في أحد ليالي الشتاء الباردة، أنت تحتسي قدح الكاكاو الساخن الخاص بك، آملا أن يدفئ قلبك قليلا و يرحمها من برودة أمشير. لسبب ما لا يمكنك النوم ، فأنت يقظ تماما حتي الثالثة صباحًا. تمسك بهاتفك لتتصفح الإنترنت باحثا عن إجابة لسؤال يحير ذهنك منذ فترة وهو “لماذا لا أشعر بالرضا عن علاقتي بشريك حياتي”.

تظهر لك العديد من المقالات الجيدة و الأسئلة التي تحيرك أكثر ، و لكن تخطف نظرك عبارة مكتوبة في أحد الروابط المقترحة، تحذر من “الشريك غير المتاح عاطفياً” . تلمس تلك العبارة شئ ما بداخلك و تثير حفيظتك، فتهم لتدخل تلك العبارة الغريبة مجددا علي محركات البحث لتفهم مغزي تلك العبارة.

نحن نوفر عليك عناء البحث… في تلك المقالة نتعرف علي مفهوم الشريك غير المتواجد عاطفيا و أهم العلامات التي تشير لعدم تواجد شريك حياتك عاطفيا.

ماذا يعني أن يكون شخص ما غير متوفر عاطفيا؟

ما هو عدم التوفر العاطفي؟

يشير عدم التوفر العاطفي إلي وجود شريك في العلاقة لا يستجيب لاحتياجات الطرف الآحر. نظرا لأن ذلك الشريك يكافح للتعبير عن نفسه و عن مشاعره أو التعامل معها ، كما يجد صعوبة في التودد والاقتراب عاطفيًا من الآخرين.
و يعد من ضمن المفاهيم الشائعة الخاطئة أن الرجال فقط هم من يظهرون علامات عدم التوافر العاطفي أو أن جميع الرجال غير متوفرين عاطفياً. والحقيقة أن عدم التوفر العاطفي حالة قد يعاني منها الأشخاص بغض النظر عن تصنيفهم الجنسي.

علامات تدل علي عدم التوفر العاطفي:

تختلف علامات عدم التوفر العاطفي باختلاف المواقف ، ولكن المشترك في ظل المواقف هو أن الصعوبة البالغة مع المشاعر يمثل تحديًا كبير.

فيما يلي بعض العلامات المهمة التي قد تشير إلي أن شخصًا ما غير متوفر عاطفياً:

١- يتجنب العمق في العلاقات

قد يخشى الشخص غير المتاح عاطفياً العلاقة الحميمة و التعمق مع شريك حياته – كالتعمق بمشاركة مشاعره وأفكاره و مخاوفه معه. فإن عدم الارتياح في إظهار الضعف الإنفتاح قد يدفع بعض الأشخاص إلي الغياب العاطفي ، مما يجعل من المستحيل تقريبًا أن يتمتعوا بعلاقات عاطفية تتسم بالألفة العاطفية والعمق. يتجنب ذلك الشخص المحادثات أو المواقف الحميمة ، و بالرغم من أن ذلك قد يجعل من السهل أن تراودك أفكار (مثل أن الطرف الآخر لا يثق بك و لكن في حقيقة الأمر، قد لا يكون هذا شيئًا شخصيًا أو له علاقة بك تماما) و لكن لأسباب عدة يصعب علي أولئك الأشخاص مشاركة المشاعر المؤلمة ، أو مواقف الضعف التي قد يمرون بها.

٢-يتجنب الالتزام

غالبًا ما يكون الالتزام تحديا صعبًا على الأشخاص الغير متوفرون عاطفياً. على سبيل المثال ، قد يؤجلون تحديد و تأكيد علاقتهم العاطفية أو البدء في أخذ الخطوة التالية ، مثل التقدم بطلب الزواج أو التصريح بالحب. فالخوف من الالتزام وتحمل مسئولية العلاقات الرسمية حتي أنهم قد يبدون عدم الارتياح عند تعبير الطرف الآخر لهم بالحب.

احجز جلسة مع معالج يمكنه مساعدتك فيما يتعلق بهذا الموضوع

( المراجعات)

عرض الصفحة الشخصية

( المراجعات)

عرض الصفحة الشخصية

( المراجعات)

عرض الصفحة الشخصية

( المراجعات)

عرض الصفحة الشخصية

٣- الميل لتسطيح المشاعر

إذا أخبرت أحد الشركاء الغير متاحون عاطفيا أنك بحاجة إليهم ، فإنهم غالبا ما سيميلون إلى الركض في الاتجاه الآخر. في بعض الأحيان ، لا يمكن العثور عليهم حرفيًا في أي مكان عندما تمر بوقت عصيب أو تريد التحدث عن مشاعرك. و أحيانا يفضلون البقاء، لكنهم يميلون إلى تقليص مشاعرك، أو يسعوا في محاولات لتغيير الموضوع أو الانسحاب من المحادثة العاطفية. فإن الأشخاص غير المتاحون عاطفياً يميلون إلي التعامل مع الأمور بشكل سطحي دون التعمق في المشاعر حتى عندما تخبرهم أنك بحاجة إلى التنفيس عن مشاعرك نحو موضوع ما أو بحاجة إلى نصيحة

٤- تحدي استكشاف الذات

نظرًا لأن الشخص غير المتاح عاطفيًا لا يشعر بالراحة في استكشاف مشاعره ، فقد لا يتمكن من التواصل مع الاحتياجات العاطفية للآخرين أيضًا.

٥- تحدي التعاطف

قد لا يملكون القدرة علي التعاطف معك أو مع مشاعرك، نظرًا لأنهم يميلون إلى “عدم الإسترسال في التواصل مع مشاعرهم أو مشاعر الآخرين” فقد يُظهر الأشخاص غير المتاحين عاطفياً أيضًا تعاطفًا زهيدا – بحيث أنهم لا يملكون القدرة على فهم أو مشاركة مشاعر شخص آخر.

بمعنى آخر ، قد لا يتمكن الشخص غير المتاح عاطفياً من التواصل معك أو وضع نفسه في مكانك و النظر من زاويتك للأمور و بالتالي ربما يكون أقل قدرة علي مراعاة مشاعر الطرف الآخر عند اتخاذ القرار.

كلمة أخيرة:

كون شخصا ما غير متاح عاطفيا ليس بالضرورة أنه لا يهتم بمشاعرك ، لكن هؤلاء الأشخاص قد لا يمتلكون القدرة العاطفية على تحديد احتياجاتك و تقديرها، و علي الرغم أن العلاقات قد تشكل تحدي صعبا في بعض الأحيان ، إلا أنها تهدف إلى الشعور بالأمان و راحة البال و السكينة.لذلك ، إذا كنت تشعر بعدم الاستقرار و تراودك الشكوك بشكل مستمر حول مشاعر الطرف الآخر تجاهك، فقد ترغب في اللجوء إلي مختص لمناقشة الأمر بشكل دقيق و تفصيلي.

إيناس البداوي

مرشد نفسي وتربوي

المراجع
[2/1, 16:58] Enas Elsayed: Biringen Z. (2012). Emotional availability: Concept, research, and window on developmental psychopathology.
cambridge.org/core/journals/development-and-psychopathology/article/emotional-availability-concept-research-and-window-on-developmental-psychopathology/15F53889BE3DFEA772F23B9BA7193FAF
Lackey S. (2014). Dealing with your partner’s fear of intimacy.