دعني أري النور
دعني أري النور
جدول المحتويات
Toggleطفلك الداخلي لازال يتألم
هل تواجهك العديد من المواقف التي تبدو تافهة و لكنها تثير حزنك و غضبك ,أو يصاحبك شعورا مستمرا بالقلق ,و عدم الشعور بالآمان ,كل هذه قد تكون علامات أن طفلك الداخلي (the inner child ) لا يزال يتألم و بإنتظار المساعدة.
إذا سمحت لنفسك بالتوقف للحظة و الإستماع إلي ذلك الصوت ,ربما ستجد طفلك الداخلي يحاول علي الدوام إرسال إشارات إستغاثة مفادها “أنني هنا ..بداخلك ” “دعني أري النور , أعطني الفرصة لمداواتك “.
لقد تم تناول قكرة تحريرو مداواة الطفل الداخلي بأشكال مختلفة , و كذلك الأثر الهائل لذلك المدخل العلاجي علي صحة الفرد النفسية ..و لكن ما المقصود بمفهوم الطفل الداخلي و ما علاقته بالصحة النفسية ؟؟
من هو الطفل الداخلي
يقبع الطفل الداخلي لكل مننا في منطقة اللاشعور ,خلف العديد و العديد من الجدران النفسية ,فمن مننا لم يتعرض لمواقف صعبة قد تصل لحد الصدمات النفسية أثناء مرحلة الطفولة , و لكننا قررنا حماية أنفسنا بتناسيها و كبت تلك الذكريات الأليمة التي لا نمتلك القدرة علي تحملها , قمنا بإختيار دفنها في عقلنا الباطن ,لنستطيع تجاوز الأمر و المضي قدما نحو مستقبلنا و و ربما تجاهل الأمر برمته و نسيانه كأن شيئا لم يكن .
ما الذي يحتاجه طفلك الداخلي
بينما يستمر الطفل في طلب إحتياجاته من الحب و الرعاية و التقدير , يسعي بعض الأفراد لتجاهل تلك الرسائل و المغالاة في إنكار تلك الإحتياجات الأساسية بسد آذانهم و الفرار من مطالب ذلك الطفل .
في الحقيقة تجاهلك لذلك الطفل بداخلك و تقييدك لحريته , وكبت حقه في التعبير , التحرر و الإنطلاق لا ينفي وجوده , و هربك الدائم منه ظنا منك أنه سيغرقك معه في بئر معاناة الماضي.
إبني جسرا للتواصل
إنكارك لوجوده لا يضع حد لمعاناتك , علي العكس يطيل من أمدها ,فإهمالك المتعمد لذلك الطفل , عن طريق إلهاء نفسك الإنغماس في مستقبلك المهني طوال الوقت , أو بالمغالاة في السفر والحفلات الهرب عن طريق الإفراط في إستخدام الوسائل المشروعة و الغير مشروعة .
كل تلك المحاولات لإبقاء نفسك مشغولا عن رسائل الطفل الملحة علي الدوام , و التي لا تؤكد سوي أنك في أشد
الحاجة للتواصل معه ,لوضع حد لتلك الدائرة المفرغة من المعاناة و بدأ رحلة التخطي و التعافي .
بما إنك الراشد فعليك تولي زمام الأمور كي تعيد التواصل مع طفلك الداخلي تتحد معه و تمضوا سويا في رحلة
النضج و الرشد النفسي الحقيقي ,و يبقي السؤال كيف تبدأ التواصل مع طفلك الداخلي ؟؟
البداية
1- إستمع جيدا للإشارات
يرسل لك ذلك الطفل بإستمرار رسالات ,قد تكون غير مفهومة و لكنها صادقة عليك
بقبولها بقبوله و الإعتراف بوجوده , و الإقرار بحق في الوجود و الحب و التعبير عن نفسه .
2- فك الشفرة
حاول فهم الإحتياج وراء تلك الرسائل التي قد تكون في صورة :
- إنفعالات و مبالغات شعورية
- قلق و حالات حزن مستمرة بدون داعي
- حساسية أو غضب غير مبرر بالنسبة لك تجاه موقف ما
- أرق و إضطرابات نوم
- قد يصل البعض للإدمانات المختلفة كالطعام, الجنس, الخدرات أو إدمان وسائل التواصل الإجتماعي
3- إستجب إلي طفلك الداخلي
إذا أردت حقا التواصل مع الطفل بداخلك فقم بالرجوع لما حدث له في الماضي(مهما كان ذلك مؤلما ) وتسبب في
معاناة ذلك الطفل و قم بالإعتراف بما حدث , و إبدأ في فهم ما حدث وإحتياجات الطفل الأساسية ,هل يشعر بالوحدة ,
هل تم رفضه مرات عديدة و يسعي للقبول, هل حرمانه من حقه في الإحترام دفعه للإنتقام لسنوات عديدة ؟؟
إفهم الأمر كراشد و إعطي الطفل حقه المسلوب في بعض الحرية والأمان لعيش المشاعر المختلفة و التعبيرعنها .
4- قم بالرد علي رسائله
لقد بذل ذلك الطفل الكثير من المحاولات كي تلتفت إليه , فقد يفيدك أن تشعره بتقدير محاولاته و أن رسالته قد وصلتك
بأي طريقة ..ربما عن طريق خطاب مرسل إليه عليه إمضاؤك كراشد .
5- وطد علاقتك به
تواصل مع طفلك الداخلي عبر اللعب بلعبتكما المفضلة أثناء الطفولة , أو بإرسال هدية كان يتمني الحصول عليها ,
قد تفيد أيضا ممارسة بعض تمارين التأمل , و كتابة مذكرات ذلك الطفل من وجهة نظره هو .
6- إفتح صفحة جديدة
بعد أن قبلت و تفهمت ما حدث سامح نفسك علي إهمال ذلك الطفل الباكي , و سامح الطفل أيضا علي التوابع و
القرارات التي أخذها كنوع من أنواع طلب المساعدة , تعاطف معه, و إرحمه .. و أبدأ من هنا و الآن …
7- تولي القيادة
إسمح للطفل داخلك بالوجود ,لكن قم بأخذ مسئولية نفسك , أنت الآن راشد متحد مع طفلك الداخلي و مسئول عن
أفعالك و مشاعرك و مسئول أيضا عن تلبية إحتياجات كلاكما بشكل فيه توازن و حكمة و تعقل.
8- إطلب المساعدة
بعض صدمات الطفولة تترك جرحا عميقاو أثرا على نوعية حياتك وعلاقاتك , بشكل يجعلك غير قادر علي إتباع تلك
النصائح العامة و بحاجة لطلب المساعدة من مختص .
لكن لم يفت الأوان بعد للشفاء,حيث يحاول المعالجون خلق مساحة آمنة لك لبدء التعامل مع تلك الصدمات وتعلم
استراتيجيات مفيدة لشفاء طفلك الداخلي.
من خلال تعلم كيفية الإهتمام به ، و التحقق من حقيقة إحتياجاته ، وتعلم التعبير عن المشاعر بطرق صحية ، وزيادة
التراحم مع الذات بشكل عام , كل ذلك,بالإضافة إلي طمأنته أنك ستكون موجود لأجله , كفيل بإعادة حبال الثقة
بينكما و التحرر من قيود صدمات الطفولة .; نشجعكم دوما علي طلب الإستشارة النفسية من أحد متخصصي موقع شيزلونج .
.إحجز جلستك الآن و أبدأ رحلة الإستشفاء
الآن نرجو أن يفيدك هذا المقال في التواصل و مداواة طفلك الداخلي , و للمزيد من المعلومات التي تخص صحتكم النفسية تابعوا مقالاتنا علي موقع شيزلونج.
المصادر
Capacchione, L. (1991). Recovery of your inner child: The highly acclaimed method for liberating your inner self. Simon and Schuster.
Whitfield, C. L. (1987). Healing the child within: Discovery and recovery for adult children of dysfunctional families (Recovery Classics Edition). Health Communications, Inc..
Hestbech, A. M. (2018). Reclaiming the Inner Child in Cognitive-Behavioral Therapy: The Complementary Model of the Personality. American journal of psychotherapy, 71(1), 21-27.
Hanh, T. N. (2010). Reconciliation: Healing the inner child. Parallax Press.https://pdfroom.com/books/reconciliation-healing-the-inner-child/kZdowMp1dM8
[…] للتواصل مع الطفل الداخل […]