Article

عاش يا كوتش.. هل تعتبر مخالفة توقعات مدربك فشلاً!

coaches1

عاش يا كوتش.. هل تعتبر مخالفة توقعات مدربك فشلاً!

“أنا اللي بالأمر المحال اغتوى.. 

شوفت القمر بصيت لفوق في الهوا..

طولته ما طولتوش ايه يهمني!

ما دام بالنشوة قلبى ارتوى!”

صلاح جاهين.

إن كنت رياضياَ فبالطبع يتوقع منك الجميع الفوز، بل الفوز بجدارة، الجميع تشمل أسرتك وأصدقاءك، مدربك الرياضي، وجمهورك إن كنت أصبحت تمارس الرياضة بشكل احترافي، إلا أن تلك التوقعات على أداء الرياضي قد تشكل ضغطاَ على صحته النفسية، خاصة إن لم يوفق في تحقيق المرجو منه، مما قد يعرضة للشعور بالخجل والعار أحياناً، وبالتالي يؤثر سلباً على أدائه في المنافسات التالية.

“أشعر بضغوط شديدة عندما يُتوقع مني الفوز. أصبحت قلق للغاية لدرجة أنني أخطأ واقوم بأداء ضعيف”.

“يجب أن أفوز وإلا سيفكر الناس بي بشكل سلبي، وإلا فأنا لست موهوبًا كما يعتقد الناس. وإلا فأنا لست جيدًا بما يكفي”. 

كانت تلك بعض الأمثلة مما يشعر به الرياضيون حيال التوقعات حول أدائهم، فيمكننا اعتبار أن التوقعات العالية هي واحدة من أكبر العقبات التي تواجه الرياضيين.

تؤدي التوقعات العالية إلى زيادة الضغط وعواقب أخرى سلبية على الرياضيين، مثل:

  • انخفاض الثقة.
  • شعور بالقلق.
  • خوف مبالغ فيه من الفشل.
  • التفكير الزائد عن اللازم.
  • عدم القدرة على تجاوز أخطاء الماضي.
  • التفكير السلبي.
  • ضعف الأداء.

 ففي معظم  الأحيان تكون الفكرة المسيطرة على عقل الشخص الرياضي ،هي  يجب أن أفوز، يجب أن أؤدي بشكل جيد. “يجب” هي كلمة ثقيلة جدًا، وغالبًا ما يكون هذا هو أحد أكبر أسباب الإخفاق.

ما الفرق بين الثقة والتوقع؟

تستند الثقة إلى قوة الإيمان بقدرتك أو مدى إيمانك بمهاراتك، أو مدى إيمان مدربك بقدراتك، وهي مجرد اعتقاد يسبق أدائك، كأن تشعر قبل المباراة أنك ستحقق نتائج جيدة.

بينما التوقعات، هي أحكام ومطالب تضعها أنت أو مدربك على أدائك عادةً حول النتائج أو إحصائيات اللعبة، مثل عدد النقاط التي تم تسجيلها في اللعبة.

لكن الثقة لا تتطلب منك الأداء الجيد، على عكس التوقعات. لا يحكم الرياضي الواثق على جودة الأداء بناءً على التوقعات أو النتائج أو النتائج الصارمة السابقة، وبالتالي فإن التوقعات هي مطالب غير مكتوبة أو الحد الأدنى من المعايير التي لديك حول أدائك. إنها تجعلك تحكم على جودة أدائك ونتائجك.

كيف اتخلص من إحساسي بفقدان الثقة بنفسي بسبب عدم تحقيقي للتوقعات المرجوة مني؟

قد يكون لديك أو لدى مدربك توقعات عالية، مثل عدم ارتكاب أي أخطاء في اللعبة، أو قد تشعر بتوقعات الآخرين، مثل “يجب أن أكون هداف الفريق”، مما قد يؤثر على ثقتك بنفسك سلباً إذا لم تتمكن من تحقيق تلك التوقعات المرجوة منك، ولكي لا تقع في ذلك الفخ اتبع الخطوات التالية:

  • ينبغي  أولاً الكشف عن هذه التوقعات الكبيرة التي تخرب سلامك النفسي.
  •  بدلاً من التركيز على توقعاتك، استبدلها بأهداف أكثر قابلية للإدارة تساعدك على التركيز على دورك في الفريق، مثل “العثور على مساحة مفتوحة” أو “إيقاف الدفاع”.
  • تعلم استراتيجيات تعزيز ثقتك في الرياضة، إذا كنت تعاني من فقدان الثقة بالنفس.
  • تذكر أن الثقة هي اختيار تقوم به. عليك أن تبذل جهدًا واعيًا للبحث بشكل استباقي عن أفكار وسلوكيات بناء الثقة. يعتبر الرياضيون الواثقون من أنفسهم سباقين عندما يتعلق الأمر بالثقة.

كيف تتخلص من شعور الخجل من عدم تحقيق التوقعات المرجوة منك؟

يحتاج الأمر لتطبيق استراتيجيات للتخلص من الخجل والشعور بالذنب والضغط على عدة مراحل، فلنتخيل أنك لاعب كرة قدم مثلاً:

أولاً استراتيجيات ما قبل المباراة:

  • اعلم أن التوتر الذي يسبق المباراة أمر طبيعي 

لا تسيء تفسيره بالاعتقاد أنه خوف، إن اندفاع الأدرينالين الذي تشعر به أمر طبيعي وهو جزء من استعداد جسمك الطبيعي للمنافسة. لاحظ ذلك، لكن لا تركز عليه. بمجرد بدء المباراة، سوف يهدأ هذا الشعور كما هو الحال دائمًا.

احجز جلسة مع معالج يمكنه مساعدتك فيما يتعلق بهذا الموضوع
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
( المراجعات)
عرض الصفحة الشخصية
  • استعد عقليًا وجسديًا

قم بالوصول إلى معسكر تدريبك قبل المباراة بوقت طويل حتى لا تتعجل، الأمر الذي يزيد من توترك. احصل على إحماء شامل. مارس بعض تمارين الإطالة السهلة.

  • تخيل 

 في الأيام التي تسبق المباراة، اسمح لبضع دقائق لممارسة التخيل، وخلال هذا الوقت تتدرب عقليًا، وتخيل نفسك تفعل كل شيء بشكل صحيح. تنفس بهدوء، وأغمض عينيك واستخدم التخيل الذهني لتصور نفسك تؤدي أداءً جيدًا. هذا الحديث الإيجابي عن النفس يمكن أن يغير موقفك.

ثانياً استراتيجيات يوم المباراة:

  • ضع لنفسك توقعات منخفضة ومعايير عالية

تركز هذه القاعدة على بذل العمل البدني والعقلي كل يوم والاهتمام بالأشياء الصغيرة التي تساهم في تحقيق نجاح كبير، دون التقيد بتوقعات عالية.

  • التركيز على عملك

ابق عقلك مشغولاً بشيء يمكنك التحكم فيه ويقلل من التوتر الذي يأتي مع التركيز على التوقعات التي يضعها عليك مدربك او أسرتك.

  • ركز على المهمة المطروحة بدلاً من النتيجة 

 ابق حاضرًا في اللحظة الحالية،  وتجنب التفكير بعيدًا فيما بعد المباراة، أو التفكير في النهاية. إذا وجدت نفسك تفكر في أفكار سلبية أو حديث مع نفسك سلبيًا، توقف وركز فقط على تنفسك. التركيز على إيقاع تنفسك سيعيدك تلقائيًا إلى الحاضر.

  • تخيل أنك في يوم تدريب عادي

قد يساعدك أن تنظر إلى المباراة على أنها ليست مباراة مهمة أو نهائية، بل كيوم تدريب حيث تلعب مع مجموعة أصدقائك. في كثير من الأحيان، تأخذ فكرة المنافسة والقلق المتعة من الرياضة ونحتاج فقط إلى تذكير أنفسنا بالمتعة التي نتمتع بها عندما نلعب فقط.

  • ابتسم 

إذا كنت تعاني من  الأفكار السلبية ولا يمكنك الخروج من تلك الدوامة من الأفكار، ببساطة أجبر نفسك على الابتسام، حتى ولو لبضع ثوان. سيغير هذا الإجراء البسيط موقفك في جزء من الثانية. ربما يكون هذا هو كل الوقت الذي تحتاجه للاسترخاء مرة أخرى في أدائك.

  • لا تهتم كثيراً بالنتيجة 

إذا وجدت نفسك عالقًا في الأفكار السلبية ووجدت أنك تتوقع فجأة الأسوأ، فسيكون من المستحيل الأداء بشكل جيد. إذا بدأت في المباراة وكأنك لا تهتم بالنتيجة، فيمكنك الاسترخاء والاستمتاع باللعب كأي  يوم آخر في حياتك. وليس أهم شيء في حياتك.

  • ابتعد عن عبارات “لا بد لي”

هذه العبارات موجهة نحو النتائج وتعمل فقط على زيادة ضغط الأداء والقلق.

بدلاً من ذلك، اسأل نفسك “ماذا يمكنني أن أفعل؟” تستند هذه الأفكار إلى الحاضر وتركز انتباهك على جوانب أدائك التي يمكنك التحكم فيها في الوقت الحالي.

ثالثاً استراتيجيات ما بعد المباراة

  • راجع المباراة وتذكر الأشياء التي قمت بعملها بشكل جيد

ركز على الأفعال والأفكار والسلوكيات التي ساعدتك على الأداء.

  • اعترف، لكن تجاهل سريعًا الأشياء التي أعاقت أدائك

انظر إلى المكان الذي تريد الذهاب إليه، وليس إلى حيث لا تريد. عندما تركز على الحفرة، فإنك تصطدم بها دائمًا. التركيز على الجوانب السلبية للحدث لن يساعدك على التحسن في المستقبل. بدلاً من ذلك، تريد التركيز على الأوقات التي تكون فيها “صحيحة”. هذا شكل من أشكال التدريب الذهني حيث تمارس المهارات التي سيتم استخدامها في المباراة التالية.

  • صمم برنامجًا تدريبيًا يحاكي ظروف الحدث

غالبًا ما تقوم الفرق والأندية بمثل هذا التدريب. إذا كنت تتدرب دائمًا بمفردك، ففكر في الانضمام إلى مجموعة حتى تتمكن من القيام بهذا النوع من المحاكاة. تكون الممارسة أكثر فاعلية إذا كنت تستطيع تقليد الظروف التي ستواجهها في المنافسة.

تذكر دائماً أن الهدف من ممارستك للرياضة هو أن تستمتع بممارسة شئ تحب ان تقضي وقتك فيه، وكذلك أن تعود عليك الرياضة بفوائدها الجسدية والنفسية، لا أن تشكل عليك عبئاً وضغطاً، أو أن تؤثر سلباً على ثقتك بنفسك.

كذلك تذكر أيضاً أن توقعات الآخرين العالية حول أدائك، خاصة توقعات مدربك ليست هي معيار نجاحك أو فشلك، بل النجاح كل النجاح هو أن تستمتع بالمنافسة واللعب، سواء فوزت في النهاية أو لم تفز.

لا تترد في طلب المساعدة من فريق شيزلونج للاستشارات النفسية، للتواصل مع فريق من أكفأ الأطباء والمعالجين الذين يسرهم تقديم المساعدة والدعم.

احجز جلستك الآن وأبدأ رحلة الاستشفاء، وللمزيد من المعلومات التي تخص صحتكم النفسية تابعوا مقالاتنا على موقع شيزلونج.