هل يمكن أن ينقذ العلاج النفسي مرضى السرطان؟
هل يمكن أن ينقذ العلاج النفسي مرضى السرطان؟
في كل عام في اليوم العالمي للسرطان في الرابع من فبراير، يحاول الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان، رفع الوعي بمرض السرطان، ومخاطره، وطرق الوقاية منه، وأحد طرقنا للتوعية بمرض السرطان، هي التوعية بآثاره النفسية، وليس فقط الآثار الجسدية.
لا يؤثر السرطان على جسم المصاب به فقط، بل يؤثر أيضًا على صحته النفسية، بل إن اكتشاف الإصابة بالسرطان يمكن أن يكون له تأثير كبير على الصحة النفسية لأقارب المريض وأحبائه أيضًا؛ وربما من المنطقي أن تكون المشاعر الأكثر شيوعًا بين مرضى السرطان وعائلاتهم هي مشاعر الاكتئاب والقلق والخوف، ولكن من المهم أن نتذكر أن هذه المشاعر طبيعية وأن هناك أمل وعلاج يمكن أن يجعل الأمور أفضل.
كيف يؤثر السرطان على الصحة النفسية؟
تشير الدراسات إلى أن ما يصل إلى ثلث الأشخاص الذين يُعالجون من السرطان في المستشفيات يعانون من حالة نفسية شائعة، بالإضافة إلى ذلك يُعتقد أن ما بين 30-50% من مرضى السرطان يعانون من مشكلة نفسية كبيرة، بما في ذلك القلق والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة، ويكون الشباب أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والحالات الأخرى مقارنة بالأكبر سنًا المصابين بالسرطان.
ما هو تأثير مرض السرطان على الصحة النفسية للشخص المصاب؟
- الشعور بفقدان السيطرة على جسده وحياته يمكن أن يؤدي إلى العجز واليأس.
- فقدان الاهتمام أو الاستمتاع بالأنشطة التي كانت ممتعة في السابق.
- فقدان الوزن بشكل كبير (عند عدم اتباع نظام غذائي) أو زيادة الوزن.
- تغيرات في النوم (عدم القدرة على النوم، أو الاستيقاظ المبكر، أو الإفراط في النوم).
- التعب الشديد أو قلة الطاقة كل يوم تقريبًا.
- يلاحظ الآخرون أن المصاب لا يهدأ كل يوم تقريبًا.
- الشعور بالذنب وانعدام القيمة والعجز.
- مشكلة في التركيز أو التذكر أو اتخاذ القرارات.
- كثرة التفكير في الموت أو الانتحار، أو محاولات الانتحار.
- تقلبات مزاجية واسعة من الاكتئاب إلى فترات الهياج والطاقة العالية.
- القلق المستمر بشأن المستقبل ونتائج العلاج والمضاعفات المحتملة يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات القلق.
- الشعور بوصمة العار يمكن أن يؤدي إلى العزلة الاجتماعية، مما يزيد من سوء الصحة النفسية.
هناك أيضًا بعض المشكلات الجسدية مثل التعب وضعف الشهية وتغيرات النوم من الآثار الجانبية لعلاج السرطان، ويمكن أن تستمر بعد انتهاء علاج السرطان.
هل العلاج النفسي يمكن أن يحسن من حالة مريض السرطان؟
وجدت إحدى الدراسات أن أولئك الذين تلقوا العلاج ولديهم أعراض اكتئاب أقل، كان متوسط أوقات البقاء على قيد الحياة أطول من أولئك الذين ظهرت عليهم أعراض أكثر، ومن فوائد العلاج النفسي لمرضى السرطان مايلي:
- يساعد العلاج النفسي المرضى على تطوير استراتيجيات أفضل لإدارة الألم وتقليل التعب وتحسين جودة النوم، مما يؤدي إلى تحسين نوعية الحياة بشكل عام، كما يمكن أن يساعد المرضى على التكيف مع التغييرات الجسدية الناجمة عن العلاج، وتحسين صورة الجسم وتقدير الذات.
- الأشخاص الذين يتلقون العلاج النفسي، غالبًا ما يرون تحسنًا في حالتهم الطبية العامة، هم أكثر عرضة لمتابعة الرعاية الطبية والحصول على نوعية حياة أفضل.
- الدعم النفسي يمكن أن يزيد من الدافع والالتزام بخطط العلاج، مما يؤدي إلى نتائج علاج أفضل.
- التدخلات النفسية مثل العلاج المعرفي السلوكي والعلاج بين الأشخاص يمكن أن تساعد في إدارة هذه المشاعر من خلال تعليم مهارات التأقلم وإعادة صياغة أنماط التفكير السلبية.
ما يمكن أن يفعله المريض بالسرطان من أجل صحته النفسية؟
- تحدث عن المشاعر والمخاوف التي تشعر بها أنت أو أفراد أسرتك. لا بأس أن تشعر بالحزن والغضب والإحباط، لكن لا تقلق على المقربين منك. من المهم أن تستمع جيدًا لبعضكما البعض، وأن تقرر معًا ما يمكنك القيام به لدعم بعضكما البعض، وتشجيع بعضكما البعض على التحدث، ولكن لا تجبرهم على ذلك.
- اطلب المساعدة من خلال مجموعات الدعم والاستشارة.
- استخدم اليقظة أو الصلاة أو التأمل أو أي أنواع أخرى من الدعم الروحي.
- جرب تمارين التنفس العميق والاسترخاء عدة مرات في اليوم. (على سبيل المثال، أغمض عينيك، وتنفس بعمق، وركز على كل جزء من أجزاء الجسم، واسترخِه، بدءًا من أصابع قدميك وحتى رأسك. عندما تكون مسترخيًا تخيل نفسك في مكان لطيف، مثل شاطئ مشمس.)
- فكر في العمل مع متخصص للتعامل مع التغييرات في حياتك.
- اسأل عن علاجات الاكتئاب.
- تواصل مع الأشخاص الذين مروا بنفس التجربة.
- اكتب عن تجاربك على مواقع التواصل الاجتماعي أو سجلها في مقطع فيديو.
- لا تأخذ أي شيء كأمر مسلم به وتذكر أنك على قيد الحياة.
- كن صادقًا مع نفسك وتذكر أنك تستحق ذلك.
كيف يمكنك دعم مريض السرطان؟
يمكن للنصائح التالية أن تساعد في دعمك لأحبائك الذين يعانون من مرض السرطان:
- احترم مشاعرهم
كن حساسًا لمشاعرهم وشجعهم ولكن لا تجبرهم على التحدث معك حول تشخيص إصابتهم بالسرطان.
- استمع لهم
أحد أفضل الأشياء التي يمكنك القيام بها هو الاستماع جيدًا ومحاربة الرغبة في إنكار أو استبعاد أي مشاعر سلبية يشاركونها.
- اسأل مقدم الرعاية الصحية
يمكن للأزواج وأفراد الأسرة الذين يتفاعلون مع فريق الرعاية الصحية الخاص بأحبائهم أن يكونوا مهتمين بطلب معلومات حول السرطان والصحة النفسية.
- مارس معهم التمارين الرياضية
إن الانخراط في أنشطة بدنية مع أحد أفراد أسرتك يمكن أن يشجعهم على مواصلة ممارسة التمارين الرياضية، مما يفيد صحتهم النفسية والجسدية أثناء خضوعهم لعملية علاج السرطان.
- احترم حدودهم
من الأفضل غالبًا عدم الضغط على مريض السرطان للحصول على المشورة الطبية أو خيارات العلاج التي لا يهتم بها، احترم حدوده وقدم له الدعم الذي يطلبه فقط.
ما يمكن لمقدمي الرعاية القيام به
- ادعُ المريض برفق للتحدث عن مخاوفه واهتماماته، لا تجبر المريض على التحدث قبل أن يكون مستعدًا.
- استمع بعناية دون الحكم على مشاعر المريض أو مشاعرك.
- تجنب إخبار الشخص بأن “يفرح” أو “يفكر بإيجابية”.
- قررا معًا ما يمكنك فعله لدعم بعضكما البعض.
- لا تحاول التفكير مع الشخص إذا كان الخوف أو القلق أو الاكتئاب شديدًا، احصل على المساعدة من أحد أعضاء فريق رعاية مرضى السرطان.
- أشرك الشخص في الأنشطة التي يستمتع بها.
لا تترد في طلب المساعدة من فريق شيزلونج للاستشارات النفسية، للتواصل مع فريق من أكفأ الأطباء والمعالجين الذين يسرهم تقديم المساعدة والدعم .
احجز جلستك الآن وأبدأ رحلة التعافي.
