Article

د/ ابراهيم مجدي يكتب: المخدرات التخليقية و المراهقين

recreational drugs

د/ ابراهيم مجدي يكتب: المخدرات التخليقية و المراهقين

سنوات في عمر أبنائنا تبدأ من سن العاشرة، وحتى 18 عاما، هي ما يطلق عليها «مرحلة المراهقة»، وتعد هي الأخطر وأشد الفترات
خوفا على أبنائنا، ما بين تعرضهم لأمراض نفسية وعضوية ومشاكل اجتماعية، وانجراف وراء تجارب ومخاطر شائكة، و«شطحات»
تكون دائما مثار انتقاد من الجميع، ويظل المراهق قاب قوسين أو أدنى من الانحراف أو التطرف أو العزلة الاختيارية، وتظل مشكلات
هذه المرحلة اليافعة عالقة، لحين حسن التصرف فيها، من قبل الأهل والمدرسين وأرباب العمل، وهو ما يقتضى دائما مناقشة مشكلات
أبنائنا ممن ينتمون لأعمار ما دون الثامنة عشرة.

«المخدرات التخليقية» أو العقاقير الاصطناعية وهى تلك المركبات الكيميائية التي يتم إنتاجها في المختبر، يمكن أن يتم إنتاجها تجاريًا
من قبل مصنعى الأدوية لأغراض طبية صالحة ويتم تحويلها قانونا أو إنتاجها بشكل غير قانونى في المختبرات السرية للأسواق غير
المشروعة في جميع أنحاء العالم، وعندما يتم إنتاج العقاقير الاصطناعية سرًا، فإنها تهدف إلى تقليد أو حتى تعزيز تأثيرات العقاقير غير
المشروعة الطبيعية، مثل الماريجوانا، والتى يمكن أن تكون مسببة للإدمان وتشكل تهديدًا خطيرًا على صحة الأفراد العاديين، ومع ذلك،
يصعب على الهيئات التنظيمية التحكم فيها، فوفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، توفى 15 شخصًا في أمريكا، في
النصف الأول من عام 2015، لتزيد 3 أضعاف عن الفترة نفسها عام 2014، فيما أشارت الرابطة الأمريكية لمراكز مراقبة السموم إلى وجود نحو 1000 تقرير عن حالات دخول المستشفى المتعلقة بالعقاقير الاصطناعية في إبريل 2015 وحده.

إدارة مكافحة المخدرات (DEA) في أمريكا أشارت المستخدمين الأساسيين لهذه العقاقير الاصطناعية هم المراهقين، وذلك لأن
المنتجات رخيصة الثمن، ويمكن الوصول إليها بسهولة من قبل المراهقين عبر الإنترنت أو في محطات الوقود وفى المتاجر ومحال بيع
الدخان والمتاجر الرئيسية.

إن من أنواع العقاقير الاصطناعية، ما يطلق عليه «أملاح الاستحمام» لأنها عادةً ما تكون مسحوقًا شبيهًا بالكريستال باللون الأبيض أو
البنى، وفى مصر هناك سوق سوداء لبيعها، ويطلق عليها أسماء مختلفة عن الأسماء الأمريكية منها الستروكس والفودو، مشيرا إلى أن
المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين ١٣ وحتى ١٨ عاما، هم أكثر فئة يستهدفها تجار المخدرات التخليقية لنشر سمومها، وذكرت تقارير
في وسائل الإعلام عن شباب مصريين ماتوا بسبب جرعة زائدة من «ستروكس»، وكان متوسط عمر المبلغ عنه 20 عامًا.

احجز جلسة مع معالج يمكنه مساعدتك فيما يتعلق بهذا الموضوع
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية

هناك نوع من المخدر يسمى الشابو، أو الكريستال البلورى، يوجد في الكثير من أدوية البرد، وهو مخلق منذ فترة طويلة، ويؤثر على الجهاز العصبى بشكل مباشر، ويجب الانتباه عند تناول هذه الأدوية»، مشيرا إلى أن هناك الكثير من الآثار الصحية الخطيرة التي تصيب الجسم حال تناول مثل هذه المواد التخليقية، فالقنب الصناعى تشمل آثاره الهياج الشديد والقلق والغثيان والقىء وعدم انتظام دقات القلب (ضربات القلب متسارعة)، وارتفاع ضغط الدم والرعشة والنوبات والهلوسة وتوسع حدقة العين، وزيادة الأفكار الانتحارية، أما بالنسبة للمنبهات الاصطناعية، فتشمل التأثيرات زيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم، وألم الصدر، والبارانويا الشديدة، والهلوسة، والأوهام، والسلوك العنيف، مما يتسبب في إيذاء المستخدمين لأنفسهم أو بالآخرين، أما بالنسبة لعقار إم دى إم إيه (MDMA) والتى تعتبر من المنشطات مثل أملاح الاستحمام وتحاكى تأثيراتها «الكوكايين، فتشمل التأثيرات السلبية ارتفاع شديد لحرارة الجسم، والجفاف، وضعف التعلم على المدى الطويل، والغثيان، والقشعريرة، والتعرق، وصرير الفك اللاإرادى، وصرير الأسنان، وتشنج العضلات، وعدم وضوح الرؤية، وارتفاع ضغط الدم، وفشل القلب، وعدم انتظام ضربات القلب».

أنه يظل سؤال الوالدين المستمر هو كيفية معرفة تعاطى ابنهم مخدرات تخليقية، محددا بعض العلامات التحذيرية الشائعة التي تشير إلى
أن المراهق قد يتعاطى المخدرات، وعن طريقها يمكن إنقاذ الابن، وهى كالتالى:

  • التغيرات في السلوك
  • سوء النظافة والإهمال في نفسه
  • انخفاض في الأداء الدراسى
  • الإفراط في الخصوصية والسرية
  • الابتعاد عن الأصدقاء والعائلة
  • قضاء المزيد من الوقت بمفرده
  • يصبح الابن أكثر حدية وتحديا للآخرين وغير متعاون

المهم أن يكون هناك خطوة أساسية، يتبعها كافة الآباء، وهى خاصة بتثقيف أبنائهم من المراهقين حول مخاطر العقاقير الاصطناعية،
فهو هنا يبدأ كل شىء بمحادثة حول المخاطر المرتبطة بتعاطى المخدرات، بما في ذلك المواد الاصطناعية، فوفقا للأبحاث الأمريكية،
فإن حوالى 50% من المراهقين الذين يعرفون المخاطر المرتبطة بالعقاقير في المنزل هم أقل عرضة لاستخدام المخدرات، ولهذا فعلينا
بضرورة التوعية للحد من الانتشار وتكون البداية من البيت، ثم يتبعها حملة توعوية مستمرة للشباب.

بقلم/ دكتور إبراهيم مجدي

إخصائي الطب النفسي و المخ و الاعصاب