إيذاء الذات..محاولة للتكيف أم رغبة في الانتحار
إيذاء الذات..محاولة للتكيف أم رغبة في الانتحار
إيذاء الذات .. مجرد ذكر الإسم أو طرح الفكرة قد يقود البعض عبر العديد من المشاعر (التعاطف،الرهبة،الضيق ) كلها مشاعر قد تنتابك بمجرد تخيل الفكرة أو سماع ذلك المصطلح. وبالرغم من ذلك يبقي مفهوم إيذاء الذات غامضاً لدي العديد من الناس. قد يراه البعض كطريقة للتعامل مع المشاعر الصعبة أو الذكريات المؤلمة أو المواقف والتجارب المريرة. بينما يصفه بعض الناس إيذاء النفس كطريقة من أجل التعبير عن شيء يصعب وصفه بالكلمات عن طريق تحويل الأفكار أو المشاعر غير المرئية إلى شيء مرئي و ملموس، أو تحويل الألم العاطفي إلى ألم جسدي ،أو ربما أيضا محاولات للتقليل من وطأة المشاعر أو الأفكار الغامرة ، و ربما تكون فكرة أن من سقوموت بإيذاء أنفسهم في حقيقة الأمر لا يريدون سوي معاقبة ذاتهم علي مشاعر، خبرات أو تجارب سابقة.
على الرغم من تعدد الأسباب إلا أنه من لضروري فهم ذلك المفهوم بعمق، لمعرفة الأسباب التي قد تدفع شخص ما للقيام بإيذاء نفسه ، و طرق مساعدته. في هذا المقال نوضح لكم ما المقصود بإيذاء الذات , و الإجابة علي أهم الأسئلة المتعلقة بذلك الموضوع و بعض الطرق لمساعدة شخص عزيز يمر بتلك المحنة .
ماذا يقصد بالعلاج بإيذاء الذات
ما هي العلامات التحذيرية
قد ينجح الأشخاص الذين يؤذون أنفسهم في إخفاء الندوب أو إيجاد مبررات بشكل بارع . تختلف علامات وأعراض إيذاء النفس تبعًا للطرق التي يستخدمها الشخص وقد تشمل:
الأعراض السلوكية:
ارتداء سراويل طويلة وقمصان بأكمام طويلة حتى في الأيام الحارة حتي في المنزل
الإصابات والحوادث المتكررة
قضاء الكثير من الوقت بمفرده
تحديات في العلاقاتت مع الأصدقاء والعلاقات العاطفية
الاحتفاظ بأشياء حادة أو أدوات لإيذاء النفس في متناول اليد
الانسحاب من الأنشطة التي كانت تستمتع بها من قبل
سلوكيات اندفاعية غير متوقعة
الأعراض الجسدية:
كدمات أو عظام مهشمة
خدوش أو جروح جديدة
بقع من الشعر المفقود
ما هي طرق إيذاء الذات؟
ينخرط الأشخاص أحيانًا في شكل واحد فقط من أشكال إيذاء النفس ، وأحياناًأخري قد يتم استخدام طرق متعددة لجلب الضرر للنفس.
يمكن أن تشمل طرق إيذاء الذات ما يلي:
- خدش أو قطع الجلد أجزاء من الجسد
- حرق أجزاء من الجسد
- الضرب الذاتي
- ثقب الجلد بالإبر أو الأشياء الحادة
- شد الشعر
ما هي أسبابه؟
تعد الأسباب الأكثر شيوعًا لإيذاء النفس:
الوراثة:
يُعتقد أن الرغبة في إيذاء الذات لها أبعاد وراثية. يشكل العامل الوراثي سببا مهما في معظم الأمراض و الإضطرابات الجسدية و النفسية، حيث يصبح الأشخاص الذي يتم إنجابهم في أسر لديها تاريخ من المرض النفسي أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب.
الأسباب الجسدية:
العديد من الإضطرابات و الأمراض النفسيية قد تكون ناتجة عن اختلالات في النواقل العصبية المرتبطة بالتنظيم العاطفي والإنفعالي. مما قد يدفع الأشخاص الذين يعانون من اختلال في النواقل العصبيةإلي إيذاء نفسهم .
البيئة:
يعد الأشخاص الذين سبق وتعرضوا للإيذاء أكثر عرضة للإقدام علي فعل سلوكيات إيذاء النفس.
ضعف مهارات التكيف:
عادة ما يكون إيذاء الذات نتيجة عدم القدرة على التعامل مع الألم النفسي بطرق صحية.
ضعف التنظيم العاطفي :
عندما يجد بعض الأشخاص صعوبة في تنظيم المشاعر أو التعبير عنها أو فهمها.على سبيل المثال;
قد يقدم أحدهم علي ذلم الفعل نتيجة شعوره بانعدام القيمة ، أو الوحدة ، أو الذعر ، أو الغضب ، أو الذنب ، أو الرفض ، أو الكراهية الذاتية ، أو النشاط الجنسي المشوش .
عوامل الخطر:
- الجنس :تعد الإيناث أكثر عرضة لذلك الإضطراب عن الذكور
- العمر :الأشخاص في سن المراهقة وأوائل العشرينيات
- المجتمع المحيط : التواجد في مجموعة أصدقاء يؤذون أنفسهم أيضًا
- الإضطراب النفسي : مثل إضطراب الهوية الشخصية و الجنسيةو غيرها من اضطرابات الصحة النفسية
- المواد الإدمانية : مثل الأشخاص الذين يتعاطوا المخدرات والكحول والإدمان
إيذاء الذات.. كيف يبدأ؟ وكيف يتطور ؟
هناك العديد من الطرق لإيذاء الذات أحيانا يتم استخدام إيذاء النفس كوسيلة للتعامل مع المشاعر الغامرة والصدمات.
فمنمن الناحية الفسيولوجية عندما نتعرض للألم تصبح المنبهات المؤلمة بمثابة طريقة سريعة حقًا لإعادة ضبط نظامنا العصبي و الشعور بالخدر، فإما تتوقف المشاعر السلبية الناتجة عن الشعور بالألم .
بطريقة أخري يمكن أن نقول أن تلك المحفزات المؤلمة -كالوخز و غيره قد تجلب شعور قصير بالنشوة التي تجعل الأشخاص الذين لديهم ذلك الاضطراب يتفاعلون بشكل مختلف مع الشعور بالألم لأنه يقترن بهذه النشوة القصيرة .
الإيذاء الذاتي والاضطرابات المصاحبة
أحيانًا يكون إيذاء الذات أحد أعراض اضطرابات الصحة النفسية الأخري . من ضمن الاضطرابات النفسية المصاحبة الأكثر شيوعًا ما يلي:
- اضطراب الوسواس القهري (OCD)
- التاريخ السابق للصدمات النفسية – خاصة في مرحلة الطفولة
- كرب ما بعد الصدمة (PTSD)
- اضطراب الشخصية الحدية (BPD)
- اضطرابات الاكل
- اضطرابات الاكتئاب
- اضطرابات القلق
- إدمان المخدرات والكحول
- الفُصام
آثار إيذاء النفس
في حين أن إيذاء النفس لا يعتبر عملاً انتحاريًا ، فإلا أن الآثار المزمنة لإيذاء النفس تتراوح من الندوب البسيطة ، إلى الإصابات الشديدة ،و ربما تصل إلى الموت غير المتعمد. هذا الطيف من العواقب هو السبب في أهمية أن يطلب أولئك الذين يؤذون أنفسهم المساعدة من متخصصي الصحة النفسية. تعتمد درجة خطورة إيذاء الذات على الطرق التي يؤذي بها الشخص نفسه ، و تعاطيه الكحول أو المخدرات ، بالإضافة إلي اضطرابات الصحة النفسية المصاحبة.
حيث تشمل العواقب الأكثر شيوعًا لإيذاء النفس ما يلي:
عواقب الإصابة البدنية
- ندبات دائمة
- عظام مهشمة
- إصابة الأوتار والأعصاب والأوعية الدموية والعضلات
- ضعف أو تنميل دائم في مناطق معينة من الجسم
- فقدان أحد الأطراف
- التهابات في موقع إيذاء النفس
- تسمم الدم
عواقب الإصابة النفسية
- العزلة الاجتماعية والعلاقات الشخصية السيئة
- زيادة مشاعر الخزي و العار والاشمئزاز
- ضعف تقدير الذات وتشوه الصورة الذاتية
- الأفكار والسلوكيات الانتحارية
- الموت العرضي وغير المقصود
هل إيذاء النفس علامة على الانتحار؟
إيذاء الذات – الذي يُطلق عليه أيضًا إيذاء الذات غير الانتحاري (NSSI) – ليس محاولة صريحة للانتحار.فالانتحار هو وسيلة لإنهاء الحياة، بينما إيذاء الذات هو أقرب أن يكون استراتيجية للتاقلم لكنها مرضٌية ; ومع ذلك ، فإن الأفراد الذين يقدمون علي إيذاء أنفسهم هم الأكثر عرضة لمحاولات الانتحار تسع أضعاف ، و للأفكار الانتحارية مزمنة .
بمعني أنه ليس بالضرورة أن يقدم الشخص الذي يؤذي نفسه علي الانتحار، ولكن يجب تقييم حالته من قبل مختصتجنبا لذلك الخطر.
ما هي طرق العلاج المقترحة؟
الأدوية :
مثل مضادات الاكتئاب ومثبتات الحالة المزاجية ومزيلات القلق ; التي قد تخفف من المشاعر الكامنة التي يحاول المريض التعامل معها من خلال إيذاء النفس.
العلاج النفسي:
قد تكون العلاجات النفسية المختلفة مثل : العلاج السلوكي المعرفي (CBT) ;علاجًا فعالًا لإيذاء النفس غير الانتحاري. يعالج هذا النوع من العلاج النفسي أنماط التفكير السلبية الأساسية التي تؤدي للاضطراب بالإضافة إلى معالجة السلوكيات المؤذية نفسها.
استراتيجيات المواجهة:
جانب آخر مهم من العلاج هو تعلم آليات أفضل للتكيف و المواجهة لتحل محل سلوكيات إيذاء النفس. بمجرد أن يصبح الشخص مستقرًا ، يجب البدء في اكتساب بعض الاستراتيجيات لمساعدته في التعامل مع المشاكل الأساسية التي تسببت في ضائقتهم النفسية و العمل علي تنظيم المشاعر و الانفعالات.
نشجعك دوماً على طلب المساعدة من فريق شيزلونج للاستشارات النفسية، للتواصل مع فريق من أكفأ الأطباء والمعالجين الذين يسرهم تقديم المساعدة والدعم ، احجز جلستك الآن وأبدأ رحلة الاستشفاء.وللمزيد من المعلومات التي تخص صحتكم النفسية تابعوا مقالاتنا على موقع شيزلونج.
إعداد و كتابة : إيناس طه البداوي
استشاري التربية والصحة النفسية
