النور بعد الظلام.. رحلة الناجين من السرطان نحو الصحة النفسية
النور بعد الظلام.. رحلة الناجين من السرطان نحو الصحة النفسية
من الطبيعي تمامًا أن تواجه مجموعة واسعة من المشاعر بعد الانتهاء من علاج السرطان؛ قد تشعر بالارتياح والسعادة والامتنان لكونك على قيد الحياة، قد تشعر أيضًا بالتعب والإرهاق والحزن والخوف، وقد يكون من الصعب التعامل مع هذه المشاعر، ولكن من المهم أن تسمح لنفسك بتجربتها.
لماذا يحتاج الناجون من السرطان إلى رعاية صحتهم النفسية؟
يواجه الناجون من السرطان مجموعة فريدة من التحديات العاطفية والنفسية، والتي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على حياتهم، تشمل بعض الأسباب الرئيسية التي تجعل رعاية الصحة النفسية ضرورية للناجين من السرطان ما يلي:
- الاكتئاب
يمكن أن يكون الاكتئاب من الآثار الجانبية الشائعة لعلاج السرطان، فيمكن أن تؤثر مشاعر الحزن والغضب العميقة على حياتك اليومية، في العديد من الحالات تقل حدة هذه المشاعر مع الوقت، لكن مع بعض الأشخاص، يمكن أن تتطور هذه المشاعر لتصل إلى الاكتئاب.
- التوتر
إذا شخصت إصابتك بالسرطان فربما يكون تركيزك قد انصب بالكامل على علاجك وتعافيك، والآن بعد أن أتممت علاجك، ستجد الكثير من الأعمال التي ينبغي إنجازها في أرجاء المنزل وأهداف عديدة بقائمة مهامك جميعها في انتظارك، وربما يجعلك ذلك تشعر بأنك متوتر ومُثقل ولن يكون لديك الكثير من الطاقة دائمًا، ولذا لا تشعر بالحرج من رفض الطلبات التي تزعجك.
- الوعي الذاتي لدى الناجين من مرض السرطان
إذا تعرضت لتغيير في مظهرك نتيجة الخضوع للجراحة أو للعلاجات الأخرى، فقد تشعر بأنك تركز بشدة على مظهر جسدك، فبسبب التغييرات التي تؤثر على لون البشرة أو على الوزن بزيادته أو فقدانه، أو نتيجة فقدان أحد الأطراف، قد تشعر بأنك تفضل البقاء في المنزل لتبقى بعيدًا عن الآخرين، وربما تنعزل عن الأصدقاء والعائلة، ومن الممكن أن يسبب التركيز الزائد على مظهر جسدك توترًا في العلاقة مع الطرف الآخر إذا كنت لا تشعر بأنك تستحق الحب أو الاهتمام.
- الشعور بالعزلة
قد تشعر وكأن الآخرين لا يفهمون ما تمر به، ويصعب عليك هذا التفاعل مع الآخرين وربما يؤدي إلى العزلة، وقد يكون أصدقاؤك وأفراد أسرتك غير متأكدين من كيفية مساعدتك، وقد تشعر أن الأشخاص الذين لم يمروا بما مررت به غير قادرين على فهم ما مررت به.
- عدم القدرة على تذكر الأشياء
هذا التأثير الجانبي المستمر، والذي يسمى “الدماغ الكيميائي”، يمكن أن يكون مخيفًا لأولئك الذين يعانون منه.
- القلق
القلق بشأن وضعك المالي، سواء كان ذلك يتعلق بفواتير العلاج أو العودة إلى العمل.
- متلازمة ديموقليس
وفقًا للأسطورة اليونانية، بمجرد أن أدرك ديموقليس أن سيفًا كان يتدلى بشكل غير مستقر فوق رأسه، لم يعد بإمكانه الاستمتاع بالمأدبة المنتشرة أمامه، وبنفس الطريقة فإن شبح السرطان يسيطر على بعض الناجين من السرطان، يمكن أن يصابوا بالشلل العاطفي ويواجهون صعوبة في اتخاذ قرار بالزواج أو تغيير وظائفهم أو اتخاذ قرارات رئيسية أخرى.
- الخوف من التكرار
نظرًا لاحتمالية بقاء السرطان في حالة سبات لفترة من الوقت ثم انتشاره، غالبًا ما يعاني الناجون من السرطان من خوف مستمر من تكرار المرض، يمكن للزيارات الطبية اللاحقة، أو الألم غير المبرر، أو حتى المشاهد والأصوات المرتبطة بالعلاج أن تؤدي إلى نوبات من القلق والخوف المنهكة مثل تلك التي حدثت أثناء علاج السرطان.
- الشعور بالذنب
على الرغم من سعادتهم ببقائهم على قيد الحياة، إلا أن الناجين من السرطان قد يشعرون بالذنب لأنهم نجوا بينما لم يفعل ذلك زملائهم المرضى الذين أصبحوا ودودين معهم أثناء العلاج أو كجزء من مجموعة الدعم، (في وقت مبكر بعد تشخيص الإصابة بالسرطان، يتساءل الناس أولاً: “لماذا أنا؟” وعندما يفكر الناجون في أولئك الذين ماتوا، فإنهم يميلون إلى التساؤل: “لماذا لا أكون أنا؟”).
- الشعور بالوحدة بعد العلاج
أثناء علاج السرطان ربما كنت محاطًا بمساعدين وأطباء وممرضات والأصدقاء وأفراد العائلة الذين أوصلوك إلى الأماكن وأدوا لك المهمات و ساعدوك في الحفاظ على منزلك، إن كونك مستقلاً مرة أخرى يمكن أن يجعلك تشعر بالإرهاق وحتى الاكتئاب لأن نظام الدعم الذي كان لديك أثناء العلاج لم يعد متاحًا لك كما كان من قبل.
نصائح للناجين من مرض السرطان
- اعتني بجسمك
ركز على الحفاظ على صحتك، واتبِع نظامًا غذائيًا صحيًا يتضمن حصصًا كبيرة من الفواكه والخضروات.
واجعل التمارين الرياضية جزءًا من روتين يومك. ابدأ بمعدل بسيط أولاً، لكن حاول زيادة شدة تمارينك وكميتها توازيًا مع تعافيك. واحصل على قسط كافٍ من النوم لكي تستيقظ ويملؤك شعور بالانتعاش.
قد تساعد هذه الإجراءات جسمك على التعافي من علاج السرطان، وتساعد على إراحة عقلك بمنحك شعورًا أكبر بأنك أنت المسيطر على حياتك.
- اعتني بصحتك النفسية
من الشائع أن يعاني الناجون من التوتر والقلق والاكتئاب والمشاكل ذات الصلة في مرحلة ما لذا، من المهم أن تجعل صحتك النفسية أولوية مثل صحتك الجسدية، إذا شعرت يومًا أنك قد تحتاج إلى المساعدة فتواصل مع أخصائي نفسي، يمكن أن تساعدك العلاجات، مثل العلاج بالكلام والأدوية، على الشعور بالتحسن.
- لا تدخن
إذا كنت تدخن فإن أفضل شيء يمكنك القيام به كأحد الناجين هو التوقف عن التدخين، سيقلل ذلك من خطر الإصابة بسرطان ثانٍ بالإضافة إلى أمراض القلب والسكتة الدماغية وغيرها من الأمراض الخطيرة التي يمكن أن تؤثر أيضًا على الناجين.
- كن نشيطًا بدنيًا
لأسباب عديدة، قد يكون من الصعب على الجميع أن يلائموا النشاط البدني في أيامهم لكن فوائده للناجين من السرطان تستحق الجهد المبذول، حتى بالنسبة لأولئك الذين هم في منتصف العلاج، النشاط المنتظم يحسن الصحة العامة ويعزز الطاقة والحركة ويساعد في التخلص من القلق والاكتئاب والأعراض المرتبطة بالسرطان.
- حافظ على وزنك
مع التوتر والآثار الجانبية للعلاج والتغييرات في الإجراءات الروتينية التي يمكن أن يجلبها تشخيص السرطان، يمكن أن يكون الوزن مشكلة صعبة للعديد من الناجين، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يتغير شكل الجسم بشكل طبيعي بعد الإصابة بالسرطان، لكن محاولة الحفاظ على الوزن تحت السيطرة هي واحدة من أفضل الأشياء التي يمكنك القيام بها لتحسين صحتك العامة ونوعية حياتك.
- اشغل وقتك
انهض وارتدِ ملابسك واخرج من المنزل كلما أمكنك، وابحث عن أنشطة تشغل ذهنك عن التفكير في مخاوفك، ضع خطة وروتينًا يوميًا.
- أحضر جميع زيارات المتابعة
ربما قد يصل شعورك إلى أسوأ حالاته عندما يحين موعد زيارة المتابعة التالية، لكن لا تدع ذلك يمنعك من الذهاب، استفد من وقتك مع الطبيب في طرح الأسئلة عن أي أعراض تثير قلقك، اكتب مخاوفك وناقشها مع الطبيب في موعدك التالي معه، اسأل عن احتمال تكرار الإصابة بالمرض وما الأعراض التي ينبغي الانتباه لها، فمعرفة المزيد من المعلومات قد تساعد على زيادة شعورك بالسيطرة على زمام الأمور، وإذا كان لديك صديق أو أحد أفراد أسرتك تثق به فاصطحب ذلك الشخص معك لمساعدتك.
لا تتردد في طلب المساعدة من فريق شيزلونج للاستشارات النفسية، للتواصل مع فريق من أكفأ الأطباء والمعالجين الذين يسرهم تقديم المساعدة والدعم .
احجز جلستك الآن وأبدأ رحلة التعافي.