العصبية في حياتنا
العصبية في حياتنا
من أكثر أنواع الشكوى اللي بيشتكي منها الناس هي مشكلة العصبية والانفعال السريع. والمشكلة ده موجودة في مختلف المراحل العمرية من الطفولة إلى المراهقة إلى مرحلة الكبار لغاية الشيخوخة.
المقال ده هيوضح الخطوط العريضة لمشكلة العصبية وكذلك الخطوط العريضة للحل. لكن كل شخص ربما يكون له حل خاص به هو تبعا لمشكلته.
صورة المشكلة ومراحلها
المشكلة بتظهر في صورة أن الشخص بيفقد أعصابه وبيخرج عن شعوره بشكل متكرر لدرجة بتضايق الشخص نفسه وبتضايق الآخرين منه. المشكلة بتأثر على علاقته بالآخرين، ده غير انها بتأثر طبعا على حالته النفسية.
المشكلة بتبدأ في مرحلة الطفولة في صورة عصبية الطفل وتصرفاته الانفعالية أثناء طلبه للأشياء. والأسرة هنا عليها عامل كبير في انها تعالج هذا السلوك اللي بيظهر من الأطفال بشكل طبيعي.
المشكلة بتزيد في مرحلة المراهقة، لأن المراهق بتبقى مشكلته الأساسية انه بيرفض تعليمات من الأبوين وبيكون حابب يتعامل على انه كبير وبالغ بدون أوامر ونواهي ومحاسبة.
بناءا على مرحلتين الطفولة والمراهقة بتتحدد طبيعة الشخصية ومدى قدرتها على انها تمسك أعصابها أو بتتنرفز بسهولة. وده اللي بيكمل معاه في مرحلة العشرينات وما بعد ذلك.
الأبعاد النفسية العميقة للعصبية
العصبية سببها الأساسي هو محاولة الحفاظ على النفس أو الـ ego . وعلشان نفهم ده اضرب مثلين:
- لو واحد اعتدى عليك بالضرب في الشارع، ايه هي ردة فعلك؟ يا اما تبادله الضرب يا اما تجري. وده قاعدة في علم النفس اسمها : fight or flight. الهدف منها هو انك تحافظ على ذاتك بتوقيف العنف ضدك، يا اما بمبادلة الضرب علشان اللي قدامك يوقف او انك تجري منه علشان تتجنب الأذى. لكن في الحالتين انت في وضع خائف على نفسك ولازم رد فعلك حيكون قوي وسريع.
- البالونة اللي بيحاول واحد يفرقعها باستخدام ابرة (زي ما في الصورة)، هنا البالونة في 3 عوامل هي اللي بتقول اذا كانت حتفرقع ولا لا (في المثل ده عملية الفرقعة في البالونة = العصبية عند الإنسان).
- قوة الضغط الداخلي اللي جوة البالونة = في الإنسان كمية الهموم اللي جواه والحالة النفسية بتاعته.
- قوة الضغط الخارجي على البالونة = في الإنسان حجم الضغوط اللي بيتعرض لها من المحيطين له سواء الشغل أو الأسرة أو …….
- قوة طبقة البالونة اللي بتمثل المقاومة ضد الضغطين الداخلي والخارجي واللي ممكن تصمد على حسب قوة المادة بتاعتها في مقابل القوتين دول.
وده في الإنسان يتمثل في قوة صموده اللي نابع من أمور كثيرة منها قوة شخصيته وصفاؤه النفسي الداخلي (يعني قدرته على التخلص من مشاكله الشخصية وتجاوزها) وكذلك قدرته على التكيف مع الضغوط الخارجية والتعامل معاها بشكل أفضل.
ايه الحل؟
بناءا على المثال بتاع البالونة فاحنا بنتعامل مع 3 قوى، قوتين بيضغطوا وقوة بتصد. والحل بيكون من خلال تقليل قوة القوتين اللي بيضغطوا قدر المستطاع وتقوية القوة المقاومة للضغوط. ازاي؟
- تقليل الضغط الداخلي، الناتج عن الهموم والحزن والقلق والتردد إلخ. بيكون ساعتها الحل اننا نعالج هذا الضغط، واللي بيتعرف باسم إدارة الضغوط أو stress management. طرق العلاج كثير في الحالات البسيطة (اللي لسة موصلتش لمرحلة مرَضية)، وفكرة الطرق ده كلها ازاي ممكن تعمل تنفيس عن هذه الضغوط من خلال فصل التفكير عن الشيء المزعج فيها. علشان كده كثير لما بنسمع النصيحة في جلسات الاسترخاء والتأمل واليوجا اللي الهدف الأساسي منها هو تشتيت الدماغ عن اللي بتفكر فيها. وأرى أن أفضل طريقة للتغلب على ذلك هو ان الانسان قبل ما ينام ينوي من داخله انه بينهي هذا اليوم بكل مشاكله وهمومه ويبدأ يوم جديد بكرة على صفحة جديدة تماما. وده متاح من خلال تشتيت الدماغ قبل النوم بتفريغ المخ من خلال الانشغال بأي شيء آخر غير المشاكل الحياتية. وممكن مراجعة التعليمات في آخر بوست القلق وبوست النوم الصحي
تقليل الضغط خارجي، ممكن؟ الإجابة: نعم الى حد ما.
لا يستطيع الإنسان أن يغير كل الضغوط من حوله، لكنه يستطيع أن يفعل شيئين:
- تغيير بعض الضغوط وليس الكل وذلك من خلال تغيير الضغوط اللي ممكن تغييرها ولو بدرجة بسيطة، مثل طريقة تحسين تعامل الزوجين مع بعض أو مع الأولاد أو فتح صفحة جديدة للتعامل أفضل مع المدير في العمل، أو التخلص من بعض الأشياء المزعجة في حياة الانسان واللي بتمثل ضغط عليه زي المهمات التي لم تنجز وبتتراكم على الواحد.
- بالنسبة للضغوط التي يصعب تغييرها لان التغيير بيكون مش في ايد الشخص بيكون الحل ساعتها محاولة التأقلم أو التكيف مع هذا الضغط، ازاي؟ أشهر مثال زحمة المرور وهو واحد من الضغوط اليومية المزعجة جدا. لكن بحكم تكرار المشكلة بشكل يومي وصعوبة فقدان الاعصاب كل يوم لأن اليوم بيتلخبط فغالبية الناس تأقلموا على الوضع ده علشان مايضيعوش يومهم. وده محتاج يتطبق على الأمور اللي خارجة عن استطاعة الانسان كلها وأشهرها مشاكل البلد اللي الشخص مقيم فيها.
- تقوية الطبقة المقاومة للضغوط وهي الشخصية، وذلك من خلال تقوية الشخصية وعلاج مشاكلها وهمومها الخ. ولو ناخد بالنا ان أكثر الناس اللي بتشتكي من العصبية هي الناس اللي بتعاني من ضعف الشخصية او التردد الكثير، وعلشان كده العصبية كثيرة في مرحلة المراهقة. من أجل ان الشخص يعالج المشكلة بتاعته لازم يكون متصالح مع نفسه الأول وعارف ان عنده مشكلة معترف بيها لنفسه وناوي يعالجها. الإشكالية هنا بتكون في نفي وجود مشكلة عنده وتحميل الآخرين المشاكل اللي بيواجهها. وبناءا عليه لو الانسان صريح مع نفسه حيسعى لتحسين شخصيته وثقته بنفسه وطرق مواجهة المشكلات. وده موضوع مش سهل ومحتاج شغل كثير من الشخص مع نفسه وممكن يحتاج لمتخصص يساعده في انه يعالج المشكلة الشخصية بتاعته. حلول المشكلة بتتنوع بشكل كبير على حسب نوع المشكلة. ونوع من أنواع الحل للمشكلة تلاقيه موجود في بوست الشخصية
الحل اللحظي عند العصبية:
كل واحد بيبقى عارف امتى حيبدأ يطلع عن شعوره، وامتى حيبدأ يفقد أعصابه. الحل الأساسي وقتها انه لازم يسيب الحوار والمكان اللي هو فيه في نفس وقت العصبية ده ويبعد لغاية لما أعصابه تهدأ وبعدها ممكن يرجع يتكلم في نفس الموضوع او في غيره. الموضوع ده مش صعب انما حيتعمل لما نكون عارفين ان مش لازم أتكلم او أرد في التو واللحظة دلوقت لكن ممكن جدا اننا نتكلم في الموضوع جه في وقت اخر تكون الاعصاب أهدى علشان مايحصلش غلط من الشخص المتعصب.
نقاط هامة
- العصبية المقصودة في هذا المقال هي العصبية الغير متعمدة، أما العصبية المتعمدة (وعادة تكون من أجل الخروج من موقف أو من أجل إبداء فرض سيطرة على الموقف) فهي خارج موضوع هذا المقال. لكن لا يمنع ان العصبية الغير متعمدة ان تتحول إلى متعمدة في الحالة حدوث مكسب منها مثل ما يحدث عند الأطفال عندما لا يأخذ ما يطلبه.
- العصبية دليل على الضعف وليس على القوة.
- العصبية لا تحل مشكلة بل تزيدها.
- الشخص مسؤول مسؤولية كاملة عن تصرفاته أثناء العصبية، فمسألة انه فعل ذلك وهو مش واخد باله هي حجة للخروج من التصرف الخاطئ اللي صدر منه.
- ممكن قياس درجة الاكتئاب والقلق من خلال هذا الرابط الدرجة من 21 لكل من الاختبارين.
تقدروا تحددوا معاد جلستكم مع دكتور/ محمد الشامى من هنا وتستشيروه بكل راحة وخصوصية
You should be a part of a contest for one of the finest
blogs on the web. I am going to highly recommend
this website!