بيظهر ويختفي.. كيف تتجاوز التجاهل والاختفاء المفاجئ؟
بيظهر ويختفي.. كيف تتجاوز التجاهل والاختفاء المفاجئ؟
في خضم تفاعلاتنا الإنسانية المعقدة، سواء كانت في العلاقات العاطفية، الصداقات الوطيدة، أو حتى الروابط المهنية، قد نجد أنفسنا فجأة أمام صمت مطبق، أمام تجاهل مؤلم أو اختفاء مفاجئ يتركنا مع أسئلة معلقة وشعور بالضياع، هذه التجارب، التي قد تبدو وكأنها صفعة غير متوقعة، تثير في داخلنا خليطًا من المشاعر المتضاربة: الحيرة، الغضب، الحزن، وربما حتى الشعور بالذنب.
لماذا يختفي بعض الأشخاص فجأة؟
يتجنب الناس التواصل لأسباب متعددة، يتفق خبراء العلاقات وعلماء النفس على أن من يتجاهلون التواصل يتجنبون المواقف غير المريحة، هذا التهرب، وإن كان يُنظر إليه على أنه قلة احترام، إلا أنه غالبًا ما يكون نتيجة شعورهم بأنها أفضل طريقة للتعامل مع ضيقهم أو عدم قدرتهم على التواصل بوضوح .
تشير الأبحاث إلى أن العديد من الأشخاص الذين يتجاهلونك يقطعون علاقاتهم لأنهم في الواقع يحاولون الحفاظ على مشاعر الطرف الآخر، يعترف الأشخاص الذين يتجاهلونك بأنهم لا يريدون إيذاءك، أو أنهم لا يعرفون ما يجب فعله، أحيانًا، لا يعتقدون أن مناقشة موقف ما ضرورية، أو يشعرون بالخوف.
لكن بعض الأشباح يعتقدون أن الاختفاء التام قد يكون في الواقع أسهل وأفضل طريقة للتعامل مع الموقف، ويلجأ آخرون إلى الاختفاء لأنه أصبح شائعًا الآن، وباتت طريقة مبررة تقريبًا لإنهاء العلاقات في هذه الأيام.
كيفية التعامل مع التجاهل والاختفاء المفاجئ؟
التجاهل والاختفاء المفاجئ تجربة مؤلمة ومربكة، سواء كانت في علاقة عاطفية، صداقة، أو حتى علاقة مهنية. إليك بعض الطرق للتعامل مع هذا الموقف:
- اعترف بمشاعرك
من الطبيعي أن تشعر بالحزن، الغضب، الإحباط، أو حتى الذنب، لا تحاول قمع هذه المشاعر، بل اسمح لنفسك بالشعور بها وعالجها بطريقة صحية.
- لا تلوم نفسك
التجاهل والاختفاء المفاجئ غالبًا ما يكون له علاقة بالشخص الآخر وظروفه، وليس بالضرورة خطأ منك، حاول أن تكون لطيفًا مع نفسك في هذه الفترة.
- ابحث عن الدعم
تحدث مع صديق موثوق به، فرد من عائلتك، أو حتى متخصص نفسي إذا شعرت أن الأمر يفوق قدرتك على التحمل بمفردك، التحدث عن مشاعرك يمكن أن يساعد في تخفيف الألم.
- مارس الرعاية الذاتية
اهتم بصحتك الجسدية والنفسية، مارس التمارين الرياضية، تناول وجبات صحية، احصل على قسط كافٍ من النوم، وانخرط في الأنشطة التي تستمتع بها.
- تجنب الافتراضات
من السهل الوقوع في فخ التفكير في الأسباب المحتملة للتجاهل، ولكن غالبًا ما تكون هذه مجرد افتراضات قد لا تكون صحيحة، حاول تجنب بناء قصص في ذهنك.
- اكتشف ما يزعجك
إذا استنتجت أن أحدهم يتجاهلك، فابحث عن السبب وراء ذلك، وفكّر فيما قد يُثير غضبك حقًا أو سبب غضبه منك، في هذه الحالة، قد يتبادر إلى ذهنك الجواب فورًا، كما يمكنك التخمين من المحادثة الأخيرة، أو يمكنك أيضًا تخمين ما إذا كنت قد ثرثرت عنه من وراء ظهره.
معرفة متى تتخلى عنهم
- امنحهم مساحة ووقتًا
بعض الناس يحتاجون ببساطة إلى مساحة من أصدقائهم، قد لا يبدو ذلك مبررًا، لكن الكثيرين سيتجاهلونك متى شاءوا، قد يكون هذا الموقف مؤلمًا ومحبطًا، لكن امنحهم الوقت، عندما يتجاهلك أحدهم دون سبب، فلا داعي لأن تتوسل لجذب انتباهه، ببساطة تجاهله، هذا ما يستحقه، لا داعي للقلق بشأن كيفية إرضاء أحدهم أو جذب انتباهه.
- ابتعد عن السلبية
إن الشعور بالتجاهل يُولّد مشاعر سلبية، وله نفس التأثير على نفسيتك، هذا ليس بالأمر الذي يُفترض أن تُكرّس وقتك وطاقتك له، ابتعد عن الجوانب السلبية في الحياة، وعن الأشخاص الذين لا يُشاركونك إلا ما هو سلبي، إن استمرارك في التفكير في الشخص الذي يؤذيك، يُغرقك في لحظات اكتئاب.
- راجع العلاقة بموضوعية
حاول أن تتذكر ديناميكية العلاقة بشكل عام، هل كانت هناك أي علامات تحذيرية ربما فاتتك؟ هل كانت هناك أي مشاكل غير محلولة؟ هذا لا يعني أنك السبب، ولكنه قد يساعدك في فهم أفضل لما حدث.
- ضع حدودًا
إذا كان الشخص يظهر ويختفي بشكل متكرر، فمن المهم أن تضع حدودًا واضحة لحماية نفسك، قرر ما الذي أنت على استعداد لتحمله وما هو غير مقبول بالنسبة لك.
- امنح نفسك وقتًا للشفاء
لا تتوقع أن تتجاوز الأمر بسرعة، الشفاء يستغرق وقتًا ويختلف من شخص لآخر، كن صبورًا مع نفسك.
- ركز على حاضرك ومستقبلك
حاول توجيه طاقتك واهتمامك نحو الأشياء التي يمكنك التحكم فيها، مثل أهدافك الشخصية، علاقاتك الأخرى، وهواياتك.
- تعلم من التجربة
على الرغم من الألم، حاول أن تستخلص دروسًا من هذه التجربة، ما الذي تعلمته عن نفسك وعن العلاقات؟ ما الذي تبحث عنه في العلاقات المستقبلية؟
- كن منفتحًا على علاقات جديدة
لا تدع تجربة سلبية واحدة تمنعك من بناء علاقات صحية وداعمة في المستقبل، عندما تشعر أنك مستعد، كن منفتحًا على التعرف على أشخاص جدد.
متى يجب طلب المساعدة المتخصصة؟
إذا كان التجاهل والاختفاء المفاجئ يؤثر بشكل كبير على صحتك النفسية، مثل:
- الشعور بالاكتئاب أو القلق الشديد.
- صعوبة في النوم أو الأكل.
- فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كنت تستمتع بها.
- صعوبة في التركيز أو اتخاذ القرارات.
- تكرار الأفكار السلبية حول نفسك.
لا تتردد في طلب المساعدة من فريق شيزلونج للاستشارات النفسية، للتواصل مع فريق من أكفأ الأطباء والمعالجين الذين يسرهم تقديم المساعدة والدعم .
احجز جلستك الآن وأبدأ رحلة التعافي.
