Article

الإيجابية السامة: الجانب المظلم للتفاؤل بالإجبار

ايجابية 1

الإيجابية السامة: الجانب المظلم للتفاؤل بالإجبار

الإيجابية والتفاؤل كلمات ترتبط بالألوان المشرقة والطقس الجيد وضوء الشمس، لكن هل يمكن أن يكون لها جانب مظلم؟ نعم هذا يحدث، لأنه لا يوجد شيء جيد بشكل كامل ولا سيء إلى حده الأقصى.. وهذا بالضبط ملخص اليين واليانج الصيني، وهو رسم دائري بداخله شكلان أبيض وأسود يكملان بعضهما وبداخل الأبيض دائرة سوداء والعكس بالعكس، هذا الرسم يمثل الحياة بكل تعقيداتها، فهي عبارة عن خليط متداخل من الطاقات ولا يوجد ما هو أبيض تمامًا أو أسود حتى النهاية.. لذلك حتى المشاعر الإيجابية قد تنقلب لضدها إذا وجهناها بشكل خاطئ، وهذا ما سنتعرف عليه في هذا الموضوع.

ما هي الإيجابية السامة؟

تُعرف الإيجابية السامة بأنها الإفراط في تعميم شعور السعادة والتفاؤل في جميع الحالات لدرجة تؤدي إلى إنكار التجربة الإنسانية العاطفية التي تمر بمشاعر مختلفة.
تمامًا مثل أي شيء يتم القيام به بشكل مفرط، فعندما يتم استخدام الإيجابية للتستر على الشعور الحقيقي تصبح سامة لأنها ترفض وجود بعض المشاعر، وتجعلنا نقع في حالة من الإنكار وقمع العواطف.

علامات الإيجابية السامة

هذه بعض التعبيرات والمواقف التي تساعدك على اكتشاف الإيجابية السامة في حياتك اليومية:

  • إخفاء مشاعرك الحقيقية
  • الشعور بالذنب بسبب مرورك بحالة سيئة
  • التقليل مما تشعر به أو مما يشعر به الآخرون
  • تجاهل حقيقة شعورك السيئ والادعاء بعكسه
  • وصم الآخرين عندما يعبروا عن مشاعرهم غير الإيجابية
  • نصح الآخرين بعدم إعطاء الأمور أكبر من حجمها فيما يتعلق بحزنهم بدلًا من التحقق من مشاعرهم

 

أمثلة على الكلمات الإيجابية السامة والأخرى المقبولة التي يمكن أن تقولها في هذه المواقف:

  • ابتعد عن جمل مثل “لا تفكر في الأمر وكن ايجابيًا” وبدلًا منها استخدم “صف ما تشعر به.. أنا أنصت لك”
  • “لا تقلق وكن سعيدًا” استبدلها بـ “أرى أنك مضغوط حقًا.. ماذا يمكنني أن أفعل من أجلك؟”
  • “الفشل شيء غير وارد” استبدلها بـ “الفشل جزء من التطور والنجاح”
  • “انظر لنصف الكوب الممتلىء” من الأفضل أن تقول “أنا موجود من أجلك”
  • “لقد مررت بالأسوأ من ذلك ولم أشتكِ” لا تقول ذلك أبدًا لشخص يمر بمشاعر سيئة لأن حياتنا مختلفة ولكل شخص حكايته

 

لماذا الإيجابية السامة ضارة بصحتنا النفسية؟

قد لا تتوقع مدى ضرر شيء مثل إدعاء الإيجابية على صحتك واستقرارك النفسي.. هذه بعض من التبعات:

احجز جلسة مع معالج يمكنه مساعدتك فيما يتعلق بهذا الموضوع
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
1-الشعور بالذنب

فرض نظرة إيجابية على الشعور بالألم وتشجيع الشخص على إنكار حزنه بدلًا من التحدث عنه وتفكيكه، يروج لفكرة أن الحزن = ضعف وبالتالي يجعل عقلك يتعامل مع أي شيء سلبي يمر بك على أنه حدث غير طبيعي من الأساس ولا يجب أن تعبر عنه، ومن ثم تبدأ في الشعور بالذنب تجاه مرورك بهذه الفترة وتحاول إخفائها.

2-كبت العواطف

عدد كبير من الدراسات النفسية أثبت أن إخفاء المشاعر أو إنكارها يؤدي إلى زيادة الضغط على الجسم أو صعوبة تجنب الأفكار والمشاعر المحزنة من الأساس.

وعندما نبدأ في إخفاء مشاعرنا تحت ستار الإيجابية، فإننا نخلق وجهًا مزيفًا يدفن الحقيقة داخله دون أن يحاول التعامل معها، وهذا يجعل هذه المشاعر تكبر وتتفاقم وفي الغالب تظهر لاحقًا في شكل قلق أو اكتئاب أو حتى اعتلال جسدي.

لذلك من المهم أن تدرك حقيقة مشاعرك عن طريق التعبير عنها لأن هذا ما يبقينا بصحة نفسية متزنة ويخفف من أثر التوتر الناجم عن قمع الحقيقة.

3-العزلة

إنكار ما نمر به وتغطيته بالمشاعر الإيجابية الزائفة تجعلنا نبدأ في العيش بشكل غير حقيقي مع أنفسنا ومع العالم، فنحن نفقد التواصل الصادق مع أنفسنا مما يجعل من الصعب على الآخرين أن يتواصلوا معنا وهو ما يخلق علاقات سطحية وحميمية مزيفة.

إذا كنت تتأثر بالإيجابية السامة في حياتك، فيجب أن تضع حدًا لها ولا تمارس الرقابة الذاتية على مشاعرك أيًا كانت وتتعلم أن تتقبلها كما هي وتتعامل معها.
اقبل مشاعرك الإيجابية والسلبية كجزء من تجربتك لعيش حياة حقيقية متزنة، وإذا شعرت أنك غير قادر على التعبير عن نفسك بصدق بسبب ضغوط المحيطين أو نظرًا للأفكار المترسخة في عقلك، فنحن في شيزلونج نوفر لك المساعدة التي تحتاجها، احجز جلستك من هنا