Article

جوما.. التأثير الخفي لمعاناة المرضى على الطبيب

wordpress blog image 15

جوما.. التأثير الخفي لمعاناة المرضى على الطبيب

في مسلسل “جوما”، لا نتابع فقط حكايات مرضى يعانون من أوجاع نفسية عميقة، بل نشاهد أيضًا التحول التدريجي الذي يطرأ على الدكتور النفسي “يوسف”، لم يكن يوسف في بداية رحلته المهنية سوى طبيبًا يسعى لتطبيق ما تعلمه في الكتب والمحاضرات، يقف على مسافة آمنة بينه وبين اضطرابات مرضاه، لكن مع كل قصة جديدة تُفتح أمامه، ومع كل ألم يُكشف، تبدأ هذه المسافة في التلاشي تدريجيًا، ليجد نفسه أسيرًا لتأثيرات لم يتوقعها.

كيف يتأثر الطبيب النفسي ويتفاعل مع قصص الألم والأمل التي يسمعها؟

إن تفاعل الطبيب النفسي مع قصص الألم والأمل التي يسمعها من مرضاه هو عملية معقدة ومتعددة الأوجه، فيما يلي بعض التأثيرات:

  1. الاستماع النشط

ينخرط الطبيب في الاستماع بتركيز وانتباه حقيقيين لتفاصيل روايات المرضى، محاولًا فهم مشاعرهم وتجاربهم من منظورهم الخاص، هذا يخلق رابطًا إنسانيًا أساسيًا.

  1. الإرهاق العاطفي والاحتراق النفسي

الاستماع المستمر إلى قصص مؤلمة ومحاولة تقديم الدعم يمكن أن يستنزف الطاقة العاطفية للطبيب النفسي، قد يشعر الطبيب بالإرهاق، وفقدان الشغف، واللامبالاة تجاه عمله ومرضاه.

  1. الصدمة الثانوية

يمكن أن يستوعب الطبيب النفسي بعضًا من صدمات مرضاه، مما يؤدي إلى ظهور أعراض مشابهة لاضطراب ما بعد الصدمة، قد تشمل هذه الأعراض أفكارًا اقتحامية، وكوابيس، وتجنب التفكير في المرضى أو التحدث عنهم، وفرط التيقظ.

  1. الإنهاك التعاطفي

هو شكل من أشكال الإرهاق الذي ينجم عن التعرض المتكرر لمعاناة الآخرين، يختلف عن الاحتراق النفسي في كونه يحدث بشكل أسرع ويمكن أن يكون له بداية مفاجئة، تشمل أعراضه الشعور بالعجز، وانخفاض التعاطف، والشعور بالذنب، والقلق، والاكتئاب، وحتى الأعراض الجسدية مثل الصداع ومشاكل الجهاز الهضمي.

  1. العزلة الاجتماعية

قد يجد الطبيب النفسي صعوبة في مشاركة تجاربه مع الأصدقاء أو العائلة خوفًا من إثقالهم أو بسبب طبيعة المعلومات السرية التي يتعامل معها، يمكن أن يؤدي هذا إلى الشعور بالوحدة والعزلة.

  1. الشعور بالذنب والعجز

قد يشعر الطبيب النفسي بالذنب أو العجز عندما لا يتمكن من مساعدة مرضاه أو عندما تسوء حالتهم، يمكن أن يؤدي هذا إلى تآكل الثقة بالنفس والرضا الوظيفي.

  1. الأمل والإلهام

إن شهادة الطبيب على تعافي المرضى وتغلبهم على الصعاب يمكن أن تكون مصدرًا كبيرًا للأمل والإلهام له في عمله وحياته الشخصية.

  1. التأثير على العلاقات الشخصية

يمكن أن يؤثر الإرهاق العاطفي والتوتر الناتج عن العمل على علاقات الطبيب النفسي مع شريكه وأفراد عائلته وأصدقائه، قد يصبح الطبيب أقل صبرًا أو أكثر انعزالًا في حياته الشخصية.

  1. الشعور بالهدف والمعنى

إن مساعدة الآخرين على التخفيف من آلامهم وتحقيق النمو يمكن أن يمنح الطبيب شعورًا عميقًا بالهدف والمعنى في حياته المهنية.

احجز جلسة مع معالج يمكنه مساعدتك فيما يتعلق بهذا الموضوع
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
  1. إهمال الذات

احيانا قد ينشغل الطبيب النفسي برعاية مرضاه لدرجة أنه يهمل احتياجاته الخاصة، مثل الحصول على قسط كافٍ من النوم، وتناول الطعام الصحي، وممارسة الرياضة، والانخراط في أنشطة ممتعة.

كيفية الحماية من هذه التأثيرات؟

من الضروري أن يكون الأطباء النفسيون على دراية بهذه التأثيرات وأن يتخذوا خطوات لحماية صحتهم النفسية والجسدية، تشمل بعض خطوات الحماية والتخفيف ما يلي:

  • الإشراف والدعم المهني

الحصول على إشراف منتظم من زملاء ذوي خبرة يمكن أن يوفر مساحة آمنة لمناقشة الحالات الصعبة ومعالجة المشاعر.

  • الرعاية الذاتية

تخصيص وقت للأنشطة التي تساعد على الاسترخاء وتجديد الطاقة، مثل ممارسة الرياضة، والهوايات، وقضاء الوقت مع الأحباء.

  • وضع حدود مهنية صحية

تعلم كيفية الفصل بين العمل والحياة الشخصية وتحديد مقدار ما يمكن تقديمه للمرضى دون استنزاف الذات.

  • طلب المساعدة المهنية

لا تتردد في طلب العلاج النفسي إذا كنت تعاني من أعراض الإرهاق أو الصدمة الثانوية.

  • بناء شبكة دعم اجتماعي قوية

الحفاظ على علاقات صحية مع الأصدقاء والعائلة والزملاء.

  • التدريب والتوعية

المشاركة في ورش عمل ودورات تدريبية حول الإرهاق التعاطفي والصدمة الثانوية وكيفية التعامل معهما.

لا تتردد في طلب المساعدة من فريق شيزلونج للاستشارات النفسية، للتواصل مع فريق من أكفأ الأطباء والمعالجين الذين يسرهم تقديم المساعدة والدعم .

احجز جلستك الآن وأبدأ رحلة التعافي.