ليه بخاف من رمضان؟ عن اضطرابات الأكل..
ليه بخاف من رمضان؟ عن اضطرابات الأكل..
“نملى جيوبنا بندق و زبيب و نهادي بيهم كل حبيب”.. نسمع أغنية “أهو جه يا ولاد” ونسعد بمجئ شهر رمضان، الذي يرتبط في ثقافتنا وعاداتنا العربية بالولائم والحلويات الشهية، والمشروبات والمكسرات الرمضانية اللذيذة، بينما هناك أشخاص آخرون يشعرون بالضغط والتوتر في شهر رمضان الكريم، وهذا بسبب معاناتهم باضطرابات الأكل.
ما هي اضطرابات الأكل؟
اضطرابات الأكل هي حالات خطيرة ترتبط بسلوكيات الأكل المستمرة، والتي تُؤثِّر بشكل سلبي على صحتة المصاب بها، ومشاعره، والقدرة على التأدية الوظيفية في جوانب مهمة من الحياة.
تشمل اضطرابات الأكل التركيز بشكل كبير على الوزن وشكل الجسم والطعام؛ مما يُؤدِّي إلى سلوكيات خطيرة في تناوُل الطعام، وبالتالي تؤثر هذه السلوكيات سلباً على حصول جسمك على تغذية مناسبة، ويمكن أن تُؤذِي اضطرابات الأكل القلب والجهاز الهضمي والعظام والأسنان والفم، وتؤدِّي إلى أمراض أخرى، جسدية ونفسية.
أنواع اضطرابات الأكل:
- اضطرابات فقدان الشهية العصبي
يتبع الأفراد في هذا النوع حمية غذائية شديدة خوفًا من زيادة الوزن، ويكون خوفهم شديدًا لدرجة أنهم يقللون من تناولهم للطعام ويمارسون الرياضة بشكل مفرط.
- اضطرابات الشره العصبي
في هذا النوع من اضطرابات الأكل يبدأ الأشخاص في تناول الطعام أكثر مما ينبغي وبسرعة أكبر من العادة، ويفضلون تناول الطعام بمفردهم وذلك لشعورهم بالذنب والخجل من كمية الطعام التي يستهلكونها.
- اضطراب تجنب تناول الطعام
اضطراب تجنب الطعام يحدث عندما يتجنب الشخص تناول الطعام الذي يستهلكه في العادة أو يحد منه، مما يؤدي إلى فقدانه الكثير من الوزن.
- اضطراب بيكا
اضطراب بيكا هو نوع فرعي من اضطراب الأكل الذي يحدث عندما يأكل الشخص المواد غير الغذائية، مثل الصابون، والقماش، والشعر، والطباشير، وغيرها من المواد.
- اضطراب الاجترار
يعد اضطراب الاجترار نوع من اضطرابات الأكل، الذي يحدث عندما يتم ارتجاع محتويات الطعام في الفم بعد تناوله إما عن طريق إعادة البلع أو المضغ أو البصق، وغالبًا ما يتم تشخيص هذه الحالة بشكل خاطئ على أنها قيء أو مرض ارتجاع المعدة المريئي.
- اضطراب غير محدد
إن هذا النوع من اضطرابات الأكل يكون عند الأفراد الذين لا يستوفون متطلبات اضطرابات الأكل الأخرى التي تم ذكرها سابقًا، ويُظهر الأفراد المصابون بهذا النوع أنماط أكل مضطربة للغاية واضطرابات في شكل الجسم وخوف شديد من زيادة الوزن، وقد يؤثر سلبًا على الحياة الاجتماعية والعمل والعلاقات الأسرية.
كيف يعاني المصابون باضطرابات الأكل في شهر رمضان؟
يعاني المصابون باضطرابات الأكل في الظروف العادية من عدة أعراض تؤثر على جودة حياتهم، من بينها الضعف والإنهاك، سواء بسبب الهزال الشديد أو السمنة المفرطة، القيء، الغثيان، آلام المعدة، الشعور بالذنب والاكتئاب، الأكل سراً، الشعور بالاشمئزاز،آلام العظام والأسنان، بالإضافة إلى مشكلات صحية أخرى، وفي رمضان قد تزداد تلك الأعراض سوءاً لما يتضمنه هذا الشهر من نظام غذائي يفرض الامتناع عن الطعام لعدد طويل من الساعات، ثم تناول الطعام في فترة المساء، وما يزيد الأمر صعوبة هو عاداتنا الخاطئة فيما يخص طريقة ونوعية الأطعمة التي نتاولها في شهر رمضان.
يا عزيزي كلنا مدمنون.. خطوات تخلصك من عاداتك الإدمانية!
اضطرابات الأكل وصيام رمضان
يعد قرار صوم رمضان كاملاً لمدة 30 يومًا قرارًا ليس سهلًا بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل، بسبب ما يعانونه من أعراض الاضطراب المصابين به، ويتوجب أن يتم اتخاذ هذا القرار بالتشاور مع أعضاء الطاقم الطبي والنفسي المختص.
فقد يعرض الصيام مريض اضطرابات الأكل لمخاطر صحية ونفسية، قد تشكل خطراً على حياته، لذلك فلا ينصح أبدًا بصوم رمضان دون الحصول على استشارة الطاقم الطبي، إذ أن الصوم لساعات طويلة قد لا يتناسب مع العلاج وتنتج عنه مخاطر عديدة.
فإن كنت مصاباً بأحد اضطرابات الطعام، فلا تشعر بالخجل أو الذنب، إذا وصف لك الطبيب عدم الصيام، فهي حالة طبية تستلزم لك الإفطار للحفاظ على سلامتك، وإن تعرضت لسؤال أحد الفضوليين عن سبب عدم صيامك -وإن كان من حقك عدم الإفصاح عن أسبابك- يمكنك أن تستغل تلك الفرصة، لزيادة نشر الوعي حول حالتك.
التعامل مع اضطرابات الأكل في شهر رمضان
أيًا كان نوع اضطراب الأكل الذي تعاني منه، فعليك الالتزام بالتوصيات التالية:
- حافظ على خطة علاجك، والتزم بتعليمات طبيبك، ولا تفوت موعد جلساتك.
- أشرك عائلتك وأصدقائك في خطة علاقة، واجعلهم على علم بحالتك.
- عبر عن مخاوفك وقلقك بشأن حالتك في شهر رمضان، سواء لطبيبك أو للمقربين منك.
- لا تشعر بالخجل أو الذنب إذا أخبرك بضرورة امتناعك عن الصيام.
لمن يعاني من فقدان الشهية العصبي واضطراب تجنب تناول الطعام واضطراب الاجترار من الأفضل أخذ النصائح الآتية في ما يتعلق بصيام رمضان وتناول الطعام:
- تناول الطعام مع الأقرباء على مائدة رمضان الكريمة.
- الانتباه والتأكد من أن المصاب يشارك فعلًا في الوجبات الرمضانية ويتناولها والبقاء معه بعد الوجبة للتأكد من عدم قيامه بالتقيؤ الإرادي.
- الامتناع عن شرب القهوة والشاي.
- تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم.
- تعويض الجسم عما يفقده من السوائل، منعًا للجفاف وذلك عن طريق شرب 8-10 أكواب على الأقلّ من الماء بين وجبتي الإفطار والسّحور، أو بتناول الخضار والفواكه الغنية بالسوائل، مثل: البطيخ، والعنب، والخيار.
- عدم اتباع حميات غذائية وعدم اعتبار صوم رمضان نوعًا من الحميات لخفض الوزن.
- الامتناع عن ممارسة أنشطة رياضية بشكل مفرط خلال الشهر الكريم.
أما من يعاني من اضطرابات الشره العصبي من الأفضل أخذ النصائح الآتية في ما يتعلق بصيام رمضان وتناول الطعام:
- تخطيط برنامج رمضاني وتحديد برنامج غذائي مع وجبات منتظمة خلال الفترة الزمنية ما بين الفطور والسحور، فعند التحديد المسبق لنوع الأطباق التي سوف تقدم على المائدة الرمضانية والتأكد من التنويع في الأغذية، يمكن أيضًا السيطرة على الكمية التي يتم استهلاكها.
- تحديد عدد الأطباق والابتعاد عن الأكلات الدسمة عند التحضير للمائدة الرمضانية.
- تناول الطعام ببطء ومضغه جيدًا وبهذه الطريقة يمكن أيضًا تحديد كمية الطعام التي يتم تناولها.
- الامتناع عن شرب القهوة والشاي.
- جعل النشاط الرياضي موعدًا من المواعيد الثابتة خلال شهر رمضان.
- تحضير لائحة لاختيارات بديلة عن الحلويات، في حالة عدم السيطرة على الرغبة في تناول الطعام أو استبدال الطعام بنشاط آخر، مثل: سماع الموسيقى، أو قراءة كتاب.
ومن أجل توفير العلاج الأنسب والأفضل للاضطرابات الأكل المختلفة خلال شهر رمضان فإن هناك حاجة إلى استشارة الطبيب النفسي الذين يمكن أن يحدد خطة علاجية تعتمد على أكثر من محور غذائي، وصحي، وجسدي، ونفسي، لذلك
لا تترد على طلب المساعدة من فريق شيزلونج للاستشارات النفسية، للتواصل مع فريق من أكفأ الأطباء والمعالجين الذين يسرهم تقديم المساعدة والدعم.
احجز جلستك الآن وأبدأ رحلة الاستشفاء، وللمزيد من المعلومات التي تخص صحتكم النفسية تابعوا مقالاتنا على موقع شيزلونج.
