تعاطي حبوب الهلوسة..مرح ينتهي بالحاجة للعلاج
تعاطي حبوب الهلوسة..مرح ينتهي بالحاجة للعلاج
وفقًا للدراسات التي أجريت على الأنواع المختلفة من الإدمان، فإن مدمني تعاطي عقاقير الهلوسة يستخدمونها في باديء الأمر لأغراض اجتماعية أو ترفيهية بما في ذلك الحصول على قدر أكبر من المتعة، أو لمساعدتهم للتعامل مع حالات الإجهاد والهروب من حالات الإرهاق المختلفة، كذلك لتمكينهم من الدخول إلى عوالم مختلفة غير تلك العوالم الواقعية التي ربما يهربون من سطوتها على نفوسهم وحياتهم.
وتدخلهم تلك الحالة في دائرة ربما لا يحسبون لها حسابًا من الإدمان وفقدان السيطرة على كمية استخدامهم لتلك الموادبخلاف ما ظنوه في بدايات استخدامهم. فمدمن حبوب الهلوسة كان يعتقد في بداية تعاطيه لها أن تناولها خاضع لرغبته وسيطرته بالكامل.
لكن الحقيقة أن الوصول إلى مرحلة إدمان هذا النوع من الحبوب يستلزم اللجوء إلى العلاج المتخصص للتخلص من تلك السموم بأمان، وتحسين الصحة الجسدية والعاطفية والعقلية، ومنع حدوث الانتكاس الذي قد يظهر بعد التوقف عن التعاطي.
وفي كثير من الأحيان لا يُعد اللجوء إلى العلاج من إدمان مواد الهلوسة ترفًا نظرًا لأنها تسبب الكثير من الأضرار والسلبيات، التي تبدأ بإحباط توقعات مدمني هذه المواد في الحصول على تجربة مثيرة وممتعة من الهلوسة فيجدون أنفسهم يحصلون في المقابل على حالة من الكوابيس المزعجة التي لا يستطيعون التخلص أو الخروج منها قبل انتهاء مدة فترة تأثير مواد الهلوسة والتي يمكن أن تمتد لفترة زمنية طويلة وغير متوقعة وفقًا لطبيعة الشخص واستخدامه، بالإضافة إلى العديد من المخاطر الكبيرة والعواقب الصحية الوخيمة طويلة الأجل، فيحدث لجسم المدمن مجموعة من التغيرات الفسيولوجية السلبية، كما يحدث تغيرات في وظائف الدماغ والجهاز العصبي، وبعض هذه التغييرات تكون مأساوية مثل السقوط في حالة اكتئاب حاد وغيره من الاضطرابات العاطفية والإدراكية والحركية النفسية والسلوكية.
وعادة ما يتمثل العلاج من إدمان حبوب الهلوسة في عدة خطوات :
- التخلص من السموم (الديتوكس): أحيانًا تكون الخطوة الأولى في التخلص من إدمان مواد الهلوسة هي تخليص الجسم من تلك السموم التي تناولها، وهي الخطوة التي تحدث في المستشفيات وأقسام الطواريء عندما يعاني المدمن من رحلة سيئة مع الهلوسة أو تناول جرعة زائدة أو أي مضاعفات طبية أخرى بسبب تعاطي مواد الهلوسة، وفي هذه المرحلة يتم في المقام الأول رصد الملاحظات والتدخلات حول الآثار الجانبية الخطيرة التي يمكن أن تسببها مواد الهلوسة، وكذلك أعراض الانسحاب التي يمكن أن تتطور وتصبح حادة وقاسية أثناء تخليص الجسم من مواد الهلوسة.
والاستقرار في الحالة النفسية والجسدية والصحية للمدمن هي أبرز ما يمكن الحصول عليه في هذه المرحلة، وهو ما قد يتطلب بعض التدخلات الكيميائية مثل الأدوية المضادة للإكتئاب أو الأدوية المضادة للقلق للتأكد من ضمان سلامة الشخص ومدى استجابته للعلاج.
- الحصول على الاستشارة النفسية المناسبة: يعتبر علاج إدمان مواد الهلوسة أكثر فاعلية عندما يتم ربطه بجميع جوانب حياة الفرد بما في ذلك صحته الجسدية والنفسية، والسلبيات التي ربما تحكم علاقته بمحيطه الاجتماعي والأسري والبيئي، وهو ما يجعل أمر الحصول على المشورة النفسية المناسبة أمر هام للغاية للحصول على العلاج، وأغلبية برامج العلاج والتأهيل تعتمد على تقديم خدمات المشورة الفردية والعائلية في غالبية حالات الإدمان والصحة العقلية للوصول إلى أصل الاضاطرابات الوجدانية التي أدت بالأساس إلى الإدمان وتحسين الاتصالات والعلاقات بين المدمن ومحيطه الاجتماعي والأسري وتحفيزه نحو التغييرات الإيجابية، تساعد المشورة النفسية إلى حد بعيد على البقاء على المسار الصحيح وتحقيق الأهداف في التعافي.
- مجموعات الدعم: يتم تشجيع مجموعات الدعم ووجود الأقران الذين يمرون بنفس الحالة ويمدون يد العون لبعضهم البعض كخطوة هامة من خطوات العلاج، ومن خلال هذه المجموعات يكون هناك شعور بالصداقة الحميمة التي تساعد أفراد المجموعة على تخطي مشكلاتهم، والتحلي بالبصيرة التي تنشأ جراء رؤية التجارب المماثلة ونتائج تعافيها أو انتكاسها، بالإضافة إلى الحصول منهم على المشورة التي تكون هامة جدًا لخضوعهم لظروف مشابهة.
- العلاجات السلوكية: وهناك عدة أنواع من العلاجات السلوكية التي يمكن تنفيذها وفقًا للاحتياجات الفريدة لكل شخص والتي تكون مختلفة بناءًا على حالة وظرف كل شخص عن الآخر، فإدمان مواد الهلوسة هي مرض عقلي قابل للعلاج مثل الأمراض العقلية الأخرى وهو ما يجعل العلاجات السلوكية خطوة أساسية لدعم مرحلة العلاج، ويُعد الجمع بين العلاجات السلوكية والعلاجات الدوائية هو أفضل مسار من أجل استقرار الصحة العقلية، والحد من الانتكاسات وإحراز التقدم نحو إعادة التأهيل.
- العلاج السلوكي المعرفي: وهو علاج يستخدم على نطاق واسع لمساعدة الأفراد على تحديد أنماط التفكير السلبية والعواطف والسلوكيات التي أدت بهم إلى الوقوع في براثن إدمان مواد الهلوسة، يلي ذلك خطوة إجراء التغييرات في نمط الحياة والتفكير التي تؤدي إلى تقليل الحافز الزائف الذي يشعر به المدمن من تعاطي مواد الهلوسة، كذلك فإن هذه الخطوة تساعد على الوقاية من الانتكاس ويتم خلالها معرفة ما يجب القيام به عند التعرض للانتكاس، فيتم في هذه المرحلة زيادة الوعي بالمشكلة وعلاجها ووضع علامات تحذيرية لتجنب الأزمة وتطوير الاستراتيجيات والمهارات للتعامل الناجح من جهة المدمن مع حالته وإدارتها بكفاءة.
- العلاجات التحفيزية: وفي هذه المرحلة يتم مكافأة الأفراد لدعمهم لتحقيق نتائج إيجابية في العلاج، كذلك يتم استخدام المقربين من الفرد كالأصدقاء والعائلة للحصول على الدعم العاطفي منهم لمساعدة مستخدم مواد الهلوسة للتخلص من أزمته والحصول على الدافع المناسب لإعادة الانخراط الاجتماعي.
—————————————————————————-
مصادر:
https://www.recoveryconnection.com/substance-abuse/drug-classes/hallucinogens/http://hallucinogens.com/hallucinogen-addiction-treatment/types-of-treatment-for-hallucinogens-abuse-and-addiction/
https://www.scientificamerican.com/article/treating-addiction-with-psychedelics/https://www.recoveryfirst.org/hallucinogens
كتبته لشيزلونج: نيرة الشريف