بالهداوة يا ست الكل( اليوم العالمي للصحة النفسية للأمهات)
بالهداوة يا ست الكل( اليوم العالمي للصحة النفسية للأمهات)
جدول المحتويات
Toggleتُعرِّف منظمة الصحة العالمية (WHO) الصحة النفسية للأم (maternal mental health)بأنها “حالة من الرفاهة النفسية تدرك فيها الأم قدراتها الخاصة كأم ، بشكل يمكنها من التعامل مع ضغوط الحياة العادية ، والعمل بشكل منتج ومثمر ، وبحيث تكون قادرة على المساهمة المجتمع ، فإن الصحة النفسية لا تتوقف عند خلو الفرد من المرض النفسي فحسب ، ولكنها أيضا تعكس قدرة الفرد على التكيف والمواجهة .
وهي عاملة إيه دلوقت
مما لا شك فيه أن الأمهات هم فئة تقوم بالعديد من الأدوار في سبيل رعاية و تربية أطفالهن خاصة في عصر الكوفيد .فمع جلوس الأطفال في المنزل سواء بسبب ظهور أحد أعراض المرض عليه , أو كان مخالطا لأحدهم ، أو حتي مع اقتراب العطلة الصيفية ، فتري الأمهات تقوم بلعب دور المعلم وزميل اللعب بجانب دورها كأم و زوجة ومربي و ربة منزل ، و أضف لذلك دورها كموظفة إذا كانت مرأة عاملة ،و غالبا ما تقوم بكل ذلك في نفس الوقت، مما وضع عبئا كبيرا علي الأمهات كفيل بإصابتهم بالإرهاق و الإجهاد النفسي أثناء مواجهة تلك التحديات الفريدة.
في هذا المقال نود أن نشارك كعادة شيزلونج في الإحتفال بهذا اليوم و نشر التوعية اللازمة عن اليوم العالمي للصحة النفسية للأمهات مع مشاركة بعض النصائح لتحسين صحتك النفسية .
خللي بالك من نفسك
بالتأكيد ، قد تكون الرعاية الذاتية في ظل كل تلك الظروف التي نمر بها و ضيق الوقت و الجهد الموارد المالية أحيانا .. مجرد كلمات رومانسية غير واقعية بالمرة ، لكننا في الواقع لا نتكلم عن أقنعة الوجه والشموع المعطرة – إلا إذا كان هذا ما تريدين – إلا أننا نقصد أن تحافظ علي توازنك بينما تقومين بتلك الأدوار المتعددة .
كما أن الرعاية الذاتية لا تعني بالضرورة الابتعاد عن أطفالك , فربما إصطحاب أطفالك في جولة ما و الإستمتاع بمشروبك المفضل , أو الطبخ سويا و الإستمتاع بالللحظة دون شيل هم الفوضي قدر الإمكان قد يكون الطريقة المثلي للتخلص من التوتر و تجديد النشاط .
فضي دماغك
لا تستهيني بقدرة عقلك المشوش عن إظهار إعتراضه بطرق عديدة قادرة علي سحب طاقتك و إصابتك بالإحباط .
فمن المهم تفريغ أفكارك و التعبير عن مشاعرك بإستمرار أيا كان ما يشغلك …
هل أنت قلقة بشأن ملأ أوقات فراغ أطفالك ؟ هل تراكمت عليك الأعمال المنزلية ، هل تشعري بالوحدة ، تحتاجين دعم ؟؟ الخ
حسنا من أفضل الطرق للتفريغ هي الكتابة و التدوين :
1- يمكنك إطلاق جميع مشاعرك , و تنظيم مهامك و أفكارك علي ورق.
2- قومي بتصنيف حياتك إلي أقسام عائلتك ، وأطفالك ، وعملك ، ومهامك ، روتين يومي
3- ثم قومي بتحديد أولوياتك و بناءً على ذلك ستكوني أكثر قدرة علي اتخاذ القرارات و الإستفادة بالوقت .
4- تأكدي أن لديك تصور لخطة عامة للتعامل مع الضغوطات ومساعدتك على التعامل مع قائمة مهامك بشكل مباشر
تخلصي من الذنب
ربما يكون قد زارك ذلك الشعور بوخز الضمير مرة أو إثنين أثناء رحلة أمومتك القصيرة ،وأخذ ذلك الشعور يدس سمومه حول فكرة كونك أم سيئة ، و قد يتفنن ذلك الذنب في جلب جميع الأدلة لتأكيد تلك الفكرة .
تخلصي من ذلك الشعور و قومي بوضع حدود لك و توقعات معقولة لقدراتك كأم و كإنسان .
اسمحي لنفسك بالخطأ و إصلاح الخطأ، و التعلم ، و كافئي نفسك علي كونك أفضل أم لأطفالك ..فطالما تحاولين إذا أنتي بخير .
ارحمي نفسك رحمةً بأطفالك
إذا نجحتي في التخلص من عقد الذنب و جلد الذات ستجدي مساحة من الرحمة و الإبداع تتفجر داخلك و تعود علي أطفالك بالنفع .فعندها سترين شقاوتهم و زنهم علي أنه محاولات طفولية لطلب المساعدة للتخلص من الملل، خاصة إذا كنتي أيضا عليك العمل في تلك الأوقات. كوني صريحًة بشأن حدود وقتك مع أطفالك و قوموا بالتفكير سويا عن طرق إبداعية للإستفادة القسوي من هذا الوقت (مثلا يمكنكم مساعدتي في ترتيب البيت فذلك سيوفرلنا وقتا أكبر لنقضيه معا) ، و أعلمي أن دورك كأم لا يشمل تسلية أطفالك علي مدار ال 24 .
شجعي اللعب المستقل
يصعب علي الأمهات أن تحظي بوقت خاص ،خاصة مع وجود باقي الأسرة في المنزل ، فقد تقل فرص السلام والهدوء أكثر من أي وقت مضى. و لكن يمكن بتعليم أطفالك -صغارا أو كبارا- كيفية اللعب المستقل و تشجيعهم عليه أن تقتطعين بعض الوقت لنفسك سيساعدك في ذلك بعض الألعاب كالمكعبات ، و الليجو ،و غيرها من الأفكار و الألعاب .
إسمحي لنفسك بطلب الدعم
قومي بطلب الدعم من شريك حياتك ،الأهل و الأصدقاء .عن طريق تحديد المهام التي يمكن أن يقوم بها آخرون، و توزيع المهام بتكليف كل فرد من أفراد شبكة الدعم بمهمته .
أطلبي المساعدة الاختصاصية
بالطبع إذا وجدتي الأمور قد خرجت عن السيطرة ، و أنك بحاجة لمناقشة أفكارك و مشاهرك مع أحد المختصين يمكنك طلب المساعدة من فريق شيزلونج للاستشارات النفسية، عبر التواصل مع فريق من أكفأ الأطباء والمعالجين الذين يسرهم تقديم المساعدة والدعم ، احجز جلستك الآن وأبدأ رحلة الاستشفاء،
كلمة أخيرة : عندما تهتمين برعاية ذاتك و إدارة الإجهاد الخاص بك كأم، ستتمكني من مساعدة أطفالك علي قبول مشاعرهم و التعامل مع الضغوط التي تواجههم .
فحتى الأطفال الصغار تواجههم بعض الضغوط ، ويمكنهم الاستفادة من بعض الممارسات لتخفيف التوتر مثل التنفس العميق والوقت الخاص الهادئ مع الأم والتدليك.
ولحسن الحظ أن الأمهات والصغار هم كالمرآة لبعضهم البعض ، فإن تقليل التوتر لدي أحدهما ينعكس بشكل مباشر علي الآخر . فوفقًا لنظرية التعلم الاجتماعي لباندورا ، يتعلم الأطفال من أمهاتهم كيفية التعامل مع عواطفهم. لذلك ، إذا تعاملت الأم مع صحتها النفسية على أنها شيء أساسي وتعاملت مع عواطفها بطريقة صحية و فعالة ، فربما يتعلم أطفالها فعل الشيء نفسه.
للمزيد من المعلومات التي تخص صحتكم النفسية تابعوا مقالاتنا علي موقع شيزلونج.
إعداد و كتابة : إيناس طه البداوي
استشاري التربية والصحة النفسية
المصادر
1. Kinnunen U, Rantanen J, de Bloom J, Mauno S, Feldt T, Korpela K. The role of work–nonwork boundary management in work stress recovery. Int J Stress Manag. 2016;23(2):99–123. doi:10.1037/a0039730
2. Hsin A, Felfe C. When does time matter? Maternal employment, children’s time with parents, and child development. Demography. 2014;51:1867–1894. doi:10.1007/s13524-014-0334-5
3. Choi DW, Chun SY, Lee SA, Han KT, Park EC. Association between sleep duration and perceived stress: Salaried worker in circumstances of high workload. Int J Environ Res Public Health. 2018;15(4):796. doi:10.3390/ijerph15040796
4. Goyal M, Singh S, Sibinga EM, et al. Meditation programs for psychological stress and well-being: a systematic review and meta-analysis. JAMA Intern Med. 2014;174(3):357–368. doi:10.1001/jamainternmed.2013.13018
5. Ozbay F, Johnson DC, Dimoulas E, Morgan CA, Charney D, Southwick S. Social support and resilience to stress: from neurobiology to clinical practice. Psychiatry (Edgmont). 2007;4(5):35–40.
6. Rahman A, Patel V, Maselko J, Kirkwood B. The neglected “m” in MCH programs—why mental health of mothers is important for child nutrition. Trop Med Int Health 2008;13:579–83.