من أضرار السوشيال ميديا.. كيف تتجنب ضغط المقارنات؟
من أضرار السوشيال ميديا.. كيف تتجنب ضغط المقارنات؟
جدول المحتويات
Toggleقد تعرف جيداً أضرار السوشيال ميديا، لكن يظل هاتفك المحمول في يدك معظم اليوم، في البيت، في مقر العمل، في السيارة، في السرير، وحتى في الحمام!
مئات وربما آلاف من الصور والمنشورات، الكل هنا في العالم الرقمي يبدو سعيداً، الكل يبدو غاية في التألق والجمال، العائلات في الصور تشبه نماذج الأسرة السعيدة في الإعلانات، كل الفتيات تبدون كعارضات أزياء، كل المنازل مرتبة، كل الملابس أنيقة، وكل الأكل صحي وشهي، الجميع يلعبون الرياضة، ويقضون أوقاتهم على الشاطئ، كل الوظائف تبدو مرموقة،
الكل يعلن عن أحداث سعيدة، حتى هؤلاء الذين يعلنون عن عراقيل الحياة، فهم من وجهة نظرهم محسودون لأنهم دوماً سعداء، بينما أنت فقط تستمر في تحريك أصابعك على الشاشة لتشاهد المزيد.
أضرار السوشيال ميديا على الصحة النفسية
تقدم مواقع السوشيال ميديا بلا شك فوائد كبيرة للمجتمع،
من خلال تسهيل التواصل بالأشخاص والخدمات والمعلومات والفرص التي لم تكن ممكنة من قبل،
إلا أن الأدلة تتزايد على وجود ارتباط بين زيادة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ودرجات عالية من الاكتئاب والقلق، وقلة النوم،
وتدني احترام الذات ومخاوف بشأن صورة الجسد، خاصة في مجال الصحة النفسية للمراهقين.
قد يكون هناك العديد من الأسباب التي تجعل مواقع وتطبيقات السوشيال ميديا مرتبطة بزيادة القلق وأعراض الاكتئاب، وصورة الجسم السلبية، ومشاكل النوم،
ولكن زيادة المقارنة الاجتماعية هي واحدة من أقوى هذه الأسباب، وذلك وفقاً لدراسات الجمعية الملكية للصحة العامة في بريطانيا.
للمزيد حول أضرار السوشيال ميديا على الصحة النفسية يمكنك الاطلاع على الرابط التالي
المقارنات أحد أسوأ أضرار السوشيال ميديا
في عام 1954، شارك عالم النفس الاجتماعي الأمريكي “ليون فستنجر” نظريته حول ما أسماه “المقارنة الاجتماعية”،
والتي افترض فيها أن البشر ينجذبون بشكل طبيعي إلى إجراء مقارنات مع الآخرين، حيث نستمد إحساسنا بالذات من خلال مقارنة أنفسنا بالآخرين،
ويميل الناس عادة لإجراء مقارنات اجتماعية مع أولئك الذين هم أسوأ حالًا أو أقل مهارة منهم،
وهذا يمكن أن يرفع من تقديرهم لذاتهم، على العكس من ذلك،
يمكن أن تقلل المقارنات الاجتماعية التصاعدية من احترام الذات، وهي واردة الحدوث أكثر مع وسائل التواصل الاجتماعي.
في عصر السوشيال ميديا أصبحت المقارنات الاجتماعية تتم بشكل أكبر، كذلك أصبح لدى كل شخص مساحة خلف الشاشات تمنحهم الفرصة لخلق وتصدير صورة وهمية ومثالية عن أنفسهم،
مما خلق فجوة كبيرة بين ما أنت عليه بالفعل، وما تقارن نفسك به لدى الآخرين وتسعى للوصول إليه.
إلا أن الحل لا يتمثل في أن تتجنب مواقع التواصل الاجتماعي تماماً، لتجنب أضرار السوشيال ميديا
لكن يمكنك اتباع عدة خطوات لتخفف ضغوطات المقارنات عند استخدام وسائل السوشيال ميديا.
قلل من الوقت الذي تلتهمه السوشيال ميديا
يمكنك السيطرة على كم الوقت الذي تقضيه على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال عدة طرق؛
من بينها أن تعدل ضبط خصائص التطبيقات بما يحدد لك عدداً محدوداً من الساعات يومياً لاستهلاكك للتطبيق،
أو استخدام أحد التطبيقات التي تعمل على تتبع وتحليل استخدامك للهاتف،
أو يمكن أن تكون أكثر حسماً مع نفسك وتحذف تطبيقات التواصل الاجتماعي من على هاتفك المحمول،
وتكتفي باستخدامها على جهاز الكمبيوتر الخاص بك فقط.
ستجد الأمر صعباً في البداية، إلا أنك ستعتاده مع الوقت إن اتبعت خطة محكمة.
يمكنك الإطلاع على الرابط التالي لمساعدتك على تعديل عاداتك لتحقيق أهدافك.
كيف تغير عاداتك لتفيدك في تحقيق أهدافك
أوجد لنفسك البدائل
كي تنجح في تطبيق الخطوة السابقة، فعليك أن تملأ الفراغ الذي سيخلفه تقليلك لعدد ساعات استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، كي لا تشعر بالملل والوحدة فتعود إلى سابق عهدك مع كثرة استخدام “السوشيال ميديا”؛
فمثلاً إن كنت معتاداً على أن تتصفح تطبيق فيسبوك على هاتفك حتى تنام، فاستبدل ذلك برواية شيقة تقرأها في السرير قبل نومك،
وإن كنت مثلاً تتصفح انستجرام بينما أنت في وسائل المواصلات، استبدل ذلك بقائمة من الأغاني والموسيقى تستمع إليها من خلال سماعات الأذن.
حدد ما يثير غيرتك
يمكنك كتابة ملاحظات، أو حتى صنع قائمة بالأشياء التي تدفعك لمقارنة نفسك بالآخرين،
يمكن أن تكون تلك القائمة بمثابة نقاط ضعفك، التي تشعرك بالنقص، وعلى ذلك فيجب عليك أن تعمل على تطوير نفسك في النقاط التي يمكنك تحسينها،
فمثلاً إن كانت دائماً صور أصدقائك أصحاب الأجساد الرشيقة تثير حفيظتك وتشعرك بأنك لست بأفضل حال، فيمكنك أن تضع خطة صحية ورياضية لاكتساب جسد أفضل،
ولكن عليك أن تذكر نفسك دوماً أن تعمل على تحسين ذاتك من أجل نفسك فقط، لا من أجل أن تكون أفضل من الآخرين.
توقف عن متابعة الجميع
ذكر نفسك أنك لست بحاجة لمتابعة كل “البلوجرز” و”الانفلونسرز” والمشاهير، وحاول أن تحصر متابعتك -لمن لا تعرفهم بشكل شخصي- في نطاق اهتماماتك، وفي نطاق ما يفيدك أيضاً، فأنت لن تستفيد أي شئ من متابعة الأشخاص الذين يستعرضون تفاصيل حياتهم اليومية بأدق تفاصيلها، أو هؤلاء الزوجين الذين يصوران مقاطع من “المقالب” الأسرية، ربما ستستفيد بعض التسلية ولكنها مجرد تسلية زائفة مؤقتة، ستتحول إلى إحساس بالضجر وعدم الرضا، ومقارنة حياتك بحياتهم.
وركز متابعاتك على الحسابات التي يمكن أن تعود مقارنة نفسك بأصحابها بالفائدة عليك، إذ يمكن أن تدفعك إلى تطوير نفسك.
عش على أرض الواقع
كل الوقت الذي تقضيه من حياتك في متابعة السوشيال ميديا، هو ليس وقتاً تحيى فيه حياتك فعلياً، بل هو وقت تقضيه في مشاهدة حيوات الآخرين، بينما الوقت يمر وأن تمرر أصبعك على الشاشة، لذلك توقف عن تضييع وقتك، توقف عن مجرد المشاهدة وانزل على أرض الواقع وابدأ في ممارسة حياتك بالفعل، يمكنك أن تمارس أي نشاط رياضي، حتى وإن كان هذا النشاط هو مجرد التمشية من أجل الاسترخاء، اقض وقتاً أكبر من عائلتك وأصدقائك، اصنع وجباتك بنفسك باستمتاع، ومارس هوايات تشعرك بالسعادة، صور لحظاتك السعيدة لكي تتذكرها، لا لكي تتباهى بها أمام الآخرين.
خذ استراحة
جرب أن تستغني عن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لمدة معينة، كأن تغلق التطبيقات من هاتفك في يوم معين كل أسبوع لتقضية في ممارسة أنشطة فعلية على أرض الواقع مع عائلتك وأصدقائك، واجعل ذلك عادة ثابتة كل أسبوع، سيشعرك ذلك بأنك قادر عن الاستغناء عن هذا العالم الأزرق غير الحقيقي، كذلك سيجعلك تعي جيداً أن المقارنة على السوشيال ميديا غير حقيقية وغير عادلة، لأنك نفسك أصبح لك عالم وحياة لا تشاركها سوى مع المقربين.
تأمل حياتك
إذا وقعت في فخ المقارنة وشعرت بالإحباط وعدم الرضا، حاول أن تترك الهاتف من يدك، وتمارس التأمل، قد تبدو الفكرة صعبة إلا أن تنفيذها غاية في البساطة، فيمكنك مثلاً أن تعد لنفسك فنجاناً من مشروبك المفضل، وتشربه في هدوء بينما أنت تفكر في كل الأشياء الجيدة التي تملكها في حياتك، أو تحاول أن تتخيل حياتك إن فقدت شيئاً مما تعبره حق مسلم به ولا يمكنه الزوال، أو تفكر في آخر الأفعال الطيبة او الناجحة التي فعلتها، مثل أنك استطعت إضحاك أحد أفراد أسرتك حين كان حزيناً، حينها ربما تشعر بالامتنان.
قارن ولكن “بالعقل”
ليست كل المقارنات سيئة، فبعض المقارنات والمنافسات تعتبر ظاهرة صحية تدفعنا نحو تطوير ذواتنا والتقدم نحو الأفضل، على ألا تكون تلك المقارنة تحمل مشاعر الغيرة والحقد والحسد، كذلك لا تقارن نفسك بغيرك بشكل غير منطقي، إذا كنت تقارن نفسك بالآخرين من أجل تطوير ذاتك، فتذكر أن هؤلاء الآخرين في الغالب ليسوا متساوون معك في معظم الظروف، كي لا تشعر بالعجز والإحباط،
قارن نفسك بنفسك
إن أفضل أنواع المقارنة هي أن تقارن نفسك بنفسك، أن تأخذ وقتاً لتسأل نفسك هل أنت نسخة أفضل من نفسك اليوم مما كنت عليه بالأمس؟ هل تحسنت بالطرق التي كنت تريدها من حيث كنت قبل عام؟ ماذا حققت من خططك؟ وكم من عقبات وازمات استطعت أن تتخطاها؟ فأنت فقط هو الشخص الوحيد الذي يستحق أن تمنحه تركيزك وتعطيه اهتمامك.
نشجعك دوماً على طلب المساعدة من فريق شيزلونج للاستشارات النفسية، للتواصل مع فريق من أكفأ الأطباء و المعالجين الذين يسرهم تقديم المساعدة والدعم.
احجز جلستك الآن وأبدأ رحلة الاستشفاء، وللمزيد من المعلومات التي تخص صحتكم النفسية تابعوا مقالاتنا
على موقع شيزلونج.
المصادر:
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC4183915/
https://www.vice.com/en/article/vbxkv8/how-to-stop-comparing-yourself-to-others-according-to-experts
https://www.bbc.com/news/world-49026935
https://www.statista.com/statistics/433871/daily-social-media-usage-worldwide/
عادة يجب التخلص منها
نظرية المقارنة الاجتماعية