Article

هذه المرة عليك بضرب طفلك

Shezlong Icon

هذه المرة عليك بضرب طفلك

قبل أن تبدأ في قراءة السطور التالية عليك أولاً الإجابة على هذان السؤالان

هل تضرب أبنك؟  … فإذا كانت إجابتك (بنعم)…. فلماذا تضربه؟

واذا كانت اجابتك أنك تهدف إلى تقويم سلوك الطفل وعقابه على ما اقترفه من اخطاء وتعليمة السلوكيات الصحيحة، فعذراً لقد أخطأت باختيارك هذه الطريقة؛ فهل تعلم أن الدراسات التربوية أثبتت أن ٥٩% من الذين يضربون أبنائهم لا يضربونهم لأسباب تربوية منطقية ومقبولة؟

إنما يضربونهم فقط من أجل التنفيس عن غضبهم، أو لسوء مزاجهم.

وهل تعلم أنك عندما تقوم بضرب طفلك وترفع صوتك وتصرخ في وجه فهو لا يسمع أو يفهم شيئاً مما تقول؟

بالفعل هذا ما يحدث؛ فعندما تفعل ذلك يبدأ مخ الطفل في إفراز مادة الكورتيزول والتي تمنع الطفل وقتها من التفكير أو فهم أي شيء قد تقوله له، فهو يدخل في حالة من التوتر والهلع مما يحدث، ولا تكن لديه القدرة علي سماعك أو إدراك ما تريد أن تعلمه له. كل ما يهمه في هذه اللحظة، هو التخلص من هذا الموقف.

ألم يسبق لك أن اعتذر منك طفلك وقال لك “أنا أسف، مش هعمل كده تاني” ومن ثم يعاود فعل نفس الشيء مرة واثنين وثلاثة؟ وتعتقد وقتها أنه يعاند أو غير مُبالي بما تقول؟ ولكن الحقيقة أنه لم يستوعب ويفهم ما قلته له أثناء الصراخ والضرب، بسبب إفراز الكورتيزول. فالضرب لا يصحح الأفكار ولا يجعل السلوك مستقيماً، فهو يعالج ظاهر السلوك لا أصله، لذلك فنتائجه عادة ما تكون مؤقتة ولا تدوم عبر الأيام.

احجز جلسة مع معالج يمكنه مساعدتك فيما يتعلق بهذا الموضوع
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية

وهنا سنسمع أصوات البعض تعلو بالمعارضة مستشهدة بحديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم)” مُرُوا أَوْلادَكُمْ بِالصَّلاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ . صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

تعالوا ننظر سوياً إلى الحديث الشريف بنظرة أكثر دقة وإمعاناً.

مُرُوا أَوْلادَكُمْ بِالصَّلاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ: أي علينا أن نبدأ في تدريب الطفل وتعويده على الصلاة وهو في هذا السن الصغير، لأنه أنسب الأوقات لتعليم الطفل، حيث أنه في مرحلة بناء لسلوكياته، وترسيخ لمعتقداته وأفكاره.وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ: فما بين سن السابعة وسن العاشرة ثلاث سنوات، أي (٥٧٤٥) صلاة قام بها الطفل وعاونه والداه على ذلك بكافة الطرق من تدريب وتشجيع وتحفيز، أي أن الطفل قام بتكرار الصلاة (٥٧٤٥) مرة طوال الثلاث سنوات، ويُعد هذا العدد من التكرارات كافياً لبرمجة الطفل على أداء الصلاة بشكل منتظم، مما يجعل من الصعب على الطفل أن لا يلتزم بذلك بعد هذا الكم من التكرارات، وإذا لم ينتظم الطفل في الصلاة بعد كل هذا الكم من التكرارات عليك إذاً بضربه،وهذا ما قصده رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام عندما أباح الضرب؛ فقبل أن تُسرع بضرب طفلك،هل اعطيته الوقت الكافي، والعدد الكافي من المحاولاتللتدريب على هذا السلوك الصحيح الذي ترغبه؟

فكل ما تفعله أنك تستسهل الضرب، بحجة أنك تفقد سيطرتك في تحمل سلوكياتهم وليس لديك الوقت والصبر للتأني وتحمل ما يقومون به. وهنا دعني أسألك سؤالاً هاماً، هل عندما يضايقك رئيسك في العمل تتعصب وتصرخ في وجه وتضربه مثلما تفعل مع طفلك الصغير؟ هل عندما تقوم زوجتك (زوجك) بشيء ما سبب لك الضيق، تتعصب وتقوم بضربها (بضربه)؟ إذاً لماذا لديك القدرة على التحمل والصبر مع هؤلاء وتفقد صبرك مع طفلك الذي يحتاج إليك؟! فعليك أن تدرك أنه في مرحلة استكشاف لهذا العالم الجديد عليه بطريقته البريئة والعفوية، دون إدراك للخطر أو ما قد يرتكبه من أخطاء، وهو في حاجة إليك وهو في طريقه هذا للاستكشاف والتعلم واكتساب الخبرات. فالتأديب هو تعلم الانضباط، والانضباط لا يحدث من خلال الضرب والعقاب إنما يحدث من خلال التعامل معهم بحب ومودة واحترام، الذي بدوره سيتعاملون به معك، ومن ثم العالم من حولهم.

إذا كنت تواجه مشاكل وصعوبات في التعامل مع أطفالك يمكنك التواصل مع د. محمد الشامي