طفلك الداخلي لازال يتألم
هل تواجهك العديد من المواقف التي تبدو تافهة و لكنها تثير حزنك و غضبك ,أو يصاحبك شعورا مستمرا بالقلق ,و عدم الشعور بالآمان ,كل هذه قد تكون علامات أن طفلك الداخلي (the inner child ) لا يزال يتألم و بإنتظار المساعدة.
إذا سمحت لنفسك بالتوقف للحظة و الإستماع إلي ذلك الصوت ,ربما ستجد طفلك الداخلي يحاول علي الدوام إرسال إشارات إستغاثة مفادها “أنني هنا ..بداخلك ” “دعني أري النور , أعطني الفرصة لمداواتك “.
لقد تم تناول قكرة تحريرو مداواة الطفل الداخلي بأشكال مختلفة , و كذلك الأثر الهائل لذلك المدخل العلاجي علي صحة الفرد النفسية ..و لكن ما المقصود بمفهوم الطفل الداخلي و ما علاقته بالصحة النفسية ؟؟
من هو الطفل الداخلي
يقبع الطفل الداخلي لكل مننا في منطقة اللاشعور ,خلف العديد و العديد من الجدران النفسية ,فمن مننا لم يتعرض لمواقف صعبة قد تصل لحد الصدمات النفسية أثناء مرحلة الطفولة , و لكننا قررنا حماية أنفسنا بتناسيها و كبت تلك الذكريات الأليمة التي لا نمتلك القدرة علي تحملها , قمنا بإختيار دفنها في عقلنا الباطن ,لنستطيع تجاوز الأمر و المضي قدما نحو مستقبلنا و و ربما تجاهل الأمر برمته و نسيانه كأن شيئا لم يكن .
ما الذي يحتاجه طفلك الداخلي
بينما يستمر الطفل في طلب إحتياجاته من الحب و الرعاية و التقدير , يسعي بعض الأفراد لتجاهل تلك الرسائل و المغالاة في إنكار تلك الإحتياجات الأساسية بسد آذانهم و الفرار من مطالب ذلك الطفل .
في الحقيقة تجاهلك لذلك الطفل بداخلك و تقييدك لحريته , وكبت حقه في التعبير , التحرر و الإنطلاق لا ينفي وجوده , و هربك الدائم منه ظنا منك أنه سيغرقك معه في بئر معاناة الماضي.
إبني جسرا للتواصل
إنكارك لوجوده لا يضع حد لمعاناتك , علي العكس يطيل من أمدها ,فإهمالك المتعمد لذلك الطفل , عن طريق إلهاء نفسك الإنغماس في مستقبلك المهني طوال الوقت , أو بالمغالاة في السفر والحفلات الهرب عن طريق الإفراط في إستخدام الوسائل المشروعة و الغير مشروعة .
كل تلك المحاولات لإبقاء نفسك مشغولا عن رسائل الطفل الملحة علي الدوام , و التي لا تؤكد سوي أنك في أشد
الحاجة للتواصل معه ,لوضع حد لتلك الدائرة المفرغة من المعاناة و بدأ رحلة التخطي و التعافي .
بما إنك الراشد فعليك تولي زمام الأمور كي تعيد التواصل مع طفلك الداخلي تتحد معه و تمضوا سويا في رحلة
النضج و الرشد النفسي الحقيقي ,و يبقي السؤال كيف تبدأ التواصل مع طفلك الداخلي ؟؟
البداية
1- إستمع جيدا للإشارات
يرسل لك ذلك الطفل بإستمرار رسالات ,قد تكون غير مفهومة و لكنها صادقة عليك
بقبولها بقبوله و الإعتراف بوجوده , و الإقرار بحق في الوجود و الحب و التعبير عن نفسه .
2- فك الشفرة
حاول فهم الإحتياج وراء تلك الرسائل التي قد تكون في صورة :
- إنفعالات و مبالغات شعورية
- قلق و حالات حزن مستمرة بدون داعي
- حساسية أو غضب غير مبرر بالنسبة لك تجاه موقف ما
- أرق و إضطرابات نوم
- قد يصل البعض للإدمانات المختلفة كالطعام, الجنس, الخدرات أو إدمان وسائل التواصل الإجتماعي
3- إستجب إلي طفلك الداخلي
إذا أردت حقا التواصل مع الطفل بداخلك فقم بالرجوع لما حدث له في الماضي(مهما كان ذلك مؤلما ) وتسبب في
معاناة ذلك الطفل و قم بالإعتراف بما حدث , و إبدأ في فهم ما حدث وإحتياجات الطفل الأساسية ,هل يشعر بالوحدة ,
هل تم رفضه مرات عديدة و يسعي للقبول, هل حرمانه من حقه في الإحترام دفعه للإنتقام لسنوات عديدة ؟؟
إفهم الأمر كراشد و إعطي الطفل حقه المسلوب في بعض الحرية والأمان لعيش المشاعر المختلفة و التعبيرعنها .
4- قم بالرد علي رسائله
لقد بذل ذلك الطفل الكثير من المحاولات كي تلتفت إليه , فقد يفيدك أن تشعره بتقدير محاولاته و أن رسالته قد وصلتك
بأي طريقة ..ربما عن طريق خطاب مرسل إليه عليه إمضاؤك كراشد .
5- وطد علاقتك به
تواصل مع طفلك الداخلي عبر اللعب بلعبتكما المفضلة أثناء الطفولة , أو بإرسال هدية كان يتمني الحصول عليها ,
قد تفيد أيضا ممارسة بعض تمارين التأمل , و كتابة مذكرات ذلك الطفل من وجهة نظره هو .
6- إفتح صفحة جديدة
بعد أن قبلت و تفهمت ما حدث سامح نفسك علي إهمال ذلك الطفل الباكي , و سامح الطفل أيضا علي التوابع و
القرارات التي أخذها كنوع من أنواع طلب المساعدة , تعاطف معه, و إرحمه .. و أبدأ من هنا و الآن …
7- تولي القيادة
إسمح للطفل داخلك بالوجود ,لكن قم بأخذ مسئولية نفسك , أنت الآن راشد متحد مع طفلك الداخلي و مسئول عن
أفعالك و مشاعرك و مسئول أيضا عن تلبية إحتياجات كلاكما بشكل فيه توازن و حكمة و تعقل.
8- إطلب المساعدة
بعض صدمات الطفولة تترك جرحا عميقاو أثرا على نوعية حياتك وعلاقاتك , بشكل يجعلك غير قادر علي إتباع تلك
النصائح العامة و بحاجة لطلب المساعدة من مختص .
لكن لم يفت الأوان بعد للشفاء,حيث يحاول المعالجون خلق مساحة آمنة لك لبدء التعامل مع تلك الصدمات وتعلم
استراتيجيات مفيدة لشفاء طفلك الداخلي.
من خلال تعلم كيفية الإهتمام به ، و التحقق من حقيقة إحتياجاته ، وتعلم التعبير عن المشاعر بطرق صحية ، وزيادة
التراحم مع الذات بشكل عام , كل ذلك,بالإضافة إلي طمأنته أنك ستكون موجود لأجله , كفيل بإعادة حبال الثقة
بينكما و التحرر من قيود صدمات الطفولة .; نشجعكم دوما علي طلب الإستشارة النفسية من أحد متخصصي موقع شيزلونج .
.إحجز جلستك الآن و أبدأ رحلة الإستشفاء
الآن نرجو أن يفيدك هذا المقال في التواصل و مداواة طفلك الداخلي , و للمزيد من المعلومات التي تخص صحتكم النفسية تابعوا مقالاتنا علي موقع شيزلونج.
المصادر
Capacchione, L. (1991). Recovery of your inner child: The highly acclaimed method for liberating your inner self. Simon and Schuster.
Whitfield, C. L. (1987). Healing the child within: Discovery and recovery for adult children of dysfunctional families (Recovery Classics Edition). Health Communications, Inc..
Hestbech, A. M. (2018). Reclaiming the Inner Child in Cognitive-Behavioral Therapy: The Complementary Model of the Personality. American journal of psychotherapy, 71(1), 21-27.
Hanh, T. N. (2010). Reconciliation: Healing the inner child. Parallax Press.https://pdfroom.com/books/reconciliation-healing-the-inner-child/kZdowMp1dM8
اجعل الحياة أفضل: انشر هذا المقال على
احجز مع طبيبك

حنين زقوت
(39 مراجعة)
مرشد نفسى
20 دولار
200+ جلسة

أحمد حشيش
(394 مراجعة)
معالج نفسي
30 دولار
1000+ جلسة

روز السيد
(26 مراجعة)
Psychologist
33 دولار
100+ جلسة

ريتا شنايس
(13 مراجعة)
معالج نفسي
36 دولار
150+ جلسة

ميشال صفير
(10 مراجعة)
معالج نفسي
20 دولار
100+ جلسة
اشترك في نشرة الأخبار ليصلك أفضل المقالات لدينا:
مقالات ذات صلة

نصائح لتبقى منتجًا وهادئًا في منزلك أثناء العزل الصحي
أبريل 12, 2020
2124
5 دقيقة

كيف غير العلاج النفسي حياتي؟ تجارب يحكيها أصحابها
ديسمبر 9, 2019
10340
10 دقيقة

لماذا تشعر المرأة بالوحدة أكثر من الرجل؟ دراسات علمية تجيبك
مارس 8, 2018
6916
10 دقيقة