Article

عودة العمل بعد الأجازة.. كيف نجعلها دون صعوبات؟

laptop macbook computer work

عودة العمل بعد الأجازة.. كيف نجعلها دون صعوبات؟

“خدنا أجازة.. والأجازات أيام ممتازة.. بتفسحنا وتريحنا من هؤلاء وتلك وهذا.. خدنا أجازة”.مطلع أغنية للفنانة “سعاد حسني” في الفيلم المصري القديم “الجواز على الطريقة الحديثة”، أغنية ذات طابع خفيف، توثق حب الجميع من طلاب وموظفين للأجازات، خاصة وإن كانت أجازة طويلة؛ ولكن دوماً يأتي الجزء الأصعب في الأجازة، وهو انتهاؤها، وصعوبة العودة للعمل أو الدراسة والالتزام بالروتين اليومي، بعد أيام من الترفيه والمرح، وهذا ما قد تواجهه عند عودة العمل بعد الأجازة.

لماذا نحب الأجازات؟

يوضح بيرد برايتمان، أستاذ علم النفس في جامعة ماساتشوستس، أننا حين نحصل على أجازة، يزيد في أدمغتنا اثنين من الناقلات العصبية، وهما الدوبامين والسيروتونين؛ واللذان لهما دور كبير في الحالة المزاجية للشخص، إذ أن نقص مستويات تلك الناقلات العصبية لدى الشخص يجعله أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب، وهذا هو أول سبب لحبنا للأجازات وتصنيفها بأنها أيام ممتازة.

أما هوارد تينسلي، الأستاذ الفخري في علم النفس في جامعة إلينوي، والذي عكف على دراسة فوائد الترفيه منذ السبعينيات، فقد وضح أن سبب حبنا للأجازات ليس فقط الحصول على الراحة، بل ما تشعرنا به الأجازة بأننا مسيطرون على حياتنا، وما تمنحنا من طاقة لاستعادة عفويتنا، وقدرتنا على التعبير عن أنفسنا، وهذا أيضاً ما تؤكده دراسات جمعية علم النفس الأميركية، والتي توصلت إلى أن الأشخاص الذين يحصلون على أجازات أقل، هم الأكثر عرضة للتعرض للاكتئاب.

لماذا نجد صعوبة في عودة العمل بعد الأجازة الطويلة؟

قد يصعب علينا العودة للعمل بعد العيد، ليس لأننا كسالى، أو لأننا لا نحب وظائفنا أو دراستنا، فإن شعرت بهذا الشعور مع نهاية أجازتك؛ فلا تشعر بالذنب أو التقصير، واعلم أن هذا شعور عادي ينتاب الكثير من الموظفين والطلاب حول العام، فمن الطبيعي أن تشعر بالإحباط للعودة إلى روتينك اليومي، بعد أيام من السفر الممتع، والسهر، والنوم في الوقت الذي تريده، ولقاءات الأهل والأحباب، بالاضافة إلى أنماط الغذاء في الأجازات، وتخريب ساعتك البيولوجية، من شأنهم التأثير على مزاجك بالسوء في نهاية العطلة، مما يصيبك بالكآبة وسوء المزاج.

كيف تكون عودة العمل بعد الأجازة أسهل؟

  • استرح من الأجازة قبل العودة للعمل.

مع اقتراب موعد انتهاء الأجازة بيوم أو يوم ونصف، توقف عن الأنشطة الترفيهية التي تنخرط فيها، وابدأ في العودة تدريجياً لحياتك، فلا ترتب مواعيدك على العودة من السفر مثلاً في الليلة السابقة لبدء العمل، امنح جسدك فرصة للراحة من أنشطة الأجازة، والاستعداد للبدء في العمل.

  • رتب مكان عملك.

إن كنت ممن  يعملون في المنزل، فيفضل أن ترتب المكان المخصص لعملك قبل انتهاء الأجازة، وسيعني لك الأمر الكثير، إن أضفت تفصيلة جديدة له، كنبات جديد، أو قلم، أو حتى صدفة أحضرتها معك من الشاطئ، وإن كنت ممن يعملون في مقر العمل، رتب غرفتك في المنزل، جهز ملابسك وحقيبتك، سيمنحك ذلك الترتيب شعوراً أفضل.

  • ضع قائمة بالمهام.

قبل انتهاء الأجازة ضع قائمة بالمهام اليومية للأسبوع القادم، رتب أفكارك ومواعيدك، لتستعيد حالة الروتين وتندمج فيها، ستساعدك تلك القائمة على تخطي حالة التشوش، وعدم التركيز في اليوم الأول للعمل بعد الأجازة الطويلة، والتي تصيب أغلبنا.

احجز جلسة مع معالج يمكنه مساعدتك فيما يتعلق بهذا الموضوع
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
  • نظم مواعيد نومك.

بالطبع كنت تحتاج للراحة والنوم حتى الظهيرة دون أن تضبط منبهك، وقد استمتعت بالسهر لقضاء ليالي العيد، ولكن عليك بالالتزام بمواعيد نومك واستيقاظك قبل نهاية الإجازة بليلة أو اثنتين، ويفضل أن تترك ستائر نوافذك مفتوحة، لتساعد جسمك على تنظيم ساعته البيولوجية والاستيقاظ مع ضوء النهار.

التفكير في الأجازة بعد العودة من العمل

  • ذكر نفسك بالواقع.

ذكر نفسك بالمهام والمشكلات التي تركتها قبل الأجازة، ولكن فكر بشكل إيجابي، وهو أنك الآن مفعم بالطاقة بعد الحصول على العطلة والراحة، وأنك الآن أجدر على حلها من ذي قبل، لا تفكر في حلول في الأيام المتبقية من الإجازة، فقط ذكر نفسك أنك قادر على مواجهة الواقع في التوقيت المناسب.

  • اصنع ذكريات سعيدة.

احتفظ بأكبر كم من الذكريات السعيدة التي صنعتها في إجازتك، كالتقاط الصور مع عائلتك وأصدقائك، شراء التذكارات البسيطة من رحلتك لتضعها على مكتبك، أو منزلك، حتى وإن قضيت العيد أو العطلة كاملة في المنزل، سجل اللحظات السعيدة بكاميرا هاتفك، حتى وإن كانت تلك اللحظات مجرد إعداد وجبة شهية، أو مشاهدة فيلم وتناول فشار.

  • رتب للأجازة القادمة.

لا شئ سيمنحك الحماس والطاقة، أكثر من العودة للعمل وأنت على علم أنك على موعد قريب مع المرح، رتب لأجازتك القادمة واختر وجهتك التالية، حتى وإن كانت تلك الأجازة فقط هي أجازة نهاية الأسبوع التي ستقضيها في النادي الرياضي، أو في جولة في منتصف المدينة، المهم أن تخلق لنفسك دافعاً يحمسك.

نشجعكم دوماً على طلب المساعدة من فريق شيزلونج للاستشارات النفسية، للتواصل مع  فريق من أكفأ الأطباء و المعالجين الذين يسرهم تقديم المساعدة والدعم.

احجز جلستك الآن وأبدأ رحلة الاستشفاء، وللمزيد من المعلومات التي تخص صحتكم النفسية تابعوا مقالاتنا

على موقع شيزلونج.

قائمة المصادر:

https://www.researchgate.net/publication/323078917_Videogames_for_Emotion_Regulation_A_Systematic_Review
https://link.springer.com/article/10.1007/s10902-012-9345-3#/page-1
https://www.nejm.org/doi/full/10.1056/NEJMc1602012
https://journals.lww.com/psychosomaticmedicine/Abstract/2000/09000/Are_Vacations_Good_for_Your_Health__The_9_Year.3.aspx
https://www.popsci.com/stop-procrastinating/
https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/16218311/
https://www.webmd.com/depression/features/vacation-depression#4
https://science.sciencemag.org/content/366/6465/628/
https://www.reuters.com/article/us-health-heart-rhythm/long-work-hours-tied-to-irregular-heart-rhythm-idUSKBN1A42BK
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC2696807/