الوجه الحسن و القبيح للتوقعات الأبوية
الوجه الحسن و القبيح للتوقعات الأبوية
جدول المحتويات
Toggleيستثمر الآباء كل ما لديهم من موارد: وقتهم وأموالهم وحياتهم بالكامل بحب سعيا لتربية أطفالهم. يبذلون الكثير من الصبر و والحب لذلك أحيانا لا يستطيعون منع أنفسهم من توقع نتيجة ما; سواء كان ذلك علي الصعيد الأخلاقي ، المهني ، أو الأكاديمي ، إلخ.
أيا كان إسلوبك في التربية سواء كنت واحداً من أولئك الآباء الحازمون أو كنت ممن يسعوا لتدليل أبنائهم : ستجد من الصعب إلغاء جميع توقعاتك و آمالك من أبنائك، فألا تتوقع شيئا علي الإطلاق و تسعي في توجيه ما يمتلك أطفالك بالفعل من موارد و قدرات هو واحداً من أكبر التحديات التربوية صعوبة. لكن بالرغم من ذلك إن للتوقعات الأبوية فائدة عظيمة في تشجيع الأطفال على تنمية قدراتهم.
في هذا المقال نعرض آثار تلك التوقعات المفيدة و الضارة علي صحة الأبناء النفسية، لمساعدة الآباء علي إدارة توقعاتهم العالية نحو أبنائهم ،إدارة جيدة .
الوجه الحسن: شعور بالانتماء والتشجيع والإرشاد
لا يمكن أن ننكر أهمية التوقعات المتزنة ,حيث تشير التوقعات إلى أهمية أطفالنا وما يفعلونه بالنسبة لنا! تسمح هذه التوقعات
بمنح أطفالنا إحساسًا عميقًا بالانتماء حيث تشعرهم أن آمالنا لهم هي جزء من آمالنا لأنفسنا . كما تشجع توقعاتنا نمو أطفالنا
حيث تساعدهم الدفعة الأولي علي تشكيل مسار ، وتجنب المخاطر المحتملة أثناء تطوير شخصياتهم .على سبيل المثال ،
إذا كان أحد التوقعات هو ذهاب أولادنا للمواظبة علي رياضة ما ، فيمكن سلك طريق الثقة في قدراتهم ، والتشجيع المستمر
علي استكمال تمريناتهم رغم صعوبة ذلك . يمكن أن يكون عدم وجود خيار الاستسلام حافزًا رائعًا للأطفال أحيانا ،
ولكن يجب أن نعي متي نتوقف و نسمح لهم بالاختيار .
الوجه القبيح :شعور بالنقص و العار و تدني الذات
هل تعلم أن التوقعات يمكن أن تكون فخاً يقع فيه أولادنا ؟؟
ربما عندما تعرف الآثار السيئة لتلم التوقعات الزائدة ،تستطيع حينها التخفيف منها أو ربما تمنحك سببا كافيا لإدارة تلك التوقعات بالشكل الذي يساعد أبناؤنا علي التمتع بصحة نفسية جيدة و شخصية سوية .
يصبح ضرر التوقعات أكبر من نفعها عندما لا تتوافق مع ميول و قدرات و أيضا أحلام أطفالنا . حينها تصبح تلك التوقعات وبال عليهم و فخ من الشعور ب..
خيبة ألامل
يطور الأطفال شعورهم نحو أنفسهم من كيفية معاملة أبائهم لهم و خبرتهم في سنين طفولتهم الأولي . يسمح فخر الوالدين و فرحتهم بأطفالهم للأطفال بالنظر لأنفهسم كمصدرا للفخر و البهجة ; و علي العكس تماما ،عندما يفشل الأطفال في تلبية توقعات الوالدين و يشعرون بخيبة الأمل تجاه أبنائهم ، حيث يتسرب ذلك الشعور إلي أطفالهم و ينظرون لأنفسهم علي أنهم مصدرا لخيبة الأمل .
تدني قدير الذات
في الغالب تكون توقعات الآباء مدمرة ; ببساطة لإن الطفل الذي لا يجد في نفسه موهبة موسيقية من المتوقع أن يينشئ ذلك لديه إحساسًا مزمنًا بتدني تقدير الذات .الذي يمكن أن يفني الطفل عمراً في محاولات رفعه و تعديل نظرته عن نفسه.
عندما تتناقض توقعات الوالدين بشكل مباشر مع توقعات الأطفال من أنفسهم ،بشكل يوقعهم في صراع دائم، قد ينتهي بهم الأمر لتزييف أنفسهم و إخفاء أجزاء من شخصياتهم و ميولهم و إهتماماتهم من أجل الحصول علي المقبولية والتظاهر بأنهم يتوافقون مع توقعات والديهم. مما يجعل هؤلاء الأطفال يكبرون بشعور عميق من الذنب و العار في صميمهم.
كلمة آخيرة
لا يمكننا كآباء الهروب مطلقا من التوقعات نحو أبناؤنا ،حتما سيعاني الآباء من وقت للآخر من فقدان بعض الآمال والأحلام التي كان لديهم لأطفالهم. و لكن بقبول هذه الخسائر، يفتح أعيننا على أطفالنا كما هم و يمكننا حينها تمييز قدراتهم و نقاط قوتهم والفخر بهم .وتجديد نقاط ضعفهم و مساعدتهم للعمل عليها و تخطيها . إن إدراك شخصيات أطفالنا الفريدة و اهتماماتهم ، مواهبهم يساعدنا في وضع أطفالنا في مكانهم الصحيح في مركز اهتمامنا و إدارة توقعاتنا نحوهم آدائهم.
إذا وجدت أنك بحاجة لإستشارة مختص في أساليب التربية الحديثة ،يمكنك طلب المساعدة من فريق شيزلونج للاستشارات النفسية، عبر التواصل مع فريق من أكفأ الأطباء والمعالجين الذين يسرهم تقديم المساعدة والدعم ، احجز جلستك الآن وأبدأ رحلة الاستشفاء، وللمزيد من المعلومات التي تخص صحتكم النفسية تابعوا مقالاتنا علي موقع شيزلونج.
إعداد و كتابة : إيناس طه البداوي
استشاري التربية والصحة النفسية
المصادر
https://timesofindia.indiatimes.com/life-style/parenting/moments/unrealistic-expectations-parents-have-for-their-children/photostory/81590578.cmshttps://www.psychologytoday.com/us/blog/life-smarts/202004/parental-expectations-the-helpful-and-the-harmful