9 طرق يستخدمها الشخص الهستيري لجذب الانتباه
9 طرق يستخدمها الشخص الهستيري لجذب الانتباه
الإنسان مخلوق اجتماعي يحتاج بصورة فطرية إلى التواصل مع المحيطين به، والحصول على ردود أفعال منهم، سعيا وراء التحقق المعنوي واستجلابا للشعور بالأمان والإيناس.
والشخص الناضج عاطفيًا لا يحتاج إلى البحث عن هذه الأشياء، ولكنه يحصل عليها بشكل طبيعي من خلال الاحتكاك في الحياة اليومية ف أماكن العمل والنشاطات الاجتماعية وكذلك من خلال العلاقات المستقرة التي يتمكنون من تكوينها مستخدمين ذكاءهم الاجتماعي والعاطفي.
أما الشخص غير الناضج عاطفيًا فلديه مستويات منخفضة من تقدير الذات والثقة بالنفس، وبالتالي فهو يشعر بشكل مستمر بانعدام الأمان، وهو شعور ينفق شطرا كبيرا من حياته في محاولة التخلص منه غالبا بخلق مشاهد يصبح فيها هو مركز الاهتمام، وهو ما غدا يعرف في اللغة الحديثة المستخدمة عبر وسائل التواصل الاجتماعي بالـ “أتنشن هور” Attention Whore. ويمكننا القول إن الحاجة إلى الاهتمام ولفت الانتباه تتناسب عكسيًا مع النضج العاطفي، وبالتالي فإن الشخص الذي ينغمس في السلوكيات التي تستهدف لفت الانتباه هو في الأغلب شخص غير ناضج عاطفيًا، وهو ما يُعرف في هذه الحالة بالشخصية الهستيرية.
يعتبر سلوك البحث عن الاهتمام ولفت الانتباه سلوكا اجتماعيًا شائعا، خصوصًا لدى الشخصيات الهستيرية التي تتخفف من إحساسها الدائم بعدم الأمان والشعور بالاكتفاء والإشباع بكونها محط انتباه، لكن الراحة التي يعطيها لفت الانتباه لهذه الشخصية هي راحة مؤقتة، لأن المشكلة الأساسية المتمثلة في انخفاض الثقة بالنفس وتدني احترام الذات تظل دون معالجة، ورغم أن الذكور يتعرضون أيضًا لاضطراب الشخصية الهستيرية إلا إن الإناث يعتبرن أكثر تعرضًا لهذا النوع من الاضطراب.
غالبًا ما يُظهر الأشخاص غير الآمنين وغير الناضجين عاطفيًا سلوكيات من التلاعب والخداع وأحيانًا من البلطجة وإظهار القوة فقط للحصول على الاهتمام الذي لا يكون متاحًا أو ربما غير كاف لهم في إطار حياتهم الطبيعية بالعلاقات القائمة فيها بالفعل، ومن أبرز الطرق التي يستخدمها هؤلاء الأشخاص للحصول على الاهتمام ولفت الانتباه:
- طريقة المتألم: وتشمل هذه الطريقة إظهار التألم بشكل مبالغ فيه، من خلال التظاهر بالشعور بالألم أو المبالغة في التعبير عن ألم موجود بالفعل، وفي هذه الحالة يصبح الألم سواء بالمرض أو الإصابة وسيلة لكسب تعاطف المحيطين ومن ثمّ اهتمامهم، وفي هذه الحالة فإن الشخص الهستيري يتلاعب بعواطف المحيطين معتمدا على أنه قلما تجد أحدا لا يمنح القدر الكافي من الاهتمام والانتباه للشخص المريض أو المصاب ، وهو ما يسعى إليه الشخص الهستيري في الأساس.
- طريقة المُخلّص: في هذه الطريقة يقوم الشخص الهستيري بخلق الفرص ليكون مركز الاهتمام عن طريق التسبب عن قصد في إيذاء الآخرين ثم يقوم بإنقاذهم، ليظهر في صورة الشخص العطوف الرحيم الذي يقوم بإنقاذ حياة الآخرين، وقليل من الناس فقط يدركون أن إصابتهم بالأذى كانت متعمدة من البدء. وتركيبة المُنقذ تكون شائعة بشكل خاص في المواقف الأسرية، فالشخص الهستيري هو الذي سيندفع إلى الناس وينقذهم حينما تكون اللحظة مناسبة فقط ليكتسب حالة من الفرح والإشباع النفسي بأعماله الإنسانية، والشخص الهستيري جاهز في أي لحظة لـ “افتراس” أي شخص يعاني من سوء الحظ أو العجوز أو المرض أو أي حالة ضعف ونعني بالافتراس هنا الانقضاض عليه قبل سواه و تقديم الإنقاذ الفوري وبالتالي كسب الاهتمام. ويحرص الهستيري على ألا يقوم أي شخص آخر بعملية الإنقاذ تلك، وإلا فإنه يستاء ويزدري هذا الذي حاول أن يحل محله في عيون الآخرين حتى وإن كان هذا المنقذ ينقذ الشخص الهستيري نفسه!
- طريقة الجهة المُنظمة: في هذه الطريقة يُقدم الشخص الهستيري نفسه على أنه الشخص المسؤول، الذي ينظم كل شيء، ويمكن الاعتماد عليه في كل شيء وإلى ما لا نهاية، كما يقدم نفسه على أنه الشخص الذي يمكن أن يلجأ الناس إليه دائمًا، وهو في ذلك لا يهدف أبدًا إلى مساعدة الناس أو خدمتهم، فهذه مجرد وسيلة يستخدمها الشخص الهستيري لتحقيق غايته الأكثر إلحاحا: أن يكون مركز الدائرة.
- طريقة التلاعب: من خلال استخدام هذه الطريقة يقوم الشخص الهستيري بالتلاعب بمشاعر الآخرين من خلال اشعارهم الدائم بالذنب، وتشويه تصوراتهم عن أنفسهم وعن من حولهم، وبالتالي يكون الأشخاص الضعفاء هم الأهداف المفضلة في الجماعة أو الأسرة التي ينتمي إليها الشخص الهستيري، كما أن هناك حيلة شائعة يستخدمها الشخص الهستيري في طريقة التلاعب، حيث يحلو له الادعاء بأنه يتعرض للاضطهاد أو الإيذاء أو الإقصاء أو العزلة أو الإهمال من قبل فرد آخر من أفراد العائلة أو المجموعة، فهو يحب أن يُصدق إنه مستهدف بحملة إقصاء أو مضايقة.
- طريقة العقل السام: وفي هذه الطريقة يكون الشخص الهستيري بارعا في تسميم أذهان الناس بالتلاعب بمفاهيمهم حول الآخرين والمحيطين بهم، خاصة ضد رب الأسرة أو القائم على شؤون المجموعة أو أي شخص بارز فيها.
- طريقة ملكة الدراما: خلال الطريقة الدرامية يكون كل موقف أو حادثة مهما كان ضئيلًا هو فرصة سانحة أمام الشخص الهستيري ليصبح أزمة لها أبعاد دراماتيكية هائلة، حتي يتمكن الشخص الهستيري من أن يصبح محط إهتمام حتى وإن كلّفه هذا الكثير من الأداء المسرحي والتمثيل المبالغ فيه.
- طريقة النحلة المزدحمة: في هذه الطريقة يحاول الشخص الهستيري أن يقنع من حوله بأنه الشخص الأكثر ازدحامًا بالأعمال في العالم، فالأحداث اليومية التي ينظر إليها الناس العاديون على أنها عادية تتسم لدى الشخص الهستيري بالملحمية، ويكون جميع المحيطين مدعوين للإعجاب في نفس الوقت بهذا الشخص المزدحم جدًا الذي ليس لديه لحظة لنفسه، وليس لديه وقت للجلوس، فهو يقد نفسه على الدوام بصيغة الـ”مشغول جدًا” في محاولة لإشعار المحيطين بمدى أهميته.
- طريقة الشكوى الدائمة: عندما يتم مواجهة الشخص الهستيري بخطأه أو تتم محاسبته فإنه يستخدم فورًا وبشكل غريزي وسيلة الإنكار ويبدأ في عملية الهجوم المضاد، فهو يجيد اللعب باستراتيجية الضحية للتلاعب بعواطف المحيطين به، وتصبح الطريقة الأكثر فعالية لعمل هذا هي الانفجار في البكاء، لإثارة التعاطف، والحقيقة أن الهستيري يكون جديرا بجائزة الأوسكار في استخدام الدموع الحارة والبكاء الموجع إذا ما قرر أن يستخدم هذه الورقة.
- طريقة المعترف الكاذب: وفي هذه الطريقة يقوم الشخص الهستيري بالاعتراف بأخطائه بشكل فج، وربما يعترف بأخطاء لم يرتكبها فقط لجذب انتباه المحيطين به، وإذا ما كنا نتحدث عن شخصية هستيرية معروفة في المجال العام فإننا لا نستبعد أن تعترف هذه الشخصية بجرائم لم ترتكبها فقط لجذب اهتمام الشرطة ووسائل الإعلام.
كتبته لشيزلونج: نيرة الشريف