Article

كيف تخلصت من خوفي من الرفض؟

social rejection 1

كيف تخلصت من خوفي من الرفض؟

 

“ مجتمعات القمع، القامعة والمقموعة، تولّد في نفس كل فرد من أفرادها دكتاتورا، ومن ثمّ فإن كل فرد فيها ومهما شكا من الاضطهاد يكون مهيأ سلفاً لأن يمارس هذا القمع ذاته الذي يشكو منه، وربما ماهو أقسى وأكثر عنفاً على كل من يقع تحت سطوته.”

من كتاب (حيونة الإنسان) للكاتب السوري الراحل ممدوح عدوان

 

***

 

في حوش المدرسة التف الأطفال من حولي وأخذوا يسخرون من لون بشرتي وشعري المجعد..لقد كان هذا أول يوم أشعر فيه بالرفض.

حتى في بيتي عائلتي كنت أرى كيف تفرق أمي بيني وبين أشقائي الذكور في كل تفصيلة من تفاصيل الحياة اليومية ليزداد شعوري  بالرفض.لذا فقد قضيت أغلب طفولتي “أسفل المنضده” أبتعد عن الجميع ولا أعلم لماذا أعاني وحدي هذه المعاناة؟ لما لا يحبونني؟

حين وصلت للجامعة، قابلت الرفض على مختلف صوره فعانيت كثيراً حتى أني وكنت أصل لمراحل هستيرية من البكاء والصراخ متسائلة:  لماذا انا دائما مرفوضة؟

 

لماذا قد يرفضك الآخرون؟

 

ربما يكون التفسير هنا منطلقا من فكرة أن”الإنسان عدو ما جهل”، بعبارة أخرى فالآخرون ربما يرفضونك بدافع من خوف كامن فيهم  من أفكارك المختلفة عن أفكارهم ذلك أنها تهز ثقتهم بأنفسهم و آرائهم وعاداتهم. رفضهم في هذه الحالة لا يعني أن على خطأ، بل إن الرفض والتمييز ضدك هنا منبعه بالأساس نفوسهم ومخاوفهم وليس مواقفك وما أنت عليه.

 

لماذا نخشى الرفض؟

 

نحن ببساطة نريد أن نكون محبوبين! الخوف من الرفض يأتي مصحوبا  بحب الحب أو الرغبة في القبول غير المشروط ممن هم حولك. وهنا علينا أن ندرك أنه قد يكون عسيرا جدا أن أن تنتظر الحب والتقبل من الكل وبصورة غير مشروطة، وعلينا أن نكتفي بتركيز مشاعرنا وطاقتنا على الناس التي تتقبلنا والتي تحبنا وعلى أن نبادلهم حبهم ودعمهم لنا…فهذا أهم من السعي لحيازة الحب من الجميع على اختلاف طبيعتهم وطبيعة علاقتهم بنا.

 

وهنا علينا أيضا أن ندرك أننا أحيانا نرتكب أفعالا تجعلنا نزيد من خوفنا من الرفض وتضخمه في داخلنا..فخوفنا من الرفض يجعلنا ندخل سباقات ومقارنات غير منطقية مع آخرين حتى ولو كان هؤلاء الآخرون أناسا من غير محيطنا الحقيقي وإنما نجوم على وسائل التواصل الاجتماعي مثلا.

 

كفاية!

احجز جلسة مع معالج يمكنه مساعدتك فيما يتعلق بهذا الموضوع
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية

 

كفاية! حاول ألا تتأثر بالأحداث لأنها ستقودك إلى خانة واحدة بائسة تحاول فيها وتحاول أن تبدو مشابها لآخرين لا يشبهونك ولا تشبههم لمجرد أن تحس بالقبول أو لأن تسترضيهم وهو ما سينتهي بك على الأرجح معزولا وغير حقيقي.

 

دعنا نرى الصورة معكوسة: كيف ترى أنت من حولك وكيف تتقبلهم أو ترفضهم؟

 

حاول تسأل نفسك الأسئلة ذاتها كي تتعرف على مشاعرك: هل كنت يوما السبب في نبذ شخص ما؟ في خبرتي الشخصية، أنا وجدت أني قد رفضت بالفعل أناسا في حياتي  وساعدت في زيادة شعورهم بالرفض أحيانا بقصد وأحيانا من غير قصد. وهذه المكاشفة مع نفسي جعلتني أخرج من دور الضحية وأتعامل مع الناس بطريقة أبسط، وبإيجابية أكبر..فكلنا يخطئ وكلنا يسيء التقدير وفهم الآخرين وتفهم مواقفهم.

الرفض الاجتماعي
الخوف من الرفض، النبذ الاجتماعي، القبول الاجتماعي، حب الآخرين، الرغبة في الحب والقبول

 

على اختلافنا، نواجه جميعا الرفض الاجتماعي بدرجة أو بأخرى في البيت وفي العمل وفي الشارع وحتى على الفيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعي. ولأننا نعيش في عالم مليء بالاختلافات وندور فيو دوائر ومجتمعات وديانات وثقافات مختلفه، سنظل  نقابل بالرفض في مواقف عدة ومشاهد مختلفة.

 

كيف تخلصت من خوفي؟

 

ولعل أكثر ما ساعدني على التخلص من خوفي من الرفض هي المواجهة واستيعاب الواقع والمجتمع الذي يحيط بي. فقد ظللت أردد لنفسي:  الرفض الذي ألقيه كاذب وغير حقيقي، أنا محبوبة وهناك من يقبلني حتى لو لم يكونوا سوى شخص واحد أو اثنين.

 

بعد ذلك بدأت أتعامل مع الرفض على أنه تصرف له أسبابه وكل ما أستطيع فعله إزاء الرفض هو فهم تلك الأسباب وتقديم الحب والدعم لمن هم حولي وتقبل نفسي أولا ثم الناس من حولي…والنتيجة كانت مفاجأة!

 

ابدأ بالفكرة في رأسك

 

فقد بدأت مع تغيير مشاعري وفهمي في أن أستقبل الحب من الناس حتى الذين كانوا يرفضونني وذلك بمجرد أن استشعروا محبتي ودعمي.

تقبل الرفض أولا..ابدأ بتقبله كشيء مسبب ومفهوم، وحاول فكر لغزه واسأل نفسم عن سبب رفضك في محيط ما، ثم قدّم الحب القائم على الوعي والفهم. ليس هذا فقط، بل أدر هذه الخبرة السلبية والمؤلمة لصالحك أيضا..ففي خبرتي الشخصية مثلا، ساعدني رفض الناس لي على أن أتعلم تقبل الآخرين وبذل جهد أكبر لتفهمهم وتقبلهم باختلافاتهم عني…ابدأ  بنفسك وسترى ما يدهشك في الآخرين.

 

*كتبته لشيزلونج: بسمة خالد