Article

الحساسية الحسية الفائقة و الهواتف الذكية

Hi9.jpg22 1

الحساسية الحسية الفائقة و الهواتف الذكية

هل فكرت قط في إمكانية وجود علاقة بين الهواتف الذكية و الأشخاص فائقي الحساسية؟؟
لا؟؟! .. حسناً، ربما معك حق فهذا بالرغم من كونه ليس تشبيهاً علمياً، إلا أنه قد يصف جانباً مهماً من طبيعة هؤلاء الأشخاص
بشكل كبير.في عالم أصبحت فيه الهواتف الذكية امتداداً لأنفسنا، فإن القياس على الأشخاص ذوي الحساسية العالية (HSP)
يوفر منظوراً فريدا لطبيعتهم المعقدة. فمثلما تتطلب الهواتف الذكية إدارة دقيقة لنظام الشحن الخاص بهم نظراً لما يقدمونه
من عدة معالجات و خدمات ، فإن الأفراد ذوي الحساسية المفرطة يتنقلون في الحياة بحساسية حسية عالية تتطلب الحفاظ على طاقتهم أيضا. فإن طبيعة الأشخاص ال HSP هي أكثر من مجرد تشبيه، إن عالمهم ذو الحساسية العالية عبارة عن نسيج غني من العواطف والتصورات والرؤى التي تتجاوز تلك المقارنة، و لكنننا نحاول أن نقرب الصورة قدر الإمكان.

قد تأخذك هذه المقالة إلى قلب عالم الحساسية الفائقة. ومن خلال الخوض في أهمية هذه السمة،
نكشف عن أساسها العصبي وعمقها العاطفي. من خلال فهم تعقيدات الحساسية الفائقة،
فإننا نعزز كيفية إدارتها و استثمارها استثماراً فائقاً.

ماذا تعني الحساسية الحسية الفائقة؟

في عالم يحتفي معظم الوقت بمرونة و قوة وصلابة السمات الشخصية ، قد يكون من السهل التغاضي عن القوة الناعمة
للأشخاص ذوي الحساسية الفائقة. تخيل سيمفونية من العواطف الجياشة، ولوحة مرسومة بعناية بألوان نابضة بالتعاطف،
وعقلاً يتعمق في أعماق الأفكار، و قلباً مفعماً بالحياة. في حين أن هناك العديد من المفاهيم الخاطئة حول الحساسية الفائقة،
التي قد تساهم في تصنيفها علي أنها نقطة ضعف، لذلك إننا نأمل من خلال هذه المقالة كشف النقاب عن الحقيقة
حول الأشخاص ذوي الحساسية الفائقة – حدسهم المذهل وقوة التعاطف الهائلة التي يتميزون بها وغيرها من السمات
التي تميزهم عن من يعانون من فرط الحساسية أو عدم الاستقرار العاطفي.

بعض سمات الأشخاص ذو الحساسية الحسية الفائقة:

1-قوة التعاطف:

واحدة من أبرز سمات الأشخاص ذوي الحساسية الفائقة هي قدرتهم الرائعة على التعاطف العميق مع الآخرين.
يلتقط رادارهم العاطفي أدق التحولات في لغة الجسد، ونبرة الصوت، وحتى الكلمات غير المنطوقة بين السطور.
تتيح لهم هذه المهارة في قراءة المشاعر تقديم دعم حقيقي وتعزيز الروابط العميقة. على عكس التلاعب العاطفي،
الذي ينبع من دوافع خفية، فإن تعاطف الأشخاص ذوي الحساسية الفائقة ينشأ من الرغبة الصادقة في فهم الآخرين .

2- العمق في الفكر والإبداع:

إن الأشخاص ذوي الحساسية الفائقة ليسوا مجرد إسفنجة عاطفية؛ هم أيضًا مفكرون عميقون وأرواح مبدعة.
حساسيتهم تمكنهم من التعمق في الأفكار، واستكشاف زوايا و نواحي عقولهم. غالبا ما يؤدي عمق التفكير هذا إلى حلول مبتكرة وإنجازات إبداعية وتعبيرات فنية تتناسب مع التجربة الإنسانية. وتؤدي قدرتهم على معالجة المعلومات بدقة أيضاً إلى اتخاذ قرارات مستنيرة، حيث يأخذون في الاعتبار جميع الزوايا قبل التوصل إلى نتيجة.فتري فنانون كثيرون و مفكرون ممن لديهم حساسية فائقة

3- التحفيز الزائد:
في حين أن القدرة على إدراك العالم على مستوى أكثر عمقاً تعتبر هدية، إلا أنها قد تصبح مرهقة في بعض الأحيان.
فقد يجد الأشخاص المصابون بالحساسية المفرطة أنفسهم منزعجين بسهولة من خلال الضوضاء العالية والأضواء الساطعة
والبيئات الفوضوية و رتم الحياة السريع عكس ما قد يراه البعض أن هذا علامة على الهشاشة النفسية، إلا أن ذلك ما إلا استجابة طبيعية للمحفزات في البيئة المحيطة التي تهدد طبيعتهم بعض الوقت في التباطؤ و الحضور في جسدهم و ذهنهم و التواصل الجيد مع مشاعرهم و أفكارهم وإعادة الشحن أمراً قد يصبح ضرورياً للأشخاص ذوي الحساسية الفائقة، مما يسمح لهم باستعادة توازنهم وتقدير ثراء العالم بشكل كامل دون الشعور بالإرهاق.

احجز جلسة مع معالج يمكنه مساعدتك فيما يتعلق بهذا الموضوع
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية

النظريات العلمية وراء الحساسية الفائقة:

إن مفهوم الحساسية ليس مجرد تكهنات؛ ولها أساس في العلم. حددت الأبحاث في مجال علم النفس هذه الظاهرة باسم “حساسية المعالجة الحسية” (SPS)، وهي سمة شخصية تؤثر على ما يقرب من 15-20٪ من السكان عبر الثقافات المتعددة.
أظهرت الدراسات أن الأشخاص ذوي الحساسية الفائقة يعالجون المعلومات بشكل أعمق وغالباً ما يواجهون العواطف بشكل أكثر كثافة من نظرائهم. هذه السمة ليست عيباً ولكنها سمة فريدة من نوعها في تركيبتهم النفسية.

حول الحساسية الفائقة مقابل الحساسية المفرطة:

من المهم التمييز بين كونك شديد الحساسية أو مفرط الحساسية. يشير فرط الحساسية عادة إلى استجابة شديدة وغير عقلانية في كثير من الأحيان للمنبهات، والتي يمكن أن تنجم عن عدم الاستقرار العاطفي أو القلق. من ناحية أخرى، فإن الحساسية الفائقةهي سمة شخصية تتميز بالوعي العاطفي العميق والمعالجة المدروسة والتجربة الداخلية الغنية. لا ينزعج الأشخاص المصابون بالحساسية الفائقة من كل التفاصيل الصغيرة؛ بل إنهم يحتضنون العالم بقوة التعاطف، ويسعون إلى الفهم والتواصل على مستوى عميق.

معلومات تهمك عن الرعاية الذاتية للحساسية الحسية الفائقة

بالرغم من أن الرعاية الذاتية تعد أمراً ضرورياً للجميع، ولكنها مهمة بشكل خاص للأشخاص ذوي الحساسية الحسية الفائقة (HSPs) نظراً لحساسيتهم المتزايدة للمحفزات و الانفعالات الخارجية. فيما يلي بعض النصائح المصممة خصيصاً للرعاية الذاتية للأشخاص ذوي الحساسية الفائقة:

1. ترسيم الحدود:
إذا كنت من ذوي الحساسية الحسية الفائقة، فإن عليك وضع حدوداً واضحة في حياتك الشخصية والمهنية.
تعلم أن تقول لا عندما تحتاج إلى ذلك وأن تبلغ حدودك للآخرين.

2. إعطاء الأولوية للسكينة:
خصص وقتاً للعزلة والتأمل الهادئ.غالباً ما يتم إعادة شحن الاشخاص ذوي ال HSPs بشكل أفضل في البيئات الهادئة.
كالانخراط في أنشطة مثل القراءة أو التأمل أو المشي في الطبيعة أو كتابة اليوميات للاسترخاء.

3. التنفس و التهدئة الذاتية:
مارس تمارين التنفس العميق للتحكم في التوتر والقلق. يمكن أن تساعد تقنيات التنفس على تهدئة جهازك العصبي وتوفير شعور بالتحكم في عواطفك.

4. الحد من المحفزات:
انتبه لمدخلاتك الحسية. تجنب البيئات عالية التحفيز. كلما امكن حاول أن تحد من المحفزات الخارجية ،قد يعني ذلك تعتيم الأضواء أو تقليل الضوضاء أو ارتداء سماعات الرأس المانعة للضوضاء عند الحاجة.

5. إبني جسور مع الطبيعة:

اقضِ وقتًا في الهواء الطلق في بيئات طبيعية. حيث تتمتع الطبيعة بتأثير مهدئ علي النفس
ويمكن أن تساعدك على إعادة التواصل مع نفسك وإيجاد التوازن وسط فوضى الحياة اليومية.

6. الروتين اليومي المنتظم:
قد يوفر لك إنشاء بعض الإجراءات اليومية الروتينية بعض الإستقرار و الهدوء. فيمكن أن يوفر لك روتين يومي منظم و معلوم مسبقاً بعض الراحة والاستقرار في عالم قد يكون مرهقاً وملئ بالمفاجآت في بعض الأحيان.

7. الفنون العلاجية:
توفر لك الفنون العلاجية التعبيرية كالرسم و الكتابة و الحركة و العزف و غيرها من المنافذ الإبداعية القدرة علي التعبير الفني وتوجيه المشاعر إلى شيء منتجاً وممتعاً. علي سبيل المثال :احتفظ بمذكرات للتعبير عن أفكارك ومشاعرك. يمكن أن تكون الكتابة وسيلة علاجية لمعالجة أفكارك و مشاعرك المتدفقة.

8. نظام حياة صحي:
الإلتزام بنظام غذائي صحي وتجنب الإفراط في الكافيين أو السكر، النوم الجيد والتمارين الرياضية.قد يمدك بالطاقة اللازمة و يقلل من القلق والإفراط في التحفيز الزائد.

9– مارس الامتنان:

ركز على الجوانب الإيجابية في حياتك. ممارسة الامتنان يمكن أن تساعد في تغيير وجهة نظرك وتحسين مزاجك العام.

10. احمي نفسك من التأثيرات السلبية:
قلل من التعرض للأخبار السلبية أو وسائل الإعلام أو الأشخاص الذين يستنزفون طاقتك. أحط نفسك بأفراد إيجابيين وداعمين.

11. الرحمة مع الذات:
كن لطيفاً وصبوراً مع نفسك. تقبل كونك شخصاً ذو حساسية فائقة و ان هذا لهو جزء من هويتك، وتجنب النقد الذاتي لحاجتك إلى رعاية ذاتية أكثر من الآخرين.

.12. المساعدة المتخصصة:

إذا كنت تواجه صعوبة علي التأقلم أو في تطبيق نصائح المساعدة الذاتية، فكر في طلب الدعم من معالج أو مستشار على دراية بسمات HSP.

كلمة أخيرة
قد يشعر الأشخاص ذو الحساسية العالية أحيانا بأنهم لا ينتمون لهذا العالم. ولكن أثناء رحلتنا عبر الحياة، دعونا نتذكر أن الحساسية ليست نقطة ضعف يجب إخفاءها أو التغلب عليها. بل هي سمة ثمينة تستحق الفهم والقبول والتقدير.فمن المهم أن ندرك أن سماتهم الفريدة تساهم بشكل لا يمكن وصفه في ثراء التجربة الإنسانية. إن التعاطف الذي يجلبونه إلى العلاقات، والعمق الذي يضيفونه إلى المحادثات، والجمال الذي يكشفونه في الحياة اليومية هي هدايا تستحق الاحتفاء بها و تقديرها.

كما تذكر أن الرعاية الذاتية هي رحلة شخصية. انتبه إلى ما يناسبك بشكل أفضل واجعل الرعاية الذاتية جزءاً ثابتاً من روتينك.
من خلال رعاية نفسك و فهم طبيعة سماتك الشخصية، يمكنك أن تعيش حياة أكثر توازناً وإشباعاً.

كتبتها: إيناس طه البداوي
استشاري التربية والصحة النفسية