Article

إنت موسوس ولا إيه؟!(الفرق بين إضطراب الوسواس القهري والشخصية الوسواسية)

ocd

إنت موسوس ولا إيه؟!(الفرق بين إضطراب الوسواس القهري والشخصية الوسواسية)

أعرف من أكون .. نعم أسعي للكمال أحيانا ..
ممم حسناً..أسعي له طوال الوقت
أبحث دائما عن شئ ولا أدركه

أغضب لا بل أثور عندما لا أحصل عليه
يجب أن يكون كل شيء في مكانه الصحيح
كل شئ يجب أن يسير كما أريد أنا .. أليست تلك هي الطريقة الوحيدة  لتسيير الأمور؟؟!

هناك شئ من عدم التوازن  يكاد يفتك بذهني
دائما ما يوجد ما يحتاج إلى التعديل
 كل شئ من حولي يحتاج إلي إصلاح..
كل شئ يحتاج أن يكون علي طريقتي.. و علي طريقتي فقط
حتي يكون مثاليا .

ربما تبدو لك تلك الكلمات مجموعة من الأبيات الشعرية العادية و لكن الحقيقة ان تلك الخواطر ربما تدور بشكل يومي و مستمر في ذهن الأشخاص ذوي اضطراب الشخصية الوسواسية .. , والأشخاص ذوي إضطراب الوسواس القهري

ولكن هل تعلم ما هو  اضطراب الشخصية الوسواسية و ما الفرق بينه و بين إضطراب الوسواس القهري ؟؟!!

في هذا المقال نوضح أوجه الشبه و الفروق  بين مرض الوسواس القهري و إضطراب الشخصية الوسواسية

ليسا سواء

في البداية هناك إعتقاد خاطئ لدي الكثير من الناس أن مرض الوسواس القهري وإضطراب الشخصية الوسواسية إسمان يعبران عن نفس الشئ ، و الحقيقة أن ذلك ليس صحيح..

فالوسواس القهري هو أحد الإضطرابات النفسية التي تتسم بنمط  معين من الأفكار والمخاوف غير المرغوب فيها (وساوس) التي تدفع صاحبها إلى القيام بسلوكيات تكرارية (قهرية), في محاولات غير مجدية  لتخفيف التوتر.

بينما تتسم  الشخصيات ذات اضطراب الشخصية الوسواسية قهرية (OCPD) بالحيث تتسم هذه الشخصيات بالهوس بالنظام عامة والسيطرة والكمال ،والحرص علي الدقة،فى كل شىء يفعله

مما يؤثر على إنجازه، كما أنه شخصية غير مرنة فى التفكير. وشغلها الشاغل الالتزام بالقوانين،و فرض النظام الصارم  ،

حتى إن كان ذلك على حساب مرونته ،تواصله بشكل فعال

مع الآخرين وانفتاحه على التجارب الجديدة مما يصعب عليهم

أحيانا القيام بوظائفهم الحياتية

اضطراب الوسواس القهري مقابل الوسواس القهري

في حين يبدو أن هناك تداخلًا كبيرًا بين كلا من الوسواس القهري واضطراب الشخصية الوسواسية  في سماتهما و خصائصهما الفريدة  ، إلا أن هناك بعض الطرق الأساسية للتمييز بينهما مثل :

1- وجود الوساوس الحقيقية و / أو الأفعال القهرية

يتم تمييز اضطراب الوسواس القهري من خلال وجود وساوس متكررة لدي المريض (فكرة أو معتقد غير عقلاني متكرر ) مع أو بدون الأفعال القهرية (سلوك غير عقلاني يتم إجراؤه بشكل متكرر) ، و تؤثر بشكل سلبي علي جودة حياة الشخص وقدرته على التوافق بشكل فعال.

و ذلك ليس الحال مع اضطراب الشخصية الوسواسية ، فمن ناحية أخرى ، لا يلازم سمات الشخصية الوسواسية أفكار لا يمكن السيطرة عليها أو سلوكيات غير عقلانية قهرية .

2- المشاعر المصاحبة للسلوكيات أو الأفكار الوسواسية

غالبًا ما يشعر الأشخاص المصابون بالوسواس القهري بالضيق نحو طبيعة سلوكياتهم القهرية  أو أفكارهم الوسواسية ، حتى وإن  كانوا غير قادرين على السيطرة عليها.

مع ذلك ، يعتقد الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الوسواسية أن أفعالهم مبررة لها هدف وغرض و يدافعون عنها لهذا السبب ،
مما يجعل الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الوسواسية غالبا ما يتجنبون طلب المساعدة المتخصصة علي العكس  ،أحيانا ما تعود سمات اضطراب الشخصية الوسواسية بشئ من النفع علي أصحابها

كتحقيق  النجاح المهني  – طبعا فالشخص الذي ينهمك في تكريس  حياته لوظيفته ويراعي كل التفاصيل الدقيقة ، و يسعي للكمال 

علي حساب أي شئ آخر ، على سبيل المثال ، قد يرى فوائد في العمل ، حتى لو كان سيدفعه ذلك للمعاناة في مجالات أخرى من حياته.

3- مدي ثبات و إتساق الأعراض

إضطراب الوسواس القهري هو نوع من الاضطرابات النفسية المرتبطة بالقلق،  أي أن أعراضه و حدته معتمدة بشكل أساسي علي إرتفاع أو إنخفاض مستويات القلق لدي المريض،

احجز جلسة مع معالج يمكنه مساعدتك فيما يتعلق بهذا الموضوع
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية

مما يجعل أعراض الأضطراب و حدتها غير ثابتة و متغيرة بينما  تتميز الشخصية الوسواسية بثبات بإنعدام او إنخفاض المرونة تلك السمات

الشخصية مما يجعل حدة الأعراض أكثر ثباتا و رساخة لدي المريض.

أسباب اضطراب الشخصية الوسواسية

علي الرغم من عدم لمعرفة  أسبابا محددة لاضطراب الشخصية الوسواسية حتى الآن ، إلا أن هناك  بعض النظريات التي تقدم تفسيرات مختلفة. حيث

تتناول بعض النظريات:

 أنماط التعلق وتفترض ان أن اضطراب الشخصية الوسواسية قد ينشأ لدى الأطفال الذين تربوا في بيئات :

  • يميل فيها الوالدين إلي فرض الحماية الزائدة 
  • لم يسمح فيها للطفل بالنمو العاطفي و تعلم التعاطف خلال فترة طفولته
  • لم يتم فيها إنشاء روابط آمنة بين الأطفال و آبائهم  .
  • كما أن هناك النظريات التي ترجح وجود أسباب جينية بيولوجية لاضطراب الشخصية الوسواسية ، حيث أن العوامل الوراثية قد تجعل الأفراد أكثر عرضة للإصابة بذلك الإضطراب .

طرق العلاج

تعتمد معظم الخطط العلاجية لاضطرابات الشخصية بجلسات العلاج النفسي ، بينما يمكن استخدام العلاج الدوائي كمكملات.

, يمكن أن تشمل خيارات العلاج لاضطراب الشخصية الوسواسية ما يلي:

العلاج السلوكي المعرفي (CBT)

والذي يركز على مساعدة المريض علي ملاحظة أنماط التفكير السلبية المرتبطة باضطراب الشخصية الوسواسية وتغييرها عبر تغييرات معتقداته و سلوكياته .

العلاج النفسي الدينمي

الذي  يساعدك  على فهم أفكارك وعواطفك الواعية واللاواعية ،

  و تأثير الصدمات المخزنة في العقل الباطن علي قرارات الحاضر ،

حتى تتمكن من اتخاذ خيارات صحية في حياتك اليومية.

العلاج دوائي

قد يوصي الطبيب بدواء للمساعدة في السيطرة على بعض أعراض اضطراب الشخصية الوسواسية ، كالأدوية المستخدمة للسيطرة على القلق أو مضادات الاكتئاب،خاصة في حال كان المريض يعاني من حالات او إضطرابات أخرى كالاكتئاب .

استراتيجيات المواجهة

يمكن تعلم بعض المهارات للتعامل مع اضطراب الشخصية الوسواسية. يمكن أن تشمل تلك الاستراتيجيات :

• رفع درجة الوعي  : كتثقيف الذات و معرفة المزيد عن الحالة المرضية  و فهم أسباب و تفسيرات و أعراض اضطراب الشخصية الوسواسية و تأثيرها علي السلوك و جودة الحياة.

• إدارة الإجهاد: من الضروري أن يتعلم المريض أكثر عن كيفية  إدارة الإجهاد و الإنفعالات للحفاظ على مستويات التوتر العامة منخفضة.

• تجربة التأمل اليقظ : على سبيل المثال :يمكن أن تساعد ممارسة  اليقظة العقلية مع تمارين التأمل   على اكتشاف الأوقات و المحفزات الأساسية التي يسبب فيها السعي للكمال لدي المريض رفع مستويات القلق ،   و بذلك قد يتمكن من اتخاذ خطوات أكثر فعالية للتهدئة الذاتية و إدارة الإنفعال, كما أن وهو فعال في التخلص من التوتر.

أخيرا إذا كانت لديك شكوك أن لديك او لدي أحد أفراد أسرتك و أحبائك اضطراب الشخصية الوسواسية  لا تترد في البحث أحد مختصي الصحة النفسية الذي سيقوم بتحديد ما إذا كنت مصابًا باضطراب الشخصية الوسواسية أم لا و سيقوم بمساعدتك في التعامل مع أعراض الحالةبشكل جيد .

للمزيد من المعلومات التي تخص صحتكم النفسية تابعوا مقالاتنا علي موقع شيزلونج.

إعداد و كتابة : إيناس طه البداوي
استشاري التربية والصحة النفسية

المصادر

  1. Cain NM, Ansell EB, Simpson HB, Pinto A. Interpersonal functioning in obsessive-compulsive personality disorder. J Pers Assess. 2015;97(1):90-99. doi:10.1080/00223891.2014.934376
  2. American Psychiatric Association. Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders. 5th ed. Washington D.C.; 2013. doi:10.1176/appi.books.9780890425596
  3. Diedrich A, Voderholzer U. Obsessive–compulsive personality disorder: A current review. Curr Psychiatry Rep. 2015;17(2):2. doi:10.1007/s11920-014-0547-8
  4. Brakoulias V, Starcevic V, Martin A, Berle D, Milicevic D, Viswasam K. The familiality of specific symptoms of obsessive-compulsive disorder. Psychiatry Res. 2016;239:315-319. doi:10.1016/j.psychres.2016.03.047
  5. Rowland TA, Jainer AK, Panchal R. Living with obsessional personality. BJPsych Bull. 2017;41(6):366-367. doi:10.1192/pb.41.6.366a
  6. Starcevic V, Brakoulias V. New diagnostic perspectives on obsessive-compulsive personality disorder and its links with other conditions. Curr Opin Psychiatry. 2014;27(1):62-67. doi:10.1097/YCO.0000000000000030
  7. Bateman AW, Gunderson J, Mulder R. Treatment of personality disorder. The Lancet. 2015;385(9969):735-743. doi:10.1016/S0140-6736(14)61394-5