنفسية.

• اطلب المساعدة عندما تريد

إذا واجهت صعوبة في التخلص من سلوك إرضاء الناس، لا تتردد في طلب المساعدة من معالج، وتذكر أن لا تفعل الأشياء فقط لأنك تخشى الرفض أو ترغب في الحصول على موافقة الآخرين، استمر في فعل الأشياء الجيدة ولكن بشروطك الخاصة.

لا تتردد في طلب المساعدة من فريق شيزلونج للاستشارات النفسية، للتواصل مع فريق من أكفأ الأطباء والمعالجين الذين يسرهم تقديم المساعدة والدعم .

احجز جلستك الآن وأبدأ رحلة التعافي.