Article

5 علامات تخبرك أنك واقع تحت تأثير صدمة نفسية

stress feature 1

5 علامات تخبرك أنك واقع تحت تأثير صدمة نفسية

ربما تكون خارجا لتوّك من علاقة عاطفية انتهت بقسوة بعد أن استنزفتك معنويًا، أو حتى انتهت بدون عواصف ومشكلات، وربما يكون تم تسريحك من مكان ملك الذي أحببته وبذلت فيه جهدًا ظننت معه أن يكون الاستغناء عنك مستحيلا وهو ما لم يكن الحال، وربما تكون قد تعرضت لحادث على الطريق أثار رهبتك أو فزعك حتى وإن لم يكن ترك أثرا على جسدك…بعبارة أخرى ربما تكون واحدا ممن تعرّضوا في حياتهم لهزّة نفسية من ذلك النوع الذي لا يكاد يترك أثرا  ملموسا على جسدك أو يُخلّف تغييرا ضخما في شكل حياتك، و بمجرد خروجك من دائرة هذا “الزلزال” الصغير فإنك تحاول أن تتجاوز الأمر مخبرا نفسك أن الأمور ستتحسن، لكنك تجد نفسك في مواجهة إنهاك لا تعرف سببه على وجه الدقة، وتجد نفسك مشوشا لا تكاد تستطيع التفكير بشكل منظم، ولا يمكنك أن تعود لنفسك كما كنت قبل التجربة التي أثرت عليك.

وتفسير هذا الإنهاك البدني والتشوش الذهني هو بعض مؤشرات حالة “صدمة نفسية”، والتي هي استجابة تصدر عن الجسم للتعبير عن تأذيه من حادث مروع أو تجربة مخيفة مررت بها  حتى وإن لم يكن الجسم قد تأذى فعليا بندوب أو ما شابه. وهنا عليك أن تدرك أن تلك الصدمة  النفسية يمكنها أن تؤثر على حياتك بأكملها، وأن تعرض نظام حياتك بالكامل للخلل وعدم الانتظام.

وهناك إشارات بإمكانها أن تخبرك أنك تعاني من صدمة نفسية:

 

الشعور بالخوف المستمر:

 

حينما ندخل في صدمة نفسية أو عاطفية، يكون السبب الأول وراء ذلك هو شعورنا بأن العالم الذي يحاول لاوعينا أن يصوره لنا كمكان آمن، قد تعرض لزلازل شديد، ولم يعد آمنًا كما كنا نتصوره، وأن هناك أحداثا تطال هذا العالم هي خارجة تمامًا عن دائرة توقعنا ناهيك عن سيطرتنا بالمنع أو أي من صور التحكم، وهي أحداث لم نكن غالبا مستعدين لمواجهتها. هذه الحالة تُشعرنا بأن الحياة خطيرة ولا يمكن التنبؤ بمدى خطورتها وأنها قد تباغتنا بضربات لا نكاد نقدر على صدّها، وقتها نشعر أنه لا يمكننا الوثوق بأحد، وهي حالة تسلمنا لهجمات القلق الشرسة.

الخوف كذلك يمكنه أن يترك بعض العلامات الجسدية والنفسية التي تخبرك بوجوده، فيمكن أن تعاني من ألم غير مفهوم في المعدة، كذلك يمكن أن يكون هناك عسر هضم مع كل وجبة تحصل عليها، أو يكون هناك توتر في العضلات وألم، وقد يترك الخوف علامات نفسية فتجد أنه ليست لديك رغبة في الخروج، أو تفقد قدرتك على فعل أشياء كنت قد اعتدت على فعلها بسلاسة في السابق.

 

الشعور بالتشوش العقلي:

 

في أحيان كثيرة تجعلك الصدمة غير قادر على التفكير على نحو جيد، تشعر أن ذهنك مشوش أو أن لديك حالة من الضباب الدماغي، وربما يقودك هذا إلى الشعور بأن الحياة ليست واقعية، وأن ما يحدث حولك محض خيال أو فيلم سينمائي تشاهده ولا تشارك في أحداثه ولا تصدق أنها حادثة بالفعل من حولك، وقد يفاجئك أنك وفي وسط كل هذا الفوضى لا تفعل إلا أن تقوم بالأعمال الروتينية التي اعتدت عليها ذاتها وكأن شيئا لم يكن، وهذا ما يسمى بالانفصال.

 

المعاناة من آثار جسدية جانبية:

 

عندما يقرر دماغ الإنسان أن هناك خطرا يجب عليه مواجهته، فإنه يقوم بواحد من نوعين من الاستجابة: إما أن يقرر خوض المعركة، أو يقرر الهرب تمامًا من محيط هذا الخطر، الذي كان عادة ما يتمثل في كارثة طبيعية أو خطر حيوان مفترس.

احجز جلسة مع معالج يمكنه مساعدتك فيما يتعلق بهذا الموضوع
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية

كانت هذه الاستجابات الدماغية (سواء كانت هروبا من الخطر أو اشتباكا معه) مفيدة إلى درجة كبيرة في حالة الإنسان البدائي، أما في الوقت الحاضر ومع تعقد الحياة وبالتالي تعقد نوعية المخاطر التي تواجه الإنسان بحيث لا يكون في الكثير من الأحوال شيء مادي  يمكن للإنسان أن يقوم به للتعامل مع هذا الخطر، فإن البديل يصبح معاناة الجسد من مجموعة من الآثار الجسدية الجانبية. فالجسم عند التعامل مع الخطر يفرط في إفراز الأدرينالين الذي يجعل الجسم متحفزا للاشتباك مع الخطر (الذي لم يعد ملائما للاشتباك أساسا)، وهذا الارتفاع في مستوى الأدرينالين يؤدي إلى سرعة في ضربات القلب، وتوتر العضلات، والصداع، واضطراب في المعدة، بالإضافة إلى المزيد من الآلام والأوجاع العشوائية.

 

اضطرابات النوم:

 

غالبًا ما يتأثر النوم بالوقوع تحت تأثير الصدمة العاطفية، فتحدث بعض اضطرابات النوم، سواء ظهرت هذه الاضطرابات في صورة أرق مستمر، أو ظهرت في صورة النوم الطويل المستمر، وهو في هذه الحالة يكون نومًا غير مريح مليئًا بأحلام متوترة، ومن الشائع في هذه الحالة حدوث نوبات الهلع الليلية، حيث يتم الاستيقاظ بشكل مفاجيء وربما بصراخ غير مفهوم وضربات قلب سريعة وقلق شديد.

 

سيطرة العواطف والذكريات:

 

عندما يكافح العقل لفهم موقف صعب، فإنه لا يترك فراغًا كافيًا للتعامل مع الأشياء الأخرى المحيطة بالإنسان، فتجد نفسك منعزلًا عن واقعك، غير قادر على التعامل مع المحيطين أو التفاعل مع ظروف حياتك الحالية، أي أنك تجد نفسك واقعًا بالكامل في أسر الذكريات وتكرار المشاهد السابقة بما أثارته من مشاعر وقت حدوثها، وبما تثيره من مشاعر جديدة بينما تسترجعها. تخرج الذكريات والعواطف عن حدود السيطرة وتتحول إلى مجموعة من الألغام التي يمكنها الانفجار فيك وفيمن حولك في أي لحظة، كل هذا يجعلك دومًا على قدر عالٍ من الإنهاك والإجهاد، وغير قادر على ممارسة حياتك بشكل طبيعي. حينها يأخد الإنسان رد فعل مما يلي: إما أن يكرر لنفسه أنه أكبر من كل ما حدث وأن بإمكانه أن يغير كل هذا كليًا، أو أن يفسح المجال لتفكير الضحية بداخله ليكرر لنفسه “كيف حدث هذا حقًا لي”، أو أن يدخل في دائرة من الشعور بالذنب ويقنع نفسه بأن كل ما حدث كان خطأه بمفرده، وتكون هذه بداية الشعور بالعار والخزي من أن ينكشف “أمر” للناس والتفكير في كيف سيرونه، وبديل ذلك أن يلقي باللوم في الحادثة التي هزّت كيانه على أشخاص بعينهم ذوي صلة بموضوع الحادثة فتتحول مشاعره تجاههم لكراهية عميقة تؤذي المصدوم إيذاء نفسيا شديدا وتنال من سلامه الداخلي حتى يتمكن من التغلب عليها إما بمجاهدة تلك المشاعر بمفرده، أو باللجوء لمعالج نفسي يساعده في فك ذلك الاشتباك العاطفي بداخله وتجاوز مرحلة الصدمة بسلام.

 

 

كتبته لشيزلونج: نيرة الشريف