Article

قابلني عالقهوة (الحضور الفعلي لصحة نفسية أفضل)

lop

قابلني عالقهوة (الحضور الفعلي لصحة نفسية أفضل)

يمتد غزو العالم الإفتراضي يوماً بعد الآخر في عصرنا هذا، حتى أنه يكاد يغني عن التواصل الجسدي الفعلي عند بعض الناس.

أصبحت المحادثات الافتراضية والهاتفية هي القاعدة، و في بعض الأحيان يلجأ الأشخاص لتنظيم مقابلة يكاد يطول التخطيط لها،
حتى يلجأوا مرة أخرى للعالم الإفتراضي.

لا شك أن السبل المتعددة للتكنولوجيا أثرت بالإيجاب في تواصلنا البشري، إلا أنه لا يمكن التقليل من أهمية التفاعل المادي في التواصل. ففي حين ربطتنا التكنولوجيا بطرق غير مسبوقة، فقد أدت أيضًا إلى انخفاض التفاعلات الفعلية وجهاً لوجه.

يستكشف هذا المقال ستة أسباب قد تقنعك بأهمية عودة التواصل الحقيقي لصحة نفسية أفضل ولحظات أكبر من السعادة.

لغة الجسد تعكس ما تعجز عنه الكلمات

أحد الأسباب التي تعزز أهمية  التواصل الفعلي المادي هو قوة لغة الجسد. يمكن للإشارات غير اللفظية،
مثل تعبيرات الوجه والإيماءات ووضعية الجسم، أن تنقل المشاعر والنوايا بشكل أكثر فاعلية بكثير من الكلمات وحدها.
وهذا يعزز عمق ودقة الرسالة التي يتم نقلها، ويعزز الفهم والتعاطف بشكل أفضل.
فكر في سيناريو حيث يشارك أحد الأصدقاء فرحته بإنجاز ما في حياته ; عبر الهاتف، قد تسمع الإثارة في أصواتهم، ولكن عندما تقابلهم شخصيًا، يمكنك رؤية البريق في عيونهم، وابتسامتهم المشرقة، والحماس الحقيقي الذي لا تستطيع الكلمات وحدها التعبير عنه.لا تعمل هذه الإشارات المرئية على تعميق اتصالك فحسب، بل تتيح لك أيضاً تقديم المزيد من روحك والتعبير عن مشاعرك و توصيل التهاني القلبية بشكل فعال.

بناء الثقة والتواصل

إن مقابلة شخص ما شخصياً تسمح باتصال أكثر صدقاً. إن الوجود المادي لشخص ما يبني الثقة والمصداقية بطريقة يصعب على التواصل الافتراضي تحقيقها. يميل الناس إلى أن يكونوا أكثر انفتاحاً وصدقاً في التعبير عن أنفسهم عندما يمكنهم رؤية الآخرين والتفاعل معهم وجهاً لوجه. يمكن أن تؤدي هذه الثقة المتزايدة إلى محادثات ذات معنى أكبر وعلاقات أعمق

المشاركة العاطفية

يمكّننا الحضور الجسدي من التفاعل الكامل مع محيطنا والأشخاص الموجودين فيه. فهو يسمح لنا بمشاركة الخبرات والاستمتاع بالأنشطة المشتركة والانغماس في اللحظة الحالية. تساهم هذه التجارب بشكل كبير في سعادتنا ورفاهنا بشكل عام. تخيل حضور حفل موسيقي حي أو مسرحية لنجمك المفضل; ذلك شأنه أن  يخلق طاقة و تفاعل أكبر مع الجمهور. صوت الموسيقى القوي، والحضور الجسدي للفنان تجربة عاطفية تتجاوز ما يمكن أن تشعر به من خلال الشاشات. تصبح هذه اللحظات المشتركة ذكريات عزيزة تثري حياتنا و تساعد في تحسين صحتنا النفسية.

 الشعور بالانتماء

 توفر التفاعلات الشخصية شعوراً بالانتماء وتعزيز الحياة الإجتماعية. سواء كان ذلك الحضور عناقاً ودوداً، أو مصافحة دافئة، أو مجرد الجلوس معاً و تناول قدح من الكاكاو الساخن لمحاربة برد الشتاء. يذكرنا الحضور الجسدي بأننا جزء من شبكة اجتماعية أكبر. هذا الشعور بالانتماء ضروري لصحتنا النفسية والعاطفية. فكر في تجمع عائلي أوحفل لم شمل مجموعة من أصدقاء المدرسة القدامى. حتما ذلك يفرق كلياً، من جميع النواحي، عن التجمع في جروب محادثة بأحد منصات التواصل الإجتماعية. إن التواجد جسدياً و الانغماس في اللحظة شيئاً آخر. أن تكون محاطاً بوجوه مألوفة، و أناس عزيزين على قلبك، و لكل منهم أحاديثه و أخباره التي يشاركها بتعابير جسده و نبرات صوته المختلفة . يخلق شعورًا قويًا بالوحدة والانتماء. غالباً ما تترك لنا هذه التجمعات شعوراً بالسعادة والرضا يستمر لفترة طويلة حتى بعد انتهاء الحدث

احجز جلسة مع معالج يمكنه مساعدتك فيما يتعلق بهذا الموضوع
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية

التعاطف والاستماع الفعال

عندما نلتقي بشخص ما وجهاً لوجه، فمن المرجح أن نمارس الاستماع النشط ونظهر التعاطف الحقيقي بكل حواسنا. فإن رؤية مشاعر شخص ما وردود أفعاله بشكل مباشر يجعل من السهل التواصل على مستوى أعمق، مما يوفر الراحة والدعم عند الحاجة. تخيل في مواقف العزاء، تصبح مواساة أصدقاؤنا الذين يمرون بوقت عصيب واجبة. وفي حين أن المكالمة الهاتفية يمكن أن تقدم الدعم العاطفي و تنقذ الموقف في بعض الحالات الإستثنائية، إلا أن ذلك الإستثناء من الضروري ألا يصير قاعدة تطبق في جميع الظروف. فإن التواجد في تلك المواقف شخصياؐ يسمح لك بتقديم لمسة مريحة أو عناق مطمئن أو كتف يمكن الاعتماد عليه. يمكن لهذه الإيماءات الجسدية التعاطفية أن توفر عزاءاً وطمأنينة هائلين.

فاعلية أكبر في حل المشكلات

غالباً ما يؤدي التواصل الشخصي إلى حل المشكلات واتخاذ القرارات بشكل أكثر فعالية. تعد القدرة على استيعاب الموقف والتكيف مع ردود أفعال من حولنا أمراً بالغ الأهمية في حل النزاعات واتخاذ القرارات التعاونية. فكر معي في ذلك الموقف. عند عقد اجتماع طارئ لحل مشكلة ما حيث يقوم الفريق بتبادل الأفكار حول حلول لمشكلة معقدة. شخصياً، يمكن لأعضاء الفريق المشاركة في مناقشات عفوية، وقياس ردود أفعال بعضهم البعض، والبناء على أفكار بعضهم البعض بشكل أكثر فاعلية. غالباً ما يؤدي هذا التفاعل الديناميكي إلى حلول مبتكرة قد يكون من الصعب تحقيقها في بيئة افتراضية.

 كلمة أخيرة

من الضروري عدم التقليل من قوة الحضور الفعلي في تعزيز التواصل وزيادة السعادة. يمكن أن يؤدي التمييز بين المحادثات الشخصية والمحادثات الهاتفية إلى تفاعلات أكثر ثراءً وذات معنى تعزز الثقة والتعاطف والاتصال الحقيقي.

لذا، علينا ببذل جهداً أكبر لتحديد أولويات حياتنا الإجتماعية والشخصية كلما أمكن ذلك، لأنها تساهم بشكل كبير في رفاهنا النفسي  وسعادتنا بشكل عام. علينا في ذلك العالم الذي يشجع بشكل أكبر علي اللجوء للشاشات للتواصل الإجتماعي، علينا أن نتمسك قدر الإمكان بدفء الحضور المادي الذي يعكس جانباً حيوياً من إنسانيتنا.

وحتماً لا تترد في طلب المساعدة من فريق شيزلونج للاستشارات النفسية، للتواصل مع فريق من أكفأ الأطباء والمعالجين الذين يسرهم تقديم المساعدة والدعم .احجز جلستك الآن وأبدأ رحلة التعافي.

كتبتها: إيناس طه البداوي
استشاري التربية والصحة النفسية